يمانيون:
2025-07-31@05:40:07 GMT

الإيثار ورمضان: تجسيدُ العطاء والروح الطيبة

تاريخ النشر: 1st, March 2025 GMT

الإيثار ورمضان: تجسيدُ العطاء والروح الطيبة

محمد عبدالمؤمن الشامي

 

رمضان هو أكثر من مُجَـرّد شهر للصيام؛ إنه فرصة روحية عظيمة لتهذيب النفس وتقويتها، وفرصة لتطبيق أسمى القيم الإسلامية، وأبرزها الإيثار.

وفي هذا الشهر المبارك، تُختبر أرواحنا بقدرتنا على تقديم الخير للآخرين على حساب أنفسنا، حَيثُ يتجسد الإيمان في العمل والتضحية.

فعندما يفضّل المسلم حاجةَ غيره على حاجته، رغم احتياجه، فَــإنَّ هذا هو أرقى مراتب الإيمان كما جاء في قوله تعالى: “ويؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خَصاصة” (الحشر: 9).

الإيثار في رمضان ليس مُجَـرّد سلوك أخلاقي، بل هو تعبيرٌ عن روحانية الشهر التي تجسد العطاء والتجرد عن الذات.

تتعدد صور الإيثار في رمضان، بدءًا من إطعام الطعام وتقديم الصدقات إلى تفطير الصائمين. لكن الإيثار لا يتوقف عند حدود العطاء المادي؛ إنه يشمل أَيْـضًا بذل الوقت، والجهد، والتسامح مع الآخرين.

فكما أن الصيام يعوّد المؤمن على ضبط شهواته، يعوّده أَيْـضًا على إيثار الآخرين، والابتعاد عن الأنانية. في رمضان، نتعلم كيف نضحي بأنفسنا؛ مِن أجلِ راحة الآخرين، وكيف نضع مصلحة المجتمع فوق مصلحتنا الشخصية، ونجعل من هذا الشهر فرصة للتطور الروحي والجماعي.

إذا نظرنا إلى مفهوم الإيثار في رمضان، نجد أن هذا المبدأَ يتعدى العطاء المادي ليشمل أَيْـضًا الكلمة الطيبة والدعاء الصادق.

كما أن الصبر على الإساءة والابتسامة في وجه الآخرين هما أَيْـضًا نوعٌ من الإيثار الذي يرتقي بالنفس ويعزز من الروابط الاجتماعية.

يَعدُ رمضان فرصة عظيمة لتعزيز قيم التعاون والإحسان، بحيث يصبح العطاء جزءًا من حياة المسلم اليومية، وليس فقط تفاعلًا مع الفقراء والمحتاجين.

في رمضان، تتجلى صورُ الإيثار بشكل عميق من خلال الدعم المتبادل بين المسلمين في أوقات الحاجة. في ظل التحديات الاقتصادية أَو الاجتماعية التي قد يواجهها البعض، يصبح من الضروري أن يسهم كُـلّ فرد في تقديم الدعم للآخرين، سواءٌ أكان ذلك من خلال التصدق أَو المساعدة العملية. يتحقّق الإيثار في هذه اللحظات عبر تقديم ما في متناول اليد، مهما كان بسيطًا، مع الإيمان الكامل بأن هذا العطاء سيترك أثرًا كَبيرًا في حياة المحتاجين، ويعزز من روح التضامن داخل المجتمع.

يتطلب الإيثار أَيْـضًا تَذكُر أن رمضان هو الشهر الذي يجب أن نتحلى فيه بالتواضع، ونضع فيه مصلحة الآخرين قبل مصلحتنا. ففي كُـلّ لحظة من هذا الشهر، يُختبر إيماننا بمدى قدرتنا على تقديم الخير للآخرين دون انتظار مقابل. إن المسلم الذي يتمسك بقيم الإيثار يعكس صورة مشرقة لروح الإسلام الحقيقية التي تدعو إلى العطاء والتعاون.

في الختام، يعد رمضان فرصة فريدة لاختبار مدى التزامنا بقيم الإيثار. من خلال العطاء والتضحية؛ مِن أجلِ الآخرين، لا نبني فقط مجتمعًا أفضل، بل نرتقي أَيْـضًا بأنفسنا روحيًّا. كُـلّ تصرف نبذل فيه خيرًا، سواءٌ أكان مالًا أَو وقتًا أَو جُهدًا، هو خطوة نحو رضا الله ورفع درجاتنا في الآخرة. فإن أردنا أن نكون من المحسنين في هذا الشهر المبارك، يجب أن نجعل من الإيثار طبعًا يرافقنا طوال حياتنا، ليكون رمضان محطة تذكير دائم بأهميّة العطاء والتضحية في حياتنا.

