في خطابه السنوي.. ترامب يهاجم المعارضة ويؤكد نجاح سياسته
تاريخ النشر: 5th, March 2025 GMT
واشنطن-رويترز
أشاد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بما وصفها بالبداية القوية لفترة رئاسته الثانية في خطاب حالة الاتحاد أمام الكونجرس، مما أثار استهجان ومقاطعات مشرعين ديمقراطيين رفعوا لافتات تنديد وغادروا القاعة في منتصف الخطاب.
ومثل ذلك الخلاف الحزبي انعكاسا للاضطرابات التي صاحبت الأسابيع الستة الأولى من تولي ترامب منصبه والتي قلبت السياسة الخارجية الأمريكية رأسا على عقب وأشعلت حربا تجارية مع حلفاء مقربين وخفضت من قوة العمل الاتخادية.
وجاء الخطاب الذي ألقاه في وقت الذروة، وهو الأول له أمام الكونجرس منذ توليه منصبه في 20 يناير كانون الثاني، في ختام يوم ثان من الاضطرابات في السوق أثارها فرضه رسوما جمركية جديدة شاملة على المكسيك وكندا والصين.
وأفاد مشروع الرئاسة الأمريكية بأن هذا كان أطول خطاب رئاسي أمام الكونجرس في تاريخ الولايات المتحدة الحديث بعد أن استمر 100 دقيقة.
ويذكر الخطاب بتجمعات حملة ترامب الانتخابية، رغم أنه تجنب إلى حد بعيد عادته في الابتعاد عن التصريحات المعدة مسبقا لتقديم ملاحظات جانبية.
ووجه الرئيس سهام النقد لسلفه الديمقراطي جو بايدن، وشن هجوما على المجرمين المهاجرين باعتبارهم "متوحشين" وعلى ما أسماه "فكر المتحولين جنسيا".
* الميزانية الاتحادية
وتعهد ترامب بإحداث توازن في الميزانية الاتحادية، حتى في الوقت الذي حث فيه المشرعين على وضع برنامج شامل لخفض الضرائب والتي يقول محللون غير حزبيين إنها قد تضيف أكثر من خمسة تريليونات دولار إلى عبء ديون الحكومة الاتحادية البالغة 36 تريليونا. وسيتعين على الكونجرس التحرك لرفع سقف الديون في وقت لاحق من هذا العام أو المخاطرة بالتخلف عن السداد المدمر.
وكان زعماء العالم يراقبون خطاب ترامب عن كثب، بعد يوم من إيقافه جميع المساعدات العسكرية لأوكرانيا. وجاء التعليق بعد سجال في المكتب البيضاوي، حيث وبخ ترامب بغضب نظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي أمام كاميرات التلفزيون.
وقال ترامب إن زيلينسكي بعث له رسالة أمس الثلاثاء يقول فيها إن أوكرانيا مستعدة لتوقيع صفقة المعادن النادرة التي يلفها الغموض بسبب سجالهما.
وأضاف ترامب "في الوقت نفسه، أجرينا مناقشات جادة مع روسيا وتلقينا إشارات قوية بأنهم مستعدون للسلام. ألا يكون ذلك جميلا؟"
وقد هدد توقف المساعدات جهود كييف لمواجهة روسيا، التي شنت غزوا واسع النطاق قبل ثلاث سنوات، وأثار قلق الزعماء الأوروبيين الذين يخشون أن يقرب ترامب الولايات المتحدة من موسكو للغاية.
* احتجاجات ديمقراطية
استهل ترامب الخطاب بالقول "إلى مواطني بلدي، عادت أمريكا"، وسط تصفيق حار من رفاقه الجمهوريين. وأضاف "بلدنا على وشك العودة إلى ما لم يشهده العالم من قبل، وربما لن يشهده مرة أخرى".
ورفع الديمقراطيون لافتات تحمل رسائل مثل "لا ملك" و"هذا ليس طبيعيا"، وخرج العشرات في منتصف الخطاب.
وأُخرج آل جرين، أحد أعضاء الكونجرس من تكساس، بعد رفضه الجلوس.
وقال رئيس مجلس النواب الجمهوري مايك جونسون بعد تنبيهه الديمقراطيين إلى ضرورة الحفاظ على اللياقة "أخرجوا هذا الرجل من القاعة".
وبدا أن جرين، الذي كان يهز عصا تساعده على المشي في وجه ترامب، يرفع صوته بالقول إن ترامب لم يفز بتفويض في انتخابات نوفمبر تشرين الثاني بعد أن تفاخر الرئيس بانتصارات الجمهوريين.
وقال ترامب بعد طرد جرين "أنظر إلى الديمقراطيين أمامي، وأدرك أنه لا يوجد شيء على الإطلاق يمكنني قوله لإسعادهم أو جعلهم يقفون أو يبتسمون أو يصفقون".
