طرابلس – «القدس العربي»: تؤثر التصعيدات المتواصلة في السودان التي تشارك ليبيا حدودها، على الوضع المحلي في البلاد، خاصة مع استمرار تدفق اللاجئين لمدن الجنوب الليبي التي تعاني من تردي في الخدمات على مختلف المستويات.
وترجح منظمة إنترناشيونال ميديكال كوربس غير الحكومية النشطة في الإغاثة، وصول 160 ألف لاجئ سوداني هارب من حرب الجنرالين، حسب وصفها، في العام 2025 إلى الأراضي الليبية.


وتسببت الحرب المميتة في السودان منذ منتصف نيسان/أبريل 2023 في نزوح أكثر من 11 مليون شخص، بما في ذلك أكثر من مليوني شخص لجأوا إلى الدول المجاورة، مع وصول 215 ألف شخص إلى ليبيا بنهاية العام 2024.
وحسب أحدث بيانات مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، وصل عدد اللاجئين السودانيين في ليبيا إلى 215 ألفًا بحلول نهاية العام 2024، متوقعة بلوغ الإجمالي إلى 375 ألفًا بحلول نهاية العام الجاري.
ورغم التحديات المستمرة في التسجيل والتتبع، فقد أكدت السلطات الليبية أنها تلقت مئات طلبات التسجيل من اللاجئين السودانيين كل يوم. بالإضافة إلى ذلك، كان هناك تدفق مستمر للاجئين الجدد، حيث يصل ما يقرب من 450 إلى 500 شخص إلى المخيمات غير الرسمية يوميًا، حسب المنظمة الدولية ومقرها في الولايات المتحدة الأمريكية.
وأكدت المفوضية الأممية استمرار معاناة مدينة الكفرة من نقص في موظفي الرعاية الصحية المطلوبين لتشغيل مرافق متعددة، وخاصة في مركز القبول والعلاج الصحي للاجئين الذي جرى إنشاؤه حديثًا ومستشفى الشهيد عطية اللذين يعملان كوجهات أساسية لكل من المجتمع المضيف واللاجئين السودانيين الذين يسعون إلى الحصول على رعاية داخلية. وتعاني كلتا المنشأتين من نقص في الممرضات والفنيين المؤهلين في الأقسام الطبية والعناية المركزة.
ووفق إنترناشيونال ميديكال كوربس، يحتاج مستشفى الشهيد عطية بشكل عاجل إلى ثلاثة أطباء تخدير وعشرة أطباء طوارئ لتلبية الطلبات المتزايدة. وفي الوقت نفسه، يحتاج مركز قبول وعلاج اللاجئين إلى زيادة كبيرة في عدد الموظفين، بما في ذلك 14 طبيبًا و20 ممرضًا وفنيًا، بالإضافة إلى اثنين من المتخصصين في الأمراض المعدية وأخصائي واحد في طب الطوارئ، لضمان العمليات الفعالة ورعاية المرضى الجيدة.
وفي الاجتماعات الأخيرة، دعت السلطات الصحية في الكفرة جميع المنظمات الإنسانية النشطة للمساعدة في تلبية متطلبات التوظيف، لضمان استمرارية الخدمات الصحية الأساسية لكل من اللاجئين والمجتمعات المضيفة.
بالإضافة إلى ذلك، تفتقر 85% من المرافق الصحية التي جرى تقييمها في الكفرة إلى الأدوية النفسية الأساسية، فيما يجبر المرضى على السفر لأكثر من 1000 كيلومتر إلى بنغازي أو طرابلس لتلقي العلاج المتخصص، مع الطرق المهترئة والتكاليف المرتفعة التي تحد من الوصول.
