أكدت قرينة صاحب السموّ حاكم الشارقة، سموّ الشيخة جواهر بنت محمد القاسمي، رئيسة مؤسسة القلب الكبير، المناصرة البارزة للأطفال اللاجئين لدى المفوضية السامية لشؤون اللاجئين، أن تضافر المجتمعات من أجل إنقاذ الأطفال ضحايا الحروب، ليس مجرد فعل عابر أو مساعدة مؤقتة، بل هو إنقاذ للمستقبل الإنساني المشترك، ورسالة للعالم تؤكد أن الإنسانية حيّة، وأن الخير أقوى من الدمار، وأننا نرفض أن يُترك الأطفال وحيدين لمعاناتهم ومصائرهم في أي مكان من العالم.


وقالت سموّها: «إن الأطفال الذين يمرون بأحداث حادة وقاسية مثل الحروب وما فيها من أهوال وفظائع، سيظلون يعانون آثاراً عميقة قد تلازمهم مدى العمر، فذاكرتهم مثقلة بالخوف وفقدان الآباء والأمهات والإخوة، وخسارة الأصحاب والأقارب والأحبة. وهنا يجب أن يتدخل العالم ليحاول مواجهة هذه الذكريات بمشاعر الإحاطة والاحتضان والمحبة التي يجب أن نظهرها لهم من خلال دعمهم ورعايتهم، ليعلموا أن في هذا العالم من يرفض التخلَّي عنهم. هؤلاء الأطفال فقدوا كل شيء، ودُمِّر مجتمعهم الذي كان أمانهم النفسي والجسدي، وهم اليوم بحاجة إلى كل ما يعينهم على تخطي هذه المحن».
وأضافت سموّها: «من هذا الموقف الراسخ، تأتي حملة لأطفال الزيتون التي تنطلق بجهود المساهمين والشركاء المخلصين في هذا العالم، لإعادة إعمار ما تضرر في نفوس الأطفال البريئة، أولئك الذين نشاهدهم يومياً عبر وسائل الإعلام، ونستمع إلى حكايات صمود شعب يملك طموحات عظيمة، ليثبتوا للعالم أن إعادة إعمار الإنسان يجب أن تكون المهمة الرئيسية لنا جميعاً، فكرامة الإنسان تفوق في أهميتها أي عملية إعمار أخرى».
الدعم والرعاية
جاء ذلك خلال إطلاق سموّها حملة إنسانية تحت شعار «لأطفال الزيتون»، بالشراكة مع مؤسسة التعاون الفلسطينية، لجمع أموال الزكاة والصدقات خلال شهر رمضان المبارك، والتي تهدف إلى تقديم الدعم والرعاية الشاملة لـ 20 ألف طفل يتيم يعيشون داخل قطاع غزة، استجابةً للحالة الإنسانية الحرجة التي يعيشها هؤلاء الأطفال الذين فقدوا آباءهم وأمهاتهم، ويواجهون واقعاً قاسياً بلا معيلٍ أو سند، حيث تضمن لهم الحملة حقهم في التعليم، والرعاية الصحية والنفسية، والتغذية الجيدة، والمأوى الآمن حتى بلوغهم سن الـ 18.
ويتاح التبرع بالحوالات المصرفية والشيكات والدفع النقدي والرسائل القصيرة، حيث يستطيع المتبرعون المساهمة قدر المستطاع أو اختيار باقة واحدة على الأقل من باقات الدعم المتنوعة، والتي تشمل: 167 دولاراً أمريكياً (نحو 625 درهماً إماراتياً) لرعاية يتيم واحد لمدة شهر، و2000 دولار أمريكي (نحو 7,500 درهم إماراتي) لرعاية يتيم لمدة عام، و10,000 دولار أمريكي (نحو 37,500 درهم إماراتي) لرعاية ودعم يتيم لمدة 5 سنوات، و20,000 دولار أمريكي (نحو 75,000 درهم إماراتي) لرعاية واحتضان يتيم لمدة 10 أعوام.
في حين أكدت الحملة أن أي مساهمة أخرى، مهما كانت بسيطة، تعزز فرص الوصول إلى عدد أكبر من الأيتام وتوفر ما يحتاجون إليه من رعاية واهتمام.
كسوة العيد
