حمدان بن محمد يلتقي عدداً من التربويين الإماراتيين العاملين في القطاع الخاص والمتقاعدين
تاريخ النشر: 28th, February 2025 GMT
أكد سموّ الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، ولي عهد دبي، نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع، رئيس المجلس التنفيذي لإمارة دبي، أن دولة الإمارات بقيادة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة «حفظه الله»، وتوجيهات صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي «رعاه الله»، تواصل تعزيز مكانتها وجهة دولية رائدة للتعليم المتميز، واضعةً بناء الإنسان على رأس الأولويات التي تدعم مسيرة التنمية الشاملة، وذلك بتوفير كافة الإمكانيات للقطاع التعليمي، وفي مقدمتها المُعلِّم الذي يعد محوراً رئيساً للعملية التعليمية والتربوية.
وأعرب سموّه عن تقدّيره لجهود كل معلّمٍ يؤمن برسالته، ومهنته النبيلة، ويؤدي أمانتها بكل إخلاص وتفانٍ، ويغرس قيم حب الوطن والانتماء والارتباط بالثقافة الإماراتية الأصيلة في نفوس أجيالنا الناشئة.
جاء ذلك خلال استقبال سموّ الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، بحضور معالي عبدالله محمد البسطي، الأمين العام للمجلس التنفيذي لإمارة دبي، وسعادة عائشة ميران، مدير عام هيئة المعرفة والتنمية البشرية، لعددٍ من التربويين الإماراتيين العاملين في القطاع الخاص والمتقاعدين المشاركين، تزامناً مع اليوم الإماراتي للتعليم، وذلك في مجلس المضيف في متحف الاتحاد.
وأثنى سموّه على دور المعلمين الإماراتيين المتقاعدين الذين بذلوا أقصى طاقاتهم وإمكاناتهم في تربية أجيال مُلهِمة وقيادات متميزة تحمل راية الوطن ومسؤولية النهوض بقدراته في مختلف القطاعات التنموية.
وقال سموّه: «هدفنا تمكين المُعلّم الإماراتي ليكون الأساس في تعليمنا، وثقتنا فيكم عظيمة وأملنا كبير في قدرتكم على تحمل هذه المسؤولية الوطنية الكبيرة. ندعم كل معلم إماراتي حريص على رعاية أبنائنا وبناتنا، حاملاً رسالته بأمانة وإخلاص لتنشئة جيل واعد نفخر به، وقد وجَّهت هيئة المعرفة والتنمية البشرية بمتابعة المعلمين الإماراتيين في القطاع الخاص وتذليل أية تحديات قد تواجه أي معلم إماراتي».
كما وجّه سموّ ولي عهد دبي، خلال اللقاء، بإطلاق «حوارات الإلهام» لتكون منصة حوارية دائمة مع التربويين العاملين في القطاع الخاص في الإمارة بقيادة هيئة المعرفة والتنمية البشرية، وتطوير وبناء قدرات التربويين الإماراتيين العاملين في منظومة التعليم الخاص بدبي، بما ينسجم مع مكانة التعليم في المجتمع ودوره في تنشئة الأجيال للمشاركة الفاعلة في مسيرة التنمية الشاملة لدولة الإمارات، وأهمية مشاركة الإماراتيين في المواقع والمهام القيادية في هذا القطاع الإستراتيجي.
وتجاذب سموّه الحديث مع الحضور حول أهمية التعليم والنقلة النوعية المطلوبة للمرحلة القادمة، مشيداً بدور الرعيل الأول من التربويين الإماراتيين المتقاعدين ودورهم في تنشئة أجيال اليوم.. كما تبادل سموه الآراء حول تطلعات المعلمين ودورهم الحيوي في بناء نظام تعليمي نموذجي لجميع الطلبة، بما يلبي مستهدفات خطة دبي، وأجندتيها الاجتماعية والاقتصادية، وإستراتيجية التعليم في دبي 2033.
