الإحسان في رمضان.. دروسٌ من القرآن
تاريخ النشر: 5th, March 2025 GMT
فتحي الذاري
رمضان المبارك شهر العبادة والخير، وفرصة عظيمة للمسلمين لتعزيز أخلاقهم وتطوير روح العطاء والكرم.
من أبرز مظاهر هذا الشهر الفضيل هو الإحسان إلى الفقراء والمحتاجين وهو ما أكّـد عليه النبي محمد صلى الله عليه وآله وسلم؛ إذ يقول: “أفضل الصدقة صدقة في رمضان” حديث يؤكّـد أهميّة العمل الخيري في هذا الشهر ويحفز المسلمين على تقديم العون والمساعدة لمن يحتاج إليها.
قصة سيدنا محمد صلى الله عليه وآله وسلم:
كان النبي صلى الله عليه وآله وسلم قُدوة في الإحسان والعطاء، حَيثُ كان ينفق مما لديه رغم ما كان يعانيه من ضيق، إذ كان يدعو الصحابة إلى مساعدة الفقراء والمحتاجين ويحثهم على تقديم الصدقات في كُـلّ وقت، وخَاصَّة في رمضان.
قصة سيدنا موسى عليه السلام
عاش سيدنا موسى عليه السلام بين بني “إسرائيل” الذين عانوا من الظلم والفقر. قصته تؤكّـد أبعاد الإحسان والعطاء، حَيثُ كان يرشدهم إلى الاعتماد على الله والتكافل الاجتماعي. يقول الله تعالى في القرآن الكريم: “وَلَقَدْ أرسلنَا مُوسَى بِآيَاتِنَا وَإِلَى فِرْعَوْنَ قَالَ إِنِّي رَسُولُ رَبِّ الْعَالَمِينَ (47) ” (الأعراف: 104). وفي هذه الآية تحث على الإيمان وتعزيز القيم الإنسانية.
قصة سيدنا عيسى عليه السلام:
سيدنا عيسى عليه السلام كان يُعرف برحمته ومحبته للفقراء والمحتاجين. لقد كان ينشر قيم العطاء والإحسان بين الناس. قال تعالى: “وَإِذْ قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ يَا بَنِي إسرائيل إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيَّ مِنَ التَّورَاةِ وَمُبَشِّرًا بِرَسُولٍ يَأْتِي مِن بَعْدِي اسْمُهُ أحمد” (الصف: 6). هذا يؤكّـد روح التراحم بين المجتمعات وتعزيز قيمة المساواة.
آيات قرآنية تدعو للإحسان إلى الفقراء:
قال عز وجل “وَأَطْعِمُوا الْبَائِسَ الْفَقِيرَ” (البلد: 16) وهذه الآية تمثل دعوة مباشرة لمساعدة الفقراء والمحتاجين وقال عز وجل “إِنَّما الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاءِ وَالْمَسَاكِينِ” (التوبة: 60).
تعكس هذه الآية أن الصدقات وضع قانوني يساعد في تحقيق العدالة الاجتماعية.
وقال عز وجل “وَمَا تُنفِقُوا مِنْ خَيْرٍ فَلِأنفسكُمْ” (البقرة: 272) تدل على أن الإنفاق في سبيل الله يعود بالنفع على المنفق في الدنيا والآخرة.
إن شهر رمضان هو فرصة عظيمة للمسلمين لتجديد علاقتهم مع الله من خلال العبادة والإحسان إلى الآخرين. يذكرنا قصص الأنبياء وآيات القرآن الكريم بأهميّة العطاء والكرم. يجب على كُـلّ مسلم أن يسعى لتحقيق هذه القيم في حياته اليومية، وخَاصَّة في هذا الشهر المبارك، من خلال تقديم الصدقات والمساعدة للفقراء والمحتاجين، فيكون بذلك قد أَدَّى رسالته الإنسانية وحقّق القيم العليا التي دُعِيَ لتحقيقها وهي تعتبر أهميّة تعزيز قيم الإحسان والعطاء في مجتمعنا، وأن يكون شهر رمضان دافعًا لنا جميعًا لتقديم ما نستطيع لمساعدة المحتاجين.
المصدر: يمانيون
كلمات دلالية: علیه السلام
إقرأ أيضاً:
حكم الجمع بين نية صيام العشر الأوائل من ذي الحجة وقضاء رمضان.. الإفتاء تجيب
حكم الجمع بين نية صيام العشر الأوائل من ذي الحجة وقضاء رمضان .. يسعى المسلمون لاغتنام الثواب المضاعف في العشر الأوائل من ذي الحجة فهي من أعظم الأيام، كما أخبرنا عنها النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث النبويّ الشريف: «ما من أيام عمل صالح أحبّ إلى الله عز وجل فيها من هذه الأيام»، وأفضل الأعمال الصالحة هي الصوم والذكر والدعاء؛ لذا ويُستحبّ صيام الأيام الأولى من ذي الحجة ماعدا يوم النحر وهو أول أيام عيد الأضحى ولكن ما حكم من ينوي صيام أول أيام ذي الحجة وقضاء رمضان؟.
وكشف الشيخ أحمد ممدوح، أمين الفتوى في دار الإفتاء المصرية، عن حكم الجمع بين حكم الجمع بين نية صيام العشر الأوائل من ذي الحجة وقضاء رمضان، قائلاً "نعم يجوز الصيام بنيتين ولكن التفريق أولى".
أفضل الأعمال في العشر الأوائل من ذي الحجة1. الصيام
صيام التسع أيام أولى من ذي الحجة ماعدا اليوم العاشر فالصيام فيه محرم شرعًا باتفاق الفقهاء لأنَّه يوم عيد الأضحى، فيحرم الصوم فيه لحديث أبي سعيد رضي الله عنه: "أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم نَهَى عَنْ صِيَامِ يَوْمَيْنِ؛ يَوْمِ الْفِطْرِ، وَيَوْمِ النَّحْرِ" رواه البخاري ومسلم واللفظ له، كما أن صيام يوم عرفة يكفر الذنوب عن العام الماضي والقادم.
