الأسبوع:
2025-06-21@09:11:07 GMT

أيام وليالي رمضان بباريس

تاريخ النشر: 12th, March 2025 GMT

أيام وليالي رمضان بباريس

يُعتبر الإسلام هو الديانة الثانية في فرنسا إذ يشكل المسلمون ما يقارب الـ10% من إجمالي السكان، ولأن فرنسا منفتحة على الأديان والثقافات يوجد الآن ما يزيد على 2260 مسجدًا وزاوية للعبادة بفرنسا وما يقارب الـ60 مسجدًا ومركزًا إسلاميًّا تغطي سائر المدن الفرنسية، ومن أشهرها وأقدمها: المسجد الكبير بباريس التابع لمجلس الديانة الإسلامية.

استطاعتِ الجالية الإسلامية الكبيرة في باريس وسائر المدن الفرنسية أن تجعل لأعيادها وشعائرها الدينية طابعًا مميَّزًا يختلف عن سائر المدن الأوروبية الأخرى.

وأصبح الفرنسيون أنفسهم يشعرون بعبق تلك المناسبات ويرون الكثير من المظاهر الاحتفالية المتعددة بتعدد أبناء الجالية الإسلامية فيما بينها والتي تجتمع في احتفالياتها حول ظاهرة بعينها وإن تفاوتت فيما بينها في اختلاف العادات والتقاليد ولكنها في النهاية تتعلق بالمناسبة الدينية والتوحد حول شعائرها وأداء فرائضها، وكل ذلك بالفعل أثرى الاحتفالات والمناسبات المختلفة، وبدأ المسلم المهاجر يعيش الجو الديني والترفيهي فانكسر حاجز الغربة. ومن أهم تلك المناسبات الغالية على قلوب المسلمين وقلوب الجالية الإسلامية بفرنسا قدوم شهر رمضان المبارك والاستعداد الكبير له ليصبح بتعدد مظاهره على قائمة الاحتفالات الدينية الأخرى. وقد لوحظ أنه من عام لعام تتزايد المظاهر الاحتفالية به من خلال استعداد الجالية لاستقباله لدرجة أنك بسبب تعدد الجاليات تشعر بأنك ترى احتفالات ومظاهر الاحتفال والاستعداد له من صلاة وإفطار وصدقات لكل بلاد العالم الإسلامي، فمع اليوم الأول من هذا الشهر اكتظتِ السلع الرمضانية وشتى متطلبات الجالية في المحلات العربية والفرنسية وأيضًا في الأسواق الشعبية التي تقام في الأحياء الباريسية طوال الأسبوع وفي شتى المدن الفرنسية الأخرى.

فالسلع الرمضانية منتشرة ومتوافرة لدى البائعين مع إقبال كثيف لأبناء الجالية على الشراء لإعداد الأطعمة المختلفة وإعداد الحلوى الرمضانية الشرقية منها والمغاربية التي تقدَّم عند الإفطار، وتكثر الزيارات في جو من التآخي والكرم العربي والإسلامي للضيافة داخل البيوت وخارجها بالمطاعم العربية التي تقدم الأطعمة المُعدة لهذا الشهر، وتتنافس فيما بينها لجلب الزبائن من الصائمين. كذلك تمتلئ محلات البقالة العربية ومحلات بيع اللحوم على الشريعة الإسلامية وأيضًا محلات الحلوى الرمضانية بمسمياتها المختلفة التي يحرص الصائم على تناولها عند الإفطار.

