الرقابة الإدارية.. المفتاح السري لتحقيق "رؤية عُمان 2040"
تاريخ النشر: 3rd, March 2025 GMT
خالد بن حمد الرواحي
هل تساءلت يومًا عن سر نجاح المؤسسات الكبرى؟ وكيف تتحقق الشفافية والكفاءة في بيئات عمل معقدة ومتنوعة؟ الجواب ببساطة يكمن في الرقابة الإدارية، تلك الأداة التي قد تبدو للبعض تقليدية، لكنها في الحقيقة المفتاح الذي يفتح الأبواب أمام المؤسسات لتحقيق أهدافها بأعلى مستويات الجودة. ومع انطلاق "رؤية عُمان 2040"، تبرز الرقابة الإدارية كركيزة أساسية لدعم التحول الوطني وتحقيق التنمية المستدامة.
لكن، كيف يمكن للرقابة أن تصبح مفتاحًا للتطوير بدلًا من أن تكون مجرد وسيلة للرصد؟ الإجابة تكمن في طريقة تنفيذها. الرقابة الإدارية ليست مجرد متابعة للأداء أو وسيلة لرصد الأخطاء. إنها عملية مستمرة لتحسين الأداء المؤسسي وضمان الالتزام بالخطط المرسومة. عندما يتم تنفيذها بكفاءة، تتحول الرقابة إلى أداة للتطوير، تفتح المجال للإبداع والابتكار، وتعزز من قدرة المؤسسات على التكيف مع المتغيرات.
في سياق "رؤية عُمان 2040"، تؤدي الرقابة الإدارية دورًا حاسمًا في تحقيق الأهداف الوطنية. الرؤية تسعى إلى بناء مجتمع يتميز بالشفافية والعدالة، وتطمح إلى رفع مستوى الكفاءة في كافة القطاعات. وهنا، تظهر الرقابة الإدارية كآلية لا غنى عنها لضمان سير المؤسسات في الاتجاه الصحيح، ومراقبة تنفيذ المشروعات الكبرى، وتقييم الأداء بما يضمن تقديم خدمات تلبي تطلعات المواطنين وتعزز ثقتهم في مؤسسات الدولة.
ورغم هذا الدور المحوري، فإن تحقيق الرقابة الإدارية الفعالة لا يخلو من العقبات. أحد أبرز العقبات هو نقص الكوادر المؤهلة التي تمتلك الخبرة الكافية لتنفيذ عمليات رقابية دقيقة وعادلة. بالإضافة إلى ذلك، فإن العديد من المؤسسات لا تزال تعتمد على أساليب تقليدية في الرقابة، مما يجعلها أقل قدرة على مواجهة التحديات المعاصرة. وحتى مع وجود أنظمة رقابية، قد تقف مقاومة التغيير عائقًا أمام تطبيق الحلول الجديدة التي يمكن أن تُحدث فرقًا حقيقيًا.
وللتغلب على هذه التحديات، لا بُد من اعتماد خطوات جريئة وفعّالة. التحول الرقمي هو إحدى أهم الأدوات التي يمكن أن تعزز من كفاءة الرقابة الإدارية. تخيل مؤسسة تعتمد على أنظمة ذكاء اصطناعي لتحليل بيانات الأداء، فتكتشف أخطاءً قبل أن تصبح أزمات وتوفر حلولًا فورية، مما يخلق بيئة عمل أكثر كفاءة. كما أن الاستثمار في تطوير الكوادر البشرية من خلال برامج تدريبية متقدمة يمكن أن يضمن تحقيق الرقابة بجودة وحيادية أكبر. إضافة إلى ذلك، فإن تعزيز ثقافة الشفافية داخل المؤسسات يُعد خطوة ضرورية لضمان تفاعل الجميع بإيجابية مع العمليات الرقابية.
تجارب الدول الناجحة تُقدم لنا دروسًا ثمينة. في سنغافورة، على سبيل المثال، أصبحت الرقابة الإدارية جزءًا من ثقافة العمل، مما ساهم في تقليل الفساد بشكل ملحوظ ورفع كفاءة المؤسسات. هذه النماذج تلهمنا بضرورة استثمار الرقابة كوسيلة للتطوير بدلاً من اعتبارها عبئًا على الأداء.
إنَّ الرقابة الإدارية ليست مجرد أداة رقابية؛ بل هي الحصن الذي يحمي المؤسسات من التراجع ويضمن استمراريتها. ومع تطلع سلطنة عُمان لتحقيق أهداف "رؤية عُمان 2040"، تصبح الرقابة الإدارية ضرورة لا يمكن الاستغناء عنها. إذا كانت الرقابة الإدارية هي المفتاح، فهل نحن مستعدون لاستخدامه لفتح أبواب النجاح؟ القرار بأيدينا، والخطوة الأولى تبدأ الآن.
المصدر: جريدة الرؤية العمانية
إقرأ أيضاً:
أرخص من “أوزمبك”.. نبات شائع قد يحمل المفتاح لعلاج السمنة والسكري
كشفت دراسة علمية حديثة أجراها باحثون في البرازيل أن نبات البامية، المتوفر بأسعار زهيدة في الأسواق، قد يمتلك خصائص طبية مشابهة لتلك الموجودة في أدوية باهظة الثمن مثل “أوزمبك” المستخدم في علاج السمنة والسكري من النوع الثاني.
وأظهرت الدراسة، التي نُشرت هذا الشهر في مجلة Brain Research، أن تناول البامية قد يُسهم في تقليل الدهون في الجسم، وتنظيم مستويات السكر والكوليسترول، وحماية الكبد من الأضرار المرتبطة بالسمنة، مما يجعلها خيارًا طبيعيًا واعدًا لدعم الصحة العامة – حسب موقع الجزيرة.
وشملت التجربة مجموعات من الفئران حديثة الولادة خضعت لتغذية مختلفة لمحاكاة الإفراط أو النقص في الغذاء خلال مراحل النمو الأولى. وابتداء من عمر 3 أسابيع، وُضعت هذه الفئران على نظامين غذائيين، أحدهما عادي والآخر مضاف إليه 1.5% من البامية، واستمر ذلك حتى سن 100 يوم.
وأظهرت النتائج أن الفئران التي تعرضت لتغذية مفرطة وتناولت البامية سجلت تحسنًا في مستويات السكر والكوليسترول، واستجابة أفضل للأنسولين، وانخفاضًا في التهابات الدماغ، مقارنة بأقرانها التي لم تتناول البامية. كما لوحظ تحسن في كتلة العضلات رغم زيادة طفيفة في الدهون، مما يعزز الفرضية بأن البامية قد تلعب دورًا وقائيًا ضد اضطرابات التمثيل الغذائي.
الشرق القطرية
إنضم لقناة النيلين على واتساب