يمانيون:
2025-06-06@15:03:51 GMT

الـعــرب .. من يهن يسهل الهوان عليه

تاريخ النشر: 28th, February 2025 GMT

الـعــرب .. من يهن يسهل الهوان عليه

أحمد الشريف

كنا نعتقد أن الموقف اليمني الثابت والشجاع في مواجهة ثلاثي الشر العالمي أمريكا وبريطانيا وإسرائيل سينعكس إيجاباً على مواقف الحكام العرب ويخرجهم من دائرة الذل والخوف التي حشروا أنفسهم بداخلها ويكون قدوة لهم لكن مع الأسف الشديد فلم يحرك فيهم ساكناً.

ولذلك كم هو محزن أن يصل إذلال الحكام العرب وهوانهم على شعوبهم وعلى أنفسهم من قبل الإدارة الأمريكية لدرجة أن منعهم دونالد ترامب من عقد قمتهم العربية التي كانت مصر قد دعت لانعقادها يوم السابع والعشرين من شهر فبراير الجاري وكانت أهميتها تكمن بأنها ستناقش مسألة دعوة ترامب لتهجير الفلسطينيين من أرضهم وعزم أمريكا على تملك قطاع غزة حسب ما جاء في تصريحات ترامب وتسليم الضفة الغربية لإسرائيل وربما من خلال هذه القمة لو توافرت لها الظروف لانعقادها كان سيتم التوافق بين الحكام العرب لاتخاذ موقف موحد حتى لو في شكل إصدار بيان دفاعا عن الحق العربي ليس في فلسطين فحسب وإنما في كل البلدان العربية التي تتعرض للتهديد والغزو كما حدث في سوريا مع أن الفرصة متاحة ومهيأة أكثر من أي وقت مضى للدفاع عن قضايا الأمة والاستقلال بقرارها السياسي بعيداً عن التأثير الخارجي، لكن كما سبق وأشرنا في تناولات سابقة فإن معظم الحكام العرب إن لم يكونوا كلهم عليهم ملفات مهددون بها وهي من تكبلهم وتجعلهم يبتلعون ألسنتهم عن قول كلمة الحق خشية من أن يتم فتحها فينفضحون أمام شعوبهم ولذلك فإنهم يؤثرون السلامة على حساب قضاياهم والتنازل عنها ولم يستفيدوا من شجاعة حكام دول صغيرة وضعيفة استطاعوا أن يقفوا في وجه الغطرسة الأمريكية ويتحدونها بل وطلبوا منها سحب قواعدها العسكرية من أراضيهم بعد أن تخلصوا من الحكام العملاء الذين كانوا يدورون في الفلك الأمريكي وما حدث في عدد من الدول في إفريقيا وفي أمريكا اللاتينية رغم فقرها يعد انموذجا يمكن أن يحتذى به فهم لم يخضعوا للإرادة الأمريكية وأجبروها صاغرة على القبول بتنفيذ مطالبهم.

أما في العالم العربي فيكفيهم الدرس البليغ الذي قدمه لهم اليمن المعتدى عليه والمحاصر مُنذ عشرة أعوام وكيف استطاع بما يمتلكه من إرادة حرة أن يواجه أمريكا وبريطانيا وإسرائيل عسكريا في وقت واحد ويجبرها على سحب بوارجها ومدمراتها من البحر الأحمر وكان صاحب آخر طلقة وجهت إلى قلب يافا المسماة إسرائيليا تل أبيب قبل إبرام الاتفاق بين المقاومة الفلسطينية ممثلة في حركتي حماس والجهاد الإسلامي وبين الكيان الصهيوني حيث يتم تنفيذ مرحلته الأولى بشروط المقاومة ومن ثم الدخول في المرحلة الثانية التي ستكفل الوقف الكامل لإطلاق النار، ومن المفارقات أنه يتم التفاوض مع حركة حماس كدولة بعد أن كان المجرم نتنياهو وقيادته العسكرية يهددون منذ ما يقارب عام ونصف العام بالقضاء عليها نهائيا ومسحها من على وجه الأرض حسب زعمهم ولكن تشاء إرادة الله إلا أن تحقق المقاومة انتصارا تاريخيا رغم ما تعرض له قطاع غزة من خراب ودمار وإبادة جماعية خلفت عشرات الآلاف من الشهداء والجرحى وهذا النصر المبين الذي تحقق على أيدي المقاومة في غزة وجنوب لبنان على جيش الكيان الصهيوني المدعوم من ثمانية عشرة دولة عسكريا وماديا مما جعل الحرب على المقاومة حرب عالمية قد أزعج الحكام العرب وجعلهم أقزاما حيث ضاقوا به أكثر مما ضاق به العدو الصهيوني نفسه وقد اعترف الرئيس الأمريكي السابق بايدن بأن إدارته لم تكتف بالدعم العسكري والمادي لإسرائيل وإنما أرسلت قوات عسكرية أمريكية لتقاتل إلى جانب الجيش الصهيوني.

