منى الحسيني تتحدث بعد غياب: نجاح البرامج الحوارية مش بالفساتين.. واستضفت «عتاولة مصر» فى حوار صريح دون مقابل مادي| حوار
تاريخ النشر: 1st, March 2025 GMT
منى الحسيني لـ"صدى البلد":ذهبت لـ صفوت الشريف حين كان وزيرًا للاعلام بسبب كثرة الإعلانات وقلت له "مش عارفة أتنفس" زمان مكانش فيه نفسنة بين المذيعات.. وحصلت علي لفت نظر بسبب “صبغة شعري”التليفزيون كان يشترط ظهور المذيعة بـ “كم”.. و"حوار صريح" مكانش للمنظرة اعتذرت لـ ليلى عفران بسبب ضغطي عليها فى الحلقة وكان ممنوع تتكلم في مقتل ابنتهاعرض علي تقديم موسم جديد هذا العام ورفضت بسبب ضيق الوقت.
حوار صريح جدًا.. واحد من أهم البرامج الحوارية في تاريخ الاعلام، فعلى الرغم من مرور سنوات طويلة على عرضه، إلا أنه ما زال حتى الآن علامة مسجلة فى تاريخ البرامج الحوارية.
“صدى البلد” التقى مذيعته الإعلامية القديرة منى الحسيني، لتسترجع معنًا ذكريات هذا البرنامج الذي سيظل عالقًا فى أذهان المشاهدين.
في البداية قالت الإعلامية مني الحسيني: “فكرة برنامج “حوار صريح جدًا كانت فكرتي، وكنت قبل ذلك أقدم برنامجا حواريا آخر وهو تصفية حسابات، وحينها اقترح علي والدي أن أطلق على البرنامج الجديد ”حوار صريح جدًا”، ووقتها شعرت أن الاسم سيكون طويلا، ولكن المشاهد تقبل الاسم، وعرض لأول مرة فى شهر رمضان عام 1992".
ومتى شعرتِ برد فعل المشاهدين حول البرنامج؟
ثالث أيام شهر رمضان الكريم وجدت الجمهور يلتف حولي فى الشارع ويهنئونني، وحينها انتابتني حالة من الذهول، كيف لبرنامج بعد عرض ثلاث حلقات فقط ويحدث هذا الصدى الكبير، وأتذكر أن الحلقة الثانية كانت ضيفتي الفنانة فردوس عبد الحميد وقد بكت بشدة فى الحلقة، وكان هذا الأمر جديدا أن تظهر فنانة تبكي بهذه الطريقة فى برنامج حواري على الشاشة، وبعدها بحلقتين فقط ظهر الفنان حميد الشاعري معي فى الحلقة وبكي أيضًا، ومن وقتها تعلق المشاهد بالبرنامج.
كم المدة التي عرض فيها البرنامج على الشاشة؟
البرنامج ظل يعرض خلال شهر رمضان الكريم لمدة 15 عامًا تقريبًا، فقد كان وجبة أساسية بالنسبة لي وللمشاهد، فقد حاولت أن أحافظ على نجاح البرنامج طيلة تلك المدة، وبكل صراحة كنت "متعبة" لكل فريق العمل الذي كان يعمل معي، وتعبت نفسي، فنجاح البرنامج منذ عرض أول ثلاث حلقات وضع على عاتقي مسئولية كبيرة، وجعلني أهتم وأذاكر وأذهب للأرشيف، فقد كنت أبدأ التحضير للبرنامج قبل شهر رمضان بشهرين، وزادت المدة مع التطور وظهور الفضائيات.
وكيف كان رد الفعل داخل مبنى ماسبيرو خاصة من زملائك؟
زماننا كان حلو ومكنش فيه نفسنة، وأتذكر أن زملائي حين كنا نتواجد داخل استراحة المذيعين كانوا يشيدون بالبرنامج، ويعبرون عن مدى حب أسرهم له، فقد تلقيت تشجيعا كبيرا منهم للاستمرار.
مدة البرنامج كانت 30 دقيقة فقط، فكيف كنتِ تتمكين حينها من محاورة الضيف بشكل مفصل؟
مدة البرنامج كانت بالفعل نصف ساعة، ولكن مع زيادة مدة الإعلانات بسبب رغبة المعلنين، أصبحت 20 دقيقة فقط ثم 10 دقائق، وكنت حينها أبذل مجهودا من أجل أن يكون الحوار فى تلك المدة شاملا مع الضيف.
لماذا كان البرنامج لا يعتمد علي ديكور؟
بالفعل البرنامج لم يعتمد على ديكور، المايك كان رايح جاي من مكان لمكان، فقد كنا نصور خارجيا مع الضيوف.
فى الحقيقة لم يعتمد البرنامج على ديكور أو أزياء أو غيرها، ففي كثير من الأحيان كنت أعطي ظهري للكاميرا.
أنا كنت رايحة أشتغل مش "أتمنظر"، فالجمهور أحبني لأني شبههم، ولم يروا “المنظرة اللي بتحصل دلوقتي”.
