بين الحقيقة والافتراء … شوّه الفاسدون رسالة السماء
تاريخ النشر: 7th, March 2025 GMT
بقلم الخبير المهندس :- حيدر عبدالجبار البطاط ..
لا شك أن القوى الخفية التي تسعى للتحكم بالعالم أدركت أن الإسلام كمنظومة فكرية وروحية يمتلك قدرة هائلة على توحيد الشعوب وإثارة نهضة فكرية وثقافية وسياسية تهدد مصالحها.
لذلك عملت هذه القوى على تفريغ الإسلام من مضمونه الحقيقي وتشويهه عبر أدوات متعددة أبرزها
من أخطر الأساليب التي استُخدمت للتحكم بمصير الشعوب الإسلامية هو إيصال شخصيات فاسدة لا علاقة لها بجوهر الدين إلى مراكز السلطة.
هؤلاء لم يكونوا أكثر من أدوات تحركها القوى الخفية سواء كانت استعمارية أو لوبيات اقتصادية .
وكانت مهمتهم:
• تقديم صورة مشوهة عن الإسلام من خلال ممارسات استبدادية وقمعية تحت ستار الشريعة مما دفع الكثيرين للنفور من الدين.
• نهب الثروات الوطنية وتسهيل تسليمها للقوى الكبرى في حين تبقى الشعوب في فقر مدقع.
• إضعاف روح المقاومة والتغيير بخلق خطاب ديني مزيف يبرر الاستسلام والخضوع. استغلال الخطاب الديني لتبرير الاستبداد
من أكثر الأدوات فعالية في السيطرة على الشعوب هو توظيف علماء الدين المرتبطين بالسلطة لصياغة خطاب يُجمّل أفعال الحكام، ويمنحهم شرعية دينية زائفة تبرر القمع والاستغلال.
خلق أنظمة حكم هجينة بين الاستبداد والحداثةلم تكتفِ القوى الخفية بفرض عملائها في الحكم بل صممت أنظمة هجينة تجمع بين المظاهر الإسلامية والحداثة الغربية بطريقة تخدم مصالحها.
فمثلاً:
• يتم تطبيق قوانين مستوحاة من الشريعة فقط عندما تخدم النظام، بينما يتم تعطيلها إذا تعارضت مع مصالح النخب الحاكمة.
• يتم تبني سياسات اقتصادية رأسمالية متوحشة تسحق الفقراء، لكن يُضاف إليها خطاب ديني يطلب من الناس ( الرضا بالقليل ) و ( الصبر على الابتلاء).
لم يقتصر التآمر على الإسلام على فرض عملاء في السلطة، بل تعدّى ذلك إلى خلق بيئة سياسية واجتماعية تعزز النفور من الإسلام والتشكيك فيه كرسالة سماوية. وتم تحقيق ذلك عبر
• الفساد وهدر المال العام :- حيث تم نهب مقدرات الشعوب باسم الدين، مما رسّخ في أذهان العامة أن الإسلام مرتبط بالسرقة والمحسوبية.
• الغباء وإقصاء الآخر :- إذ تم تسويق نموذج فكري منغلق يرفض الاختلاف، ويعادي أي فكر تجديدي، مما جعل الإسلام يبدو وكأنه دين يُعادي العقل والتطور.
• العنف والتطرف :- تم دعم جماعات تستخدم العنف باسم الإسلام، ليتم ربط الدين بالإرهاب والفوضى، مما أدى إلى نفور الناس من جوهره السلمي والحضاري.
تدمير أي مشروع نهضوي إسلامي حقيقيكلما برزت شخصيات أو حركات تسعى لاستعادة الإسلام كقوة حضارية تحرر الشعوب، يتم ضربها عبر وسائل متعددة مثل:
• التشويه الإعلامي عبر وصفها بالتطرف والتخلف.
• الاختراق الداخلي بزرع عملاء داخلها لتحريف مسارها.
• التصفية الجسدية أو الزج بالقادة الحقيقيين في السجون والمنافي.
تم استغلال الانقسامات الطائفية والعرقية لضمان انشغال المسلمين بأنفسهم، ومنعهم من الالتفات إلى العدو الحقيقي. وهكذا، بدل أن يكون الهدف هو استعادة مقدرات الشعوب، أصبح القتال يدور بين أبناء الأمة الواحدة.
القوى الخفية لم تأتِ بقادة خونة فقط بل خلقت منظومة كاملة تحاصر الإسلام الحقيقي وتحوله إلى أداة بيد الطغاة والسُرّاق.
والحل لا يكون فقط بكشف هؤلاء بل بإعادة بناء الوعي الإسلامي على أساس صحيح وربطه بالمشروع الحضاري والتحرري للشعوب بعيداً عن تزييف العملاء وتشويه الأعداء
المصدر: شبكة انباء العراق
كلمات دلالية: احتجاجات الانتخابات البرلمانية الجيش الروسي الصدر الكرملين اوكرانيا ايران تشرين تشكيل الحكومة تظاهرات ايران رئيس الوزراء المكلف روسيا غضب الشارع مصطفى الكاظمي مظاهرات وقفات
إقرأ أيضاً:
احتلال من نوع جديد.. مسيّرات إسرائيلية تحكم الجنوب اللبناني من السماء
يؤكد سكان البلدات الحدودية أن هذه المسيّرات أصبحت تُملي من يحق له دخول القرى أو البقاء فيها، وتقوم بتصوير الوجوه وتتبع حركة الأفراد، بل وتتسلل إلى المنازل عبر النوافذ المفتوحة.
ووفق شهادة محلية موثقة، تحدث قائد إحدى المسيّرات مباشرة إلى رجلين مسنين في بلدة حولا كانا يحتسيان النسكافيه، في مشهد يختزل حجم الاختراق.
مصدر أمني لبناني صرّح لصحيفة «الشرق الأوسط» بأن المنطقة الحدودية تحوّلت إلى ما يشبه «منطقة عازلة بالنار»، في ظل استهدافات متكررة من قبل إسرائيل تطال المدنيين ومنازلهم، ما يعزز الشعور العام لدى السكان بأن الجنوب يعيش شكلاً جديداً من الاحتلال، لا يحتاج إلى جنود على الأرض بقدر ما يعتمد على عيون إلكترونية في السماء.