ومع أن الدروس والعبر التي مرّت بها الأمة العربية في تاريخها الحديث ممثلة في حكامها وشعوبها كثيرة جدا إلا أنها لم تستفد منها لتخرج من عنق الزجاجة التي حشرت نفسها فيها بقدر ما أظهرتها أمام الأمم الأخرى بأنها أمة عاجزة عن التفكير ولا تستطيع الدفاع عن قضاياها في وقت يستأسد فيه كل نظام عربي على الآخركما يحدث اليوم من عدوان على اليمن وسوريا والعراق وخلاف شديد بين دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية التي تحالفت ضد اليمن باستثناء سلطنة عمان الشقيقة؛ وهذا مالا نتمناه أن يستمر لاسيما وأن الضعف قد أصاب العرب جميعاً ولا يجب أن نحمّله للغير من الدول الكبرى سواءً كانت الولايات المتحدة الأمريكية أو غيرها وذلك لسبب بسيط وهو أن مبعث وسبب هذا الضعف والهوان هم الحكام ومواقف الشعوب السلبية لأنهم لم يدركوا حقيقة ما يجري لهم وليس عندهم بعد نظر لما سيأتي، وأناس هكذا حالهم لا يستحقون أن يكونوا حكاماً أو أن يشكلون شعوباً.

ولا ندري لم هذا الهوان الذي فرضه العرب على أنفسهم مع أنهم يمتلكون كل أسباب القوة وكل مؤهلات ومقومات التحوّل لصالحهم من خلال ما حباهم الله من ثروة اقتصادية لو تم توظيفها لصالح قضايا الشعوب العربية لاستطاعوا أن ينافسوا الدول الكبرى بالإضافة إلى موقعهم الجغرافي المتميز المتحكّم في مداخل البحار كما أنه يجمعهم دين واحد ولغة واحدة وهي ميزة يتفردون بها ولا تتوافر لأي أمة أخرى غيرهم، وكما هو الحال بالنسبة للدول الكبرى التي تعمل على رعاية وخدمة مصالحها؛ فمن حق الدول الصغيرة أن تقوم بنفس الدور لأن ذلك حق من حقوقها القانونية وليس من حق أحد أن يمنعها كما فعل الرئيس الأمريكي ترامب مؤخرا عندما منع الحكام العرب من عقد قمتهم الخاصة بقضية فلسطين ولم يكتف بذلك فحسب وإنما يريد أن يفرض نفسه وصيا على العالم ولم يبقي لنفسه لا صديق ولا عدو إلا ووقف ضده ووجه إليه تهديده في محاولة منه لفرض إرادته عليه، ولنا في التاريخ عبرة حيث نجد دولاً صغيرة استطاعت بقوتها وفرض إرادتها أن تتحكّم في مصائر دول كبرى ذات مساحات شاسعة واستعمرتها لمئات السنين حتى انتفضت تلك الشعوب وتحرّرت من الهيمنة الاستعمارية، لكن لأن الروح الانهزامية قد طغت على كل شيء عند العرب فقد أصبحوا عاجزين عن حل مشاكلهم حتى مع أنفسهم في إطار المجتمع الواحد وتفرغوا لمحاربة بعضهم البعض؛ فكيف بالدفاع عن قضاياهم ضد الدول الأخرى وخاصة قضيتهم الأولى والمركزية فلسطين، وعليه فإن أطماع الآخرين فيهم ستزداد وإن كانت تختلف في أهميتها من فترة إلى أخرى نظراً لما يشهده العالم اليوم من متغيّرات متسارعة وتطورات اقتصادية وتكنولوجية، إضافة إلى الدور الذي يلعبه الأعداء بتعميق الانقسامات في العالم العربي بحجة أن هذا النظام معتدل قابل للتطبيع مع إسرائيل وذاك ممانع، وهي كذبة كبيرة صدّقها العرب وربطوها بأنفسهم بدليل إن سوريا التي ارتبط بها مصطلح الممانعة قد سقطت بسهولة في أحضان أمريكا وتركيا وإسرائيل ولم يستطع جيشها العربي المؤمن بعقيدته البعثية التقدمية أن يدافع عن مدينة سورية واحدة ويمنع سقوطها في أيدي المتطرفين حتى لعدة ساعات وعليه ومن الله العوض.

