قال الدكتور رمزي عودة، الكاتب والباحث السياسي، إن المفاوضات المقبلة، لا سيما مع زيارة المبعوث الأمريكي ستيف ويتكوف إلى الدوحة، قد تشبه نموذج المفاوضات الأمريكية التي تجمع الأطراف لفترة محددة بهدف الضغط للوصول إلى اتفاق نهائي.

وأوضح عودة، خلال حديثه، مع الإعلامية داليا نجاتي، على قناة "القاهرة الإخبارية"، أن المرحلة المقبلة لن تقتصر على المرحلة الثانية من الاتفاق بين حماس وإسرائيل، بل قد يتم العمل على اتفاق شامل يشمل تبادل جميع الأسرى والمحتجزين الإسرائيليين، إضافة إلى بحث ترتيبات اليوم التالي بعد الحرب، بما في ذلك مسألة نزع سلاح حماس وخروج آمن لقواتها، وهو ما تسعى إليه الولايات المتحدة، وفقًا للمعلومات المسربة.

وأشار عودة إلى أن المرحلة القادمة تعد سياسية بامتياز، حيث أن قضية نزع سلاح حماس تشكل مطلبًا رئيسيًا لإسرائيل والولايات المتحدة، وحتى السلطة الفلسطينية، التي لا تستطيع إدارة غزة في ظل وجود ميليشيا مسلحة، وفق تعبيره.

وأكد أن هناك إجماعًا عربيًا مصريًا وأردنيًا على ضرورة تولي السلطة الفلسطينية إدارة القطاع، رغم التحفظات الإسرائيلية. وأضاف أن الولايات المتحدة تعوّل على الورقة العربية في الترتيبات الإقليمية، مما يجعل مشاركة الدول العربية عنصرًا أساسيًا في الحل.

وحول موقف حماس، أوضح عودة أن الحركة لم تقدم حتى الآن الحد الأدنى من مطالبها في أي صفقة نهائية، بل تطرح سقفًا تفاوضيًا عاليًا، مثل احتفاظها بإدارة المعابر ونفوذها في غزة، وهو ما قد يتطلب تقديم تنازلات متبادلة من الجانبين.

وأشار إلى أن الموقف العربي بات أكثر تأثيرًا في هذه المفاوضات، حيث يأتي الوفد المصري إلى الدوحة مسلحًا بمبادرة القمة العربية والإسلامية، التي تحظى بدعم دولي من الاتحاد الأوروبي ودول عربية وإسلامية، مما يجعل من الصعب على إسرائيل رفض تقديم تنازلات في هذا الإطار.

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: حماس إسرائيل باحث سياسي المفاوضات القادمة الكل مقابل الكل المزيد

إقرأ أيضاً:

نتنياهو يخطط لهندسة الانتخابات المقبلة لضمان بقائه في السلطة

كشف الصحفي والمحلل الاقتصادي الإسرائيلي يهودا شاروني في مقال بصحيفة معاريف أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو -المطلوب للمحكمة الجنائية الدولية بتهمة ارتكاب جرائم حرب- يسعى جاهدا للبقاء في السلطة عبر سلسلة من التحركات التكتيكية التي وصفها بـ"الهندسة الانتخابية" الشاملة. وتأتي هذه التحركات في ظل تعطل مداولات إعداد ميزانية 2025 وتزايد العجز وتضاؤل اليقين السياسي والاقتصادي.

ويعتزم نتنياهو الدفع نحو خفض العتبة الانتخابية من 3.25% إلى 2%، بهدف أساسي هو إنقاذ وزير المالية بتسلئيل سموتريتش، الذي تشير استطلاعات الرأي إلى أنه قد لا يجتاز العتبة الانتخابية إذا ترشح رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق نفتالي بينيت.

ويهدف هذا التخفيض إلى ترجيح كفة الائتلاف الحالي وضمان بقاء نتنياهو في الحكم، حيث يرى شاروني أن "4 مقاعد فقط قد تكون الفارق بين بقاء نتنياهو في الحكم أو اضطراره للجلوس في مقاعد المعارضة".

بحسب الاستطلاعات، فإن ترشح بينيت للانتخابات يعني أن حزب بتسلئيل سموتريتش (يسار) لن يتجاوز العتبة الانتخابية (رويترز) ميزانية معطلة وحيل قانونية

تتزامن هذه التحركات السياسية مع حالة من الشلل في دوائر صنع القرار المالي في إسرائيل، حيث يشير شاروني إلى جمود شبه تام بوزارة المالية، في ظل بقاء ميزانية 2025 "غير مفعّلة"، ولم تُعرض أي مسودات رسمية لها بعد.

وتتجاوز تقديرات العجز حاجز 10 مليارات شيكل (2.7 مليار دولار)، مع توقعات بوجود 20 مليار شيكل إضافية (5.4 مليارات دولار) للإنفاق العسكري.

