عمّال البناء في رمضان.. إرادة لا تنكسر لأجل لقمة العيش
تاريخ النشر: 9th, March 2025 GMT
تحت شمس الظهيرة وبين أسقف بنايات عالية تُكتب قصة صيامٍ مختلفة في قلب مواقع البناء، من هنا يتحوّل عرق الجبين إلى شاهد على الإرادة، والقماش المبلل لتفادي وهج الظهيرة، يقف عمال البناء يصارعون الجوع والعطش وذكريات الأوطان البعيدة، ساعات الصيام في رمضان تقاس بعدد الأحجار التي ينهون تصفيفها قبل أذان المغرب، يجتمعون من مختلف الجنسيات على موائد إفطار بلا زخارف، تُضاء بضحكات تُخفي دموع الغربة، ووجبات يطبخونها بأيديهم، وأحيانا تصلهم مبادرات مجتمعية.
خلال الأسطر القادمة تغوص "عُمان" في عالم لا يعرف الموائد الفاخرة، ولا الفوانيس والإضاءات الرمضانية المضيئة، عالم تُختزل فيه روح الشهر الفضيل في قطرة ماء وصمود يومي يُعيد تعريف معنى "الروح الرمضانية".
مع أول خيوط الفجر، يتناول محمد حنيف علي سحوره بسرعة قبل أن يبدأ يومه، بينما ينتظر أذان الفجر لبدء الصوم، يعد نفسه لساعات من العمل الشاق تحت أشعة الشمس، قال "أبدأ عملي الساعة السادسة والنصف صباحا وأنتهي عند الساعة الخامسة مساءً وأحيانًا الساعة الرابعة والنصف، وأشعر بالتعب في حدود الساعة الثانية ظهرًا وأن طاقتي قاربت على الانتهاء" هكذا بدأ حديثه محمد حنيف - عامل بناء وهو يمسح عرقه الممزوج بغبار الأسمنت.
وتنهد وأكمل مبتسمًا "تم تقليل عدد ساعات العمل من عشر ساعات إلى تسع ساعات فقط ولدينا استراحة ساعة واحدة خلال فترة العمل".
ويضيف محمد عبد الحسين: نصرُّ على الصوم رغم مواجهة بعض التحديات، وعند الإفطار أشعر أن تعبي ذهب برضا الله وهذا يكفيني".
أما علم عبدالعلي فحوَّل موقع البناء إلى مائدة أمل، عند الساعة الخامسة عصرا يُنهي علم عمله في البناء لكن يومه لم ينتهِ بعد، بينما يسرع زملاؤه للاستحمام وأخذ قسط من الراحة استعدادًا لتناول الإفطار، يذهب علم الذي يرتدي حذاءً مهترئا لإعداد بعض الوجبات البسيطة ليشعر زملاؤه بالدفء الأسري، حيث حوَّل علم عبدالعلي زاوية في موقع العمل إلى "مطبخ مؤقت" عبارة عن صندوق خشبي يضم موقدا صغيرا وأواني قديمة وبعض البهارات، ورغم التعب ينعش علم المكان برائحة الأرز والعدس لأنها الوجبات المفضلة لزملائه.
ويعلّق محمد عبد الحسين قائلا: "نجتمع على الفطور نضحك ونتبادل الأحاديث وبينما يوزع علم الطعام أشعر أنني وسط عائلتي، حيث إن طعم الأكل ليس مهما، بل دفء علم عبدالعلي الذي يطعمنا كأبنائه له شعور مختلف". ويتوقف للحظة ويشرح بكلمات أكثر بساطة وهو يمسح وجهه المغبّر بكم قميصه "لم يغيّر علم عبدالعلي موقع البناء إلى مائدة طعام فحسب، بل صنع ألفة بين عمّال من مختلف الدول، فأطباقه البسيطة تُذيب حدود الغربة، وتثبت أن روح شهر رمضان المبارك قادرة على إيجاد الفرح حتى بين أعمدة الحديد والإسمنت".
وكان إقبال أبو البشر يقف بعيدا ويلف رأسه بقطعة قماش مبللة بالماء واقترب وقال: "الصوم وقت العمل تحت الشمس معجزة، ورمضان هذا العام جاء كريما حتى بطقسه فالجو لطيف ليلا ومعتدلا نهارا، ولا أخفي شعوري بحرارة الشمس فوق رأسي بعض الأوقات مثل اليوم!".