المصدر: يمانيون

كلمات دلالية: الحکام العرب

إقرأ أيضاً:

إذاعة سلطنة عُمان تفوز في المسابقة العربية للموسيقى والغناء

تونس «العُمانية»: فازت إذاعة سلطنة عُمان بالجائزة الثانية في المسابقة العربية للموسيقى والغناء فئة «الأغنية» التي ينظمها اتحاد إذاعات الدول العربية ومقره تونس عن أغنية /موطن الجلال/ من كلمات هشام الصقري وألحان وتوزيع أسعد الرئيسي وغناء عبد الحميد الكيومي.

وشهدت الجائزة مشاركة واسعة من الهيئات الإذاعية العربية شملت إذاعات عامة وخاصة إذ بلغ عدد الأغاني المشاركة 11 عملًا غنائيًّا و8 مقطوعات موسيقية من سلطنة عُمان والكويت والأردن وتونس والجزائر ومصر واليمن وجزر القمر وليبيا.

وقال المخرج أسعد الرئيسي ملحّن وموزّع الأغنية إن هذا الفوز يعد إضافة نوعية ثقافية وفنية إلى رصيد إذاعة سلطنة عُمان ضمن المسابقة العربية للموسيقى والغناء، وبتنظيم من اتحاد إذاعات الدول العربية.

وأضاف: «فخورون بهذا التتويج الذي يعد ضمن الجهود الإبداعية في المسيرة الإعلامية وهذا ما عهدناه من الشاعر هشام الصقري، وما أبدع فيه من أداء صوتي الفنان عبد الحميد الكيومي، لقد جسدت الأغنية مشاعر الاعتزاز والفخر والانتماء للوطن الغالي سلطنة عُمان، وامتزجت فيها الكلمات المتفردة بالألحان، في عمل متكامل يعكس واقع الهوية العُمانية الأصيلة».

وأوضح أن فوز أغنية «موطن الجلال» جاء نظرًا لما تميزت به من مفردات فنية وجمالية عالية ومضامين عبّرت عن عراقة عُمان وأصالتها وروحها المتجددة. وأشار إلى أن هذا الفوز يمثل فرصة ثمينة ودافعًا مهمًّا لمواصلة دعم الأعمال الفنية الهادفة، التي تُعبّر عن القيم الوطنية لسلطنة عُمان، مؤكدًا على دور الإعلام المسموع في نقل الإبداع على المستويين المحلي والدولي.

يذكر أن المسابقة تعد إحدى المبادرات الثقافية والفنية لاتحاد إذاعات الدول العربية بإطلاقها في إطار جهوده المتواصلة لدعم الإبداع الفني والموسيقي والغنائي في الوطن العربي وتعزيز الثقافة الموسيقية العربية.

مقالات مشابهة

  • أبرزها البوزلوف والمجدرة .. أشهر أكلات عيد الأضحى في الدول العربية
  • متوسط أسعار الأضاحي في الدول العربية للعام 2025 (إنفوغراف)
  • تعرف إلى كلفة الحج من الدول العربية
  • من بينها ليبيا وإيران..ترامب يمنع دخول مواطني هذه الدول إلى أمريكا
  • عصابات صهيونية لا تؤمن بالتعايش
  • أمريكا هي دولة عدوان ثابت ومستمر على السودان
  • ارتفاع أسعار المواشي في عديد من الدول العربية مع اقتراب عيد الأضحى المبارك
  • العراق أكثر الدول العربية إستيراداً من تركيا
  • ارتفاع قياسي بأسعار «أضاحي العيد» في الدول العربية
  • إذاعة سلطنة عُمان تفوز في المسابقة العربية للموسيقى والغناء