والمسألة مش محتاجة فساتين سواريه ولا برندات ولا ألماظات ولا القصص اللي بتحصل دلوقتي دي، فالبرنامج الحواري فن مقسوم على فردين، وقد نجح البرنامج لأن المشاهد شعر أنني احترمته وكنت بسيطة معه، خاصة أنه كان يعرض بعد الإفطار، وحينها تجلس ربة المنزل بملابسها البسيطة، ولو رأتني أظهر بشكل مبالغ فيه لكانت ستنزعج.
كنتِ أولى المذيعات اللاتي قدمن برنامج حوارية "هارد توك شو" وأبرزهن، ولكنك اعتمدتِ على أسلوب لا يجر الضيف أو يشعره بالإهانة رغم دخولك فى مناطق شائكة فى حياته، فكيف ترين تلك النوعية من البرامج الآن؟
لأنني كنت أدرك أنني أقدم برنامجا حواريا وهو فن مقسوم على اثنين بين الضيف والمذيعة، فقد كنت أذاكر الضيف بعمق وليس بسطحية، وكنت أقوم بتصوير حلقة واحدة فقط فى اليوم، كما أنني كنت من الممكن أن أطرح أي سؤال ولكن بشياكة، فقد سجلت مع كل “عتاولة مصر”، أما الإهانة فهو شغل لا يعجب الناس الراقية.
وبكل صراحة أصبحت لا أتابع برامج حاليًا، لأن الوضع اختلف فأصبح المذيع أو المذيعة ينفقون على برامجهم أما أنا فقد كان ينفق علي برنامجي، فالصرف حاليًا أصبح مبالغا فيه، ولا توجد رقابة، فكل شخص يرتدي ما يريد، وقد كنا فى التليفزيون المصري لا بد أن تظهر المذيعة وهي ترتدي “بكم”، وأتذكر أنني فى إحدى المرات صورت بعض الحلقات بعد أن صبغت شعري باللون الأصفر فحصلت على لفت نظر.
هل كنتِ تدفعين أجورا مقابل الظهور فى البرنامج؟
إطلاقًا ، رغم أن البرنامج كانت تنهال عليه الإعلانات، وأتذكر أن البرنامج وصلت مدة إذاعته إلى 10 دقائق فقط من مجمل 30 دقيقة، بينما كان باقي الوقت إعلانات، وحينها صعدت إلى وزير الاعلام صفوت الشريف، وقلت له: "أنا مش عارفة أتنفس"، ورد علي مؤكدا أن هذا الأمر هو نجاح للبرنامج، حيث حصل مزاد بين أكبر وكالات الإعلان للحصول على حق عرض إعلاناتهم فى برنامجي.
هل ندمتِ على تقديم إحدى الحلقات؟
لا، لكني حين شاهدت حلقة ليلى غفران شعرت بالضيق لأني ضغطت عليها فى موضوع مقتل ابنتها، ولكن لم يكن مصرحا لها بالحديث فى تلك الفترة ، وتحدثت معها بعد مشاهدة الحلقة ، واعتذرت لها.
هل فكرة إعادة تقديم موسم جديد من البرنامج مطروحة؟
بالفعل، وعرض علي هذا العام تقديم موسم جديد، ولكني وجدت أن الوقت ضيق لأنني تلقيت العرض قبل رمضان بشهر واحد فقط، ولن أستطيع اللحاق وتقديم حلقات جيدة.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: مني الحسيني المزيد شهر رمضان
إقرأ أيضاً:
عندما يقصى الضحايا.. لا معنى لأي حوار في ليبيا
منذ ما يقارب عقدا من الزمان، وبعثة الأمم المتحدة في ليبيا ومعها ما يسمى بالمجتمع الدولي يدوران في الحلقة المفرغة نفسها: حوار بعد آخر، و"مسار جديد" يليه "مسار جديد"، يتنطّطون من دولة إلى أخرى، وكأن المشكلة في مكان انعقاد الحوار لا في طبيعة من يتحاورون. نسمع الوعود نفسها عن "بر الأمان" و"الخروج من النفق المظلم"، لكننا لم نر يوما بصيص الضوء الذي يتحدثون عنه. ما نراه فعليا هو إعادة تدوير للإخفاقات، وتلميع للواجهات نفسها التي جرّبناها في السابق.
صوت الضحايا والمجتمعات المتضررة والمجتمع المدني ظل الغائب الأكبر. ليس غيابا عفويا بل إقصاءً متعمدا. في كل ما يطلقون عليه المسارات السياسية، من الصخيرات إلى جنيف إلى تونس وبرلين وصولا إلى ما يسمى اليوم بالحوار المهيكل، يغيب الضحايا عن الطاولة؛ لا كراسي لممثليهم، والأطراف التي يتم إقحامها لا تحمل قضاياهم وهمومهم، بل تحمل قدرتها على فرض نفسها بقوة السلاح أو المال أو النفوذ الجهوي أو القبلي أو حتى الديني.
