الأسبوع:
2025-08-12@09:52:10 GMT

أيام وليالي رمضان بباريس

تاريخ النشر: 12th, March 2025 GMT

أيام وليالي رمضان بباريس

يُعتبر الإسلام هو الديانة الثانية في فرنسا إذ يشكل المسلمون ما يقارب الـ10% من إجمالي السكان، ولأن فرنسا منفتحة على الأديان والثقافات يوجد الآن ما يزيد على 2260 مسجدًا وزاوية للعبادة بفرنسا وما يقارب الـ60 مسجدًا ومركزًا إسلاميًّا تغطي سائر المدن الفرنسية، ومن أشهرها وأقدمها: المسجد الكبير بباريس التابع لمجلس الديانة الإسلامية.

استطاعتِ الجالية الإسلامية الكبيرة في باريس وسائر المدن الفرنسية أن تجعل لأعيادها وشعائرها الدينية طابعًا مميَّزًا يختلف عن سائر المدن الأوروبية الأخرى.

وأصبح الفرنسيون أنفسهم يشعرون بعبق تلك المناسبات ويرون الكثير من المظاهر الاحتفالية المتعددة بتعدد أبناء الجالية الإسلامية فيما بينها والتي تجتمع في احتفالياتها حول ظاهرة بعينها وإن تفاوتت فيما بينها في اختلاف العادات والتقاليد ولكنها في النهاية تتعلق بالمناسبة الدينية والتوحد حول شعائرها وأداء فرائضها، وكل ذلك بالفعل أثرى الاحتفالات والمناسبات المختلفة، وبدأ المسلم المهاجر يعيش الجو الديني والترفيهي فانكسر حاجز الغربة. ومن أهم تلك المناسبات الغالية على قلوب المسلمين وقلوب الجالية الإسلامية بفرنسا قدوم شهر رمضان المبارك والاستعداد الكبير له ليصبح بتعدد مظاهره على قائمة الاحتفالات الدينية الأخرى. وقد لوحظ أنه من عام لعام تتزايد المظاهر الاحتفالية به من خلال استعداد الجالية لاستقباله لدرجة أنك بسبب تعدد الجاليات تشعر بأنك ترى احتفالات ومظاهر الاحتفال والاستعداد له من صلاة وإفطار وصدقات لكل بلاد العالم الإسلامي، فمع اليوم الأول من هذا الشهر اكتظتِ السلع الرمضانية وشتى متطلبات الجالية في المحلات العربية والفرنسية وأيضًا في الأسواق الشعبية التي تقام في الأحياء الباريسية طوال الأسبوع وفي شتى المدن الفرنسية الأخرى.

فالسلع الرمضانية منتشرة ومتوافرة لدى البائعين مع إقبال كثيف لأبناء الجالية على الشراء لإعداد الأطعمة المختلفة وإعداد الحلوى الرمضانية الشرقية منها والمغاربية التي تقدَّم عند الإفطار، وتكثر الزيارات في جو من التآخي والكرم العربي والإسلامي للضيافة داخل البيوت وخارجها بالمطاعم العربية التي تقدم الأطعمة المُعدة لهذا الشهر، وتتنافس فيما بينها لجلب الزبائن من الصائمين. كذلك تمتلئ محلات البقالة العربية ومحلات بيع اللحوم على الشريعة الإسلامية وأيضًا محلات الحلوى الرمضانية بمسمياتها المختلفة التي يحرص الصائم على تناولها عند الإفطار.

