استطلاع/ أسماء البزاز

أوضح ثقافيون وإعلاميون ان شهر رمضان الكريم فرصة ثمينة لتعزيز هويتنا الإيمانية اليمنية والعودة للقرآن وتلاوته والعمل بأوامره وتعزيز ذلك بحلقات التحفيظ، ومجالس التدبر، وإقامة البرنامج الرمضاني، مبينين ان اليمنيين لديهم تراث إيماني عريق متجذر في الزهد، والكرم، والتكافل الاجتماعي، ورمضان هو الوقت المثالي لإحياء هذه القيم وتعزيزها.

.

 

الطاف الحميري – ثقافية في الهيئة النسائية الثقافية العامة محافظة إب تقول: شهر رمضان المبارك شهرٌ لا يُزايد على عظمته وفضله أحد؛ فهو فرصة عظيمة تُتاح مرة واحدة في السنة، فإن استغلها الإنسان أصبحت فاتحةً له طوال العام بالخير واليُمنِ والبركات، ويحظى بالتوفيق والعون الإلهي.

وأضافت : رمضان فرصة لتعزيز الهوية الإيمانية، وترسيخ مبدأ الإيمان- الإيمان بمجالاته الواسعة- الذي يبدأ من العودة إلى الله العودة الصحيحة، عودةً تُرسخ معرفتهُ في نفوسنا، معرفةً تترك أثرها في واقع الحياة، واقع الحياة الذي ينزاحُ منه الباطل ويسود فيه الحق.

وأضافت: في شهر رمضان يعود إلى الله كل هارب ويستغفره كل مذنب وينقسم الموحدون ما بين راجٍ وتائب! وهذا من أهم لوازم الهوية الإيمانية الارتباط بالله –سبحانه- ارتباط عملي يبعث في النفس خشيةً وعملاً وجهادا.

موضحة ان شهر رمضان يزيد من ارتباطنا بالقرآن الكريم كيف لا وهو شهر أنزل فيه القرآن الكريم الذي تستقي منه هويتنا الإيمانية معالمها وتوجيهاتها، ففيه يرتبط المؤمنون بالقرآن الكريم تلاوةً وترتيلاً وتطبيقاً؛ ومن المعلوم أن النفس البشرية تزكو في شهر رمضان وكلما زكت كانت أقرب إلى أن تهتدي بتوجيهات الله، هذه التوجيهات التي تضمنها القرآن الكريم. فعندما يُكثر المؤمنون من تلاوة القرآن الكريم ينفذ إلى أعماقهم تأثراً وتأثيرا؛ فبالتالي ينعكس على أعمالهم صلاحاً وفلاحا. وهذا الانتماء الواعي للقرآن الكريم الذي يزيدنا إيماناً وتقوى فنستمد منه الوعي والبصيرة تجاه الأحداث، وما يحدث في ساحتنا الإسلامية يجلي لنا بوضوح (إن يثقفوكم يكونوا لكم أعداء)، (لن يضروكم إلا أذى وإن يقاتلوكم يولوكم الأدبار ثم لاينصرون) فالقرآن يهدي إلى المخرج ويرشدنا إلى سواء السبيل. فنستمد منه الحكمة والرشد في التحرك ضمن المنهجية القرآنية.

محطة تربوية :

من جانبها تقول سمية شويل – ثقافية في الهيئة النسائية الثقافية العامة محافظة صعدة،

ان شهر رمضان المبارك هو محطة تربوية عظيمة لتعزيز الجانب الإيماني لدى الناس جميعا لتصلح حياتهم ويرتقوا في مستواهم الإيماني والعملي فهذا الشهر الكريم فرصة عظيمة لتعزيز الهوية الإيمانية داخل أنفسنا من خلال ما نتلقاه من هدى الله في مجالس الذكر من قراءة القرآن الكريم وملازم الشهيد القائد ومحاضرات السيد عبدالملك يحفظه الله ما يزيدنا وعيا وبصيرة لنكون بمستوى المواجهة لأعداء الله والحذر من العودة إلى الأمية التي تؤدي بنا إلى الضلال الذي يؤدي بالناس إلى الخذلان والعياذ بالله كما قال الله سبحانه وتعالى : ( وإن كانوا من قبل لفي ضلال مبين ).