صوت الضحايا والمجتمعات المتضررة والمجتمع المدني ظل الغائب الأكبر. ليس غيابا عفويا بل إقصاءً متعمدا
البعثة الأممية تتحمل مسؤولية هذا النهج، فهي تعيد تدوير الشخصيات ذاتها في كل مرة، وتتعامل مع قضايا الضحايا ومطالبهم في المحاسبة والعدالة والانتصاف وكأنها زينة تُحشى في ذيل البيان؛ فقرة إنشائية عن حقوق الإنسان، وفقرة عن المساءلة والعدالة الانتقالية، ثم يعود كل شيء إلى أدراج النسيان. كم مرة سقطت حقوق الضحايا من الأولويات؟ كم مرة اختُزلت معاناة آلاف الضحايا في جملة منمقة أو سطر فضفاض لا يساوي شيئا في واقعهم المؤلم؟
كثير ممن قدمتهم البعثة في الحوارات السابقة (وهم قلة) تحت صفات نشطاء أو ممثلين عن المجتمع المدني والحقوقي لا علاقة لهم بالمدنية، ولا يدركون معاناة الضحايا، ولا يعرفون مطالبهم، ومفصولون تماما عن المجتمعات المتضررة. بعضهم طرف في المشكلة أصلا، أو مستفيد من استمرار الوضع، والبقية بلا أي تاريخ أو خبرة حقيقية في العمل المدني أو أساسيات حقوق الإنسان أو تواصل مع الناجين وعائلاتهم. ورأينا في جولات الحوارات السابقة كيف تحوّل بعضهم إلى مستشارين لمتهمين بجرائم حرب، وكيف حركهم الجشع والمصالح الشخصية حتى وصل بهم الحال إلى عقد الصفقات من تحت الطاولات وقبض الرشاوى بالآلاف المؤلفة من الدولارات.
المشكلة أن أحدا لا يعرف كيف تختار البعثة المتحاورين، ولا من يقوم بترشيحهم، ولا ما هي المعايير او تعريفها للتمثيل في ظل غياب أدنى معايير الشفافية. ما نراه هو أن من يملك السلاح يدخل، ومن يملك السلطة أو المال يفرض نفسه، أما من يملك الحق فلا يجد مقعدا.
أي مسار لا يمنح الضحايا والمدافعين عنهم مكانا حقيقيا وصوتا مسموعا سيعيد إنتاج الفشل نفسه، سيعيد تدوير الأزمة وإطالة أمدها وربما تعقيدها بدل حلها. ليبيا لن تخرج من النفق طالما يُدار الحوار بمنطق الصفقات لا بمنطق العدالة
هنا يطرح السؤال نفسه: من يملك حق التحدث باسم الضحايا؟ الجواب بسيط وواضح: الضحايا أنفسهم، والناجون، والمدافعون الذين يناضلون ويعملون يوميا رغم القمع والتهديد، ومنظمات حقوق الإنسان المستقلة التي تدفع الثمن وتقف إلى جانب المجتمعات المتضررة؛ ليس السياسيون، ولا الوسطاء أصحاب ربطات العنق الحمراء، ولا أي شخصية تُفرض من فوق من أحد الممسكين بخيوط الدمى المتصارعة.
ما يهم الضحايا ليست تقاسم المناصب، ولا توزيع الكعكة بين الشرق والغرب، ولا بين عائلة حفتر والدبيبة، ولا بين الإسلاميين وغيرهم. الضحايا لا يبحثون عن حصص ولا عن نفوذ ولا عن امتيازات؛ مطالبهم واضحة وبسيطة: العدالة، ومحاسبة المجرمين، وضمان ألا يظهر المتورطون في الجرائم داخل أي حوار أو تسويات سياسية، واتخاذ خطوات جدية لمنع تكرار الانتهاكات، وإنهاء عهد الإفلات من العقاب. هذا هو جوهر القضية الذي يُقصى عمدا، لأن حضوره يربك حسابات تجار الصفقات.
من وجهة نظري كمدافع عن حقوق الإنسان وناشط سياسي وسجين رأي سابق ومقيم في المنفى الإجباري منذ عقد من الزمان؛ أن أي حوار جرى أو سيجري في ليبيا يفقد شرعيته حين يغيب عنه الضحايا. على الأقل يجب أن يكونوا موجودين وممثلين كمراقبين، حتى لو لم يكونوا طرفا في الأزمة السياسية أو جزءا من الصراع القائم، من حقهم أن تكون مطالبهم جزءا من الحل. نحن لا نمثل مليشيا ولا كتلة نفوذ ولا سلطة أمر واقع، لكننا نمثل ما تبقى من حق المجتمعات المتضررة في أن تُسمع معاناتهم ومطالبهم قبل صياغة أي تسوية أو اتفاقات جديدة.
لهذا أقول بوضوح: أي مسار لا يمنح الضحايا والمدافعين عنهم مكانا حقيقيا وصوتا مسموعا سيعيد إنتاج الفشل نفسه، سيعيد تدوير الأزمة وإطالة أمدها وربما تعقيدها بدل حلها. ليبيا لن تخرج من النفق طالما يُدار الحوار بمنطق الصفقات لا بمنطق العدالة.