كما تجد مظاهره بالأسواق الشعبية المنتشرة في باريس والمدن الفرنسية، لذلك تتصدر مبيعاتها بجانب التمور والمكسرات واللحوم قائمة المشتريات. ثم إن الأحاديث التي تدور قبل وأثناء تناول الإفطار وتناول حبات التمر من إيد لإيد مع التهنئة بالإفطار والشهر المبارك، ثم تناول أكواب الحليب بالقهوة المصحوبة بالفطائر والحلوي إيذانًا بقدوم أطباق الشوربة، وكذلك يشعر الصائم بالجو الرمضاني الذي افتقده في بلاده. ويُعتبر المسجد الكبير بباريس وكأنه قبلة المسلمين في فرنسا، وعادة تجد تجمعات كبيرة للمصلين وبخاصة أثناء صلاة الجمعة وصلاة التراويح. وداخل المسجد تنبعث روائح طيبة من المسجد كالبخور ورائحة المصلين الطيبة، وتجد في مدخل المسجد كميات كبيرة من المساعدات العينية كالمأكولات والأطعمة والتمور والألبان والمياه التي يقدمها المقتدرون من أبناء الجالية في شكل صدقات للفقراء والمحتاجين الذين ينتشرون حول المساجد لطلب الحاجة تمامًا مثلما يحدث عند ساحات مساجدنا الشهيرة بالقاهرة والمدن المصرية.

كما أن الإذاعات العربية كإذاعة الشمس والشرق وإذاعة فرنسا المغرب تقدم البرامج الدينية والترفيهية والأغاني الرمضانية والفوازير وكثيرًا من البرامج المُعدة لشهر رمضان وبخاصة البرامج المفتوحة مع جمهور الصائمين، وتقوم إذاعة الشرق بنقل صلاة التراويح من الحرم مباشرة للجالية الإسلامية بفرنسا. لقد تضافرت كل تلك العادات وخلَّفتِ الإحساس بالجو الرمضاني في العاصمة الباريسية وسائر المدن الفرنسية لكثرة عدد الجالية الإسلامية بها، .

وانتقلت مظاهرها إلى باقي العواصم الغربية الأخرى، لذلك قدمتِ الأسواق والمحلات الفرنسية الكبرى السلع الرمضانية وأطعمة الحلال لأبناء الجالية.ففي محلات كارفور الشهيرة ومحلات أوشان، وكذلك محلات أودي، ومترو تجد أنواعًا كثيرة من أجود التمور العربية وبخاصة الجزائرية والتونسية، والمكسرات بكل أنواعها والمشروبات والألبان والحلوى، واللحوم التي كُتب عليها مذبوحة حسب الشريعة الإسلامية، ناهيك عن المحلات والمقاهي العربية. وفي الإحياء الشعبية الشهيرة في باريس كمنطقة باريس الشهيرة بالدائرة الثامنة عشرة تجد تجمعات الشباب من أبناء الجالية والإقبال علي شراء الكتب الدينية وأشرطة القرآن وشراء البخور وغيرها، كما تسمح السلطات الفرنسية للمساجد والمقاهي والمطاعم بفتح أبوابها لوقت متأخر من الليل تشجيعًا منها لأبناء الجالية ليتمكنوا من ممارسة شعائرهم وعاداتهم الرمضانية، ففي وقت متأخر من الليل تشهد بعض المقاهي والمطاعم المغاربية ممارسة بعض الألعاب الجماعية من أجل الترفيه والترويح وهي ألعاب مخصصة لشهر رمضان، كما تشهد حركة السير في الطرق بباريس ازدحامًا كبيرًا وبخاصة في الساعة التي تسبق موعد الإفطار مما يسبب ارتباكًا كبيرًا. وتشكل حالات طوارئ طوال الشهر المبارك لتنظيم حركة المرور في الإحياء التي تسكنها أغلبية عربية وإسلامية. كما يُلاحَظ خلو الكثير من المطاعم الفرنسية والعربية طوال شهر رمضان حتى أصبح الفرنسيون وغيرهم من الجنسيات الأخرى يعرفون رمضان ويقدِّرونه جيدًا بعد أن أصبح جزءًا من ثقافتهم. إن قضاء رمضان في فرنسا بما يحتوي عليه من مظاهر سرية لإقبال الجاليات الإسلامية عليه والقيام بالعبادة على أكمل وجه يُعتبر من أجمل الأيام التي تعيد للأذهان أزمنة التراث الإسلامي وعاداتها الأصيلة في بلداننا، كما أنه يُدخل البهجة في النفوس ويؤثر علي أجواء الحياة وطابعها بفرنسا.