وأضافت شويل : ان الضلال آثاره سيئة جدا وعواقبه وخيمة في الدنيا والآخرة فيجب أن نتثقف بثقافة القرآن الكريم وأن تكون مواقفنا منسجمة مع القرآن الكريم كما هو حال شعبنا اليمني العزيز في التصدي لقوى الشر أمريكا وإسرائيل والوقوف والإسناد المشرف لإخواننا في غزة ولبنان فأصبح القرآن الكريم يزكينا ويسمو بنا ويمنحنا الحكمة والوعي والبصيرة والقوة وكل القيم كما قال الله : ( ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء والله ذو الفضل العظيم )وبهذا نصبح أمة قوية عزيزة لها مبادئها السامية متمسكين بهويتنا الإيمانية الأصيلة التي قال عنها رسول الله (صلى الله علية وآله وسلم ) : (الإيمان يمان والحكمة يمانية ) .

وتابعت: يجب علينا أن نستمر في نشر هدى الله سبحانه وتعالى من منطلق المسؤولية التي على عاتقنا واثقين بالله ومتوكلين علية كما قال سبحانه: (ولينصرن الله من ينصره).

أعظم القرب إلى الله:

من ناحيتها تقول خلود الخطيب – الثقافية العامة بمحافظة صعدة : يقول الله تعالى في محكم كتابه الكريم ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ ) ومن لوازم تحقيق التقوى في هذا الشهر العظيم هو تعزيز الهوية الإيمانية فالله سبحانه وتعالى جعل شهر رمضان محطة تربوية نتزود من خلاله الصبر والتحمل وكظم الغيظ والعفو وهذه كلها الصفات اذا الإنسان روض نفسه عليها تحققت لديه التقوى لأنها من صفات المتقين هذا على المستوى النفسي.

وقالت الخطيب: على المستوى العملي شهر رمضان المبارك يعزز ويقوى روابط الأخوة الإيمانية والألفة والمحبة والتراحم فيما بين الناس من خلال حملات الإحسان والنظر إلى حالة الفقراء والمحتاجين والمساهمة ماديا لهم والتفقد لأحوالهم وكذلك زيارة الأرحام تساعد على تقوية الأخوة الإيمانية فيما بين الأسر والمجتمعات.

وتابعت : اعظم القرب إلى الله ومن اعظم أعمال الإحسان هو الجهاد في سبيل الله في هذه الفرصة العظيمة لذلك سماه الله في هذه الآية الكريمة ( وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللهَ لَـمَعَ الْـمُحْسِنِينَ ) سماه من أعمال المحسنين لا سيما ونحن وفي وضع يحتاج منا التحرك العمل على مواجهة العدو ولو بكلمة وخروج في وقفة ودعم بمال كلها أعمال جهادية تتضاعف فيها الأجور.

مبينة أنه على المستوى العبادي فشهر رمضان هو شهر الله هو فرصة غالية وثمينة يتقرب الإنسان من خالقة يتقرب إلى الله بالصلاة والإكثار من الصلاة النافلة وكذلك الإكثار من ذكر الله من خلال التسبيح والاستغفار والإكثار من قراءة القران لان شهر رمضان شهر القرآن (شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآَنُ هُدًى لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ وَمَنْ كَانَ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ يُرِيدُ اللهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ )

الهدى والفرقان

من جهته يستهل أ/الحسين عبدالكريم علي السقاف – مدير مكتب قناة عدن الفضائية : تتجلى أهمية هذا الشهر الكريم وما يمثله من أهمية كونه شهر يربط فيه الإنسان اكثر بكتاب الله تعالى القرآن الكريم ليتدبر فيه بتمعن أحكامه وآياته وما فيه من الهدى والفرقان الذي يحتاجه المسلم ليستزيد من التقى والإيمان وتهذيب النفس وتزكيتها ليستمر في حياته بهذا المنهج الرباني والإلهي الذي جعله الله تعالى ضوءا يسترشد به المسلم في طريق الحياة الفانية ليتزود بالتقوى والعمل الصالح اللذين يعززان ارتباط المؤمن بهويته الإيمانية كسلوك في كل حياته .