لأول مرة، تخصص مؤسسة «القلب الكبير» مبادرتها السنوية «كسوة عيد» لهذا العام لدعم نفس الأيتام المستفيدين من هذا البرنامج، بهدف إدخال الفرحة على قلوبهم في عيد الفطر المبارك، ويمكن لمن يرغب في تقديم كسوة عيد لطفل يتيم في غزة التبرع بمبلغ 200 درهم إماراتي، حيث ستتولى المؤسسة إيصالها إليهم بالتعاون مع «الفارس الشهم»، متضمنة الملابس والأحذية التي تضفي أجواء البهجة والسرور على العيد.
ويمكن تقديم التبرعات عبر عدة وسائل معتمدة تضمن وصول المساعدات مباشرةً إلى الأطفال الأيتام، وتشمل: الحوالات المصرفية على رقم الحساب 0011-430430-002 – مصرف الشارقة الإسلامي، والشيكات، والدفع النقدي في مقر المؤسسة، والتبرع عبر خدمة الرسائل القصيرة أو من خلال الإنترنت على الرابط الآتي: https://tbhf.ae/ramadan-2025/. كما يمكن للشركات الخاصة والمؤسسات من القطاع العام المساهمة في دعم الحملة بطرق مختلفة يمكن مناقشتها من خلال التواصل على الرقم الآتي: +971 50 535 0152.
وتستجيب الحملة للأزمات الإنسانية التي يعانيها الأيتام في غزة، والمتمثلة في النقص الحاد في الغذاء، وفقدان المأوى، وتفشي الأمراض المزمنة، إضافة إلى التهجير القسري والصدمات النفسية الناتجة عن فقدان الأهل، والمشاهد اليومية المرعبة للقصف والقتل، إلى جانب فقدان الفرص في التعليم أو الحصول على الرعاية الطبية والدعم النفسي والعاطفي لمساعدتهم على الاستمرار في حياتهم.
45,000 يتيم
تتجسد أهمية حملة «لأطفال الزيتون» بالنظر إلى حجم عدد الأيتام في قطاع غزة، حيث يعيش قرابة 45,000 يتيم داخل غزة، منهم 20,000 يتيم مسجل حتى أغسطس 2024، و25,000 طفل يُتِّموا نتيجة الحرب على غزة، إلى جانب عشرات الأطفال الذين أصبحوا يندرجون ضمن الفئة المستحدثة باسم «طفل جريح لا عائلة له على قيد الحياة».
ودعت مؤسسة «القلب الكبير» المحسنين وأصحاب الأيادي البيضاء من أفراد المجتمع، والمؤسسات والهيئات الحكومية، ومنظمات المجتمع المدني، والجمعيات الخيرية، وشركات القطاع الخاص إلى المساهمة في الحملة لرعاية وكفالة أيتام غزة، وتأمين احتياجاتهم الأساسية من غذاء وتعليم ورعاية صحية ودعم نفسي، ما يساعدهم على بناء مستقبل أكثر استقراراً.
شراكة استراتيجية
تنفذ المؤسسة الحملة بالتعاون مع مؤسسة «التعاون» الفلسطينية، التي تُعد من أبرز المؤسسات الإغاثية الفاعلة في فلسطين، حيث أطلقت برنامج «نور» لرعاية الأيتام بالشراكة مع «مجموعة بنك فلسطين»، لدعم الأيتام منذ الولادة وحتى سن 18 عاماً، تحت شعار «في أحلك لحظات حياتهم، كن نوراً لأيتام غزة»، والذي يضمن لهم التعليم والرعاية الصحية والدعم النفسي والمساعدات الأساسية، وجمع البرنامج 7.1 مليون دولار، قدمت من خلالها خدمات الرعاية الأساسية لأكثر من 11 ألف طفل يتيم، ويهدف البرنامج إلى جمع 377 مليون دولار لتقديم دعم مستدام طويل المدى لأيتام غزة.
وتعكس هذه الشراكة التزام مؤسسة «القلب الكبير» بتقديم دعم مستدام وفعّال، حيث ترتكز على مؤسسة موثوقة في توجيه المساعدات إلى الأيتام، واعتماد آليات تنفيذ تضمن تحقيق الأثر الأكبر للأطفال الأيتام، ما يضمن توجيه مساهمات المتبرعين وأصحاب الأيادي البيضاء بشكل مباشر، لتلبية احتياجات الأطفال، وتوفير بيئة آمنة تساعدهم على تجاوز الكارثة الإنسانية التي حلّت بقطاع غزة.