وخلفت الحرب منذ قرابة 22 شهرًا بين قائد الجيش السوداني عبد الفتاح البرهان وزعيم قوات الدعم السريع حمدان دقلو، آلاف القتلى والنازحين داخليًا وإلى دول الجوار في إطار صراعهما على كرسي السلطة. وبينما يحتدم القتال منذ أيام بالقرب من القصر الرئاسي في العاصمة الخرطوم، سيطر تحالف قوات الدعم السريع والحركة الشعبية للمرة الأولى على عدة بلدات في ولاية النيل الأزرق بجنوب البلاد، وذلك وسط تحذيرات من الأمم المتحدة من خطر سقوط البلاد في الهاوية.
وفي أواخر شباط/فبراير الماضي، أعربت مجموعة أ3+ بمجلس الأمن الدولي عن قلقها العميق إزاء الانعكاسات السلبية التي خلفتها الأزمات في السودان وسوريا، والتي كان لها تأثير على الوضع في ليبيا.
ودعت كارولين رودريغيز، ممثلة غيانا في مجلس الأمن، المتحدثة باسم مجموعة أ3+ الجزائر والصومال وسيراليون وغيانا خلال جلسة إحاطة مساء الأربعاء غي نيويورك، كل المقاتلين الأجانب والقوات الأجنبية والمرتزقة للانسحاب الفوري وغير المشروط من ليبيا، ودعت لاحترام سيادة ليبيا واستقلالها وسلامتها الإقليمية.
وفيما يتعلق بالوضع الأمني، عبرت عن ارتياحها فيما يخص احترام وقف إطلاق النار المتفق عليه في ليبيا، محذرة، من جهة أخرى، من كل حركة أحادية الطرف يمكن أن تزيد من الانشقاقات بين الليبيين وتعزز الانقسامات بين مؤسسات البلد.
وشددت رودريغيز أن مجموعة أ3+ مقتنعة تماماً بأن الاستقرار في ليبيا مرتبط ارتباطاً وثيقاً بالعمل المستمر والهادف الذي تقوم به اللجنة العسكرية المشتركة 5+5 من أجل التوصل إلى حلول ملموسة، حسب بيان لها.
وأشادت المجموعة بالجهود التي تبذلها الحكومة الليبية من أجل مكافحة الهجرة غير النظامية والاتجار بالبشر والمتاجرة بالأسلحة وتأمين الحدود وحمايتها من الشبكات الإجرامية.
وفي المجال السياسي، ترى مجموعة أ3+ أنه بالرغم من تحسن الوضع المسجل في ليبيا، فإنها تشعر بالقلق إزاء التقدم الضئيل المحرز فيما يتعلق باعتماد قانون انتخابات يسمح بإجراء انتخابات وطنية في البلاد، مؤكدة أن هذه الانتخابات تعد عنصراً أساسياً لإخراج ليبيا من الطريق المسدود، بغية ضمان استشارة الشعب الليبي بالكامل وتمكينه من تحديد مستقبله.
وفي شباط/فبراير الماضي، أظهرت بيانات المفوضية السامية لشؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة ارتفاع أعداد اللاجئين السودانيين في ليبيا إلى أكثر من 240 ألف لاجئ، مشيرة إلى وصول ما يقرب من 500 لاجئ بشكل يومي عبروا الحدود الجنوبية للبلاد.
وأوضح التقييم الأخير لوضع اللاجئين السودانيين في ليبيا، نشرته المفوضية الإثنين، أن 240 ألف لاجئ سوداني وصلوا ليبيا منذ اندلاع الحرب الأهلية في السودان منتصف العام 2023، بينهم 61 ألفاً و126 لاجئاً فقط مسجل لدى مقر المفوضية في طرابلس.
كما رصدت وصول ما يتراوح بين 400 و500 لاجئ سوداني إلى جنوب ليبيا بشكل يومي، 95% منهم يدخلون ليبيا عبر نقاط العبور غير الرسمية عند الحدود مع مصر وتشاد.
وأظهرت البيانات أن 60% من اللاجئين السودانيين في ليبيا هم من الرجال و40% من النساء. وتتراوح أعمار غالبيتهم بين 18 و59 عاماً، مع نسب بسيطة من الأطفال الذي تقل أعمارهم عن 12 عاماً.  

