التغيير، نيروبي

اعتقلت السلطات الكينية بمطار جومو كنياتا  الدولي بنيروبي  الأربعاء رئيس الحركة الشعبية لتحرير السودان- التيار الثوري الديمقراطي- ياسر عرمان استنادا إلى  مذكرة توقيف صادرة من “سلطة بورتسودان”  وصلت عبر الشرطة الدولية “الإنتربول”.

وعلمت “التغيير”  أن عرمان مازال  محتجزا  في فندق بنيروبي في انتظار اجراء تحقيقات  على خلفية أمر القبض الصادر في مواجهته عن مكتب الإنتربول بالعاصمة الكينية.

وأفاد مصدر مقرب من عرمان انه اجرى اتصالات بالسلطات الكينية في اطار توضيح ان المذكرة ذات طابع سياسي ولا علاقة لها بالقانون

وتحصلت التغيير على صورة من خطاب صادر من النيابة العامة السودانية يطالب بتسليم عرمان للسلطات السودانية للتحقيق معه في انتهاكات للقانون السوداني والقانون الإنساني الدولي.

 

وكانت “اللجنة الوطنية للتحقيق في جرائم وانتهاكات قوات الدعم السريع في السودان” دونت بلاغات في ابريل 2024 ضد قيادات  تنسيقية القوى الديمقراطية المدنية “تقدم” شملت رئيسها د. عبدالله حمدوك، وياسر عرمان وعمر الدقير وخالد عمر يوسف ومحمد الفكي سليمان وزينب الصادق المهدي  ومريم الصادق المهدي وصديق الصادق المهدي مطالبة إياهم بتسليم أنفسهم خلال أسبوع بغرض محاكمتهم بالتورط في “جرائم حرب”.

ثم  تطور الأمر إلى مطالبة النيابة العامة لمنظمة الشرطة الجنائية الدولية “الإنتربول”، بإصدار نشرة حمراء بحق المتهمين الذين صدرت بحقهم أوامر قبض على خلفية اتهامهم بالتواطؤ مع قوات الدعم السريع في حرب  15 أبريل 2023.

وقد اثارت هذه “النشرة” موجة من الاستنكار في الاوساط الحقوقية باعتبارها استغلال للقانون في تصفية الحسابات السياسية.

يذكر ان “النشرة الحمراء”  هي طلب يقدَّم إلى أجهزة إنفاذ القانون في جميع أنحاء العالم لتحديد مكان شخص واعتقاله مؤقتا في انتظار تسليمه أو ترحيله أو اتخاذ إجراء قانوني مماثل. وهي ليست مذكرة اعتقال دولية، وتبتّ البلدان الأعضاء استنادا إلى قوانينها الخاصة في اعتقال الشخص المعني أو عدم اعتقاله.

وكانت اللجنة القانونية لتنسيقية  “تقدم” دفعت  بمذكرة إلى الأمانة العامة للإنتربول ولجنة الرقابة على ملفات الإنتربول (CCF) طالبت فيها برفض الطلب المقدم من نيابة حكومة بورتسودان والخاص بإصدار نشرة حمراء ضد عدد من قياداتها استنادا إلى أن الاتهامات الموجهة ضد هذه القيادات ذات طابع سياسي وكيدي، وان اتهامات”تقويض النظام الدستوري”، “الإبادة الجماعية”، و”التحريض ضد الدولة” هي محاولات لتشويه سمعة القيادات المدنية والديمقراطية التي تسعى إلى وقف الحرب في السودان، والدعوة للحوار والمفاوضات لحل الأزمة سلمياً.

المصدر: صحيفة التغيير السودانية

إقرأ أيضاً:

الشباب الأردني بين طموح التغيير واستغلال النخب: متى يُفتح الطريق الحقيقي أمامهم؟

صراحة نيوز- بقلم: هيثم الزواهره

في كل محطة سياسية يمر بها الأردن، يُعاد الحديث عن الشباب ودورهم في بناء المستقبل، ويُستحضر خطاب جلالة الملك عبدالله الثاني الذي طالما أكد أن تمكين الشباب هو أساس بناء أردن قوي وممكن سياسياً واقتصادياً. ولكن، وعلى الرغم من هذه الرؤية الملكية المتقدمة، ما زالت بعض “النخب السياسية التقليدية” تسعى للعودة إلى الواجهة من خلال استغلال طاقات الشباب، لا لتمكينهم، بل لاستخدامهم كأدوات تجميلية لإعادة إنتاج ذاتها

الشعارات كثيرة… لكن الفعل غائب؛
تحاول بعض الأحزاب والتيارات السياسية، خاصة قبيل الانتخابات، الزج بالشباب في الواجهة الإعلامية، ورفع شعارات تمكينهم وإشراكهم، إلا أن الواقع يكشف أن هذه المحاولات غالباً ما تكون سطحية. يُقدَّم الشباب على أنهم الواجهة، بينما يبقى القرار بيد نخب تحاول الحفاظ على نفوذها، دون أي رؤية حقيقية للتغيير أو الإصلاح.

