تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

بينما يشرع وزير الخارجية ماركو روبيو فى مفاوضات دولية حاسمة هذا الأسبوع، فإنه لا يواجه مشهدًا جيوسياسيًا معقدًا فحسب، بل يواجه أيضًا ضغوطًا داخلية داخل إدارة ترامب. ومع تحديد موعد المحادثات فى المملكة العربية السعودية وكندا، تأتى التحركات الدبلوماسية لروبيو بعد سلسلة من المواجهات الشخصية والسياسية التى أثارت تساؤلات حول منصبه داخل الإدارة.


 
قبل التوجه إلى الشرق الأوسط لإجراء محادثات عالية المخاطر مع المسئولين الأوكرانيين، وجد روبيو نفسه فى قلب صدام معلن للغاية مع إيلون ماسك. وشهدت المواجهة، التى جرت خلال اجتماع لمجلس الوزراء فى البيت الأبيض، انتقاد ماسك لروبيو لعدم الضغط بقوة أكبر على التخفيضات العميقة فى وزارة الخارجية. دافع روبيو، المعروف بموقفه المتشدد بشأن المساعدات الخارجية، عن سجله، وحصل على دعم من الرئيس ترامب. وبعد هذا الجدل، هدأ الموقف مع عشاء بين روبيو وماسك وترامب فى مار إيه لاغو، مما يشير إلى وقف إطلاق نار مؤقت بين الرجال.

وفى أعقاب ذلك، بدا أن روبيو وماسك وجدا أرضية مشتركة، وخاصة فيما يتعلق بانتقادهما المشترك للوكالة الأمريكية للتنمية الدولية (USAID). ونشر روبيو على منصة ماسك للتواصل الاجتماعي، X، مخططًا للتخفيضات فى عقود الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية التى لا تتوافق مع المصالح الوطنية الأمريكية، وهى الخطوة التى أشاد بها ماسك. ويُنظر إلى هذه الفترة القصيرة من المصالحة على أنها جهد من جانب روبيو لإعادة تأكيد نفوذه داخل الإدارة، والذى كان موضع تساؤل فى السابق بسبب تحوله الملحوظ فى قضايا السياسة الخارجية.

التحول فى السياسة الخارجية والضغوط على أوكرانيا

مع سفر روبيو إلى جدة، المملكة العربية السعودية، للقاء المسئولين الأوكرانيين، سيكون التركيز على إيجاد حل للحرب فى أوكرانيا. ومع ذلك، أصبحت التوترات بين موقف روبيو الدبلوماسى وموقف البيت الأبيض من الصراع أكثر وضوحًا. الآن، يواجه روبيو، الذى كان لفترة طويلة مدافعًا عن الدعم الأمريكى القوى لأوكرانيا، انتقادات بسبب الضغط المحتمل على أوكرانيا للدخول فى مفاوضات مع روسيا.

تسبب هذا التحول فى إثارة القلق بين الحلفاء السابقين والدبلوماسيين الأمريكيين الذين يرون أنه خروج عن موقف روبيو السابق كناقد صريح للعدوان الروسي. تعكس انتقادات روبيو العلنية الأخيرة للرئيس الأوكرانى فولوديمير زيلينسكى مشاعر الرئيس ترامب، الذى أعرب عن رغبته فى وقف إطلاق النار السريع، حتى لو كان ذلك يعنى تقديم تنازلات لروسيا. يزعم البعض أن هذا النهج يقوض سيادة أوكرانيا ويشجع روسيا، مما يثير الشكوك حول التزام روبيو بالدفاع عن أوكرانيا.

الصراعات الدبلوماسية والتوترات الداخلية

تميزت قيادة روبيو فى وزارة الخارجية بتدقيق متزايد من قبل حلفائه ومنتقديه. وبينما يواجه تحديات داخلية، بما فى ذلك مقاومة بعض الدبلوماسيين داخل الوزارة، لا تزال هناك تساؤلات حول سلطته على المناصب الرئيسية. لقد أدى تفكيك الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية، بقيادة المعينين المتحالفين مع ماسك، إلى مخاوف من تهميش أجندة السياسة الخارجية لروبيو.

