أداة ذكاء اصطناعي خارقة تساعد الأندية على إيجاد أنسب اللاعبين
تاريخ النشر: 10th, March 2025 GMT
نجحت تطبيقات الذكاء الاصطناعي في فرض نفسها على مجالات كثيرة ومختلفة في الحياة، ومن بينها عالم الرياضة وتحديدا كرة القدم، حيث باتت الأندية الكبرى تعتمد عليها بشكل كبير لقياس مدى جودة لاعبيها وتحليل أدائهم.
وتؤكد صحيفة "ماركا" الإسبانية أن تطبيقات الذكاء الاصطناعي أصبحت أداة "ذات إمكانيات هائلة وفوائد لا جدال فيها، بغض النظر عن النقاش العميق حول تداعياتها ومستقبلها".
وتحظى هذه التطبيقات حاليا بأهمية متزايدة بالنسبة للأطقم الفنية في الأندية وحتى اللاعبين أنفسهم، حيث لم يعد بالإمكان تحليل أدائهم دون الاستعانة بالعديد من المقاييس المتقدمة التي تسمح برصد أي تفصيل ومراقبته بدقة.
أحدث هذه الأدوات التي تعتمد على الذكاء الاصطناعي هي "بلايير" (PLAIER) التي توفر معلومات وتحليلات واسعة النطاق بالاعتماد على قاعدة بيانات تضم أكثر من 300 ألف لاعب في حوالي 200 دولة، وهو ما يسمح بربط مليارات من نقاط البيانات لتقديم تحليلات وإحصائيات ومعلومات حول الأندية واللاعبين.
La inteligencia artificial revoluciona el fútbol con herramientas como PLAIER, que analiza más de 300,000 jugadores. Jan Wendt destaca la importancia de medir y correlacionar datos para mejorar clubes y jugadores. ¿Está el fútbol listo para aceptar esta tecnología? #FútbolIntel… pic.twitter.com/K7jDwIqMQ4
— desopinion.com (@Desopinioncom) March 10, 2025
إعلانوتتميز الأداة المذكورة بقدرتها على تقديم نتائج دقيقة في غضون 15 دقيقة، وذلك باستخدام بيانات وتحليلات على مستوى أجهزة الكمبيوتر العملاقة، وهو ما يمنحها ميزة تنافسية قوية ليتم الاعتماد عليها بالفعل من قِبل العديد من الأندية الأوروبية الكبرى.
وتقدم هذه الأداة تحليلا شاملا للمقاييس المختلفة، ويكمن السر فيها بقدرتها على ربط المقاييس بعضها ببعض وفق أحد مؤسسيها وهو يان فيندت.
وأوضح فيندت ذلك بالقول "هناك العديد من المتغيرات، منها هل يلعب اللاعب في فريق قوي أم ضعيف؟ يلعب في مناخ بارد أم دافئ؟ على ارتفاع شاهق أم على مستوى سطح البحر؟ في ملعب ممتلئ أم فارغ؟ يجب المقارنة بين جميع هذه البيانات".
???? PLAIER maneja info de más de 300.000 jugadores en 200 países y ofrece resultados en solo 15 minutos, con potencia a escala NASA ???? Una revolución en scouting, táctica y planificación deportiva pic.twitter.com/KhUKgyajt1
— MARCA (@marca) March 10, 2025
وأضاف "على سبيل المثال أيضا فإن تسجيل 15 هدفا في دوري الدرجة الأولى الإنجليزي ليس مثل تسجيل 5 أهداف في الدوري الإسباني. الذكاء الاصطناعي ضروري لربط وتحليل هذه البيانات، وهذا بالضبط ما نقوم به".
وتابع "نمتلك بيانات كثيرة عن كل لاعب، وهي مترابطة ومدروسة وتخبرنا بأهمية كل عامل وفقا للدوري الذي يلعب فيه، يتم الربط بين كل هذه العوامل لإيجاد اللاعب المثالي الذي يتناسب مع النادي ويحسّن أداءه".
وزاد فيندت "هدفنا الأساسي هو قياس كرة القدم ثم التنبؤ بها، وهذا هو الفرق الكبير بيننا وبين أي شيء آخر في السوق".
ووفق فيندت فإن أكبر وأبرز التحديات التي تواجه الذكاء الاصطناعي في عالم كرة القدم هو التغلّب على الشكوك والمخاوف.
وبيّن "حاليا هناك نوع من الريبة والخوف من الذكاء الاصطناعي في الأندية الرياضية، خاصة في كرة القدم، لكن الواقع أن استخدامه يوفر فوائد كثيرة، حيث يمكن أن يجعل ناديك أكثر نجاحا. الأمر ليس متعلقا بالخوف بل بتقبّل التكنولوجيا".
