إدريس مثل الصحفي عثمان ميرغني؛ هما ليسا بذئيان كالقحاتة
تاريخ النشر: 1st, July 2025 GMT
كامل إدريس ممكن يكون مدير جامعة؛ -مدير جامعة خاصة كمان-. بروف لطيف ونضيف ومهذّب، يجيدُ التحدّث بالإنجليزية بجانب لغةٍ أجنبيةٍ أخرى، يتعاملُ مع عددٍ محدود من البشر داخل نطاقٍ محدود، تواجهه كذلك مشكلات محدودة ذات طبيعة معهودة. ما عليه سوى ترؤُّس اجتماع سنوي أو نصف سنوي لمجلس الأساتذة، بجانب متابعة سير العمل الأكاديمي مع عمداء الكليات على نحوٍ من إيقاعٍ رتيب، وبالطبع استقبال بعض المشكلات العابرة عبر عميد شؤون الطلاب.
إدريس مثل الصحفي عثمان ميرغني؛ هما ليسا بذئيان كالقحاتة مثلًا، وربما لا تنطوي دخيلتهما على نوايا سيئة.. لكن كلاهما يعتقدان أنّ أزمة الدولة يمكن استعراضها في ملف (باوربوينت)، ويكون في خاتمة الملف slide يحوي تلخيصًا للأزمة في شكل مخطط هيكلي اسفله نقاط مقْتضبة مدرجة على قالب توصيات واجبة النفاذ للخروج من الأزمة! لكن حتى مشهد ما بعد الخروج من الأزمة في أذهانهما لا يحوي خيالًا لأمة سودانية قوية مترابطة يتمتع أفرادها بخدماتٍ جيّدة، وبتعدادٍ معقولٍ من الفقراءِ والأميين. إنما خيال يحوي شذرات من صور براقة للسودان.. أي سودان بمدن تحوي شبكات مترو أنفاق وناطحات سحاب زجاجية. أي مبلغ مبتغاهما -ومبتغى أشباههما- لذروة المجد الحضاري أنْ تكون الخرطوم مشابهة لسنغافورة أو كيغالي!
ليس بالضرورة أنْ يكون قائد الأمة -في مثل هذه المرحلة- في صورة الأب المقدّس الحاني الذي يأخذ السودانيين من الأجواء المُوحشة المشبعة بالكآبة والشعور باليتم إلى النعيم والعيش الرغيد. ولا بالضرورة أنْ يكون فيلسوفًا مصابًا مثلًا بنوعٍ عميقٍ من أنواعِ القلق الوجودي؛ كالأحزان الناجمة عن استحالة العودة إلى الموطن الأصلي مجددًا.. ولو أنّ إدريس أحقّ الناس بهذا النوع من الأحزان، إذ هو في غربة لأكثر من ثلاثة عقود.. وهي ليست غربة مكانية وجدانية الطابع فقط؛ بل هو “مغترب” بالمعنى المُمتلئ للمفردة. أنا على ثقة أنّ إدريس -وبرغم حماسته الزائدة- كان يشكو من رعب العودة إلى موطنه!
الآن ليس المأزق في إدارة الدولة؛ إنما كيف سيتسع عقل (مدير الجامعة) ليفهم كيف سيُديرُ واقعًا يعجُ بالفوضى؛ والفسدة، وأمراء حرب، وقطاع طرق، وقادة كيانات قبائلية وأخرى عرقية، وجوقة من المرابين والسماسرة، وعدد لا نهائي من جواسيس ومخبرين.. بينما أوصال الدولة ممزّقة، والجوع ينهش أجساد الملايين، وجيوش الغزاة من حولها تتربص. أم أنّ السيد (مدير الجامعة) يعتقدُ أنّ المشكلات تُحلُّ من تلقاء نفسها بمجرد اصداره فرمانات من مكتبه تقضي بحلها.. بالعبارة السحرية: “وضع قرار موضع التنفيذ”!
محمد أحمد عبد السلام
محمد أحمد عبد السلام
المصدر: موقع النيلين
إقرأ أيضاً:
إقتراب موعد اقالة رئيس الوزراء كامل إدريس عبارة عن منقولات(ساذجة)
الي صُناع الرأي العام السوداني :
حديثكم عن إقتراب موعد اقالة رئيس الوزراء كامل إدريس عبارة عن منقولات(ساذجة) أظن أنها متفق عليها لزيادة رقعة رواجها واتساع مدى تأثيرها ..
قرار تعيين الدكتور كامل إدريس تم له فحص دقيق وتمت له إجراءات تامينية (سياسية واقتصادية) مع الاعتراف أنه وجد صعوبات إقليمية دولية في المسار الدبلوماسي ولديه مشاركات خارجية محدودة جداً تقييمها كاننالي
1/تمثيل السودان في أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة الأخيرة وهو تمثيل لا يحسب له؛ إذ بالإمكان ان تقبل رئيس الدورة الحالية ان يتلو خطاب جمهورية السودان من وزير الخارجية اَ حتى وكيل الوزارة ..
2/ زيارة الي الشقيقة مصر وهي ناجحة حيث تم الاستقبال بالبروتكول الرسمي وتم له لقاء مع رأس الدولة
3/ زيارة الي الجارة الشرقية إريتريا تقييمي لها رغم عن الإستقبال الرسمي تعتبر رمزية فقط وخسارة رئيس الوزراء للرأي العام خلالها كانت كارثية ..
4/ زيارة فاشلة الي المملكة السعودية بكل المقاييس وحتى محاولة ترميمها كانت مخجلة ..
الواقع يقول بالرغم من تعرض رئيس الوزراء لمضايقات عديدة وللأسف بعضها متعمّدة ؛ الا انه يمضي في مشوار قيادة الحكومة التنفيذية .. و كامل إدريس ثابت من ثوابت معركة الكرامة وجوده مثل قرار الجيش بالقضاء على تمرد الجنجويد
تحسبو لعب إنتو
Osman Alatta
إنضم لقناة النيلين على واتسابPromotion Content
أعشاب ونباتات رجيم وأنظمة غذائية لحوم وأسماك
2025/12/12 فيسبوك X لينكدإن واتساب تيلقرام مشاركة عبر البريد طباعة مقالات ذات صلة إقبال دبلوماسي كثيف نحو السودان.. كيف يمكن أن تتم ترجمة نتائجه على أرض الواقع2025/12/12 وداع إفريقيا في “أقصر حرب في التاريخ”!2025/12/11 «المستشارة التى أرادت أن تصبح السيدة الأولى».. قصة لونا الشبل مع النظام السورى بعد فيديوهات مسربة مع بشار2025/12/09 السيسي يحبط خطة “تاجر الشاي المزيف في السودان”.. كيف أفشل الرئيس المصري تحرك الموساد؟2025/12/09 ما يزال وصول المنظمات الدولية إليها ممنوعاً.. الفاشر تتحول إلى “مسرح جريمة هائل”2025/12/07 الخرطوم تنهض من تحت الركام (1-3)2025/12/07شاهد أيضاً إغلاق تحقيقات وتقارير تقرير إسرائيلي يحذر من صاروخ مصري “قد يغير قواعد اللعبة” 2025/12/07الحقوق محفوظة النيلين 2025بنود الاستخدامسياسة الخصوصيةروابطة مهمة فيسبوك X ماسنجر ماسنجر واتساب إغلاق البحث عن: فيسبوك إغلاق بحث عن