المصدر: صحيفة الخليج

كلمات دلالية: فيديوهات الشارقة الشيخة جواهر مؤسسة القلب الكبير القلب الکبیر درهم إماراتی من خلال

إقرأ أيضاً:

توفر الرؤوس المحسنة.. الزراعة تطلق مبادرة لدعم صغار المربين

كتب- عمرو صالح:

أطلق علاء فاروق وزير الزراعة واستصلاح الأراضي، والمهندس حازم الأشموني محافظ الشرقية، ومحمد أبو السعود الرئيس التنفيذي للبنك الزراعي المصري، المرحلة الثانية لمبادرة "إحلم"، تحت رعاية فخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي، لدعم صغار مربي الماشية، وذلك بحضور اللواء وائل رأفت مندوب رئاسة الجمهورية، والمهندس مصطفى الصياد، ووفد رفيع المستوى من قيادات وزارة الزراعة، وذلك بقرية التلين بمركز منيا القمح بمحافظة الشرقية.

وأكد وزير الزراعة، خلال لقاء عقده مع المربين والمستفيدين، على أهمية هذه المبادرة والتي نجحت في مرحلتها الأولى بدعم صغار المربين، واستطاعت توفير 1000 رأس من العجلات المحسنة، ذات الإنتاجية العالية للألبان، بتمويل من البنك الزراعي المصري، بما ساهم في توفير فرص عمل وتحسين دخول المربين.

وأشار "فاروق"، إلى أن تلك المبادرة تأتي تنفيذًا لتوجيهات مباشرة من الرئيس عبدالفتاح السيسي، حيث تبنتها وزارة الزراعة والبنك الزراعي المصري، وشركة هيلثي، لدعم صغار المربين، لافتا الى إن تلك المبادرة تمثل نموذجًا يحتذى للشراكة الفعالة بين الدولة والقطاع الخاص، والتناغم والتعاون المشترك لتحقيق التنمية المستدامة.

وأضاف، أن القطاع الزراعي هو قطاع واعد مليء بالفرص الاستثمارية، في العديد من الأنشطة والمجالات، كما أن الدولة المصرية والتي اتخذت إجراءات حقيقية من أجل تشجيع الاستثمار وتحسين مناخه، تدعم بقوة الاستثمار الناجح، وحريصة على إشراك القطاع الخاص في جهود التنمية.

وأشار إلى أن المرحلة الثانية من المشروع تتمثل في توفير 2000 رأس من العجلات المحسنة ذات الإنتاجية والإدرار العالي للألبان، حيث يتولى البنك الزراعي تمويل المستفيدين بقروض ميسرة، وتقوم الشركة باستيراد العجلات من السلالات المحسنة عالية الإنتاجية، وتوفير الخبرة والتدريب والدعم الفني والأعلاف، وتقديم الرعاية البيطرية بالتعاون مع وزارة الزراعة، كذلك تقوم بشراء إنتاج الألبان من المربين المستفيدين.

وأعرب "فاروق"، عن تطلعه بأن يتم تعميم تلك المبادرة بجميع محافظات الجمهورية، لدعم أكبر عدد من صغار المربين وتوفير فرص العمل، فضلًا عن زيادة الإنتاج المحلي، وتحقيق الأمن الغذائي والتنمية.

وتقدم وزير الزراعة، بالشكر إلى كافة القائمين والمساهمين في هذه المبادرة، والمهندس محمد مصطفى لطفي رئيس الشركة، على مساندة جهود الدولة وتبني المبادرة الوطنية بالتعاون مع البنك الزراعي المصري ووزارة الزراعة، معربًا عن أمله بأن يتم مضاعفة تلك الجهود خلال المرحلة الثالثة العام المقبل، لتمويل عدد أكبر من المستفيدين، وتوفير المزيد من فرص العمل.