كما تجد مظاهره بالأسواق الشعبية المنتشرة في باريس والمدن الفرنسية، لذلك تتصدر مبيعاتها بجانب التمور والمكسرات واللحوم قائمة المشتريات. ثم إن الأحاديث التي تدور قبل وأثناء تناول الإفطار وتناول حبات التمر من إيد لإيد مع التهنئة بالإفطار والشهر المبارك، ثم تناول أكواب الحليب بالقهوة المصحوبة بالفطائر والحلوي إيذانًا بقدوم أطباق الشوربة، وكذلك يشعر الصائم بالجو الرمضاني الذي افتقده في بلاده. ويُعتبر المسجد الكبير بباريس وكأنه قبلة المسلمين في فرنسا، وعادة تجد تجمعات كبيرة للمصلين وبخاصة أثناء صلاة الجمعة وصلاة التراويح. وداخل المسجد تنبعث روائح طيبة من المسجد كالبخور ورائحة المصلين الطيبة، وتجد في مدخل المسجد كميات كبيرة من المساعدات العينية كالمأكولات والأطعمة والتمور والألبان والمياه التي يقدمها المقتدرون من أبناء الجالية في شكل صدقات للفقراء والمحتاجين الذين ينتشرون حول المساجد لطلب الحاجة تمامًا مثلما يحدث عند ساحات مساجدنا الشهيرة بالقاهرة والمدن المصرية.

كما أن الإذاعات العربية كإذاعة الشمس والشرق وإذاعة فرنسا المغرب تقدم البرامج الدينية والترفيهية والأغاني الرمضانية والفوازير وكثيرًا من البرامج المُعدة لشهر رمضان وبخاصة البرامج المفتوحة مع جمهور الصائمين، وتقوم إذاعة الشرق بنقل صلاة التراويح من الحرم مباشرة للجالية الإسلامية بفرنسا. لقد تضافرت كل تلك العادات وخلَّفتِ الإحساس بالجو الرمضاني في العاصمة الباريسية وسائر المدن الفرنسية لكثرة عدد الجالية الإسلامية بها، .

وانتقلت مظاهرها إلى باقي العواصم الغربية الأخرى، لذلك قدمتِ الأسواق والمحلات الفرنسية الكبرى السلع الرمضانية وأطعمة الحلال لأبناء الجالية.ففي محلات كارفور الشهيرة ومحلات أوشان، وكذلك محلات أودي، ومترو تجد أنواعًا كثيرة من أجود التمور العربية وبخاصة الجزائرية والتونسية، والمكسرات بكل أنواعها والمشروبات والألبان والحلوى، واللحوم التي كُتب عليها مذبوحة حسب الشريعة الإسلامية، ناهيك عن المحلات والمقاهي العربية. وفي الإحياء الشعبية الشهيرة في باريس كمنطقة باريس الشهيرة بالدائرة الثامنة عشرة تجد تجمعات الشباب من أبناء الجالية والإقبال علي شراء الكتب الدينية وأشرطة القرآن وشراء البخور وغيرها، كما تسمح السلطات الفرنسية للمساجد والمقاهي والمطاعم بفتح أبوابها لوقت متأخر من الليل تشجيعًا منها لأبناء الجالية ليتمكنوا من ممارسة شعائرهم وعاداتهم الرمضانية، ففي وقت متأخر من الليل تشهد بعض المقاهي والمطاعم المغاربية ممارسة بعض الألعاب الجماعية من أجل الترفيه والترويح وهي ألعاب مخصصة لشهر رمضان، كما تشهد حركة السير في الطرق بباريس ازدحامًا كبيرًا وبخاصة في الساعة التي تسبق موعد الإفطار مما يسبب ارتباكًا كبيرًا. وتشكل حالات طوارئ طوال الشهر المبارك لتنظيم حركة المرور في الإحياء التي تسكنها أغلبية عربية وإسلامية. كما يُلاحَظ خلو الكثير من المطاعم الفرنسية والعربية طوال شهر رمضان حتى أصبح الفرنسيون وغيرهم من الجنسيات الأخرى يعرفون رمضان ويقدِّرونه جيدًا بعد أن أصبح جزءًا من ثقافتهم. إن قضاء رمضان في فرنسا بما يحتوي عليه من مظاهر سرية لإقبال الجاليات الإسلامية عليه والقيام بالعبادة على أكمل وجه يُعتبر من أجمل الأيام التي تعيد للأذهان أزمنة التراث الإسلامي وعاداتها الأصيلة في بلداننا، كما أنه يُدخل البهجة في النفوس ويؤثر علي أجواء الحياة وطابعها بفرنسا.