المصدر: سودانايل

كلمات دلالية: اللاجئین السودانیین فی لیبیا فی السودان

إقرأ أيضاً:

عشرات الشهداء أغلبهم من النساء والأطفال ومنتظري المساعدات.. وإخلاءات جديدة بخانيونس

استشهد 46 فلسطينيا، أغلبهم من النساء الأطفال، و 20 من الباحثين عن المساعدات، وأصيب العشرات، في مجازر متواصلة يرتكبها الاحتلال بحق سكان قطاع غزة.

وأفادت مصادر طبية أن الهجمات استهدفت منتظري مساعدات وخياما ومدرسة تؤوي نازحين، إضافة إلى منازل.

وفي أحدث الهجمات، قتل الاحتلال 5 فلسطينيين بإطلاق نار قرب مركز المساعدات شمال غرب مدينة رفح جنوب قطاع غزة.

وبالتزامن، استشهد 4 فلسطينيين باستهدافين لتجمع مدنيين بمنطقتي التفاح والزيتون شرق مدينة غزة.

وسبق أن استشهد في ساعات الصباح، 3 فلسطينيين بقصف جوي استهدف منزلا لعائلة الديري في حي الصبرة جنوب مدينة غزة.

وخلال ساعات الفجر، استشهد 4 فلسطينيين بقصف مماثل استهدف منزلا لعائلة الشلبي بمخيم البريج وسط القطاع.



وتركزت معظم الهجمات جنوب غزة؛ حيث استشهد 8 فلسطينيين بينهم نساء وأطفال بغارة استهدفت خيمة تؤوي نازحين قرب أبراج طيبة في منطقة المواصي غرب خان يونس.

وفي خان يونس، استشهد 4 فلسطينيين وأصاب آخرين معظمهم أطفال ونساء، بقصف استهدف خيمتين للنازحين على شاطئ بحر المدينة.

كما استهدف الاحتلال خيمة تؤوي نازحين قرب المستشفى الميداني البريطاني في المواصي، ما أسفر عن استشهاد 3 بينهم طفلان وإصابة آخرين.

وفي مجزرة جديدة، استشهد 15 فلسطينيا وأصيب 90 آخرون من منتظري المساعدات الإنسانية قرب دوار التحلية شرق خان يونس.

إلى ذلك، أصدر جيش الاحتلال، أوامر إخلاء جديدة، بعدة أحياء بمدينة خانيونس جنوب قطاع غزة.

يأتي ذلك ضمن إجراءات وجرائم الإبادة الجماعية التي يرتكبها الاحتلال منذ 21 شهرا بحق الفلسطينيين ومخططات تهجيرهم.

ومع توسع "مناطق القتال الخطير" يتقلص الحيز الجغرافي الذي يمكن للفلسطينيين النزوح إليه.

وعادة ما يتبع إنذارات الإخلاء قصف إسرائيلي يستهدف تلك المناطق، ووفي معظم الأحيان يبدأ القصف والمجازر قبل خروج الناس منها.

ويقول الفلسطينيون والمنظمات الأممية والحقوقية الدولية إن الجيش الإسرائيلي يقصف أيضا مناطق الإيواء التي يلجأ إليها الفلسطينيون.

مقالات مشابهة

  • بولس: المرحلة الانتقالية في ليبيا أصبحت عبئاً على استقرار البلاد
  • تراجع السياحة بالولايات المتحدة وتوقعات بخسارة 29 مليار دولار هذا العام
  • عشرات الشهداء أغلبهم من النساء والأطفال ومنتظري المساعدات.. وإخلاءات جديدة بخانيونس
  • انقطاع الكهرباء يشل النقل العام في التشيك
  • 1.2 مليار جنيه قيمة محاضر سرقة الكهرباء بشركة جنوب الدلتا
  • الأمم المتحدة تدعو لزيادة الاستثمار في سوريا تلبية لـ«احتياجات هائلة»
  • ارتفاع الأعمال المعادية للمسلمين في فرنسا بـ 75%
  • صحفي غزّي يروي قصة البحث عن حفنة طحين
  • ٣٠/ يونيو، ليلة القبض علی جَمْرَة!!
  • “منخفض الهند الحراري” يهيمن على أجواء السودان وتوقعات بهطول أمطار