صحيفة الاتحاد:
2025-08-12@09:20:16 GMT

«العيالة».. تجسيدٌ للقوة والفروسية

تاريخ النشر: 8th, March 2025 GMT

تامر عبد الحميد (أبوظبي)

أخبار ذات صلة إطلاق «السياسة الوطنية للحفاظ على التراث المعماري الحديث» «الحلم».. عرض سينمائي يضيء على تجربة الفنان محمد الأستاد رمضانيات تابع التغطية كاملة

تلعب دولة الإمارات العربية المتحدة، دوراً مهماً في الحفاظ على موروث الأجداد، وتُعتبر فنون الأداء التقليدية أحد العناصر التراثية التي تحرص على صونها ودعم فرقها الشعبية في المحافل الوطنية والمهرجانات الثقافية والفنية، بهدف نقل الموروث إلى الأجيال الناشئة، وليتعرف الآخر على الفنون الإماراتية الأصيلة.

«العيالة» إحدى هذه الفنون التي أُدرجت عام 2014 ضمن القائمة التمثيلية للتراث الثقافي غير المادي للبشرية في منظمة اليونسكو، ولديها حضور طاغٍ في مختلف مهرجانات الدولة.

تأثير إيجابي
وعن هذا الفن، قال مصبح خلفان جمعة رئيس فرقة «شباب العين» للفنون الشعبية: هدفنا إظهار الفنون الإماراتية الأصيلة إلى الآخر، وتعريف الأجيال الناشئة بموروث الأجداد، خصوصاً بعدما أدرج عدد من فنون الأداء في ضمن القائمة التمثيلية للتراث الثقافي غير المادي للبشرية في منظمة اليونسكو، ومما لا شك أن إدراج فن «العيالة» على القائمة له تأثير إيجابي في انتشار هذا الفن التراثي الأصيل، وزيادة مستوى الوعي بأهمية التراث الثقافي غير المادي، وتوفير فرص استمرار «العيالة» وتعزيز مكانتها في قائمة فنون الأداء، واستمرار ممارستها من قبل الأجيال الحالية والمقبلة.
وتابع: «العيالة» من أهم فنون الأداء الشعبية ومن أكثر العروض الفنية انتشاراً في دولة الإمارات، من حيث عمقها التاريخي وممارستها المتجددة في المناسبات الوطنية والاجتماعية، فهي أداء فني ثقافي تقليدي معبّر يجمع الرجال والصبية الذين يحملون عِصِي الخيزران الرفيعة، ويتحركون بانسجام تام على إيقاع منتظم رصين صادر من الطبول، وتتضمن عروض العيالة فقرات لفنون الاستعراض الشعبي والشعر والطبول، ويتحرك ضمن العرض مجموعة من الرجال يُطلق عليهم «اليوّيلة»، في دائرة واسعة وبخطى متناغمة على إيقاعات الطبول ملوحين بالعِصي.

قوة وفروسية
وأشار مصبح إلى أن فن «العيالة» يظهر معاني القوة والفروسية المستمدة من حياة البداوة والصحراء، ويبدأ العرض بالقرع على الطبول والدفوف والطويسات، ثم يعطي قائد الفرقة إشارة البدء، وفي هذه اللحظة يأخذ قارعو الطبول الضرب بشدة على طبولهم، ويبدأ الصفان بتأدية حركة إيمائية بالعصا، والتي تستمر لفترة طويلة، وفي أثناء الاستعراض يتحرك حملة الطبول في اتجاه الصف المواجه بينما يتحرك المؤدون في الاتجاه المعاكس.
وأضاف: يواجه المؤدون بعضهم في صفَّين متقابلين، يضم الصف الواحد 20 رجلاً أو أكثر، يؤدون فن العيالة في لوحة أدائية رمزية تحاكي مشهد معركة، حاملين عِصِي الخيزران الرفيعة التي ترمز إلى الرماح والسيوف، ويتناوب أفراد كل صف متلاصقين جنباً إلى جنب الحركات المتناغمة برؤوسهم وأكتافهم وأذرعهم الممتدة وعِصِيهم، ويتم استخدام عدد من الآلات التي ترمز إلى هذه الملحمة الحربية، فـ«التخامير» وهي نوع من أنواع الطبول تعني إيقاع الحرب، والراس يمثل قائد المعركة، وأصوات الساجات ترمز إلى السيوف، والسماع أو الدفوف تمثل حركة الخيول في المعركة، وذلك لتجسيد معاني القوة والفروسية والتلاحم. 