وستتولى هيئة المعرفة والتنمية البشرية في دبي، مهام التنسيق مع المدارس الخاصة ومراكز الطفولة المبكرة الخاصة، لوضع برنامج تدريبي لتطوير مهارات المعلمين الإماراتيين وضمان تطورهم الوظيفي، بالإضافة إلى تطوير برنامج إرشاد وظيفي ومهني لرفع كفاءة وقدرات المعلمين الإماراتيين بالتعاون مع التربويين الإماراتيين المتقاعدين، وربط كل معلم إماراتي بتربوي متقاعد، ليكون مرشده الذي يمنحه خلاصة خبراته الطويلة، ويعزز أداءه في مهمته الوطنية ومسيرته المهنية.
من جانبهم، أعرب الحضور عن عميق تقديرهم لسموّ الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، وبالغ امتنانهم للدعم الكبير الذي تحيط به القيادة الرشيدة مسيرة نمو وازدهار قطاع التعليم، ما جعل دولة الإمارات وجهة جاذبة للتعليم المتميز، وحاضنة للمواهب وذوي الكفاءات في مختلف القطاعات، مؤكدين اعتزازهم بهذه الثقة الغالية وجاهزيتهم لمواصلة العمل من أجل تنشئة أجيال قادرة على حمل اسم الوطن إلى قمم جديدة من التقدّم والازدهار. أخبار ذات صلة
المصدر: صحيفة الاتحاد
كلمات دلالية: حمدان بن محمد الإمارات
إقرأ أيضاً:
صلاح فؤاد لـ "الفجر": الذكاء الاصطناعي يعيد تشكيل التعليم ويعزز تمكين المعلمين
في إطار سعيها الدائم لتطوير العملية التعليمية ومواكبة متغيرات العصر، تنظم كلية الدراسات العليا للتربية بجامعة القاهرة ندوة علمية متميزة بعنوان: "التمكين المهني للطالب المعلم وتوظيفه في ضوء الذكاء الاصطناعي"، تحت رعاية كريمة من الأستاذ الدكتور محمد سامي عبد الصادق، رئيس جامعة القاهرة، وبإشراف الأستاذ الدكتور محمود السعيد، نائب رئيس الجامعة لشؤون الدراسات العليا والبحوث، والأستاذة الدكتورة غادة عبد الباري، نائب رئيس الجامعة لشؤون خدمة المجتمع وتنمية البيئة.
تأتي هذه الندوة في إطار الجهود المتواصلة لجامعة القاهرة لتعزيز منظومة إعداد وتأهيل المعلمين بما يواكب متطلبات الثورة الصناعية الرابعة وتطبيقات الذكاء الاصطناعي، وذلك من خلال توظيف الأدوات الرقمية الحديثة في دعم العملية التعليمية وتطوير قدرات المعلم المستقبلية، خاصة في ضوء التحولات التكنولوجية السريعة والتحديات المعاصرة التي تواجه قطاع التعليم.
وتحرص كلية الدراسات العليا للتربية من خلال هذه الفعالية على خلق بيئة معرفية تفاعلية، تُسهم في رفع وعي الطالب المعلم بمستجدات العصر، وتزويده بالمهارات الرقمية التي تؤهله للتميز في مهنة التعليم، عبر عرض تطبيقات عملية وتجارب ملهمة في مجال الذكاء الاصطناعي التربوي.
في البداية، نود التعرف على سيادتكم بشكل أوسع.أهلًا بكم، أنا الدكتور صلاح أحمد فؤاد، أعمل مدرسًا للمناهج وطرق التدريس بكلية الدراسات العليا للتربية بجامعة القاهرة، وأشغل أيضًا منصب نائب مدير وحدة الذكاء الاصطناعي بالكلية، ونعمل على توظيف التطبيقات الذكية في تطوير العملية التعليمية وتحقيق جودة في أداء المعلمين والمتعلمين.
