تصاعد التوتر في الساحل السوري.. صراع نفوذ أم تصفية حسابات؟
تاريخ النشر: 8th, March 2025 GMT
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
تشهد المناطق الساحلية في سوريا تصعيدًا أمنيًا غير مسبوق، وسط حملات تمشيط عسكرية واسعة وعمليات انتقامية دامية بين القوات الحكومية الجديدة والفصائل الموالية للنظام السابق.
وفيما تؤكد الحكومة أن تحركاتها تهدف إلى القضاء على "فلول النظام البائد"، يرى مراقبون أن ما يحدث هو انعكاس لصراع نفوذ إقليمي ودولي لإعادة ترتيب المشهد السوري.
مجازر وتصاعد أعداد الضحايا
وفقًا لتقارير المرصد السوري لحقوق الإنسان، شهدت بلدات الساحل السوري عمليات إعدام جماعي أسفرت عن مقتل ما لا يقل عن 162 مدنيًا من الطائفة العلوية، في خمس مجازر منفصلة، نُفّذت على يد قوات الأمن السورية وعناصر من وزارتي الدفاع والداخلية.
كما أفادت مصادر محلية بمقتل أكثر من 250 شخصًا منذ اندلاع المواجهات يوم الخميس، بينهم 69 رجلًا أُعدموا في قرى شير، المختارية، والحفة، فضلًا عن سقوط 60 ضحية في بانياس، بينهم نساء وأطفال.
ردود فعل متباينة وإجراءات حكومية مشددة
من جانبها، فرضت الحكومة السورية الانتقالية حظر تجول في اللاذقية وطرطوس، مع إرسال تعزيزات أمنية إلى الساحل، فيما توعدت بـعدم التسامح مع أي عناصر مسلحة تهدد الأمن والاستقرار.
في المقابل، تحدثت تقارير عن عمليات انتقامية غير منظمة نفذتها مليشيات موالية للحكومة الجديدة ضد مناطق كانت تعد معاقل للنظام السابق.
الساحل السوري.. ساحة لصراع النفوذ
يأتي هذا التصعيد في وقت تسعى فيه قوى إقليمية ودولية إلى إعادة رسم خارطة النفوذ في سوريا، خاصة بعد الإطاحة ببشار الأسد في ديسمبر 2024.
ويرى محللون أن تصفية الحسابات السياسية والطائفية تلعب دورًا رئيسيًا في تأجيج الأوضاع، وسط مخاوف من امتداد الصراع إلى مناطق أخرى في البلاد.
يبقى السؤال المطروح: هل تشهد سوريا مرحلة جديدة من الحرب الطائفية أم أن ما يحدث هو عملية حسم نهائية لبسط السيطرة الكاملة على البلاد؟
دعوات دولية للوحدة وإعادة الإعمار
في ظل هذه الأوضاع المضطربة، أكدت القوى الغربية والدول المجاورة لسوريا على أهمية توحيد الصفوف في المرحلة الانتقالية، مع التركيز على إعادة بناء البلاد بعد سنوات من الدمار تحت حكم الأسد.
ومع استمرار العمليات العسكرية وحملات التمشيط، يبقى التساؤل: هل ستحقق الحكومة الجديدة الاستقرار أم أن البلاد مقبلة على مرحلة جديدة من العنف الطائفي؟
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: سوريا المرصد السوري لحقوق الإنسان
إقرأ أيضاً:
الدفاعات الروسية تسقط طائرتين مسيّرتين فوق موسكو وتعلن استنفاراً في أجواء وسط البلاد
أعلن رئيس بلدية موسكو، سيرجي سوبيانين، في الساعات الأولى من صباح اليوم الخميس، أن وحدات الدفاع الجوي الروسية تمكنت من تدمير طائرتين مسيرتين كانتا تحلقان باتجاه العاصمة الروسية، مشيرًا إلى أن الفرق المختصة بدأت بالفعل فحص الحطام المتناثر في مواقع السقوط.
وأوضح سوبيانين، عبر قناته على تطبيق "تيليجرام"، أن الحادث لم يسفر عن أضرار مادية كبيرة أو إصابات بين المدنيين، مؤكدًا أن الجهات الأمنية تواصل التحقيق في مصدر الطائرتين وطبيعة مهمتهما.
تعليق مؤقت للرحلات الجويةوفي أعقاب الحادث، نقلت وسائل الإعلام المحلية عن هيئة الطيران الروسية "روسافياتسيا" قرارها بتعليق حركة الرحلات الجوية مؤقتًا من وإلى مطار "فنوكوفو" الدولي، أحد المطارات الرئيسية في العاصمة، كإجراء احترازي لتأمين المجال الجوي.
وبحسب وكالة "رويترز"، فرضت السلطات الروسية قيودًا إضافية على الطيران في بعض المطارات الواقعة على طول نهر الفولغا، في ظل تصاعد وتيرة التهديدات الجوية عبر المسيّرات.
هجمات مكثفة في مناطق حدوديةوفي سياق متصل، أعلن حاكم منطقة فورونيج، القريبة من الحدود الأوكرانية، أن الدفاعات الروسية أسقطت أكثر من 40 طائرة مسيرة خلال الساعات الماضية، في ما وصفه بأحد أكبر الهجمات الجوية عبر المسيّرات حتى الآن.
من جهته، قال حاكم منطقة بريانسك الحدودية إن الدفاعات الجوية في منطقته تصدت بنجاح لـ7 طائرات مسيرة إضافية، ما يعكس تصاعدًا في وتيرة الهجمات التي تستهدف العمق الروسي.
وفي تقرير صدر في وقت مبكر، أفادت وزارة الدفاع الروسية بأن الدفاعات الجوية تمكنت من تدمير 18 طائرة مسيرة في غضون ثلاث ساعات فقط، مضيفة أن الهجمات توزعت على عدة مناطق وسط وجنوب روسيا، من بينها إقليم بيلغورود وفورونيغ وتولا.
وأكد التقرير أن جميع الهجمات تم صدها بنجاح دون أن تصل أي من المسيّرات إلى أهداف حساسة، كما لم تسجل خسائر بشرية حتى الآن.
تأتي هذه التطورات في سياق أمني متوتر، حيث تكثف القوات الروسية من إجراءاتها الدفاعية في العمق، في ظل تزايد استخدام الطائرات دون طيار في العمليات العسكرية والهجمات الاستطلاعية. وتُعد هذه الحوادث الأخيرة مؤشرًا على تصاعد الضربات داخل الأراضي الروسية، وتزايد الحاجة إلى تحديث منظومات الإنذار والدفاع الجوي بشكل مستمر.