ورغم الحديث المتزايد عن قرب إسقاط الحكومة، يرى شاروني أن نتنياهو قد يلجأ إلى أدوات قانونية لكسب المزيد من الوقت، مثل تعديل موعد المصادقة على ميزانية 2026.

إعلان

ويذكّر شاروني بمثال سابق في عام 2020، حين جرى تمرير "أمر مؤقت" سمح بتأجيل التصويت على الميزانية. ويعتقد المحلل الاقتصادي الإسرائيلي أن نتنياهو قد يكرر هذه "الخدعة الديكتاتورية"، مستبعدا أن تقف المحكمة العليا في وجهه بفعالية.

وفي المقابل، يرى المحلل الإسرائيلي أن تأجيل الانتخابات بشكل رسمي يظل صعبا بسبب "الغضب الشعبي المتصاعد"، لكن باب المناورة يبقى مفتوحا من خلال تدابير خاصة أو استغلال بنود قانون الطوارئ أو حتى التأثير في عمل لجنة الانتخابات.

عودة نفتالي بينيت إلى المشهد السياسي تُعد إحدى أبرز الجبهات التي يستعد نتنياهو لفتحها (رويترز) بينيت و"آلة السم"

وتعتبر عودة نفتالي بينيت إلى المشهد السياسي إحدى أبرز الجبهات التي يستعد نتنياهو لفتحها. فبحسب استطلاعات الرأي، إذا ترشح بينيت، فإن حزب الصهيونية الدينية بقيادة سموتريتش قد لا يتجاوز العتبة الانتخابية.

لذلك، فإن خفض العتبة الانتخابية إلى 2% سيسمح لسموتريتش بالبقاء في الكنيست، وفي الوقت نفسه يضعف فرص أحزاب أخرى مثل حزب "إسرائيل بيتنا" الذي يتزعمه المعارض أفيغدور ليبرمان أو أي حزب يميني معتدل محتمل بقيادة بينيت. إلا أن هذه الخطوة قد تواجه معارضة من الأحزاب الأرثوذكسية الحريدية المتشددة مثل شاس وديغل هتوراه، التي تخشى انشقاقات داخل جمهورها وظهور أحزاب منافسة.

إضافة إلى خفض العتبة، قد يفعل نتنياهو أدوات أخرى للتأثير في العملية الانتخابية، مثل نشر كاميرات في صناديق الاقتراع في البلدات العربية، أو التحكم في تركيبة لجنة الانتخابات المركزية، أو حتى تفعيل "التدابير الخاصة" لحالات الطوارئ، بحسب الصحفي والمحلل الإسرائيلي.

والأخطر من ذلك، وفقا لشاروني، هو تشغيل "آلة السم" بكامل طاقتها ضد خصوم نتنياهو، خاصة من داخل المعسكر اليميني. ويرجح شاروني أن هذه "الآلة" ستركز على التشهير بنفتالي بينيت، الذي وصفه نتنياهو مؤخرا بأنه "يميني مزيف يدعم الحركة الإسلامية".

إعلان

ويختتم شاروني مقاله بالقول: "قد تقول إنني مصاب بجنون الارتياب، لكن عندما يكون بيبي (بنيامين نتنياهو) في معركة من أجل حياته، علينا أن نستعد للأسوأ".

مقالات مشابهة

  • تقرير فرنسي يحذر من جماعة الإخوان.. باحث سياسي يكشف التفاصيل
  • باحث سياسي: غزة تعيش أسوأ أزمات الجوع في التاريخ ويجب الضغط على الاحتلال لإنهاء جرائمه
  • هيئة البث لا تستبعد اتفاقا رغم تباعد مواقف حماس وإسرائيل
  • إيران وإسرائيل .. بين فرص التوصل إلى اتفاق أو المواجهة !
  • عراقجي: إيران سترد على مقترح أمريكا النووي قريبًا.. ولا اتفاق في هذه الحالة
  • نتنياهو يخطط لهندسة الانتخابات المقبلة لضمان بقائه في السلطة
  • باحث فلسطيني : الصواريخ اليمنية تترجم خطابا وطنيا وقوميا يرى فلسطين جزءاً من الأمة العربية
  • أمريكا وإسرائيل لا تريدان وقف الحرب.. وإذن؟
  • عبدالمولى: على المجتمع الدولي تحمّل مسؤولياته ومنح الحكومة المقبلة غطاء سياسيًا 
  • العميد العايش لـ سانا: تم التوافق أيضاً على السعي لحل المشاكل العالقة في ملف الامتحانات والمراكز الامتحانية، بما يضمن حقوق الطلبة وسلامة العملية التربوية، كما تم بحث آليات تسهيل عودة المهجّرين إلى مناطقهم، والعمل على إزالة المعوقات التي تعيق هذه العودة