وعلاوة على ذلك، كانت وزارة الخارجية نفسها تخضع لتخفيضات كبيرة فى عدد الموظفين والميزانية والبعثات الخارجية فى ظل الإدارة الحالية. يجد روبيو، الذى كان ذات يوم مؤيدًا قويًا للمساعدات الدولية، نفسه الآن فى قلب هذه القرارات المثيرة للجدل، حيث يتساءل المنتقدون عما إذا كان يعطى الأولوية للولاء السياسى على القيم الدبلوماسية التقليدية.

دور جديد فى العلاقات بين الولايات المتحدة وروسيا

إن النهج المتطور لروبيو فى العلاقات بين الولايات المتحدة وروسيا يشير أيضًا إلى تحول فى استراتيجية الإدارة. فى حين يظل مؤيدًا للمواقف الصارمة ضد موسكو، أصبح خطابه أكثر انسجامًا مع دعوات ترامب لوقف إطلاق النار السريع، حتى لو كان ذلك يعنى المساومة على سلامة أراضى أوكرانيا. أثار هذا التحول مخاوف بين أولئك الذين يزعمون أن روسيا لم تُحاسب بشكل كافٍ على عدوانها، وأن أى اتفاق سلام لا ينطوى على تقديم روسيا تنازلات كبيرة لن يؤدى إلا إلى إطالة أمد الصراع.

وبالتوازى مع ذلك، واجه روبيو انتقادات متزايدة بسبب تكراره لتصريحات ترامب القاسية بشأن أوكرانيا، الأمر الذى أثار مخاوف بين حلفاء الولايات المتحدة، وخاصة فى أوروبا، بشأن مستقبل حلف شمال الأطلسى والوحدة الغربية. فقد تبنت الولايات المتحدة، فى عهد ترامب، موقفا أكثر انعزالية، حيث وجد روبيو نفسه محاصرا بين دعمه السابق لحلف شمال الأطلسى وسياسات الإدارة المتطورة التى تفضل المفاوضات المباشرة مع روسيا.

المصدر: البوابة نيوز

كلمات دلالية: ماركو روبيو ترامب الولایات المتحدة

إقرأ أيضاً:

وزير الخارجية الإيراني: نثمن دور مصر وقطر لوقف النار بغزة

أكد وزير الخارجية الإيراني "عباس عراقجي" أنه تحدث مع وزير الخارجية بدر عبد العاطي عن القضايا الإقليمية، وما يحدث في غزة وسوريا ولبنان.

غزة تحت النار.. مجازر الاحتلال تتواصل وسط مجاعة خانقة وتدمير شاملغزة.. ضحايا جدد برصاص الاحتلال وقصف مدفعي في رفح وخان يونسخوفا من الحديث عن حرب غزة.. بي بي سي تلغي حلقة محمد صلاح والمذيع يستقيلالأونروا: 50 ألف طفل قتلوا أو أصيبوا في غزة خلال 20 شهراً فقط

وأوضح أنه يقدر الدور المصري لوقف النار في غزة، وأن توقف النار يجب أن يكون دائم، وبعد وقف النار يجب أن يكون هناك دعم.

وأشار إلى أن مصر وقطر لهما دور هام لكي يتم وقف النار، وأنه يتمنى أن تنجح المفاوضات لوقف النار.

الرئيس السيسي يؤكد لوزير الخارجية الإيراني رفض مصر توسع دائرة الصراع بالمنطقةالخارجية: نرحب بدور سلطنة عمان في المفاوضات بين إيران وأمريكا بشأن الملف النووي الإيرانيوزير الخارجية: مشروع الضبعة النووي ركيزة أساسية لمصر لتنويع مصادر الطاقةوزير الخارجية: يجب الالتزام بمبادئ معاهدة عدم الانتشار النووي

كما أكد وزير الخارجية بدر عبد العاطي، أنه ناقش مع وزير الخارجية الإيراني "عباس عراقجي"، الأمن الإقليمي وتحقيق الاستقرار في المنطقة.

