قال مدير مكتب الجزيرة في أنقرة عبد العظيم محمد إن الاتفاق الذي وقعته الحكومة السورية مع قوات سوريا الديمقراطية (قسد)، لم يكن وليد اللحظة، وإنه شمل الاتفاق على غالبية النقاط الخلافية بين الجانبين.
وفي وقت سابق اليوم الاثنين، أعلنت دمشق عن توقيع الاتفاق الذي ينص على انضواء القوة الكردية تحت مظلة جيش الدولة مع حصول الأكراد على حق المواطنة والمشاركة في الحياة السياسية.
وبجسب ما كشفه عبد العظيم محمد فإن التفاوض أمتد لأكثر من شهرين ، قبيل الوصول لهذا الاتفاق الذي جاء في لحظة صعبة من عمر الدولة الجديدة التي واجهت تمردا دمويا في اللاذقية خلال الأيام القليلة الماضية.
الشرع رفض حضور ضابط أميركيوقال محمد إن ضابطا أميركيا وصل إلى دمشق مع قائد قوات قسد مظلوم عبدي قبل أكثر من شهرين لكن الرئيس السوري أحمد الشرع رفض التفاوض مع هذا الضابط.
وحاول الشرع خلال المفاوضات التي جرت بعيدا عن الضابط الأميركي، استقطاب عبدي نحو الدولة السورية بكل الطرق، وقدم له كل التنازلات من أجل التوصل لاتفاق.
واتفق الطرفان -كما يقول مدير مكتب الجزيرة بأنقرة- على تسع نقاط من أصل عشر كانت محل خلاف بينهما، وقد طلب الشرع من عبدي التوقيع على هذه النقاط والتفاوض لاحقا على النقطة المتبقية.
إعلانوتتمثل نقطة الخلاف المتبقية في سجون تنطيم الدولة التي تصر قسد وواشنطن على بقائها تحت سيطرة الأكراد، وقد طلب الشرع الاتفاق على النقاط التسع وإرجاء النقاش حول هذه السجون لوقت لاحق، كما قال محمد.
ووفقا لمحمد، فقد أكد عبدي خلال هذه المفاوضات أنه ليس صاحب القرار في مسألة إخضاع مناطق سيطرة قسد للإدارة السورية الجديدة وإنه بحاجة للحصول على موافقات بعض الأطراف أو ما اسماها مرجعياته، فرد عليه الشرع بأنه لا يمكنه التفاوض أو الاتفاق مع شخص لا يمكنه اتخاذ قرار، وطلب منه العودة ومشاورة مرجعياته,
تنحية الأطراف الخارجية
وأضاف محمد أن الشرع أبلغ عبدي بأنه راغب في اتخاذ خطوة لتوحيد الشعب السوري دون تدخل من أطراف خارجية، ومن ثم غادر عبدي ولم يعط أي جواب بشأن النقاط محل الاتفاق إلى أن صدر إعلان اليوم.
وكان انضواء قوات سوريا الديمقراطية تحت مظلة وزارة الدفاع السورية هو النقطة التي بني عليها هذا الاتفاق، حسب محمد.
وكان الإعلان عن التوصل للاتفاق اليوم مفاجئا لأنه خرج في لحظة صعبة وحساسة حيث كان الحديث يدور عن الوضع الصعب الذي أحدثه تمرد فلول النظام السابق في الساحل والخوف من الذهاب للانشقاق والتقسيم، كما يقول محمد.
وأحدث الاتفاق -وفق محمد- انعطافا مهما، وأعاد للدولة السورية مكانتها لأن قسد تمتلك قوة وخصوصية لا يمتلكها غيرها من الفصائل المسلحة، وبالتالي فإن استعادة المناطق الخاضعة لسيطرتها والتي تقدر بثلث الدولة يعني أن الإدارة الجديدة قادرة على خلق حالة توافق جديدة في البلاد.
وفيما يتعلق بالمواقاف الدولية أكد محمد أن هناك ثلاثة دول معنية كثيرا بالاتفاق اليوم، وهي تركيا، التي رجح انها سترحب بحذر بانتظار الكشف عن الية تنفيذ الاتفاق وحسم مصير المقاتلين الاجانب في "قسد" وتحديدا الذين ينتمون لحزب العمال الكردي.
إعلاناما فيما يتعلق بالموقف الأميركي فأكد عبد العظيم محمد ان واشننطن سترحب بالاتفاق لانها اعربت سابقا عن رغبتها بسحب قواعدها العسكرية من سوريا، "وقد مارست ضغوطا على قسد للتوصل لاتفاق مع الدولة السورية الجديدة" حسب عبد لعظيم محمد.
أما إسرائيل، فقال محمد أنها مستاءة من هذا الاتفاق لأنه قطع الطريق اماما محاولاتها لتقسيم سوريا وإضعافها,
المصدر: الجزيرة
إقرأ أيضاً:
صالون نفرتيتي يحتفي بالحرب والسلام وأمجاد مصر التي خلدها التاريخ بمركز إبداع.. غدا
في أمسية فكرية استثنائية تمزج بين عظمة التاريخ وروح النصر، يعقد صالون نفرتيتي الثقافي فعالية جديدة تحمل عنوان: “الحرب والسلام أمجاد خلدها التاريخ”، وذلك مساء غد الأحد الموافق 12 أكتوبر في تمام الساعة السادسة مساءً داخل مركز ابداع قصر الأمير طاز بالخليفة.
حيث يستضيف صالون نفرتيتي الثقافي ثلاثة من أبرز المفكرين والخبراء في الآثار والتاريخ والعلوم العسكرية. وهم الدكتور محمود عفيفي، رئيس قطاع الآثار المصرية الأسبق، متحدثًا عن الحروب والانتصارات والمعارك والمعاهدات في مصر القديمة. وكيف كانت مصر عبر العصور رائدة في صناعة السلام كما كانت رائدة في تحقيق النصر . والدكتور محمد عفيفي، أستاذ التاريخ الحديث والمعاصر بجامعة القاهرة الأمين العام الأسبق للمجلس الأعلى للثقافة ، ويتناول الحرب في العصر الحديث، محللًا التحولات الكبرى في الوعي الوطني ومسار بناء الدولة الحديثة بعد نصر أكتوبر.
كذلك يستضيف الصالون اللواء سعد عبد الهادي، أحد أبطال القوات المسلحة المصرية، ليتحدث عن اللحظات الحاسمة وتفاصيل الأحداث من واقع المعركة، كشهادة حية من قلب الميدان . والتي تكشف بطولات وتضحيات أبناء الجيش المصري في معارك الكرامة والتحرير.
تأتي الفعالية تأكيدًا على رسالة صالون نفرتيتي الثقافي في ربط الماضي بالحاضر، واستحضار الروح الوطنية المصرية عبر مختلف العصور. وكيف قاتل المصري القديم من أجل الحرية والسلام بداية من معارك تحرير الأرض من الغزاة والمحتلين ، وحماية الحدود وتوحيد الصفوف ، ومعاهدات السلام التي جسدت حكمة المصري وقدرته على صون الأرض وبناء المستقبل.