حاتم باشات: إعادة المختطفين من السودان رسالة بعدم تخلي مصر عن أبنائها
تاريخ النشر: 8th, March 2025 GMT
أشاد اللواء حاتم باشات عضو حزب الجبهة الوطنية، قنصل مصر الأسبق بالسودان بنجاح أجهزة الدولة المصرية في تأمين عودة المختطفين المصريين من السودان بسلام، تنفيذًا لتوجيهات الرئيس عبد الفتاح السيسي.
وأكد باشات - في تصريح اليوم -أن هذا النجاح يبعث برسالة قوية مفادها أن مصر لا تتخلى عن أبنائها مهما كانت الظروف والتحديات، مشددًا على أن القيادة السياسية تضع أمن وسلامة المواطنين على رأس أولوياتها مشيرا إلى التنسيق والتعاون الكبير بين الأجهزة المعنية في مصر مع نظيرتها بالسودان من أجل تحرير المختطفين ونقلهم من مناطق الاشتباكات بوسط الخرطوم إلى مدينة بورسودان.
وأشار إلى أن مؤسسات الدولة تعاملت مع الأزمة باحترافية عالية، مما أسفر عن إعادة أبنائنا بسلام إلى أرض الوطن وأضاف أن هذه ليست المرة الأولى التي تنجح فيها أجهزة الدولة في إعادة مواطنيها من مناطق الصراع، مما يعكس كفاءة مؤسسات الدولة وجاهزيتها للتعامل مع كافة الأزمات داخليًا وخارجيًا.
ودعا باشات إلى مواصلة الجهود لدعم استقرار السودان الشقيق، والعمل على وقف التصعيد والحفاظ على أمن وسلامة المواطنين، مؤكدًا أن مصر تواصل دورها التاريخي في دعم استقرار السودان ومساندة الشعب السوداني في هذه المرحلة الصعبة.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: الرئيس عبد الفتاح السيسي السودان حزب الجبهة الوطنية اللواء حاتم باشات حاتم باشات المزيد
إقرأ أيضاً:
سلاح المقاومة… ضمانة الأمن أم وصفة للفوضى؟
بقلم: سمیر باكير ..
في ظل مشهد إقليمي متوتر، واحتلال إسرائيلي ما زال جاثماً على جزء من أرض الجنوب اللبناني، وضعف الجيش الوطني من حيث التسليح والقدرات الدفاعية، يطرح البعض مشروع نزع سلاح حزب الله، في توقيت يبدو أقرب إلى المغامرة السياسية منه إلى أي رؤية استراتيجية.
إن قراءة هادئة لمعادلات القوة في المنطقة، وخبرة اللبنانيين الطويلة مع العدو، تكشف أن المضي في هذا الخيار سيحمل للبنان مخاطر وجودية، من أبرزها:
۱. إزالة عنصر الردع الوحيد الذي حال دون تكرار سيناريو اجتياح 1982، وترك الحدود الجنوبية مكشوفة أمام أي عملية عسكرية مباغتة.
۲. إفقاد لبنان وزنه التفاوضي في ملفات حيوية كالحدود البحرية والبرية وحقول الغاز، إذ أن القوة التفاوضية ترتكز على توازن الردع لا على النوايا الحسنة.
۳. تمكين إسرائيل من فرض معادلات أمنية جديدة على الأرض، كإقامة مناطق عازلة أو نقاط مراقبة دائمة داخل الأراضي اللبنانية، بحجة “الفراغ الأمني”.
۴. توسيع شهية العدو نحو التمدد والضغط السياسي، بعدما يدرك أن الدولة اللبنانية بلا أنياب ولا قدرة على الرد العملي.
۵. إضعاف الجبهة الداخلية عبر إشعال الجدل والانقسام حول هوية لبنان الدفاعية، ما قد يخلق بيئة خصبة للتوترات الطائفية والسياسية.
۶. تشجيع القوى المتطرفة والعملاء المحليين على إعادة تنظيم صفوفهم والتحرك بحرية أكبر في ظل غياب قوة ردع ميدانية.
۷. إخضاع لبنان بالكامل للمظلة الدولية التي أثبتت التجارب أنها عاجزة أو غير راغبة في ردع الاعتداءات الإسرائيلية (كما في حروب 1993، 1996، و2006).
۸. ضرب موقع لبنان في المعادلة الإقليمية وتحويله من لاعب مؤثر يمتلك أوراق ضغط إلى ساحة مفتوحة تتلقى الضغوط والإملاءات.
۹. تآكل ثقة الشارع بقدرة الدولة على حماية المواطنين، وهو ما سينعكس في هجرة العقول ورؤوس الأموال بحثاً عن الأمان.
۱۰. فتح الباب أمام إعادة إنتاج الوصاية الخارجية تحت شعار “حماية لبنان” في حين أن الهدف سيكون التحكم بمساره السياسي والاقتصادي.
إن سلاح المقاومة، الذي ظل موجهاً نحو العدو الخارجي ولم ينخرط في صراعات الداخل، يمثل في هذه اللحظة الحرجة أكثر من مجرد أداة عسكرية؛ إنه مظلة ردع تحفظ الكيان من الانهيار أمام أطماعٍ معلنة. إن نزعه اليوم، بلا بديل وطني قوي، هو خطوة محفوفة بالمخاطر، قد يدفع ثمنها لبنان سيادةً وأمناً واقتصاداً.