وأضاف خلال مؤتمر صحفي مع وزير الخارجية الإيراني "عباس عراقجي"، أنه تم التباحث في مسار العلاقات الثنائية وسبل تطويرها.


وتابع:نؤكد ضرورة تنفيذ وقف فوري لإطلاق النار في غزة ونفاذ المساعدات، وأن القضية الفلسطينية هي أساس الصراع في المنطقة.


وأشار إلى أن دعم مصري كامل للمفاوضات الأمريكية الإيرانية، وندفع قدما من أجل التوصل إلى تسوية سلمية للملف النووي، وأن قضية منع الانتشار النووي على رأس أولوياتنا.


استقبل الرئيس عبد الفتاح السيسي اليوم وزير الخارجية الإيراني "عباس عراقجي"، وذلك بحضور الدكتور بدر عبد العاطي وزير الخارجية والهجرة وشئون المصريين في الخارج، و اللواء حسن رشاد رئيس المخابرات العامة.

وصرح المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية بأن وزير الخارجية الإيراني نقل للرئيس تحيات وتقدير الرئيس "مسعود بزشكيان"، وهو ما ثمنه السيد الرئيس، حيث أكد الجانبان أهمية إستمرار المسار الحالي لإستكشاف آفاق التطوير المشترك للعلاقات بين الدولتين.

وأضاف السفير محمد الشناوي، المتحدث الرسمي، أن اللقاء تناول التطورات المتسارعة بالمنطقة، حيث أكد الرئيس الموقف المصري الرافض لتوسّع دائرة الصراع، مشدداً على ضرورة وقف التصعيد للحيلولة دون الإنزلاق إلى حرب إقليمية شاملة ستكون ذات تداعيات خطيرة على أمن ومقدرات جميع دول وشعوب المنطقة، مشيراً في هذا الإطار إلى أهمية المفاوضات الجارية بين إيران والولايات المتحدة الأمريكية.

وذكر المتحدث الرسمي أن الرئيس السيسي أشار في ذات السياق إلى ضرورة الوقف الفوري لإطلاق النار في قطاع غزة وإنفاذ المساعدات الإنسانية، كما أكد على حتمية عودة الملاحة الى طبيعتها في منطقة مضيق باب المندب والبحر الأحمر.

من جانبه ثمن وزير الخارجية الإيراني الدور المصري لإستعادة الإستقرار الإقليمي، مؤكداً حرص بلاده على إستمرار التشاور بين البلدين خلال الفترة المقبلة.

طباعة شارك وزير الخارجية الإيراني الخارجية الإيراني عباس عراقجي وزير الخارجية غزة سوريا

مقالات مشابهة

  • مصادر : إسرائيل لن ترسل وفدًا إلى قطر للمفاوضات حول غزة
  • إسرائيل تُصعّد عملياتها في غزة وتُصرّ على شروطها لوقف إطلاق النار
  • عودة العليمي وبن بريك لعدن تثير التساؤلات على وقع ثورة النساء (رصد)
  • خياران لوقف إطلاق النار.. تفاصيل المذكرة الروسية لتسوية الأزمة الأوكرانية
  • وزير الخارجية الإيراني: نثمن دور مصر وقطر لوقف النار بغزة
  • مصر وقطر :لابديل عن المساعي الدبلوماسية لوقف إطلاق النار في غزة
  • حماس تعلن استعدادها لمفاوضات غير مباشرة لوقف إطلاق النار في غزة
  • «مقترح ويتكوف».. اتفاق لوقف النار «يلوح بالأفق»
  • حماس تعلن تسليم ردها على المقترح الأمريكي لوقف إطلاق النار في غزة
  • مصر: ننسّق مع الجانب الأميركي لضمان استدامة وقف إطلاق النار في غزة