تواجه روسيا تدفقًا هائلًا من السيارات الصينية، حيث ارتفعت واردات المركبات الصينية إلى السوق الروسية بمعدل سبعة أضعاف مقارنة بعام 2022، وفقًا لتقارير اقتصادية حديثة. 

هذا الارتفاع يعود بشكل رئيسي إلى العقوبات الغربية المفروضة على موسكو، والتي أدت إلى انسحاب العلامات التجارية الأوروبية واليابانية من السوق الروسية، مما منح الشركات الصينية فرصة ذهبية لملء الفراغ.

الإجراءات الروسية لوقف اجتياح السيارات الصينية

مع سيطرة العلامات الصينية على 63% من السوق الروسية، تحركت الحكومة الروسية لمحاولة حماية صناعة السيارات المحلية. 

وفي يناير 2024، فرضت روسيا رسوم إعادة التدوير الجديدة، والتي تعادل في تأثيرها التعريفات الجمركية، ورفعتها إلى 667,000 روبل (حوالي 7,500 دولار) على معظم سيارات الركاب. 

هذه الرسوم من المتوقع أن تزداد تدريجيًا بنسبة 10-20% سنويًا حتى عام 2030، بهدف تقليص الاعتماد على السيارات المستوردة.

مخاوف حول جودة السيارات الصينية

إلى جانب الهيمنة المتزايدة للشركات الصينية، بدأ بعض المستهلكين الروس يشككون في متانة وجودة السيارات الصينية مقارنة بالمركبات الأوروبية واليابانية. 

حيث أبلغ العديد من سائقي سيارات الأجرة أن السيارات الصينية لا تدوم أكثر من 150,000 كيلومتر، في حين أن السيارات الأوروبية يمكن أن تصل إلى 300,000 كيلومتر وأكثر. 

كما أن توفر قطع الغيار يشكل تحديًا إضافيًا، مما يجعل الصيانة والإصلاح أكثر تعقيدًا.

صراع بين روسيا والصين؟

رغم الشراكة الاستراتيجية بين البلدين، بدأت تظهر توترات اقتصادية مع محاولة روسيا تقليل هيمنة الصين على قطاع السيارات. 

يرى بعض المسئولين الروس، مثل سيرجي تشيميزوف رئيس شركة Rostec، أن الحكومة بحاجة إلى اتخاذ تدابير لحماية الصناعة المحلية، وهو ما يشير إلى بداية نهج أكثر تحفظًا تجاه الشراكة التجارية مع الصين.

الصين تسعى لترسيخ مكانتها في مستقبل النقل

على الجانب الآخر، بينما تحاول روسيا الحد من هيمنة الشركات الصينية في مجال السيارات، تسعى الصين إلى الريادة في قطاع النقل المستقبلي من خلال السيارات الكهربائية، القيادة الذاتية، وحتى السيارات الطائرة.

الذكاء الاصطناعي والقيادة الذاتية.. المستقبل القريب

أصبح الذكاء الاصطناعي والقيادة الذاتية أولوية استراتيجية للصناعة الصينية، حيث دعا قادة الصناعة مثل «لي جون» مؤسس شركة شاومي، و«He Xiaopeng» الرئيس التنفيذي لشركة Xpeng، إلى وضع معايير موحدة لأنظمة الذكاء الاصطناعي وتنظيم مخاطر القيادة الذاتية لضمان تبنيها بشكل واسع.

السيارات الطائرة.. خطوة الصين نحو المستقبل

إلى جانب السيارات الكهربائية، تدفع الصين بقوة نحو تطوير السيارات الطائرة، وهي جزء من رؤية "الاقتصاد منخفض الارتفاع" الذي يشمل أيضًا الطائرات بدون طيار لنقل البضائع والمسافرين. 

وقد أنشأت بكين في ديسمبر 2023 إدارة خاصة بتطوير هذا القطاع، مما يعكس جدية الحكومة في دمج التكنولوجيا الجوية ضمن مشهد النقل الحديث.

