الإيثار ورمضان: تجسيدُ العطاء والروح الطيبة
تاريخ النشر: 1st, March 2025 GMT
محمد عبدالمؤمن الشامي
رمضان هو أكثر من مُجَـرّد شهر للصيام؛ إنه فرصة روحية عظيمة لتهذيب النفس وتقويتها، وفرصة لتطبيق أسمى القيم الإسلامية، وأبرزها الإيثار.
وفي هذا الشهر المبارك، تُختبر أرواحنا بقدرتنا على تقديم الخير للآخرين على حساب أنفسنا، حَيثُ يتجسد الإيمان في العمل والتضحية.
فعندما يفضّل المسلم حاجةَ غيره على حاجته، رغم احتياجه، فَــإنَّ هذا هو أرقى مراتب الإيمان كما جاء في قوله تعالى: “ويؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خَصاصة” (الحشر: 9).
تتعدد صور الإيثار في رمضان، بدءًا من إطعام الطعام وتقديم الصدقات إلى تفطير الصائمين. لكن الإيثار لا يتوقف عند حدود العطاء المادي؛ إنه يشمل أَيْـضًا بذل الوقت، والجهد، والتسامح مع الآخرين.
فكما أن الصيام يعوّد المؤمن على ضبط شهواته، يعوّده أَيْـضًا على إيثار الآخرين، والابتعاد عن الأنانية. في رمضان، نتعلم كيف نضحي بأنفسنا؛ مِن أجلِ راحة الآخرين، وكيف نضع مصلحة المجتمع فوق مصلحتنا الشخصية، ونجعل من هذا الشهر فرصة للتطور الروحي والجماعي.
إذا نظرنا إلى مفهوم الإيثار في رمضان، نجد أن هذا المبدأَ يتعدى العطاء المادي ليشمل أَيْـضًا الكلمة الطيبة والدعاء الصادق.
كما أن الصبر على الإساءة والابتسامة في وجه الآخرين هما أَيْـضًا نوعٌ من الإيثار الذي يرتقي بالنفس ويعزز من الروابط الاجتماعية.
يَعدُ رمضان فرصة عظيمة لتعزيز قيم التعاون والإحسان، بحيث يصبح العطاء جزءًا من حياة المسلم اليومية، وليس فقط تفاعلًا مع الفقراء والمحتاجين.
في رمضان، تتجلى صورُ الإيثار بشكل عميق من خلال الدعم المتبادل بين المسلمين في أوقات الحاجة. في ظل التحديات الاقتصادية أَو الاجتماعية التي قد يواجهها البعض، يصبح من الضروري أن يسهم كُـلّ فرد في تقديم الدعم للآخرين، سواءٌ أكان ذلك من خلال التصدق أَو المساعدة العملية. يتحقّق الإيثار في هذه اللحظات عبر تقديم ما في متناول اليد، مهما كان بسيطًا، مع الإيمان الكامل بأن هذا العطاء سيترك أثرًا كَبيرًا في حياة المحتاجين، ويعزز من روح التضامن داخل المجتمع.
يتطلب الإيثار أَيْـضًا تَذكُر أن رمضان هو الشهر الذي يجب أن نتحلى فيه بالتواضع، ونضع فيه مصلحة الآخرين قبل مصلحتنا. ففي كُـلّ لحظة من هذا الشهر، يُختبر إيماننا بمدى قدرتنا على تقديم الخير للآخرين دون انتظار مقابل. إن المسلم الذي يتمسك بقيم الإيثار يعكس صورة مشرقة لروح الإسلام الحقيقية التي تدعو إلى العطاء والتعاون.
في الختام، يعد رمضان فرصة فريدة لاختبار مدى التزامنا بقيم الإيثار. من خلال العطاء والتضحية؛ مِن أجلِ الآخرين، لا نبني فقط مجتمعًا أفضل، بل نرتقي أَيْـضًا بأنفسنا روحيًّا. كُـلّ تصرف نبذل فيه خيرًا، سواءٌ أكان مالًا أَو وقتًا أَو جُهدًا، هو خطوة نحو رضا الله ورفع درجاتنا في الآخرة. فإن أردنا أن نكون من المحسنين في هذا الشهر المبارك، يجب أن نجعل من الإيثار طبعًا يرافقنا طوال حياتنا، ليكون رمضان محطة تذكير دائم بأهميّة العطاء والتضحية في حياتنا.
المصدر: يمانيون
كلمات دلالية: الإیثار فی هذا الشهر فی رمضان
إقرأ أيضاً:
أردني يطلق مبادرة “هَدبتلّي” ويوزع أكثر من 10 آلاف علم وشماغ دعمًا للمنتخب في كأس العرب
صراحة نيوز – في مشهد وطني لافت يعبّر عن عمق الانتماء والولاء، أطلق الأردني خلف النوايسة مبادرة وطنية حملت اسم “هَدبتلّي” منذ اللحظات الأولى لانطلاق بطولة كأس العرب 2025 في قطر، بهدف دعم المنتخب الوطني وتعزيز حضور الجماهير الأردنية في المدرجات.
المبادرة التي سرعان ما تحولت إلى حديث الجماهير، شملت توزيع أكثر من خمسة آلاف علم أردني وخمسة آلاف شماغ على المشجعين، في خطوة عكست روح العطاء وحرص النوايسة على توحيد المشهد الجماهيري خلف المنتخب، ورفع الرموز الوطنية في أكبر تجمع رياضي عربي.
وأكد النوايسة أن مبادرته جاءت انطلاقاً من قناعة راسخة بأن الرياضة تمثل منصة حقيقية لإظهار الهوية الأردنية وتعزيز اللحمة الوطنية، مضيفا أن رفع العلم الأردني في المدرجات ليس مجرد احتفال، بل رسالة فخر واعتزاز بوطن يستحق أن يظهر بأجمل صورة.
ويُشار إلى أن النوايسة، من خلال رؤيته وإدارته لشركة “الندوة”، استطاع أن يرسخ حضور الشركة كمؤسسة وطنية فاعلة في المجتمع، قبل أن تكون لاعبًا اقتصاديًا، حيث يواصل تقديم نموذج مشرّف للقطاع الخاص في دعم القضايا الوطنية والوقوف إلى جانب الجماهير والمنتخب.
وتُعد مبادرة “هَدبتلّي” مثالاً يحتذى به في العطاء والانتماء، ورسالة تؤكد أن الأردن كان وسيبقى حاضرًا بقوة في كل الميادين، وأن أبناءه يجيدون دائمًا صناعة الفرق حيثما وجدوا.
وأنهى النوايسة حديثة بأنه ومن خلال مبادرة “هَدبتلّي” سيتم توزيع 10 آلاف شماغ و10 آلاف علم، حال بلوغ المنتخب الوطني المباراة النهائية.