ما الهدف الأساسي الذي سعت الندوة إلى تحقيقه؟هدفت الندوة بالأساس إلى استكشاف إمكانات الذكاء الاصطناعي في دعم التمكين المهني للمعلمين الجدد والطلبة المعلمين. في ظل الطفرة التكنولوجية الراهنة، أصبح من الضروري أن يمتلك المعلم أدوات حديثة تساعده على أداء رسالته بكفاءة. لذلك، ركزنا خلال الندوة على تقديم أبرز التطبيقات العملية للذكاء الاصطناعي التي يمكن أن تُسهم في تحسين عمليتي التعليم والتقويم داخل الصفوف الدراسية.
كيف يمكن للمعلم الاستفادة بفاعلية من هذه التقنيات في الفترة القادمة؟بالفعل، تم التركيز على هذه الجزئية المحورية خلال الندوة، حيث ناقشنا أبرز التحديات التي قد تواجه المعلمين في تطبيق الذكاء الاصطناعي مثل محدودية المعرفة التكنولوجية، ومخاوف تتعلق بالخصوصية والتكلفة أو متطلبات الدفع لبعض التطبيقات، بالإضافة إلى ضعف البنية التحتية في بعض المؤسسات التعليمية. وحرصنا على تقديم بدائل مجانية بالكامل، تدعم لغات متعددة، وتوفر ما يقرب من 84 أداة ذكاء اصطناعي تخدم المعلم في جوانب التخطيط، وإدارة الفصل، وتصميم الأنشطة، ومراعاة الفروق الفردية، والتقويم، وغيرها. هذه المنصة لا تحتاج إلى خبرات تقنية متقدمة، وتغطي كافة المراحل التعليمية، بداية من ما قبل رياض الأطفال وحتى المستوى الجامعي، مما يجعلها أداة تعليمية متكاملة.
ما أبرز التوصيات التي خرجت بها الندوة؟من أبرز التوصيات التي خلصنا إليها هي ضرورة أن يواكب المعلم المستجدات الحديثة في مجال الذكاء الاصطناعي، خاصة في ظل التحول الرقمي الذي بات واقعًا ملموسًا. نؤكد دومًا أن الذكاء الاصطناعي لا يلغي دور المعلم، بل هو أداة داعمة تعينه على أداء مهامه بصورة أكثر احترافية. هذه الأدوات تسهّل عليه الوصول إلى مصادر معرفية موثوقة، ومخرجات بحثية متميزة، وابتكارات تعليمية يمكن توظيفها لإثراء العملية التعليمية وإدخال المتعة والابتكار إلى الصفوف الدراسية. كما أن الذكاء الاصطناعي يمكن أن يُسهم في إجراء تقويمات دقيقة مبنية على تحليل شامل لأداء الطلبة، مما يُمكّن المعلم من توجيه طلابه نحو التميز، سواء من حيث التحصيل الأكاديمي أو في تبني قيم مجتمعية بناءة. الرسالة الأساسية التي حملناها في هذه الندوة أن المعلم لا يجب أن يخشى الذكاء الاصطناعي، بل عليه أن يجرّب ويستفيد من التطبيقات العملية، لأن التردد سيُفقده فرصًا كثيرة في ظل متطلبات سوق العمل الجديدة.
