مهاجرون إثيوبيون يتهمون حرس الحدود السعودي بارتكاب انتهاكات مروعة
تاريخ النشر: 1st, March 2025 GMT
نشرت صحيفة "الغارديان" البريطانية تقريرا يتضمن شهادات لمهاجرين إثيوبيين اتهموا قوات حرس الحدود السعودي بإطلاق النار عليهم عشوائيا أثناء محاولتهم عبور الحدود اليمنية إلى السعودية، إضافة إلى تعرض بعض النساء للاغتصاب ورؤيتهم جثثا متحللة.
ونقلت الصحيفة عن مهاجرين إثيوبيين قولهم إنهم تعرضوا لإطلاق نار من قبل حرس الحدود السعودي أثناء محاولتهم العبور إلى محافظة نجران السعودية بين عامي 2019 و2024.
وتحدث أحد المهاجرين قائلا "رأيت شخصيا ثلاثة أشخاص يموتون بجانبي. لقد فجرت النيران السعودية إحدى ساقي، وكانت هناك أشلاء من الجرحى والقتلى من حولي".
وقال مهاجر آخر إنه أصيب بشظايا في ساقه وظهره، بينما زعم ثالث أنه شهد "اغتصاب ثلاث نساء إثيوبيات من قبل رجال يرتدون زي حرس الحدود السعودي".
وأضاف مهاجرون آخرون أنهم تعرضوا للضرب والاعتداء الجنسي أثناء محاولتهم العبور إلى الأراضي السعودية.
وأشارت الصحيفة البريطانية إلى أنها لم تتمكن من الحصول على تعليق من السلطات السعودية بشأن هذه الادعاءات.
ونقل التقرير شهادة أحد الناجين، الذي حاول العبور إلى السعودية في كانون الثاني /يناير 2023، حيث قال "كانت الرحلة مرعبة بشكل خاص. على طول الطريق، واجهنا العديد من الجثث المتحللة التي أكلتها الحيوانات. واصل حرس الحدود إطلاق النار علينا بينما كنا نسير عبر تضاريس غادرة".
وأضاف أن الرصاص أصاب امرأتين شابتين، مردفا "أصيبت إحداهما في الصدر، والأخرى في مؤخرة رقبتها. ماتت الفتاتان على الفور. سقط العديد من المهاجرين من على جرف أثناء محاولتهم الفرار، بينما تم القبض على آخرين أو أصيبوا بطلقات نارية. لا نعرف ما إذا كانت الفتاتان قد دُفنتا على الإطلاق".
وأشارت الصحيفة البريطانية إلى أنها لم تتمكن من الحصول على تعليق من السلطات السعودية بشأن هذه الادعاءات.
وبحسب التقرير، فإن المملكة العربية السعودية تستضيف حوالي 750 ألف مهاجر إثيوبي، أكثر من نصفهم دخلوا البلاد بشكل غير قانوني.
ويوضح التقرير هؤلاء المهاجرين يتحملون "رحلات صحراوية محفوفة بالمخاطر وعبور البحر والانتهاكات المتفشية من قبل مهربي البشر والعصابات المسلحة والجماعات المتمردة اليمنية، قبل أن يصلوا إلى الحدود السعودية".
وذكرت الصحيفة البريطانية أن السلطات السعودية شنت في السنوات الأخيرة عمليات أمنية واسعة لاحتجاز عشرات الآلاف من المهاجرين غير النظاميين وترحيلهم إلى إثيوبيا، لافتى إلى أن "المملكة تتعرض لتدقيق متزايد بشأن ظروف العمال المهاجرين، خاصة مع اقتراب استضافتها لكأس العالم 2034 وبناء 11 ملعبا جديدا".
ونقلت الصحيفة شهادة لمهاجر إثيوبي تمكن من دخول السعودية بعد أربع محاولات، قال فيها "لا أستطيع أن أقول إنني أعيش حقا، لأنه في أي لحظة، قد تأتي السلطات السعودية وتعتقلني أو حتى تقتلني. لا أستطيع النوم بسلام. أعيش في خوف دائم".
وأشارت "الغارديان" إلى أن الشهادات التي جمعتها تعكس ما ورد في تقرير نشرته "هيومن رايتس ووتش" آب /أغسطس عام 2023، وخلص إلى أن "حرس الحدود السعوديين قتلوا مئات المهاجرين الإثيوبيين وطالبي اللجوء" على الحدود الجنوبية مع اليمن، وذلك بين آذار /مارس 2022 وحزيران /يونيو 2023.
آنذاك، نفت السلطات السعودية في تصريحات نقلتها وكالة الأنباء الرسمية "واس" صحة ما أورده تقرير منظمة "هيومن رايتس ووتش" بشأن الانتهاكات بحق المهاجرين الإثيوبيين.