المصدر: يمانيون

كلمات دلالية: الإیثار فی هذا الشهر فی رمضان

إقرأ أيضاً:

بطاركة الكنائس بالقدس يدينون اعتداءات المستوطنين على بلدة الطيبة

القدس المحتلة - صفا أعرب بطاركة ورؤساء الكنائس في القدس المحتلة عن بالغ قلقهم وإدانتهم الشديدة للاعتداءات المتكررة التي تستهدف بلدة الطيبة، إحدى أقدم البلدات المسيحية في الضفة الغربية. وطالب البطاركة في بيان يوم الثلاثاء، حكومة الاختلال الإسرائيلية بتحمل مسؤولياتها القانونية والأخلاقية، ومحاسبة الجناة ووقف سياسة الإفلات من العقاب. وأوضحوا أن الأسابيع الأخيرة شهدت تصاعدًا مقلقًا في أعمال العنف من قبل مستوطنين ضد سكان بلدة الطيبة، شملت حرق مركبات، وكتابة شعارات كراهية على الجدران، واقتحامات متعمدة لبلدة مسالمة، يُراد من خلالها بث الرعب وتقويض نمط الحياة اليومية لأهلها. وأشار البطاركة إلى أن مستوطنين مسلحين وملثمين، بعضهم يمتطي الخيول، جابوا شوارع البلدة في اعتداء سافر على قدسية الحياة العامة، وتمادى العدوان حتى طال الكنيسة التاريخية في الطيبة، التي تُعد من الشواهد الحيّة على الحضور المسيحي العريق في الأرض المقدسة. وانتقد البيان التصريحات الرسمية الصادرة عن سلطات الاحتلال التي قللت من حجم الاعتداءات، واختزلتها في "أضرار مادية بسيطة". واعتبر ذلك تشويهًا متعمّدًا للحقيقة، وتغافلًا عن خروقات ممنهجة للقانون الدولي الإنساني وحقوق الإنسان، بما في ذلك الحق في ممارسة الشعائر الدينية بحرية، وحماية التراث الثقافي. ولفت إلى أن الهجمات الأخيرة جاءت في أعقاب زيارات تضامنية لبلدة الطيبة من قبل بعثات دبلوماسية، ورافقها تصعيد في الحملات التضليلية من جماعات استيطانية تهدف إلى تشويه صورة الضحايا، والنيل من شرعية التضامن الدولي معهم، في محاولة لصرف الأنظار عن الاعتداءات الممنهجة وغير القانونية. وحذّر بطاركة القدس من مناخ الإفلات من العقاب الذي يسود الضفة، مؤكدين أن غياب المساءلة لا يهدد الحضور المسيحي فحسب، بل يقوّض القيم الأخلاقية والإنسانية التي تشكّل حجر الأساس لأي سلام عادل ومستدام. وطالب بطاركة ورؤساء الكنائس حكومة الاحتلال بمحاسبة الجناة دون تأخير، وتوفير حماية فعالة ومستدامة لسكان الطيبة وسائر المجتمعات المهددة في الضفة، والوفاء بالتزاماتها الدولية، وضمان المساواة أمام القانون دون تمييز. 

مقالات مشابهة

  • الدقير: نرحب بتصريحات مناوي حول التواصل مع الآخرين
  • الخثلان : لا حرج في استقدام خادمة غير مسلمة .. فيديو
  • في مسيرة الاتحاد الدولي للألعاب المائية.. المسلم يستعرض إنجازات 4 سنوات تاريخية
  • بالتعاون مع شبكة أبوظبي للإعلام.. معاً تحتفي بنجاح «برنامج أهل العطاء»
  • وزير الخارجية: صمت العالم أمام هذه الجرائم، وعلى رأسها المجازر وسياسة التجويع الممنهج، يمثل تجسيدًا مؤلمًا لفشل النظام الدولي
  • بطاركة الكنائس بالقدس يدينون اعتداءات المستوطنين على بلدة الطيبة
  • علي جمعة: الخطأ من شيم النفس البشرية وعلى المسلم أن يتوب ويتسامح مع نفسه والآخرين
  • باسم الجمل: كلمة الرئيس السيسي تجسيد لثوابت مصر ودورها التاريخي في دعم فلسطين
  • الشهراني يودّع الهلال برسالة امتنان بعد 13 عامًا من العطاء.. فيديو
  • مستوطنون يهاجمون قرية الطيبة شرق رام الله