وعن سؤالنا لماذا تضع قطعة القماش المبلولة على رأسك قال "منذ أولى ساعات العمل أغمس قطعة القماش في دلو ماء وألفها حول رأسي وكل ساعة أُعيد تبليلها لأنها تحميني من حرارة الشمس وتقلل شعور العطش والجفاف لديّ". ويستكمل بعد تبليله لقطعة القماش "عند الإفطار أول جرعة ماء تذوّب التعب، نحن هنا نعمل من أجل أسرنا البعيدة التي تنتظر منا مصروفا شهريا لمتطلباتهم واحتياجاتهم".
ويختتم محمد حنيف قائلا: "سلطنة عمان بلد كريم والعمانيون شعب طيب ومبتسم دائما، في بعض الأحيان تصلنا وجبات ساخنة من متبرعين، ولكننا نعتمد على زميلنا علم عبدالعلي في إعداد الفطور بوجبات بسيطة نتشاركها معا، وينتهي يومنا بعد رجوعنا من صلاة التراويح مشيا على الأقدام، ونستعد ليوم عمل جديد".
المصدر: لجريدة عمان
إقرأ أيضاً:
موعد انتهاء التوقيت الصيفي وبدء الشتوي
يترقب ملايين المواطنين موعد بدء تطبيق التوقيت الصيفي وبدء الشتوي في مصر، تزامنا مع قرب انتهاء فترة التوقيت الصيفي، وياتي ذلك تنفيذا لقرار الحكومة بإعادة العمل بنظامي التوقيت الصيفي والشتوي بهدف ترشيد استهلاك الطاقة الكهربائية.
بدأ تطبيق التوقيت الصيفي في مصر يوم الجمعة 25 أبريل 2025، حيث تم تقديم الساعة لمدة 60 دقيقة، في إطار خطة الدولة للاستفادة من ساعات النهار الأطول خلال أشهر الصيف، وتقليل الاعتماد على الإضاءة الصناعية والطاقة في الفترات المسائية.
ومن المقرر أن ينتهي التوقيت الصيفي رسميا يوم الخميس 30 أكتوبر 2025، على أن يتم تأخير عقارب الساعة لمدة 60 دقيقة مع حلول منتصف الليل، ليبدأ العمل بالتوقيت الشتوي في الساعة 12:00 صباحا من يوم الجمعة 31 أكتوبر 2025.
موعد بدء التوقيت الشتوييبدأ التوقيت الشتوي يوم الجمعة 31 أكتوبر 2025، من خلال تأخير الساعة 60 دقيقة، ليستمر تطبيق هذا التوقيت على مدار ستة أشهر كاملة، حتى نهاية شهر أبريل من عام 2026، حيث يعاد العمل بالتوقيت الصيفي مجددا.
فوائد التوقيت الشتوي 2025يسهم تطبيق التوقيت الشتوي في تحقيق عدة أهداف، أبرزها:
خفض استهلاك الكهرباء الناتج عن تقليل الاعتماد على الإضاءة المسائية.
تخفيف الضغط على الشبكة الكهربائية من خلال تقارب أوقات الذروة مع فترات النوم.
تحسين استغلال ساعات النهار في الأنشطة اليومية والمهنية والاجتماعية.
كان مجلس الوزراء قد أصدر في مارس 2023 قرارا بإعادة العمل بنظام التوقيت الصيفي والشتوي، بعد سنوات من الإيقاف، ضمن خطة وطنية لمواجهة التحديات الاقتصادية، وخفض معدلات استهلاك الكهرباء، خصوصا في ظل ارتفاع أسعار الطاقة عالميا.
متى يبدأ التوقيت الصيفي في مصر 2026؟من المنتظر أن يبدأ العمل بالتوقيت الصيفي مرة أخرى يوم الجمعة الأخيرة من شهر أبريل 2026، والموافق 30 أبريل، حيث سيتم تقديم الساعة 60 دقيقة مجددا، وذلك بنفس النظام الذي يتم تطبيقه حاليا.
ويأتي هذا التغيير في إطار جهود الدولة المستمرة لتحسين كفاءة استهلاك الطاقة ومراعاة الظروف الاقتصادية، مع الحفاظ على استقرار أنماط الحياة اليومية للمواطنين.