«العيالة».. تجسيدٌ للقوة والفروسية
تاريخ النشر: 8th, March 2025 GMT
تامر عبد الحميد (أبوظبي)
أخبار ذات صلةتلعب دولة الإمارات العربية المتحدة، دوراً مهماً في الحفاظ على موروث الأجداد، وتُعتبر فنون الأداء التقليدية أحد العناصر التراثية التي تحرص على صونها ودعم فرقها الشعبية في المحافل الوطنية والمهرجانات الثقافية والفنية، بهدف نقل الموروث إلى الأجيال الناشئة، وليتعرف الآخر على الفنون الإماراتية الأصيلة.
تأثير إيجابي
وعن هذا الفن، قال مصبح خلفان جمعة رئيس فرقة «شباب العين» للفنون الشعبية: هدفنا إظهار الفنون الإماراتية الأصيلة إلى الآخر، وتعريف الأجيال الناشئة بموروث الأجداد، خصوصاً بعدما أدرج عدد من فنون الأداء في ضمن القائمة التمثيلية للتراث الثقافي غير المادي للبشرية في منظمة اليونسكو، ومما لا شك أن إدراج فن «العيالة» على القائمة له تأثير إيجابي في انتشار هذا الفن التراثي الأصيل، وزيادة مستوى الوعي بأهمية التراث الثقافي غير المادي، وتوفير فرص استمرار «العيالة» وتعزيز مكانتها في قائمة فنون الأداء، واستمرار ممارستها من قبل الأجيال الحالية والمقبلة.
وتابع: «العيالة» من أهم فنون الأداء الشعبية ومن أكثر العروض الفنية انتشاراً في دولة الإمارات، من حيث عمقها التاريخي وممارستها المتجددة في المناسبات الوطنية والاجتماعية، فهي أداء فني ثقافي تقليدي معبّر يجمع الرجال والصبية الذين يحملون عِصِي الخيزران الرفيعة، ويتحركون بانسجام تام على إيقاع منتظم رصين صادر من الطبول، وتتضمن عروض العيالة فقرات لفنون الاستعراض الشعبي والشعر والطبول، ويتحرك ضمن العرض مجموعة من الرجال يُطلق عليهم «اليوّيلة»، في دائرة واسعة وبخطى متناغمة على إيقاعات الطبول ملوحين بالعِصي.
قوة وفروسية
وأشار مصبح إلى أن فن «العيالة» يظهر معاني القوة والفروسية المستمدة من حياة البداوة والصحراء، ويبدأ العرض بالقرع على الطبول والدفوف والطويسات، ثم يعطي قائد الفرقة إشارة البدء، وفي هذه اللحظة يأخذ قارعو الطبول الضرب بشدة على طبولهم، ويبدأ الصفان بتأدية حركة إيمائية بالعصا، والتي تستمر لفترة طويلة، وفي أثناء الاستعراض يتحرك حملة الطبول في اتجاه الصف المواجه بينما يتحرك المؤدون في الاتجاه المعاكس.
وأضاف: يواجه المؤدون بعضهم في صفَّين متقابلين، يضم الصف الواحد 20 رجلاً أو أكثر، يؤدون فن العيالة في لوحة أدائية رمزية تحاكي مشهد معركة، حاملين عِصِي الخيزران الرفيعة التي ترمز إلى الرماح والسيوف، ويتناوب أفراد كل صف متلاصقين جنباً إلى جنب الحركات المتناغمة برؤوسهم وأكتافهم وأذرعهم الممتدة وعِصِيهم، ويتم استخدام عدد من الآلات التي ترمز إلى هذه الملحمة الحربية، فـ«التخامير» وهي نوع من أنواع الطبول تعني إيقاع الحرب، والراس يمثل قائد المعركة، وأصوات الساجات ترمز إلى السيوف، والسماع أو الدفوف تمثل حركة الخيول في المعركة، وذلك لتجسيد معاني القوة والفروسية والتلاحم.