وأكد "فاروق"، أهمية الالتفاف خلف القيادة السياسية الحكيمة للرئيس عبد الفتاح السيسي، ورؤيته الثاقبة، لتحقيق المزيد من التقدم والتنمية، لافتًا إلى أن مصر خلال السنوات العشر الماضية، واجهت الكثير من التحديات ومن تحديات عالمية واجهت كافة دول العالم، لكنها استطاعت تخطي الكثير من العقبات، بفضل رؤية الرئيس السيسي وحرصه على تحقيق التنمية والنهوض بهذا الوطن، وإطلاق الجمهورية الجديدة، إضافة إلى الاهتمام بالريف المصري، وتنميته ورفع مستوى معيشة أبنائه، فضلًا عن المشروعات القومية العملاقة والمبادرات الهامة التي تم إطلاقها، ومن بينها مبادرة حياة كريمة.

ومن جهته أوضح المهندس حازم الأشموني محافظ الشرقية، أن ما تشهده المحافظة من توسع في الإنتاج الحيواني سواء بالتربية أو من خلال مشروعات التسمين للمؤسسات العاملة في المجال وربط الإنتاج بإقامة مشروعات الصناعات الغذائية ذات الصلة والتي تعتمد في أساسها على الإنتاج الحيواني من لحوم وألبان يعطي مؤشرًا إيجابيًا لأن تتصدر الشرقية محافظات الجمهورية في هذا المجال، والذي من شأنه تعظيم الإنتاج الوطني وتقليل الفجوة بين ما ينتج محليًا وما يتم استيراده من الخارج بالإضافة إلى توفير فرص عمل لصغار المربين."

وأكد محافظ الشرقية، أن المحافظة تعد سلة الغذاء المصرية لما تمتلكه من مساحات خضراء شاسعة أهلتها ليتنوع بها المحاصيل الزراعية لافتًا إلى أنه نظرًا لاعتماد الإنتاج الحيواني على الإنتاج الزراعي حيث الحصول على الغذاء اللازم لتربية رؤوس الماشية والأغنام والمساحات الخضراء اللازمة للرعي لافتًا إلى سعي المحافظة لتنمية الثروة الحيوانية لامتلاكها الكثير من المقومات حيث عدد المزارع والإمكانيات التي تؤهلها لمضاعفة الإنتاج الحيواني من اللحوم والألبان وبالأخص مشروع البتلو والذي أطلقته وتتبناه وزارة الزراعة المصرية لدعم صغار المزارعين ومنحهم قروض تصرف من البنك الزراعي المصري.

لمعرفة حالة الطقس الآن اضغط هنا

لمعرفة أسعار العملات لحظة بلحظة اضغط هنا

صغار المربين تربية الماشية علاء فاروق وزارة الزراعة

تابع صفحتنا على أخبار جوجل

تابع صفحتنا على فيسبوك

تابع صفحتنا على يوتيوب

فيديو قد يعجبك:

الخبر التالى:

مقالات مشابهة

  • توفر الرؤوس المحسنة.. الزراعة تطلق مبادرة لدعم صغار المربين
  • شفاء الأورمان: تقديم 600 خدمة طب نووى لأطفال الصعيد خلال عام
  • اعتبارا من تموز المقبل ..فرنسا تحظر التدخين في كل الأماكن التي يتواجد فيها الأطفال
  • شرطة أبوظبي تطلق حملة توعوية بشأن إفساح الطريق لسيارات الطوارئ
  • فرنسا تحظر التدخين في كل الأماكن التي يتواجد فيها الأطفال بدءًا من يوليو
  • الصين تطلق أول مؤسسة دولية حكومية للوساطة في النزاعات.. نخبرك ما نعرفه
  • تعاون بين تحقيق أمنية وطاقة لتعزيز المسؤولية المجتمعية
  • (نزرع اليوم لنحيا غداً)… حملة تشجير حدائق صحنايا بريف دمشق
  • مصر: اللجنة الدولية للصليب الأحمر والمنظمة الدولية للهجرة تتعاونان لدعم العائلات التي تواجه الانفصال
  • السيد القائد الحوثي: استهداف العدو لأطفال الطبيبة الفلسطينية التسعة هي واحدة من المآسي المتكررة التي يعيشها الفلسطينيين