هل تقبل النوافل ممن ترك الفرائض؟ الإفتاء توضح
هل يجوز حرمان الابن العاق من الميراث؟.. أمين الإفتاء يجيب
هل يجوز إخراج الزكاة لابنتي المتزوجة؟.. أمين الإفتاء يجيب
هل من حق الزوج رفض إكمال تعليم زوجته؟.. أمين الإفتاء يجيب
أفضل وقت لارتداء ملابس الإحرام لحجاج بيت الله.. الإفتاء توضح
ما يقال عند المرور على مقابر المسلمين؟ دار الإفتاء تجيب
الإفتاء تحدد أول أيام ذي الحجة.. استعدوا لخير أيام الدنيا
أهلا بالعيد.. دار الإفتاء تحدد أول أيام عيد الأضحى 2025 ووقفة عرفات وغرة ذي الحجة
الصيام عبادة عظيمة يتقرب بها المسلم إلى ربه كما أنه يهذب النفس ويزكيها وقد وردت أحاديث عظيمة عن فضل الصيام ومنها ما جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم: "الصوم جنة يستجن بها العبد من النار" رواه أحمد، كما أن السحور للصيام فيه بركة ولا شك أن السحور حتى لو بتمرة واحدة في العشر من ذي الحجة سيكون فيه الأجر مضاعفا.
2. قيام الليل
قد يغفل كثيرون عن أداء ركعتين في جوف الليل يأخذ منها ثواب قيام الليل، وقد بينت السُنة المباركة عظيم أجر وثواب قيام الليل وفي ذلك يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم "أقرب ما يكون الرب عز وجل من العبد في جوف الليل، فإن استطعت أن تكون ممن يذكر الله في تلك الساعة فكن" رواه أبو داود والترمذي، لذا يجب على كل مسلم أداء لو ركعتين قصيرتين بعد صلاة العشاء لأخذ الأجر.
ولو مش قادر خالص، اقرأ آخر آيتين من سورة البقرة، النبي ﷺ قال عليهم إنهم يكفوا المسلم قيام الليل أو يكفوه السوء في تلك الليلة.
3. قراءة القرآن وتدبر معانيه
قراءة القرآن بتدبر لها فضل عظيم فعلى كل حرف يقرأه المسلم له به حسنة، لذا من الأفضل أن يتسابق المسلمون في العشر من ذي الحجة من أجل ختم القرآن لأن الأجر فيها مضاعفًا، فلو قرأ الشخص كل يوم منها ٣ أجزاء سيتم الثلاثين جزءا في العشر من ذي الحجة.
ويمكن لغير القادر أو من لديه عمل يشغله أن يقرأ ما تيسر له من القرآن، وأن يفتح المصحف كل يوم من هذه الأيام المباركة.
4. إخراج الصدقة
إخراج الصدقات من الأمور المستحبة ولكن في الأيام الأولى لذي الحجة يكون الأجر فيها مضاعفا، لذا يستحب على كل مستطيع أن يخرج صدقة لو مرة واحدة في هذه الأيام خاصة إذا ساهم في إطعام المساكين.
وثواب الصدقة ورد عنها أحاديث كثيرة في السنة النبوية المباركة، فهي سبب في دفع أنواع البلاء، وبركة المال، وانشراح الصدر وراحة القلب، ومطهرة للمال.
5. كثرة الدعاء
الدعاء من الأفضل العبادات التي يتقرب بها إلى ربه وهو وسيلة لحل المشكلات ودفع البلاء، كما أمرنا الله سبحانه وتعالى بالدعاء ووعدنا وذلك في قوله "وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ".
كما أن الدعاء سبب في جلب النفع ودفع البلاء، وهو سبب في تغيير القضاء أيضًا فلا تنسَ أن تغتنم هذه العبادة العظيمة في العشر من ذي الحجة.
6. ترديد الأذكار
ترديد الأذكار أمر لابد منه لكل مسلم أن يجعل له وردا يوميا للأذكار فهي حصن يحمي الإنسان من كل سوء، وأفضل وسيلة للتقرب إلى الله عز وجل.
والأذكار عبادة يمكن استغلال ثوابها في الأيام الأول من شهر ذي الحجة وقد حث الشرع الشريف على ترديد الأذكار وجاء فضل ذلك في قول الله سبحانه وتعالى "الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُم بِذِكْرِ اللَّهِ".
7. الحفاظ على السُنن بعد صلاة الفريضة
تعد صلاة النوافل والسنن بعد الفريضة وهي صلاة 12 ركعة سُنة في اليوم الواحد من أفضل ما يستطيع المسلم القيام به واغتنامه في أيام ذي الحج الأولى.
صلاة النوافل من فضلها أنها تجبر النقص الذي قد يحصل في الفرائض، كما أن أجره وثوابها يتضاعف في هذه الأيام المباركة.
8. التوبة والرجوع إلى الله
لا شك أن أفضل ما يفعله العبد في العشر من ذي الحجة هو إعلان التوبة من المعاصي والرجوع إلى الله إظهار الندم عليها، كما أن الله سبحانه وتعالى يحب التوّابين الأوابين، فاغتنم هذه الأيام المباركة في إعلان توبتك.
وقد حدد الفقهاء عددا من الشروط لقبول التوبة ومنها
الإخلاص عدم العودة للذنبالندم على ارتكاب المعصيةالعزم على عدم الرجوع إلى الذنبأن تكون التوبة قبل الموت