لقد تحولت طموحات الشباب إلى سلالم تُستخدم للصعود السياسي، ثم يتم إقصاؤهم أو تهميشهم بعد انتهاء الحاجة إليهم. هذه التجربة المتكررة أفرزت حالة من الإحباط وفقدان الثقة بالعمل الحزبي والسياسي، وأوصلت شريحة واسعة من الشباب إلى قناعة أن قوى الشد العكسي لا تزال متجذّرة وتقف سداً منيعاً أمام أي محاولة جادة للإصلاح.

وعود بلا مضمون وثقة تهتز؛
سنوات من الوعود البالية مرّت دون تحقيق تقدم ملموس. تم الحديث عن فرص، ومناصب، ودورات تأهيل، ولكن الواقع أظهر أن كثيراً من هذه الوعود لم تكن سوى شعارات استهلاكية. وهكذا، أصبح الشباب أكثر تشككاً، وأقل إيماناً بجدوى المشاركة في الحياة الحزبية التي يسيطر عليها من يدّعون أنهم “النخب”، بينما يفتقرون إلى الرؤية والقدرة على التجديد.

دروس الانتخابات الأخيرة: وعي الشارع يتقدم؛
الانتخابات السابقة شكلت ضربة قاسية لهذه النخب. فقد حاول البعض إعادة تدوير أنفسهم وأقرانهم عبر استخدام المال السياسي والعلاقات الضيقة، إلا أن الناخب الأردني كان أكثر وعياً، ورفض أن يُسجل النجاح بأسماء فقدت مصداقيتها. هذه النتائج أثبتت أن الشارع يبحث عن الوجوه القادرة على الإقناع والفعل، لا الوجوه التي اعتادت إطلاق الوعود دون تنفيذ.

الرؤية الملكية… الطريق الحقيقي للإصلاح؛
جلالة الملك عبدالله الثاني لم يتوقف يوماً عن التأكيد على أهمية الشباب، وضرورة إشراكهم في العمل السياسي وبناء المستقبل. إنها دعوة واضحة لتجديد الدماء، وفتح الأبواب أمام الجيل الجديد ليأخذ دوره الطبيعي. لكن التحدي الحقيقي هو في ترجمة هذه الرؤية إلى أفعال، وإزالة العوائق التي تضعها النخب التقليدية أمام كل من يحاول التغيير.
في المحصله؛
لا يمكن للأردن أن يحقق إصلاحاً سياسياً حقيقياً من دون الشباب. إنهم الطاقة الحقيقية، والعقول المتحمسة، والقلوب المؤمنة بوطنها. علينا أن نكسر قيد الصالونات السياسية الضيقة، وأن نفتح المجال للكفاءات، لا لمن يتقنون التلون والوعود. الإصلاح لن يأتي إلا من خلال شباب وُلدوا في زمن التغيير، ويحلمون بوطن يُدار بالكفاءة لا بالمصالح، وبالشفافية لا بالصفقات.
هيثم عبدالرحيم الزواهره
الامين العام المساعد لحزب إرادة

مقالات مشابهة

  • بين الاستجابة الإحيائية والانبعاث الحضاري.. مشاتل التغيير (25)
  • الداخلية العراقية تصدر أحكاماً بحق ضباط ومنتسبين على خلفية حادثة الكوت
  • ياسر العطا يجيب عن أسئلة الشارع السوداني.. فماذا قال؟
  • الحكومة مطالبة بتسريع خطى التعافي الاقتصادي وبقطاعي الكهرباء والمياه
  • الشباب الأردني بين طموح التغيير واستغلال النخب: متى يُفتح الطريق الحقيقي أمامهم؟
  • استعصاء المخدرات.. لا بد من التغيير
  • على خلفية قضايا فساد.. النيابة العامة تأمر بحبس رئيس «جامعة المرقب»
  • صحيفة إسرائيلية: أكثر من 41 ألف مطالبة تعويض جرّاء الرد الإيراني
  • 18 شهيدا من عائلة واحدة في جباليا شمالي قطاع غزة
  • صحيفة عبرية: أكثر من 41 ألف مطالبة تعويض جرّاء الرد الإيراني