تحدث ترامب في مجلس النواب، حيث تجمع المشرعون خوفا على حياتهم قبل أكثر من أربع سنوات بقليل بينما اقتحم حشد من أنصاره مبنى الكابيتول في محاولة لإلغاء فوز الديمقراطي جو بايدن عليه في 2020، حين كان في السلطة.
أشاد الرئيس برجل الأعمال الملياردير إيلون ماسك وإدارة الكفاءة الحكومية التي قلصت عدد الموظفين الاتحاديين بأكثر من 100 ألف وخفضت مليارات الدولارات من المساعدات الخارجية وأغلقت وكالات بأكملها.
* مزيد من الرسوم في الطريق
أكد ترامب عزمه فرض رسوم مضادة إضافية في الثاني من أبريل نيسان، وهي الخطوة التي من المرجح أن تهز الأسواق المالية أكثر.
وقال "لقد استخدم الآخرون الرسوم الجمركية ضدنا لعقود، والآن حان دورنا لبدء استخدامها ضد تلك البلدان الأخرى".
وفي هذه النقطة، ظل العديد من الجمهوريين جالسين، في إشارة إلى كيف أدت الرسوم الجمركية التي فرضها ترامب إلى انقسام حزبه.
وقد أدت الرسوم التي فرضها ترامب بنسبة 25 بالمئة على المكسيك وكندا، وهما من أقرب حلفاء الولايات المتحدة، و10 بالمئة إضافية على الواردات الصينية إلى تعميق مخاوف المستثمرين بشأن الاقتصاد.
وانخفض المؤشر ناسداك المجمع بأكثر من تسعة بالمئة عن أعلى مستوى إغلاق قياسي له في 16 ديسمبر كانون الأول.
وحث ترامب الكونجرس على تمديد تخفيضات الضرائب التي أقرها في عام 2017. وتقدم الجمهوريون في الكونجرس بخطة شاملة قيمتها 4.5 تريليون دولار من شأنها أن تمدد التخفيضات الضريبية وتعزز أمن الحدود وتمول زيادة هائلة في عمليات الترحيل.
وتدعو الخطة إلى خفض الإنفاق تريليوني دولار على مدى عقد، مع احتمال تقليص تمويل التعليم والرعاية الصحية وغير ذلك من الخدمات الاجتماعية.
المصدر: جريدة الرؤية العمانية
إقرأ أيضاً:
ترامب يؤكد استعداده للحديث مع الرئيس الصيني لحل الخلافات التجارية
أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الجمعة، نيته التحدث إلى نظيره الصيني شي جين بينغ، في محاولة لتسوية الخلافات المتصاعدة بين البلدين بشأن التجارة والرسوم الجمركية، وذلك بعد ساعات من اتهامه بكين بانتهاك اتفاق سابق مع واشنطن.
وقال ترامب في تصريحات للصحفيين: "سأتحدث إلى الرئيس شي بالتأكيد، وآمل أن نتوصل إلى حل"، في إشارة إلى التوتر المتجدد بين واشنطن وبكين رغم الجهود المبذولة خلال الفترة الماضية لإبرام اتفاق شامل.
وجاءت تصريحات ترامب في أعقاب تقييم أدلى به وزير الخزانة الأمريكي سكوت بيسنت، الذي أكد أن محادثات التجارة "متعثرة بعض الشيء"، مشيرًا إلى أن إحراز أي تقدم حاسم يتطلب تدخلا مباشرا من الرئيس الأمريكي والرئيس الصيني.
وكانت واشنطن وبكين قد توصلتا قبل أسبوعين إلى اتفاق لخفض الرسوم الجمركية لمدة 90 يومًا، وهو ما مثّل آنذاك انفراجة مؤقتة في الحرب التجارية المشتعلة بين أكبر اقتصادين في العالم، وأدى إلى ارتفاع كبير في الأسواق العالمية.
لكن الوزير بيسنت أوضح أن التقدم الذي أعقب تلك الهدنة كان بطيئا للغاية، رغم استمرار المحادثات الفنية، وتوقع أن تشهد الأسابيع المقبلة جولات جديدة من الحوار المباشر على أعلى المستويات.
وقد أثارت حالة الجمود الأخيرة مخاوف لدى المستثمرين من عودة التصعيد بين واشنطن وبكين، لا سيما بعد اتهامات ترامب لبكين بـ"انتهاك الاتفاق"، وهو ما قد يعيد أجواء التوتر التي أثرت سابقًا على التجارة العالمية وأسواق المال.
ويبدو أن الرهان الأمريكي لا يزال معقودًا على الحلول التفاوضية، في ظل ضغوط اقتصادية داخلية متزايدة، بينما تواصل الصين التمسك بمواقفها التفاوضية، وسط تأكيدات على رغبتها في حل سلمي ومتوازن يُراعي مصالح الطرفين.