هل تتجه روسيا لمنافسة الصين في قطاع السيارات؟

بينما تحاول روسيا الحد من سيطرة الصين على سوق السيارات لديها، تستمر بكين في الابتكار وإرساء قواعد جديدة لمستقبل النقل العالمي. 

ومع استمرار التوترات الاقتصادية، قد نشهد تغييرًا كبيرًا في ميزان القوى في صناعة السيارات خلال السنوات القادمة، حيث تحاول كل من موسكو وبكين حماية مصالحها الاقتصادية في ظل عالم متغير.

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: روسيا سيارات السيارات الكهربائية الصين وروسيا السيارات الصينية السیارات الصینیة السیارات الطائرة

إقرأ أيضاً:

ورشة عمل دولية متقدمة في مناظير الجهاز الهضمي والذكاء الاصطناعي بمستشفى أحمد ماهر التعليمي

 

تواصل الهيئة العامة للمستشفيات والمعاهد التعليمية سعيها الدائم لرفع كفاءة الأطقم الطبية وتوفير أحدث التقنيات العلاجية بوحداتها، تنفيذا لتوجيهات معالى الأستاذ الدكتور خالد عبد الغفار، نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الصحة والسكان، بالتأكيد على أهمية البحث العلمي والطبي، والذي يعد ركيزة أساسية لتطوير المنظومة الصحية، ومحرك رئيسي لإبتكار تقنيات التشخيص والعلاج الحديثة، مما يؤدي لتحسين مخرجات الرعاية الصحية بشكل جذري.

وفى إطار التعاون العلمي الدولي وتبادل الخبرات الطبية المتقدمة، استضافت مستشفى أحمد ماهر التعليمي بنجاح ورشة عمل متقدمة حول مناظير الجهاز الهضمي ومناظير الفراغ الثالث، وذلك على مدار يومي ٧ و ٨ ديسمبر ٢٠٢٥، تحت رعاية الأستاذ الدكتور محمد مصطفى عبدالغفار، رئيس الهيئة العامة للمستشفيات والمعاهد التعليمية.

حيث شهدت ورشة العمل تأكيدا على عمق العلاقات الثنائية بين مصر والصين في المجال الصحي والعلمي، تمثل في حضور السيد لو تشون شنغ  الوزير المستشار في سفارة جمهورية الصين الشعبية في مصر ، وبحضور الأستاذة الدكتورة نغم عابد نائب رئيس الهيئة للبحوث العلمية والتطبيقية، نيابة عن رئيس الهيئة ، والأستاذ الدكتور مصطفى القاضي مدير عام مستشفى أحمد ماهر التعليمي، الأستاذ الدكتور محمد صالح عميد المعهد القومى للجهاز الهضمي والكبد. 
   
وصرح السيد الاستاذ الدكتور محمد مصطفى عبد الغفار رئيس الهيئة العامة للمستشفيات والمعاهد التعليمية، بأن هذه الورشة تأتى فى إطار دعم التعاون المشترك بين الخبرات المصرية والصينية، وأحد النتائج المباشرة لقرار معالى الوزير بإيفاد بعثات لتدريب الأطباء بالخارج، ولأول مرة فى المجالات الطبية، وعدم اقتصار البعثات على النواحي الادارية، حيث سبق للأطباء المصريين التدريب على أيدي هذه النخبة من الخبراء الصينيين بدولة الصين، وذلك من خلال البعثات التدريبية والعلمية التي أوفدتها الهيئة للخارج مؤخراً، لأطباؤها وباحثيها للخارج لدراسة أحدث ما توصل إليه الطب الحديث، وتعد هذه الفعاليات خطوة بارزة نحو تعزيز مكانة مصر عالمياً في مجال التدريب المتقدم للمناظير، وتأكيدًا على قدرتها على تنظيم فعاليات علمية بمعايير دولية، حيث شهدت هذه الورشة تنفيذ حالات دقيقة ومعقدة، وتقديم تدريب عملي متقدم، مما يؤكد على أن وحدة مناظير الجهاز الهضمي المتقدمة بمستشفى أحمد ماهر التعليمي واحدة من أعلى الوحدات عالمياً في هذا المجال، حيث ركزت الورشة على تقديم وعرض أحدث ما توصلت إليه التكنولوجيا في مجال الجهاز الهضمي والمناظير، مثل تقنيات تشخيص وعلاج أورام الجهاز الهضمي، و دور تقنيات الذكاء الاصطناعي في تعزيز دقة وفعالية إجراءات المناظير، واستخدام الروبوت في جراحات ومناظير الجهاز الهضمي المتقدمة.

