باصات بأسعار خيالية: فضيحة جديدة تهز البصرة
تاريخ النشر: 11th, March 2025 GMT
11 مارس، 2025
بغداد/المسلة: في تطور لافت يثير الجدل في الأوساط العراقية، وجهت اتهامات برلمانية حادة إلى مكتب محافظ البصرة بسبب عقد مثير للشكوك أبرم مع شركة “البشرى للتربية والتعليم” اللبنانية.
يتعلق الأمر بمشروع تجهيز باصات لنقل الطلبة في جنوب المحافظة، حيث بلغت كلفة الحافلة الواحدة من طراز مرسيدس (47 راكبًا) نحو 579 مليون دينار عراقي، أي ما يعادل أكثر من 400 ألف دولار أمريكي بسعر الصرف الحالي.
وبحسب وثائق الكشف التخميني، فإن العقد الإجمالي لتجهيز 4 حافلات وصل إلى 2.316 مليار دينار، وهو رقم أثار تساؤلات واسعة حول جدوى الصفقة وشفافيتها.
يبرز في هذا السياق موقف لجنة النزاهة النيابية التي طالبت مكتب المحافظ بتقديم الأوليات والتفاصيل الكاملة للعقد
وبحسب مراقبين، فان الأرقام تبدو “غير طبيعية” وتتجاوز بكثير القيمة السوقية المتوقعة لمثل هذه المركبات.
من زاوية أخرى، تكشف هذه القضية عن معضلة أعمق تتعلق بإدارة الموارد في البصرة، المحافظة الغنية بالنفط والتي تعاني في الوقت ذاته من تدهور البنية التحتية. ففي حين يتم إنفاق مبالغ طائلة على شراء حافلات بأسعار مبالغ فيها، تظل مشاريع الطرق والمدارس والمستشفيات في حالة انتظار دائم.
تحليل السوق يشير إلى أن سعر حافلة مرسيدس حديثة من هذا الطراز لا يتجاوز عادةً 150-200 ألف دولار في الأسواق العالمية، مما يعني أن الكلفة المحلية قد تضاعفت بشكل غير مبرر، ربما بسبب عمولات أو وساطات غير معلنة.
ما يزيد الطين بلة هو أن هذه الصفقة تأتي في وقت تشهد فيه البصرة احتجاجات متكررة بسبب نقص الخدمات الأساسية. ففي عام 2024، أفادت تقارير محلية بأن نسبة الطرق المعبدة في المحافظة لا تتجاوز 40% من إجمالي الشبكة، وفقًا لإحصاءات ديوان المحافظة، بينما يعاني أكثر من 60% من المدارس من نقص في التجهيزات الأساسية.
في هذا السياق، يبدو قرار تخصيص أكثر من ملياري دينار لأربع حافلات بمثابة إهدار واضح للمال العام، خاصة إذا ما قورن باحتياجات أكثر إلحاحًا.
المسلة – متابعة – وكالات
النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.
About Post Author زينSee author's posts
المصدر: المسلة
إقرأ أيضاً:
نزوح أكثر من 165 ألف شخص بسبب الحرب في جنوب السودان
أعلنت الأمم المتحدة الثلاثاء أن أكثر من 165 ألف شخص نزحوا بسبب الحرب في جنوب السودان خلال الأشهر الثلاثة الماضية، من بينهم حوالى 100 ألف فروا إلى دول مجاورة.
وقالت المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في بيان إن "أكثر من 165 ألف شخص فرّوا جراء تصاعد التوترات والصراع في جنوب السودان خلال الأشهر الثلاثة الماضية".
وأشارت المفوضية إلى أن حوالى مئة ألف منهم فرّوا إلى دول مجاورة (جمهورية الكونغو الديموقراطية وإثيوبيا والسودان وأوغندا)، لافتة إلى أنها تحتاج إلى 36 مليون دولار لدعم ما يصل إلى 343 ألف نازح في جنوب السودان أو المنطقة خلال الأشهر الستة المقبلة.
وتشهد الدولة الأحدث نشأة في العالم، الغنية بالنفط ولكنها فقيرة للغاية، محطات متكررة من العنف السياسي والعرقي في مناطق عدة، وقد اشتد هذا العنف في الأشهر الأخيرة، بحسب ما ذكرت وكالة "فرانس برس".
قال مامادو ديان بالدي، المدير الإقليمي لمفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في شرق أفريقيا والقرن الإفريقي ومنطقة البحيرات العظمى، في تصريحات أوردها البيان إن "الكثير من اللاجئين يبحثون عن الأمان في بلدان تواجه تحدياتها الخاصة، أو تواجه حالات طوارئ في ظل تخفيضات حادة في التمويل، ما يُثقل قدرتنا على تقديم المساعدات الحيوية الأساسية".
ونددت سفارات عدة في أيار/ مايو الماضي، بالتدهور الكبير في الوضع الأمني في جنوب السودان، عقب أشهر من الاشتباكات المتفرقة بين قوات الرئيس سلفا كير والقوات الموالية لنائب الرئيس الأول ريك مشار.
أثار اعتقال مشار في آذار/ مارس مخاوف من عودة الحرب الأهلية، بعد نحو سبع سنوات من انتهاء صراع دام بين مؤيدي الرجلين خلّف نحو 400 ألف ضحية وأربعة ملايين نازح بين عامي 2013 و2018.
وقال ديان بالدي "لا يستطيع جنوب السودان تحمّل أزمة أخرى. فقد استضافت الدولة الأحدث نشأة في العالم أكثر من مليون شخص فروا من الحرب الدائرة في السودان، بينما يواصل ملايين من مواطنيها التعافي من سنوات الصراع والأزمات في وطنهم".
وبسبب القتال والقيود على الحركة في ولاية أعالي النيل ومناطق أخرى، لا يزال وصول المساعدات الإنسانية إلى ما يقرب من 65 ألف نازح جديد داخل جنوب السودان "محدودا للغاية"، وفق مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين.
وأضافت المفوضية أن المساعدات، بما فيها الأدوية والرعاية الصحية لمكافحة ارتفاع حالات الكوليرا، قد توقفت، ومن المرجح أن تؤدي الأمطار المتوقع هطولها قريبا إلى تفاقم الوضع، حيث تزيد الفيضانات من تعقيد عمليات النقل وكلفتها.
وحصلت جمهورية جنوب السودان التي تعتبر أحدث دولة في العالم، على استقلالها عن السودان في استفتاء أجري عام 2011.
وانزلقت البلاد إلى حرب أهلية بعد أن أقال الرئيس ميارديت نائبه مشار في 16 كانون الأول/ ديسمبر 2013، بزعم أنه كان يخطط لـ"محاولة انقلاب".
ورغم توقيع اتفاقيتي سلام عامي 2018 و2022، فإن النظام العام والأمن لا يمكن الحفاظ عليهما في البلاد، وتحدث أعمال عنف من حين لآخر بين القبائل والمجموعات المختلفة.
وفي الآونة الأخيرة، سيطرت قوة مليشيا تسمى "الجيش الأبيض"، والتي تتكون في معظمها من قبيلة النوير التي ينتمي إليها مشار، على مدينة ناصر في ولاية أعالي النيل الشمالية في البلاد.
وفي أعقاب ذلك، تم اعتقال عدد من الجنرالات والوزراء من الحركة الشعبية لتحرير السودان المعارضة بقيادة مشار.