وقال مصدر مسؤول في السعودية لـ"واس"، إن ما ورد في التقرير من معلومات "لا أساس لها من الصحة وتستند إلى مصادر غير موثوقة".
واستنكر المصدر، حسب الوكالة، ما سماه "إثارة بعض المنظمات ادعاءات كاذبة عن المملكة"، معتبرا أن ذلك يندرج في سياق "حملات إعلامية مغرضة يتم إثارتها بشكل متكرر لأهداف وغايات مشبوهة".
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة صحافة عربية صحافة إسرائيلية اليمنية السعودية السعودية اليمن أثيوبيا صحافة صحافة صحافة سياسة سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة حرس الحدود السعودی السلطات السعودیة أثناء محاولتهم إلى أن
إقرأ أيضاً:
شهادات مروعة من بيت لاهيا: عائلات تُقصف وتُهجر وسط جوع وموت
أكد تقرير لصحيفة "الغارديان" أن شائعات وقف إطلاق النار لم يعد له أي معنى بالنسبة لمن فقدوا أحبتهم والذين يواجهون المجاعة بعد إحدى "أصعب الليالي" في بلدة بيت لاهيا أقصى شمال قطاع غزة، وهي المنطقة التي شهد تصاعدا واسعا في حرب الإبادة الإسرائيلية.
وقال التقرير الذي أعده الصحفيين جيسون بيرك وملاك الطنطش ، إنه "في حوالي الساعة الثانية من صباح الأحد الماضي، كان باسل البراوي ينام نوما متقطعا في منزله في بيت لاهيا، شمال غزة. لساعات، كان يستمع بخوف إلى دوي الانفجارات وإطلاق النار".
وأضاف "ثم بعد ذلك دوى انفجار هائل. ركض البراوي إلى الشارع فرأى منزل ابن عمه قد قُصف، وكان بداخله 10 أشخاص. جاءت الغارات على بيت لاهيا بعد أيام من شن إسرائيل هجوما جديدا وكبيرا، أُطلق عليه اسم "عملية عربات جدعون".
قال البراوي، المحاضر الجامعي البالغ من العمر 46 عاما: "استشهدوا جميعا. لم تنجُ سوى فتاة في السادسة من عمرها، وهي الآن في المستشفى. بدأنا بإخراجهم من تحت الأنقاض - كانت ملامحهم مشوهة، وأجسادهم مغطاة بالتراب، وملابسهم ممزقة. تحولت بشرتهم إلى اللون الرمادي من الرماد والغبار. شعرتُ بقلبي يتمزق وأنا أحملهم وأسلمهم للآخرين".
بعد ساعات، حمل البراوي عائلته في سيارة مستأجرة متهالكة مع أكبر قدر ممكن من الأمتعة. توجهوا جنوبا نحو مدينة غزة بحثا عن الأمان النسبي.
وقال البراوي: "ذهبتُ إلى هناك دون أن أعرف أين سنستقر، ولا أعرف أحدا حولي.. لم تعد أجسادنا ووجوهنا كما كانت قبل الحرب. لا نتعرف على أنفسنا، فكيف يمكن للآخرين التعرف علينا؟".
كان عبد الخالق العطار قد فرّ أيضا إلى مدينة غزة بعد أن شهد قصف أبناء عمومة البراوي. وهي الذي يعيش مع عائلته في خيمة، بعد نزوحهم ثماني مرات خلال الحرب المستمرة منذ أكثر من 19 شهرا.
قال الشاب البالغ من العمر 23 عاما: "كانت من أصعب الليالي التي مرت بها بيت لاهيا على الإطلاق. عندما تم إخلاؤنا، لم نحمل معنا سوى أمتعتنا الشخصية وبطانيتين. كان الطريق خطيرا ومرهقا. كان هناك مئات الأشخاص يسيرون حاملين أمتعتهم، بينما جلس آخرون على جانب الطريق منهكين تماما. الآن ننام في خيمتنا في الشارع".
واستشهد المئات في موجات من الغارات الجوية في الهجوم الإسرائيلي الجديد، معظمهم من المدنيين وفقا لمسؤولين طبيين ودفاع مدني في غزة.
وأوضح التقرير أنه "الآن في مدينة غزة، يواجه العطار تهديدا آخر. تخضع غزة لحصار مشدد فرضته "إسرائيل" قبل 11 أسبوعا، ومخزونات الغذاء والدواء والوقود على وشك النفاد، بينما يزعم اتلاحتلال إن هذا الإجراء ضروري لمنع حركة حماس من استغلال المساعدات لتمويل عملياتها العسكرية وغيرها.
ومع ذلك، فإن العواقب على السكان المحطمين والمصدومين واضحة. إن الإمدادات القليلة من الضروريات لا يستطيع الكثيرون تحمل تكلفتها، وقد وصف خبراء الأمن الغذائي خطر المجاعة بأنه حرج في ظل ارتفاع حاد في سوء التغذية الحاد.