وقال السقاف: كما ان في هذا الشهر الكريم يجب ان نستمع لمحاضرات ودروس السيد القائد عبدالملك الحوثي حفظه الله في هذا الشهر الكريم لانها ليست مجرد محاضرات تقليدية، بل هي محطات توجيهية تعيد ربط الأمة بهدى الله، وتعيد للإنسان المسلم إدراكه العميق لمسؤوليته الدينية والأخلاقية. وهذه الدروس تضع الأسس لفهم القرآن كمنهج حياة.

وتابع : ان من يتابع محاضرات السيد عبدالملك الحوثي حفظه الله منذ بداية رمضان وحتى اليوم يجده يظهر على أرقى مستوى كواعظ وكسياسي وكقائد عسكري وكاقتصادي وكمربي اجتماعي وثقافي ، يجده يجسد قوله تعالى ” عزيز عليه ما عنتم حريص عليكم بالمؤمنين رؤوف رحيم ”

عريق ومتجذر

من جانبه يقول الإعلامي يحيى الرازحي : في هذا الشهر المبارك فرصة كبيرة وعظيمة وذهبية لأبناء شعب الإيمان والحكمة ليعززوا هويتهم الإيمانية اليمنية بكل تفاصيلها الروحانية والثقافية والاجتماعية.

مبيناً ان اليمنيين لديهم تراث إيماني عريق متجذر في الزهد، والكرم، والتكافل الاجتماعي، ورمضان هو الوقت المثالي لإحياء هذه القيم وتعزيزها. ومما ينبغي علينا القيام به في الشهر الفضيل لتعزيز هويتنا الإيمانية بكل تفاصيلها أن نعمل على إحياء العادات الرمضانية اليمنية الأصيلة نظرا لما تتميز به بلادنا بعادات رمضانية جميلة مثل تبادل الإفطار بين الجيران، وإعداد الأكلات الشعبية، وأيضًا جلسات الذكر والتلاوة الجماعية. كل هذه من شأنها أن تعزز من هويتنا الإيمانية والثقافية.

وأضاف : إلى جانب ما سبق في شهر رمضان يجب علينا الإكثار من العمل الخيري والتكافل الاجتماعي ، ولعلها تعد واحدة من أبرز سمات الهوية الإيمانية اليمنية لما لذلك من ارتباط وثيق بالعطاء والكرم.

وقال، انه وفي رمضان تتضاعف فرص الخير، فيجب الاستمرار في دعم الأسر المحتاجة، وتجهيز موائد الإفطار، وتوزيع التمور والمياه قبل المغرب كل ذلك من أعمال تقوي الروابط الاجتماعية وتغرس قيم الإيثار.

ولا ننسى زيارة المرابطين في جبهات العزة والكرامة المحراب المقدس من يذودون عن هذا الوطن وحمياته وأقل واجب تجاه هؤلاء الأبطال زيارتهم ورفع معنوياتهم وان نقف إلى جانبهم.

وختم حديثه قائلا: وأخيرا وليس آخر فإن ما يعزز من هويتنا الإيمانية اليمنية في شهر رمضان العودة للقرآن وتلاوته بتدبر فرمضان شهر القرآن، واليمنيون معروفون بحبهم لتلاوة القرآن وحفظه. ويمكن تعزيز هذه الهوية عبر حلقات التحفيظ، ومجالس التدبر، ونشر تفسير القرآن في المجالس العائلية والمجتمعية وأيضا الاستماع وإقامة البرنامج الرمضاني وقراءة محاضرات السيد القائد والاستماع لكلمة الشهيد القائد عبد الملك بن بدر الدين الحوثي والتزود من الهدى.