المصدر: الأسبوع

كلمات دلالية: باريس المسلمين رمضان الجالیة الإسلامیة المدن الفرنسیة

إقرأ أيضاً:

اللجنة الوزارية من القمة العربية الإسلامية الاستثنائية تشدد على ضرورة الوقف الفوري والشامل للعدوان الإسرائيلي على غزة

الرياض

أعربت اللجنة الوزارية المكلفة من القمة العربية الإسلامية الاستثنائية المشتركة بشأن التطورات في قطاع غزة التي تضم كل من المملكة العربية السعودية، ومملكة البحرين، وجمهورية مصر العربية، وجمهورية إندونيسيا، والمملكة الأردنية الهاشمية، وجمهورية نيجيريا الاتحادية، ودولة فلسطين، ودولة قطر، وجمهورية تركيا، وجامعة الدول العربية، ومنظمة التعاون الإسلامي، بالإضافة إلى جمهورية بنغلاديش الشعبية، وجمهورية تشاد، وجمهورية جيبوتي، وجمهورية غامبيا، ودولة الكويت، ودولة ليبيا، وماليزيا، والجمهورية الإسلامية الموريتانية، وسلطنة عمان، وجمهورية باكستان الإسلامية، وجمهورية الصومال الفيدرالية، وجمهورية السودان، والإمارات العربية المتحدة، والجمهورية اليمنية عن إدانتهم الشديدة ورفضهم القاطع لإعلان إسرائيل نيتها فرض السيطرة العسكرية الكاملة على قطاع غزة، معتبرة أن هذا الإعلان يشكل تصعيدًا خطيرًا ومرفوضًا، وانتهاكًا للقانون الدولي، ومحاولة لتكريس الاحتلال غير الشرعي وفرض أمر واقع بالقوة يتنافى مع قرارات الشرعية الدولية ذات الصلة.

وأكدت اللجنة في بيان لها اليوم، أن هذا التوجه المعلن من جانب إسرائيل يأتي استمرارًا لانتهاكاتها الجسيمة القائمة على القتل والتجويع ومحاولات التهجير القسري وضم للأرض الفلسطينية وإرهاب المستوطنين وهي جرائم قد ترقى لأن تكون جرائم ضد الإنسانية، كما أنها تبدد أي فرصة لتحقيق السلام، وتقوّض الجهود الإقليمية والدولية المبذولة للتهدئة وإنهاء الصراع، وتضاعف من الانتهاكات الجسيمة ضد الشعب الفلسطيني، الذي يواجه على مدار 22 شهرًا، عدوانًا وحصارًا شاملًا طال كافة مناحي الحياة في قطاع غزة وانتهاكات خطيرة في الضفة الغربية والقدس الشرقية.

وقالت اللجنة الوزارية في بيانها: “وإزاء هذا التطور الخطير، نشدد على ما يلي:
– ضرورة الوقف الفوري والشامل للعدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، ووقف الانتهاكات المستمرة التي ترتكبها قوات الاحتلال بحق المدنيين والبنية التحتية في القطاع والضفة الغربية والقدس الشرقية.

– مطالبة إسرائيل، بصفتها القوة القائمة بالاحتلال، بالسماح العاجل وغير المشروط بدخول المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة، بما يشمل الاحتياجات الكافية من الغذاء والدواء والوقود، وضمان حرية عمل وكالات الإغاثة والمنظمات الدولية الإنسانية وفقًا للقانون الإنساني الدولي ومعايير العمل الإنساني الدولية المعمول بها.

