بتوجيهات حميد النعيمي.. عجمان تواصل دعم غزة بـ410 أطنان من المساعدات في رمضان
تاريخ النشر: 7th, March 2025 GMT
عجمان (وام)
في إطار الدور الريادي لدولة الإمارات في دعم الجهود الإنسانية والإغاثية، وانطلاقاً من النهج الثابت الذي أرساه الآباء المؤسسون، وجه صاحب السمو الشيخ حميد بن راشد النعيمي عضو المجلس الأعلى حاكم عجمان، وبمتابعة حثيثة من سمو الشيخ عمار بن حميد النعيمي ولي عهد عجمان رئيس المجلس التنفيذي، بإرسال 410 أطنان من المساعدات الإنسانية العاجلة إلى قطاع غزة خلال شهر رمضان المبارك.
وانطلقت المرحلة الثانية لدعم قطاع غزة، ضمن عملية «الفارس الشهم 3» التي تنفذها دولة الإمارات لتقديم المساعدات الإنسانية العاجلة، بمشاركة 4 مؤسسات خيرية بارزة في عجمان، وهي: مؤسسة حميد بن راشد النعيمي الخيرية وهيئة الأعمال الخيرية العالمية وجمعية الإحسان الخيرية وجمعية الاتحاد الخيرية، وتتضمن القافلة الإغاثية المواد الغذائية الأساسية، والطرود الصحية، والمستلزمات الإغاثية التي تهدف إلى تخفيف معاناة الأهالي المتضررين، في ظل الأوضاع الصعبة التي يمر بها القطاع، لا سيما مع اشتداد برودة الشتاء.
وأكد الشيخ راشد بن محمد بن علي النعيمي مدير عام جمعية الإحسان الخيرية، أن الجمعية، سيّرت قافلة مساعدات لإغاثة قطاع غزة تتضمن مواد غذائية ومستلزمات حياتية في إطار عملية «الفارس الشهم 3»، للوقوف مع الأشقاء الفلسطينيين في ظروفهم الإنسانية الصعبة التي يمرون بها، مشيراً إلى أن هذه الدفعة من المساعدات تأتي تأكيداً من جمعية الإحسان بأنها جزء من دولة العطاء والخير، ولن تدخر جهداً في المشاركة الفاعلة لدعم الجهود الإنسانية، وترسيخ نهج قادة الدولة في جعل العمل الخيري سمة تتصف بها الإمارات.
من جانبه، قال الشيخ علي بن محمد بن علي النعيمي، الرئيس التنفيذي لمؤسسة الاتحاد الخيرية إن «هذه المبادرة تجسد النهج الإنساني لدولة الإمارات، الذي أرساه المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، الذي جعل من العطاء والإغاثة قيمة أساسية في سياسة الدولة، وتواصل قيادتنا الرشيدة هذا النهج الراسخ في دعم المحتاجين وإغاثة المنكوبين، دون تمييز، امتدادا لمسيرة الخير التي تميز دولتنا على مستوى العالم».
وأضاف: «تواصل مؤسسة الاتحاد الخيرية دورها في دعم المبادرات الوطنية والمساهمة في تعزيز قيم التضامن والتكافل، ترجمة لرؤية القيادة الحكيمة، التي جعلت من الإمارات نموذجًا عالميًا في العطاء والإغاثة الإنسانية».
وفي سياق متصل، قال الدكتور خالد الخاجة الأمين العام لهيئة الأعمال الخيرية العالمية: إن «الجسر الجوي والبحري الذي تسيره دولة الإمارات هو طوق نجاة لآلاف الأسر المتضررة في قطاع غزة، ويعكس أرقى صور العطاء لدعم الأشقاء والوقوف بجانبهم في هذه الظروف الصعبة، وإن هذا ليس بغريب على قيادة دولة الإمارات وشعبها وهيئاتها الخيرية التي تبذل كل ما بوسعها لتكون عوناً للأسر المحتاجة، ومن هنا خصصت هيئة الأعمال الخيرية العالمية برنامجاً إغاثياً شاملاً يتضمن توفير الطرود الصحية والطرود الغذائية والوقود الخاص بالمستشفيات وغيرها من المساعدات التي تخفف أعباء المرضى والمسنين والأيتام، وذلك بدعم سخي من أبناء الإمارات الأوفياء أصحاب الأيادي البيضاء الذين كانوا وما زالوا سنداً لإخوتهم وسباقين لفعل الخير على امتداد جغرافيا العطاء».
وأكد طارق العوضي، مدير عام مؤسسة حميد بن راشد النعيمي الخيرية، أن عملية «الفارس الشهم 3» أسهمت لحد كبير في التخفيف من شدة الأوضاع التي يعانيها سكان القطاع، وفي رفع المعاناة عن الفئات الأكثر ضعفاً وتوفير الاحتياجات الأساسية لهم، وأن دولة الإمارات تواصل تكثيف الجهود الإغاثية وتعزيز العمل الإنساني للأشقاء الفلسطينيين.