وأفاد الأستاذ الدكتور مصطفى القاضي مدير عام مستشفى احمد ماهر التعليمي، أن الورشة قد أتاحت فرصة فريدة لتبادل المعرفة والخبرات بين الخبراء المصريين من مختلف المستشفيات الجامعية والعسكرية والتعليمية ونظرائهم الصينيين، وقد أشاد المشاركون بمستوى التنظيم والدقة العلمية والتطبيقية. 
وتؤكد مستشفى أحمد ماهر التعليمي استمرارها في تنظيم مثل هذه الفعاليات لرفع كفاءة الأطقم الطبية وتوفير أحدث العلاجات للمرضى.

شهدت الورشة حضوراً رفيع المستوى ومشاركة نخبة من كبار الخبراء المصريين والصينيين، وشارك من الجانب الصيني كلاً من البروفيسور ليى بينج، نائب مدير مستشفى جامعة بكين، والبروفيسور لى وانج، رئيس قسم الجهاز الهضمي والمناظير بجامعة نانجينغ، بالإضافة إلى نخبة من خبراء مناظير الجهاز الهضمي الصينيين ، ومن الجانب المصري نخبة من أساتذة الجهاز الهضمي بالهيئة والجامعات المصرية، وأشرف على تنظيم هذه الورشة أ. د. محمد شعبان مدير وحدة مناظير الجهاز الهضمي المتقدمة بالمستشفى، واللجنة المنظمة أ. د. أحمد عبده يوسف، أ. د. محمد شريف، أ. د. أحمد نصر بخيت، كما ساهم في التنسيق والتنظيم  استشاريو مناظير الجهاز الهضمي بوحدة المناظير المتقدمة بمستشفى أحمد ماهر التعليمي، وذلك بالتعاون مع مركز تدريب الأمانة العامة بالهيئة برئاسة أ. د. أحمد هيبة مدير المركز.

مقالات مشابهة

  • بقيادة ترمب.. تشكيل تحالف دولي لمواجهة الهيمنة الصينية في الذكاء الاصطناعي
  • حملة تنظيمية صارمة على تسعيرة السيارات الصينية
  • المجلس الأعلى للأمناء: منهج البرمجة والذكاء الاصطناعي يجهز "جيل المستقبل"
  • العلوم الصحية: نؤهل كوادر الأشعة لتطوير مهاراتهم بالتكنولوجيا والذكاء الاصطناعي
  • "العلوم الصحية": نؤهل كوادر الأشعة لتطوير مهاراتهم بالتكنولوجيا والذكاء الاصطناعي
  • لماذا تحتاج أمريكا إلى الخليج في معركة الذكاء الاصطناعي مع الصين؟
  • شراكة جديدة بين فورد ورينو لمنافسة السيارات الصينية
  • ورشة عمل دولية متقدمة في مناظير الجهاز الهضمي والذكاء الاصطناعي بمستشفى أحمد ماهر التعليمي
  • ورشة عمل دولية في مناظير الجهاز الهضمي والذكاء الاصطناعي بمستشفى أحمد ماهر التعليمي
  • الصين تزيح المانيا عن عرش صناعة السيارات