– دعم الجهود الرامية إلى وقف إطلاق النار، والتي تبذلها كل من جمهورية مصر العربية، ودولة قطر، والولايات المتحدة الأمريكية، للتوصل إلى اتفاق لتبادل الأسرى والرهائن، باعتباره مدخلًا إنسانيًا أساسيًا لخفض التصعيد وتخفيف المعاناة وإنهاء العدوان الإسرائيلي.
– ضرورة العمل على البدء الفوري بتنفيذ الخطة العربية الإسلامية لإعادة إعمار قطاع غزة، والدعوة للمشاركة بفاعلية في مؤتمر إعادة إعمار غزة المقرر عقده بالقاهرة قريبًا.
– رفض وإدانة أي محاولات لتهجير الشعب الفلسطيني من أرضه بغزة والضفة الغربية بما في ذلك القدس الشرقية، ونؤكد على ضرورة الحفاظ على الوضع القانوني والتاريخي القائم في المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس، مع الاعتراف بالدور الأساسي الذي تضطلع به الوصاية الهاشمية في هذا الصدد.
– التأكيد على أن السلام العادل والدائم لا يمكن تحقيقه إلا عبر تنفيذ حل الدولتين، بما يضمن تجسيد الدولة الفلسطينية المستقلة على خطوط الرابع من حزيران/يونيو 1967م، وعاصمتها القدس الشرقية، وفقًا لمبادئ القانون الدولي وقرارات الأمم المتحدة ذات الصلة.
ونحمل الاحتلال الإسرائيلي المسؤولية الكاملة عن جرائم الإبادة والكارثة الإنسانية غير المسبوقة التي يشهدها قطاع غزة، وتدعو المجتمع الدولي، ولا سيما الدول دائمة العضوية في مجلس الأمن، إلى تحمّل مسؤولياتها القانونية والإنسانية، والتحرك العاجل لوقف السياسات العدوانية الإسرائيلية، التي تهدف إلى تقويض فرص تحقيق سلام عادل ودائم والقضاء على آفاق تنفيذ حل الدولتين وتحقيق السلام العادل والشامل، والعمل على المحاسبة الفورية لجميع الانتهاكات التي تقوم بها إسرائيل ضد القانون الدولي والقانون الإنساني الدولي بما فيها ما يرقى إلى جرائم الإبادة.

كما نؤكد على ضرورة العمل على تنفيذ مخرجات المؤتمر رفيع المستوى للتسوية السلمية للقضية الفلسطينية وتنفيذ حل الدولتين الذي انعقد في نيويورك برئاسة المملكة العربية السعودية وجمهورية فرنسا، وما تضمنته الوثيقة الختامية من إجراءات تنفيذية عاجلة ضمن جدول زمني لإنهاء الحرب في غزة، والالتزام بمسار سياسي للتسوية السلمية الشاملة للقضية الفلسطينية وتنفيذ حل الدولتين.

 

مقالات مشابهة

  • أصعب أيام حياتي.. بسمة بوسيل تكشف تفاصيل الوعكة الصحية التي تعرض لها ابنها آدم
  • اللجنة الوزارية من القمة العربية الإسلامية الاستثنائية تشدد على ضرورة الوقف الفوري والشامل للعدوان الإسرائيلي على غزة
  • اللجنة الوزارية العربية الإسلامية ترفض سيطرة إسرائيل على غزة وتحذّر من تصعيد خطير
  • اللجنة المكلفة من القمة العربية الإسلامية تدين نية الاحتلال اجتياح كامل قطاع غزة
  • بمشاركة عُمانية.. اللجنة العربية الإسلامية ترفض السيطرة العسكرية الإسرائيلية على غزة
  • اللجنة الوزارية العربية الإسلامية تدين إعلان إسرائيل نيتها السيطرة على غزة
  • اللجنة العربية الإسلامية تدين مخطط السيطرة على غزة وتطالب بوقف العدوان
  • اللجنة المكلفة من القمة العربية الإسلامية تدين نية إسرائيل اجتياح كامل قطاع غزة
  • بيان مشترك للجنة الوزارية المكلفة من القمة العربية الإسلامية الاستثنائية بشأن التطورات في قطاع غزة
  • اللجنة الوزارية العربية الإسلامية تشدد على الوقف الفوري والشامل للعدوان الإسرائيلي على غزة