ماذا عن عملية التدريب؟ ما أبرز المخاوف التي ترصدونها لدى المتدربين؟من واقع تجربتنا، تتلخص أبرز المخاوف في الشعور بعدم القدرة على مواكبة التطور التكنولوجي، خاصة لدى من ليس لديهم خبرة كافية باستخدام الحاسوب، أو من لا يتقنون سوى البرامج الأساسية مثل Word وPowerPoint. مع ظهور تقنيات الذكاء الاصطناعي، يشعر البعض بالرهبة أمام قدراتها على تغيير الصوت أو الصورة، أو توليد محتوى تعليمي متكامل. كما تبرز مخاوف أخرى تتعلق بالوقت والجهد المطلوبين لتعلم هذه الأدوات، فضلًا عن الأعباء الحياتية التي قد تعوق البعض عن الانخراط في برامج تدريبية مكثفة. نحن نعمل على تبديد هذه المخاوف من خلال تقديم أدوات سهلة الاستخدام، متاحة مجانًا، وتدعم اللغة العربية بشكل ممتاز، وتوفر خدماتها خلال دقائق. نُعرّف الذكاء الاصطناعي بأنه "معلم ظل" يرافق المعلم ويعينه، دون أن يتطلب مهارات لغوية أو تقنية معقدة. هذه المنصات لا تحتاج إلى مجهود كبير، بل تُتيح للمعلم استراتيجيات، وأفكارًا، ودروسًا، وخططًا تعليمية بنقرة واحدة. لذلك، نسعى في كل دورة تدريبية إلى إزالة الحواجز الذهنية أولًا، ثم نبدأ مرحلة التطبيق العملي، مما يخلق تحولًا حقيقيًا في وعي المتدربين ونظرتهم لهذه التقنيات.
ختامًا، كيف كانت تفاعلات الحضور في الندوة؟ وهل لمستم تجاوبًا مع ما طُرح؟الحقيقة أن التفاعل كان كبيرًا ومُبشرًا للغاية. لمسنا اهتمامًا بالغًا من الحضور، سواء من مديري المدارس أو الموجهين أو الطلاب الباحثين، الذين أبدوا إعجابهم بالتطبيقات المعروضة. ما ساعد على ذلك هو أننا قدّمنا محتوى عمليًا وواقعيًا، وعرضنا كل أداة من الأدوات الـ84 بشكل تطبيقي مباشر، وبأمثلة مأخوذة من تخصصات ومراحل تعليمية مختلفة. هذا التنوع أتاح للجميع أن يروا كيف يمكنهم توظيف هذه التقنيات في مجالاتهم دون تعقيد، وشجعهم على البدء في استخدامها داخل بيئاتهم التعليمية. وكانت هناك ردود فعل إيجابية تؤكد أن هذه التطبيقات تستحق التجربة، وأن المعلم الذي لا يمتلك مهارات رقمية حديثة لن يتمكن من مواكبة متطلبات المهنة في المستقبل القريب.
وفي ختام هذه الندوة العلمية المتميزة، التي عكست رؤية جامعة القاهرة الرائدة في دمج التكنولوجيا المتقدمة بمجال إعداد المعلمين، تجدد التأكيد على أن الذكاء الاصطناعي لم يعد خيارًا ترفيهيًا، بل أصبح ضرورة حتمية لتطوير أداء المعلم وتحقيق جودة التعليم. فقد أتاحت الندوة، برؤية علمية دقيقة وجهود تنظيمية متميزة من كلية الدراسات العليا للتربية، فرصة فريدة أمام المشاركين لاكتشاف إمكانات الذكاء الاصطناعي كأداة مساندة للمعلم، لا تلغي دوره الإنساني، بل تدعمه وتعزز قدرته على التفاعل مع احتياجات طلابه المتنوعة.
وأكد الدكتور صلاح أحمد فؤاد، من خلال حواره مع "الفجر"، أن التحديات المرتبطة باستخدام هذه التقنيات يمكن تجاوزها بسهولة، إذا ما توفر الوعي والتدريب المناسب، مشيرًا إلى أن المستقبل التعليمي مرهون بقدرة المعلم على التكيّف مع مستجدات العصر وتوظيف أدوات الذكاء الاصطناعي بما يحقق أعلى درجات التمكين المهني.
ويظل الرهان على المعلم المستنير، القادر على التطوير الذاتي، والتفاعل الإيجابي مع التقنيات الحديثة، هو الضمانة الحقيقية للنهوض بالعملية التعليمية. ومن هنا، تبرز أهمية استمرار مثل هذه الندوات، التي تُشكّل منصة علمية ملهمة نحو تعليم عصري متطور، يتماشى مع رؤية مصر 2030 للتحول الرقمي والابتكار.