ممارسون
ولفت مصبح إلى أن أداء فن «العيالة» يتطلب وجود عدد من الممارسين والمؤدين في العرض، ومن بينهم: «الأبو» وهو قائد الفرقة وصاحب الخبرة الواسعة فيها، والشاعر الذي يختار القصائد والألحان والأوزان، وضارب طبل الراس الذي يقود أداء المؤدين بمن فيهم الإيقاعيون والرزيفة، واليويلة، مؤدون حركيون في ميدان «العيالة» يحملون العصي ويؤدون حركاتهم بانسجام.
«برية» و«ساحلية»
أوضح مصبح خلفان جمعة، أن «العيالة» تنقسم إلى نوعين «برية» و«ساحلية»، ويأتي الفارق بينهما في إيقاعات الطبول والشلات والرزيف، منوهاً إلى أن الأشعار الحماسية التي يتم إنشادها تمثل جزءاً لا يتجزأ من العرض، وتنتمي تلك الأشعار إلى فئة الشعر النبطي.
المصدر: صحيفة الاتحاد
كلمات دلالية: الفنون الشعبية الموروث الشعبي التراث الشعبي الإمارات اليونسكو التراث الإماراتي التراث التراث الثقافي فنون الأداء
إقرأ أيضاً:
محافظ جنوب سيناء: التجلي الأعظم أحد أهم المشروعات القومية الكبرى في تجسيد رسالة مصر للسلام
أكد الدكتور خالد مبارك محافظ جنوب سيناء ، أن مشروع التجلي الأعظم يحظى برعاية واهتمام الرئيس عبد الفتاح السيسي، رئيس الجمهورية، باعتباره أحد أهم المشروعات القومية الكبرى التي تجسد رسالة مصر في السلام والتسامح والتعايش بين الأديان، مشيرًا إلى أن المحافظة تتابع بصفة دورية تنفيذ جميع الأعمال وفقًا لأعلى معايير الجودة والالتزام بالجداول الزمنية المحددة.
جاء ذلك خلال مشاركة المحافظ -عبر تقنية الفيديو كونفرانس في اجتماع مجلس أمناء مشروع التجلي الأعظم الذي عقد في القاهرة - في إطار المتابعة المستمرة لمشروعات التنمية التي تشهدها محافظة جنوب سيناء .
وخلال الاجتماع، تم استعراض تقارير تفصيلية حول نسب التنفيذ والملاحظات الفنية الخاصة بعدد من المشروعات التنموية ضمن مراحل المشروع المختلفة، إلى جانب مناقشة خطة التطوير الشاملة لمدينة سانت كاترين، التي تستهدف تحقيق التنمية المستدامة وتحويل المدينة إلى وجهة عالمية للسياحة الروحية والبيئية بما يتماشى مع خصوصيتها التاريخية والروحية الفريدة.
استعرض الدكتور خالد مبارك مطالب المحافظة واحتياجاتها لاستكمال بعض المرافق والخدمات الحيوية التي تدعم البنية التحتية للمشروعات الجاري تنفيذها بمدينة سانت كاترين، بما يسهم في تسريع وتيرة العمل والانتهاء من تنفيذها وفق الخطة الزمنية المعتمدة.
كما شدّد مبارك على أهمية التنسيق الدائم بين الجهات المنفذة والوزارات المعنية ومجلس الأمناء، لضمان تكامل الجهود وتحقيق أفضل النتائج، مثمنًا ما تبذله كافة الجهات المشاركة من جهود مخلصة لإنجاز هذا المشروع الوطني الكبير الذي يعكس عظمة وقدسية أرض سيناء.
وأشاد محافظ جنوب سيناء بالدور الفاعل لمجلس الأمناء والجهات التنفيذية المشاركة في تنفيذ المشروع، مؤكدًا أن ما تشهده مدينة سانت كاترين من طفرة تنموية يأتي ضمن رؤية الدولة للحفاظ على الطابع الروحي والبيئي للمدينة، وتعظيم الاستفادة من مقوماتها الطبيعية والثقافية الفريدة لتظل رمزًا عالميًا للتسامح والتلاقي بين الأديان السماوية.