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات كأس العالم أبطال أفريقيا الذکاء الاصطناعی کرة القدم
إقرأ أيضاً:
هل تنفجر معدلات النمو الاقتصادي في زمن الذكاء الاصطناعي؟
منذ آلاف السنين، لم يكن النمو الاقتصادي العالمي سوى زحف بطيء يُلاحظ بالكاد. فحتى عام 1700، لم يتجاوز متوسط نمو الناتج العالمي نسبة 0.1% سنويًا، أي ما يعني أن الاقتصاد كان يحتاج نحو ألف عام ليتضاعف، لكن الثورة الصناعية غيّرت ذلك المسار، وتوالت القفزات في معدلات النمو حتى بلغ متوسطه 2.8% في القرن العشرين.
واليوم، يقف العالم أمام وعود جديدة -وربما مخيفة- بانفجار اقتصادي يفوق كل ما عرفه التاريخ، مدفوعًا بما يُعرف بالذكاء الاصطناعي العام، وفقًا لتقرير موسّع نشرته مجلة إيكونوميست.
اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2إسبانيا تعلّق شراء صواريخ إسرائيلية بـ327 مليون دولارlist 2 of 2الذكاء الاصطناعي لتحديد قيمة للعقارات في تركياend of list نمو سنوي يصل إلى 30%؟وفقًا لمتفائلين من أمثال سام ألتمان، المدير التنفيذي لشركة "أوبن إيه آي"، فإن الذكاء الاصطناعي قادر في المستقبل القريب على أداء معظم المهام المكتبية بكفاءة أعلى من البشر.
هؤلاء يرون أن النمو السنوي للناتج المحلي الإجمالي العالمي قد يقفز إلى ما بين 20% و30%، وهي نسب غير مسبوقة تاريخيًا، لكنها من وجهة نظرهم ليست أكثر جنونًا من فكرة "النمو الاقتصادي" التي كانت نفسها مرفوضة في معظم تاريخ البشرية.
ومع تسارع تطور نماذج الذكاء الاصطناعي، لم يعد التهديد الأكبر يكمن فقط في إحلالها مكان العاملين، بل في احتمال أن تقود انفجارًا إنتاجيًا شاملًا، يبدّل ليس فقط سوق العمل، بل أسواق السلع والخدمات والأصول المالية أيضًا.
من نمو السكان إلى نمو الأفكار.. والآن نمو الآلاتويعتمد جوهر نظرية النمو الكلاسيكية على زيادة السكان، التي كانت تسمح بإنتاج أكبر، لكن دون تحسن جوهري في مستوى المعيشة. ومع الثورة الصناعية، تغير هذا النمط، حيث أظهرت الأفكار -لا الأجساد- أنها قادرة على توليد الثروة، وفق ما أوضحه الاقتصادي مالتوس ثم دحضه الواقع لاحقًا.
وبحسب ما نقله التقرير عن "أنسون هو" من مركز "إيبوخ إيه آي"، فإن الذكاء الاصطناعي العام قد يحقق قفزة شبيهة، حيث لا تعود الإنتاجية مرتبطة بزيادة السكان، بل بسرعة تحسين التقنية ذاتها. فحين تصبح الآلات قادرة على تطوير نفسها ومضاعفة قدراتها، فإن النمو يصبح نظريًا غير محدود.
لكن بعض الباحثين -مثل فيليب تراميل وأنتون كورينيك -يشيرون إلى أن أتمتة الإنتاج وحدها لا تكفي لإحداث نمو متسارع ما لم تُستخدم لتسريع الابتكار ذاته، وهو ما قد يُحقق عبر مختبرات ذكاء اصطناعي مؤتمتة بالكامل بحلول 2027، وفقًا لتوقعات "إيه آي فيوتشرز بروجكت".
إعلان الانفجار الاستثماري ومفارقة الفائدة المرتفعةوإذا صدقت هذه النماذج، فإن العالم سيشهد طلبًا هائلًا على رأس المال للاستثمار في الطاقة، ومراكز البيانات، والبنية التحتية. فمشروع "ستارغيت" من أوبن إيه آي الذي يُقدّر بـ500 مليار دولار، قد يُعتبر مجرد بداية.
ووفقًا لنموذج "إيبوك إيه آي"، فإن الاستثمار الأمثل في الذكاء الاصطناعي لعام 2025 وحده يجب أن يبلغ 25 تريليون دولار.