ممارسون
ولفت مصبح إلى أن أداء فن «العيالة» يتطلب وجود عدد من الممارسين والمؤدين في العرض، ومن بينهم: «الأبو» وهو قائد الفرقة وصاحب الخبرة الواسعة فيها، والشاعر الذي يختار القصائد والألحان والأوزان، وضارب طبل الراس الذي يقود أداء المؤدين بمن فيهم الإيقاعيون والرزيفة، واليويلة، مؤدون حركيون في ميدان «العيالة» يحملون العصي ويؤدون حركاتهم بانسجام.

«برية» و«ساحلية»
أوضح مصبح خلفان جمعة، أن «العيالة» تنقسم إلى نوعين «برية» و«ساحلية»، ويأتي الفارق بينهما في إيقاعات الطبول والشلات والرزيف، منوهاً إلى أن الأشعار الحماسية التي يتم إنشادها تمثل جزءاً لا يتجزأ من العرض، وتنتمي تلك الأشعار إلى فئة الشعر النبطي.

المصدر: صحيفة الاتحاد

كلمات دلالية: الفنون الشعبية الموروث الشعبي التراث الشعبي الإمارات اليونسكو التراث الإماراتي التراث التراث الثقافي فنون الأداء

إقرأ أيضاً:

«ترحال» يجمع المواهب السعودية والعالمية

البلاد (الرياض)
يواصل العرض المسرحي”ترحال”، الذي تنظمه وزارة الثقافة على مسرح ميادين الدرعية حتى الـ 25 من أغسطس الجاري، تقديم نموذجٍ إبداعي يجمع بين طاقات فنية سعودية شابة وخبرات عالمية متخصصة، في إطار تجربة مسرحية غامرة، تواكب المعايير العالمية، وتحافظ على جذورها المحلية. ويعد العمل ثمرة تعاون إبداعي، شارك فيه أكثر من (120) فنانًا ومهنيًا من المملكة وعددٍ من دول العالم، ضمن إنتاج متكامل يمزج بين السرد البصري المعاصر والهوية السعودية بمضامينها العاطفية والثقافية، ليشكل نموذجًا للتعاون بين المواهب المحلية، والخبرات الدولية في تقديم عمل مسرحي بمعايير عالية الجودة، منتمٍ للمسرح الغامر والتقنيات الحديثة. وكان للفنان السعودي حضور فاعل في مختلف عناصر العمل، من أداء وإخراج وتصميم وكتابة، مستفيدًا من الورش الإبداعية، التي سبقت انطلاقة العرض، والتفاعل المباشر مع خبراء دوليين، جلبوا معهم خبراتهم وتجاربهم في المسرح البصري، والتقنيات التفاعلية، والفنون الحركية. ويمثل”ترحال” إلى جانب كونه عرضًا على خشبة المسرح، قصة نجاح إنتاجي خلف الكواليس، تؤكد قدرة المسرح السعودي على أن يكون مصنعًا للمعرفة، ومنصة لصقل المواهب، وجسرًا للتعاون الثقافي العالمي.

مقالات مشابهة

  • يحيى الفخرانى: «الملك لير» باق فى مصر
  • «ترحال» يجمع المواهب السعودية والعالمية
  • خدمة العرض والطلب تقلص نقص الأدوية بنسبة 65%
  • «الزعيم» يُثير أزمة في نوستالجيا 80/ 90.. كيف تدخل تامر عبد المنعم؟
  • فلسطين تحذّر من خطورة الدعوات الإسرائيلية التحريضية على تجسيد الدولة الفلسطينية
  • المدن الذكية في عُمان .. تجسيد للتوافق بين التراث والحداثة
  • الخارجية تدين التحريض الإسرائيلي على حق شعبنا في تجسيد دولته على الأرض
  • هيئة الأفلام تعلن قواعد المشاركة وآلية الترشيح لجائزة الأوسكار لفئة أفضل فيلم دولي 2025
  • تعلن المحكمة التجارية الابتدائية بالأمانة أن على المنفذ ضده/ محمد مسعد بالتنفيذ الاختياري لأمر الأداء
  • صور| فنون شعبية بهوية عسيرية.. انطلاق فعاليات قرية المسقي التراثية