المصدر: الأسبوع

كلمات دلالية: باريس المسلمين رمضان الجالیة الإسلامیة المدن الفرنسیة

إقرأ أيضاً:

مخيمات صيفية استثنائية لفائدة أبناء الجالية المقيمة بالخارج وأبناء الوطن

كشف وزير الشباب المكلف بالمجلس الأعلى للشباب، مصطفى حيداوي، خلال زيارة ميدانية قادته إلى ولاية وهران، عن تخصيص عدد من بيوت الشباب العصرية بعد تأهيلها وتحديثها لاستقبال أفراد الجالية خلال موسم الاصطياف.

وهي مخيمات صيفية مهيأة بمعايير عصرية أشبه بالمنتجعات ستكون مخصصة للجالية الجزائرية، لا سيما شبابها العائدين لقضاء عطلتهم في أرض الوطن.

وخلال جولته التفقدية في ولاية وهران، عاين الوزير عدة منشآت شبانية تم إعادة تهيئتها بالكامل. حيث شملت الأشغال تحديث الغرف وتجهيزها، إحداث مساحات ترفيهية ورياضية وإضفاء لمسات بيئية وطبيعية لجعل الإقامة مريحة وآمنة. وهذا لاستقبال أبناء الجالية الجزائرية بالخارج وأبناء الوطن من مختلف الولايات.

كما أعلن وزير الشباب مصطفى محمد حيداوي، خلال زيارته لولاية وهران، عن إطلاق برنامج وطني يتمثل في تنظيم مخيمات صيفية استثنائية تجمع بين أبناء الجالية الجزائرية المقيمة بالخارج ونظرائهم من مختلف ولايات الوطن. والتي تندرج ضمن استراتيجية الدولة لترسيخ الروح الوطنية وتوطيد أواصر الوحدة بين أبناء الشعب الواحد داخل وخارج الوطن.

مصطفى حيداوي أكد أن وهران ستستقبل أول فوج من أبناء الجالية المقيمة بباريس يوم 13 جويلية المقبل. في إطار برنامج صيفي استثنائي يجمعهم بفوج مماثل من أبنائنا الجزائريين القادمين من ولاية سعيدة. وذلك بهدف خلق فضاءات للتعارف والتقارب وتوطيد الصلات بين أبناء الوطن في الداخل والخارج، ما من شأنه أن يعزز روح المواطنة ويعرّف شباب الجالية عن قرب بمكونات الهوية الجزائرية.

مقالات مشابهة

  • قسم كبير لا يزال عالقاً داخل أراضيها.. هذا هو عدد الجالية اللبنانية في ايران
  • مواقيت الصلاة اليوم السبت 21 يونيو 2025 في المدن والعواصم العربية
  • الشاعر نادر عبد الله يتصَدَّر قائمة المُكرّمين من جمعية المؤلفين والملحنين الفرنسية
  • ياسر تريكي يحتل المركز الخامس في الدوري الماسي بباريس
  • وفد محافظة دمشق يزور مرافق في غازي عنتاب ويلتقي الجالية السورية
  • مخيمات صيفية استثنائية لفائدة أبناء الجالية المقيمة بالخارج وأبناء الوطن
  • وصول اعضاء من الجالية السودانية بالجمهورية الإسلامية الإيرانية وأسرهم الى تركيا
  • مواقيت الصلاة اليوم الخميس 19 يونيو 2025 في المدن والعواصم العربية
  • باكستان الدولة الإسلامية الوحيدة التي تمتلك السلاح النووي!
  • أبي رميا عرض مع وزير الداخلية الفرنسية التطورات في المنطقة وتداعياتها على لبنان