وتأتي هذه الجهود في إطار المسؤولية الإنسانية والأخوية التي تعكس عمق الروابط بين الشعوب، مع تأكيد أهمية استمرار الدعم لتحقيق أثر إيجابي مستدام على حياة المتضررين في غزة.وتواصل دولة الإمارات، من خلال هذه المبادرات، تعزيز مكانتها كداعم رئيسي للقضايا الإنسانية، وترسيخ قيم العطاء والتضامن مع الشعوب المتضررة، لتظل عملية «الفارس الشهم 3» نموذجاً حياً للمساعدات الإغاثية المستدامة التي تعزز الأمل وترسم الابتسامة على وجوه المحتاجين.
المصدر: صحيفة الاتحاد
كلمات دلالية: حميد النعيمي حميد بن راشد النعيمي الإمارات عجمان حاكم عجمان غزة فلسطين قطاع غزة حرب غزة الحرب في غزة سكان غزة أهالي غزة رمضان شهر رمضان المساعدات الإنسانية المساعدات الإماراتية المساعدات الإغاثية الفارس الشهم 3 دولة الإمارات من المساعدات قطاع غزة
إقرأ أيضاً:
أحمد ياسر يكتب: مؤسسة غزة الإنسانية.. سلاح جديد قاس
في تاريخ الصراعات الحديثة، ربما لا يوجد سردٌ أكثر إثارةً للقلق من إساءة استخدام المساعدات الإنسانية عمدًا لتحقيق أهداف جيوسياسية.
تواجه "غزة" التي عانت لعقود من الحرب والحصار -الآن- تهديدًا جديدًا وخبيثًا.. خطةٌ مُقنّعةٌ كإنقاذٍ لسكانها الجائعين، لكنها في الواقع استراتيجية مُدبّرٌة لتهجير الفلسطينيين.
ظهرت تقاريرٌ عن إنشاء ما يُسمى بمؤسسة غزة الإنسانية (GHF) - وهي منظمةٌ غامضة يدعمها عملاء سابقون في وكالة المخابرات المركزية الأمريكية، ورواد أعمال تكنولوجيا إسرائيليون، وشركات أمن أمريكية خاصة.
وقد وضعت المؤسسة الإنسانية المزعزمة GHF، نفسها في موقعٍ يسمح لها بالسيطرة على توزيع المساعدات، متجاوزةً الهيئات الدولية الرسمية كالأمم المتحدة، تبدو هذه المبادرة، التي وُلدت بعد هجمات حماس في 7 أكتوبر 2023، أداةً للهندسة الديموغرافية، تستهدف شمال غزة تحديدًا.
وقد عمّقت استقالة الرئيس التنفيذي لـ GHF، جيك وود، الذي أشار إلى عدم توافق المؤسسة مع المبادئ الإنسانية، الشكوكَ حول دوافعها الحقيقية.
(أولا ) نموذج خطير: تحت قناع الإنسانية دور شركات الأمن الأمريكية
يُثير تورط شركات الأمن الأمريكية الخاصة مثل (سيف ريتش سوليوشنز ويو جي سوليوشنز) قلقًا بالغًا، تعمل سيف ريتش، التي يديرها المحامي الأمريكي جيمس كانديف - الذي سجّل أيضًا مؤسسة التمويل الدولية - في غزة منذ أوائل عام 2025، ويعمل في هذه الشركات، التي يعمل بها في الغالب أفراد سابقون في وكالة المخابرات المركزية الأمريكية وبلاك ووتر والجيش الأمريكي، ليست جهات محايدة.
وجودهم يُقرّب الولايات المتحدة من التورط المباشر في غزة، ويُهدّد بتصعيد التوترات الإقليمية، ورغم أن صحيفة "نيويورك تايمز" وصفت تورطهم بأنه "غير مباشر"، إلا أن الدور المزدوج لكانديف يُقوّض هذا الادعاء، ويُشير إلى تداخل المصالح.
ويُثير إدراج المتعاقدين الأمريكيين مخاوف بشأن المساءلة وانتهاكات حقوق الإنسان، والأسوأ من ذلك، أن هذه الشركات تعمل دون شفافية: فمصادر تمويل "سيف ريتش" غير معروفة، ولا تزال شركة "يو جي سوليوشنز" محاطة بالسرية، مما يُغذّي الشكوك حول الهدف الحقيقي للعملية.
كشفت الاستقالة المفاجئة "لجيك وود"، الرئيس التنفيذي لمؤسسة التمويل الدولية، عن التناقضات الداخلية للمؤسسة، "وود"، جندي مشاة بحرية أمريكي سابق ذو خبرة في العراق وأفغانستان، جُنّد للمساعدة في جمع التبرعات.