لكن هذه الوتيرة ستؤدي أيضًا إلى ارتفاع كبير في أسعار الفائدة الحقيقية. فمع توقع ارتفاع الدخول المستقبلية، قد يفضّل الأفراد الإنفاق بدل الادخار، مما يتطلب رفع العوائد على الادخار لجذب الأموال مجددًا. وهذا ما أشار إليه الاقتصادي فرانك رامزي منذ أوائل القرن العشرين، وأكدته النماذج الحديثة التي حللها التقرير.
وفي ظل هذه الديناميكيات، تبقى الآثار على أسعار الأصول غير محسومة. فرغم النمو السريع في أرباح الشركات، فإن ارتفاع أسعار الفائدة قد يقلل من القيمة الحالية للتدفقات النقدية المستقبلية، مما يخلق صراعًا بين عاملَي النمو والعائد.
أين يقف العامل البشري في كل ذلك؟لكن ماذا عن العمال؟ وهنا، يبرز التحدي الحقيقي، فالذكاء الاصطناعي قد يجعل من التوظيف البشري خيارًا ثانويًا، إذ تضعف الحاجة للعمالة إذا باتت الآلة أرخص وأكثر كفاءة. ومع تقدم التقنية، تنخفض كلفة تشغيل الذكاء الاصطناعي، مما يُضعف الحد الأعلى للأجور التي يمكن دفعها للبشر.
وبحسب دراسة ويليام نوردهاوس الحائز جائزة نوبل، فإن جميع العوائد ستتجه في النهاية إلى مالكي رأس المال، وليس إلى العمال. لذا، فإن من لا يمتلك أصولًا رأسمالية -شركات، أرضا، بيانات، بنية تحتية- سيكون في وضع هش، اقتصاديًا.
رغم ذلك، لا يعني هذا أن الجميع سيخسر. إذ من الممكن أن تنشأ "أمراض باومول المعكوسة" -وهي ظاهرة اقتصادية تشير إلى ارتفاع أجور الأعمال التي يصعب أتمتتها، رغم بطء نمو إنتاجيتها-، حيث ترتفع أجور الأعمال التي يصعب أتمتتها، مثل التعليم، الطهي، ورعاية الأطفال، فقط لأنها تتطلب تفاعلًا بشريًا لا يمكن تعويضه بالكامل.
لكن بالمقابل، فإن أي شخص ينتقل من وظيفة مكتبية تقليدية إلى قطاع يدوي مكثف بالعمل قد يجد أن قوته الشرائية تنخفض، رغم ارتفاع أجره، لأن كلفة هذه الخدمات سترتفع أكثر من أسعار السلع المؤتمتة بالكامل.
هل يتحرك العالم فعلًا نحو "التفرّد الاقتصادي"؟"التفرّد" -أو لحظة التحول حين تصبح المعلومات تُنتج المعلومات بلا قيود مادية- يبقى مفهومًا جدليًا، لكنه، بحسب نوردهاوس، يمثل الحد النظري النهائي لمسار الذكاء الاصطناعي.
وبعض الاقتصاديين يرون هذا المفهوم دليلا على أن النماذج نفسها ستثبت خطأها، لأن اللانهاية في النمو مستحيلة نظريًا. لكن الوصول إلى مجرد نمو بنسبة 20% سنويًا، وفقًا لإيبوك إيه آي، سيكون حدثًا مفصليًا غير مسبوق في تاريخ البشرية.
مع ذلك، تشير المجلة إلى أن الأسواق لم تُسعّر بعد هذا السيناريو بالكامل. فعلى الرغم من تقييمات التكنولوجيا المرتفعة، فإن عوائد السندات تنخفض غالبًا عقب الإعلان عن نماذج ذكاء اصطناعي جديدة، كما وجدت دراسة لباحثين من معهد ماساتشوستس. بكلمات أوضح: وادي السيليكون لم يُقنع العالم بعد.
إعلان ماذا على الأفراد فعله إذا وقع الانفجار؟التوصية التي تتكرر في جميع النماذج بسيطة، امتلك رأس المال. ومع ذلك، يبقى من الصعب تحديد أي نوع من الأصول هو الأفضل. الأسهم؟ الأراضي؟ النقد؟ كلها تواجه مفارقات في ظل مزيج من الفائدة المرتفعة، والتضخم المحتمل، والانفجار الاستثماري.
وفي ختام التقرير، تستحضر إيكونوميست قول روبرت لوكاس، أحد أبرز منظّري النمو: "بمجرد أن تبدأ في التفكير في آثار النمو على الرفاه البشري، يصعب التفكير في أي شيء آخر". ومع الذكاء الاصطناعي العام، تضاعف هذا الشعور، وازداد إلحاحه.