لا يثق الكثيرون في غزة بإعلان رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، مساء الأحد، السماح بدخول "المساعدات الأساسية" إلى غزة.
قال العطار، وهو عامل: "نواجه مجاعة حقيقية. لدي ثلاثة أطفال لأطعمهم".
اندلعت الحرب في غزة إثر هجوم مفاجئ شنته حماس على إسرائيل في تشرين الأول/ أكتوبر 2023، والذي أسفر عن مقتل 1200 إسرائيليا، كما عملت على أسر 251 شخصا، لا يزال 57 منهم في غزة، على الرغم من الاعتقاد بأن أكثر من نصفهم قد لقوا حتفهم.
وقد أسفرت الهجمات الإسرائيلية المتتالية عن استشهاد أكثر من 53 ألف فلسطيني، معظمهم من المدنيين.
ولم يُدلِ جيش الاحتلال الإسرائيلي بتعليق فوري على الغارات في بيت لاهيا، لكنه كان قد صرح سابقا بأنه التزم بالقانون الدولي واتخذ "الاحتياطات الممكنة للتخفيف من الأضرار التي تلحق بالمدنيين". كما تتهم "إسرائيل" حماس باستخدام المدنيين كدروع بشرية - وهو ما تنفيه الحركة. وتُصدر إسرائيل أوامر إخلاء قبل بعض الغارات لتحذير المدنيين من العمليات القادمة، ولكن لا يبدو أن مثل هذه الأوامر الأخيرة تشمل بيت لاهيا، بحسب ما ذكرت التقرير.
ومن بين أحدث ضحايا الحرب شقيق نسمة سالم الأكبر. قررت الطالبة البالغة من العمر 20 عاما وعائلتها الفرار من بيت لاهيا صباح يوم الجمعة بعد ليالٍ قضوها "في ظلام دامس بكل معنى الكلمة". لكن بينما كانوا يحمّلون سيارة أخيها بأمتعتهم استعدادا لرحلتهم إلى مدينة غزة، بدأت قذائف المدفعية تتساقط في الجوار.
قالت نسمة: "بدأ الناس يفرّون في كل اتجاه. حاولنا الخروج بأسرع ما يمكن، لكننا لم نكن سريعين بما يكفي".
وأضافت ثلاثة انفجارات مفاجئة. عندما التفتت نسمة حولها، رأت جثثا متناثرة في الشارع - أطفال ورجال ونساء.
وأوضحت: "التفتُّ فرأيت أخي رجب ملقى على الأرض. أخبرني أنه بخير، لكنه فقد وعيه بعد ذلك. فحصتُ نبضه - كان لا يزال موجودا. حاولتُ إيجاد من يساعد في حمله أو علاجه، لكن جميع من حولنا كانوا مصابين".
وزادت "ركضتُ عائدة إلى المنزل ووجدتُ عمي الذي ساعد في حمل أخي. ثم نقلته سيارات الإسعاف إلى المستشفى. فحصه الطبيب وأعلن وفاته على الفور. لم أصدق. توسلتُ للطبيب أن يفحصه مرة أخرى، وأن يحاول إنعاشه. قالوا إنه لا أمل. بدأتُ بالصراخ".
دُفن رجب سالم، البالغ من العمر 22 عاما، على عجل في بيت لاهيا. ثم فرت عائلته.
وتابعت نسمة: "كان والدي يقود سيارة أخي، لكن الكثير من ممتلكاتنا فُقد أو تضرر في الغارات، لذلك لم نتمكن من إحضار سوى بعض الطعام وملابس الصيف والبطانيات. كان الطريق شاقا، مكتظا بالسيارات المحملة بممتلكات العائلات النازحة، والأنقاض في كل مكان، والسماء مغطاة بدخان القصف المتواصل".
لجأت العائلة إلى منزل أحد أقاربها في مدينة غزة، المكتظ أصلا بالهاربين من أماكن أخرى. وهم أيضا يواجهون الجوع والحزن والصدمة.
قالت نسمة: "لقد نفد مخزوننا من المساعدات. نفد الدقيق. كنا نطحن المعكرونة ونخبزها كبديل للخبز - الآن حتى المعكرونة نفدت. اليوم، نطحن العدس ونعجنه حتى يصبح عجينة".
لم تعد نسمة تهتم كثيرا بالشائعات المستمرة حول وقف إطلاق نار جديد. وتقول: "أي فرق سيحدثه بالنسبة لي؟ هل سيعيد أخي إلى الحياة؟ لم أعد أهتم بوقف إطلاق النار .. لا أستطيع تخيل منزلنا بدون أخي... قلوبنا تتألم".