عند مغادرته، أكد التزامه بالمبادئ الإنسانية - الإنسانية والحياد والنزاهة والاستقلال - قائلاً إن هيكل مؤسسة GHF جعل من المستحيل الالتزام بهذه المبادئ… ويُعدّ رحيله إدانةً دامغةً للمؤسسة وطموحاتها المُبطّنة.
يُسلّط بيان "وود" الضوء على حقيقةٍ جوهرية: لا يمكن فصل المساعدات الإنسانية عن الأخلاق، إن تحالف مؤسسة GHF مع شركات الأمن وتوافقها مع المصالح الاستراتيجية لإسرائيل ينتهكان المبادئ ذاتها التي تدّعي تمثيلها.
إن هيكل مؤسسة GHF الأمني وغير الشفاف لا يفي بهذه المعايير - فهو يعمل كأداة جيوسياسية أكثر منه مبادرةً لإنقاذ الأرواح.
(ثانيا ) المساعدات كسلاح تهجير قسري
الجانب الأكثر إثارة للقلق في الخطة هو غايتها النهائية: استخدام المساعدات الإنسانية كغطاء للتهجير القسري للفلسطينيين، وخاصة من شمال غزة، ويُنظر إلى صندوق الإغاثة الإنسانية العالمي كجزء من استراتيجية أمريكية إسرائيلية أوسع نطاقًا للتجويع القسري كأداة سياسية - بدأت مع خفض الولايات المتحدة تمويل الأونروا في يناير 2024.
ينطبق هذا مع استراتيجية الحصار الإسرائيلية طويلة الأجل، ولا يُسمح إلا بدخول كميات ضئيلة من المساعدات، لا تكفي المجاعة، أفادت الأمم المتحدة أن 4.6% فقط من الأراضي الزراعية لا تزال صالحة للاستخدام، ومن خلال توجيه المساعدات عبر جهات خاصة، تتحكم إسرائيل في من يحصل على المساعدات، وأين، وكيف؟؟
هذا يُعادل السيطرة على السكان - مما يدفع الفلسطينيين إلى مناطق أصغر وأكثر قابلية للإدارة، وصفه المراقبون بأنه محاولة " لحصر ومحاصرة الفلسطينيين في قطعة أرض أصغر".
يحمل هذا التكتيك علامات التطهير العرقي، بغطاء التدخل الإنساني!!
بدعم من شركات أمنية أمريكية، تُمكّن مؤسسة التمويل الإنساني العالمية (GHF) إسرائيل من إدامة الجوع والنزوح تحت ستار الإغاثة، تُؤكد تحذيرات الأمم المتحدة من "مرحلة جديدة قاسية" في الحرب - تتسم بتزايد الجوع والدمار - على ضرورة كشف هذا الخداع.
تُقدم إسرائيل وشركاؤها الأمريكيون المساعدات كحلٍّ بينما يُعيقون إيصالها، مما يُطيل أمد معاناة غزة، ويُعزز هدفهم النهائي: إفراغ المنطقة من الفلسطينيين.
*(ثالثا ) أزمة ثقة عالمية*
ظهور مؤسسة التمويل الإنساني العالمية (GHF) وتورط وكالات الاستخبارات والأمن الأمريكية عواقب وخيمة:
أولًا: ينسف هذا النموذج الثقة في المؤسسات الإنسانية، بالرغم من قسوة الوضع المالي، لاتزال الأمم المتحدة العمود الفقري لأعمال الإغاثة عالميا ً، واستبدالها بكيانات مُبهمة يُضر بمصداقية نظام المساعدات الدولي.
ثانيًا: يُخاطر هذا المشروع بجر الولايات المتحدة إلى صراع مُباشر مع حماس وجماعات أخرى في غزة، حيث قد يُنظر إلى المُتعاقدين الأمريكيين على أنهم وكلاء لإسرائيل.
ثالثًا: يُرسي سابقةً خطيرةً في استغلال الأزمات الإنسانية كسلاحٍ للضغط الجيوسياسي في أنحاءٍ أخرى من العالم.
*(رابعا) كشف الخداع*
مؤسسة غزة الإنسانية ليست استجابةً للمعاناة الإنسانية، بل هي مظهرٌ من مظاهر خطةٍ مظلمةٍ وخطيرة، بدعمٍ من جهاتٍ أمنيةٍ واستخباراتيةٍ أمريكية، تستخدم إسرائيل، الأمر لا يتعلق بإنقاذ الأرواح، بل بالهيمنة والاستبعاد.
يجب على المجتمع الدولي فضح هذا الخداع والمطالبة بإيصال المساعدات الإنسانية بشفافيةٍ وحيادية..
يستحق شعب غزة مساعداتٍ تُنقذ الأرواح، لا استراتيجيةً تُبعدهم عن وطنهم.