المصدر: الثورة نت

كلمات دلالية: الإیمانیة الیمنیة شهر رمضان المبارک الهویة الإیمانیة هذا الشهر الکریم القرآن الکریم ان شهر رمضان فی شهر رمضان فی هذا الشهر إلى الله الله فی

إقرأ أيضاً:

فتاوى وأحكام| هل تنتقل أقساط الشقة المؤجلة إلى الورثة بعد وفاة المشتري أم تسدد بالكامل؟ هل يجوز قراءة القرآن أثناء الرضاعة؟ هل تكفي تسبيحة واحدة في الركوع أو السجود؟

فتاوى وأحكام

هل تنتقل أقساط الشقة المؤجلة إلى الورثة بعد وفاة المشتري أم تسدد بالكامل؟

هل يجوز قراءة القرآن أثناء الرضاعة؟

هل تكفي تسبيحة واحدة في الركوع أو السجود؟.. بما علق العلماء؟
 

نشر موقع صدى البلد خلال الساعات الماضية عددا من الفتاوى التى تهم كثير من المسلمين نستعرض ابرزها فى التقرير التالى.

هل تنتقل أقساط الشقة المؤجلة إلى الورثة بعد وفاة المشتري أم تسدد بالكامل؟

تلقى فضيلة الدكتور نظير عياد، مفتي الجمهورية، استفسارًا يتعلق بموقف الورثة من التزامات المتوفى المالية المتعلقة بعقار تم شراؤه بنظام التقسيط، حيث جاء في السؤال أن أحد الأشخاص قد قام بشراء شقة سكنية بالتقسيط، ووفقًا لما ورد بالعقد، فقد تم النص صراحة على أن تظل الوحدة السكنية مرهونة حتى سداد كامل الأقساط، وقد واظب المشتري على دفع الأقساط بانتظام حتى أُصيب بمرض شديد منعه من الاستمرار في السداد لبعض الوقت، إلى أن وافته المنية.

 وأشار السائل إلى أن المتوفى ترك له ابنه الوحيد كوريث، متسائلًا عن حكم الأقساط المتبقية، وهل تعد دينًا يجب سداده فورًا من التركة، أم تظل مؤجلة وفقًا للجدول الزمني المتفق عليه في العقد، ويكون على الابن الالتزام بها؟ وهل تُعد ذمة الأب بريئة بمجرد انتقال مسؤولية السداد إلى الوريث؟

وقد أوضحت دار الإفتاء المصرية عبر موقعها الرسمي، ردًا على هذا التساؤل، أن الأقساط التي لم يقم المتوفى بسدادها قبل وفاته، والتي كان من المفترض دفعها خلال حياته، تُعد ديونًا حالّة، ويجب أن تسدد مباشرة من التركة، بعد الانتهاء من إجراءات التجهيز والتكفين والدفن، وقبل تنفيذ أي وصايا أو تقسيم للتركة بين الورثة، بشرط أن تكون التركة كافية لتغطية تلك الديون.

وفيما يخص الأقساط التي لم يحن موعد سدادها بعد، أكدت دار الإفتاء أن هذه الالتزامات لا تتحول إلى ديون حالّة بمجرد وفاة المشتري، بل تظل قائمة وفقًا للآجال المحددة مسبقًا في العقد المبرم بين الطرفين.

 وبالتالي، فإن الابن، باعتباره الوريث الوحيد، يصبح ملزمًا بسداد هذه الأقساط في مواعيدها المتفق عليها، خاصة وأن ملكية الشقة قد انتقلت إليه بحكم الوراثة، ومعها الالتزامات المرتبطة بها.

وشددت الإفتاء على أن التزام الوريث الوحيد بسداد الأقساط المستحقة في مواعيدها القانونية، يُعد كافيًا لإبراء ذمة والده المتوفى من هذه الالتزامات في الدار الآخرة، ولا تبقى عليه أية تبعات دينية أو شرعية، طالما جرى الالتزام الكامل بالسداد وفق ما تم الاتفاق عليه عند الشراء.

هل يجوز قراءة القرآن أثناء الرضاعة؟

هل يجوز قراءة القرآن أثناء الرضاعة؟ سؤال أجاب عنه الدكتور مجدي عاشور مستشار مفتي الجمهورية السابق وأمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية. 

وقال عاشور عبر فيديو البث المباشر لدار الإفتاء على صفحتها إن قراءة القرآن للمرأة أثناء الرضاعة جائز شرعًا، ولا شيء عليها في ذلك؛ فالشريعة الإسلامية لا تضيق على الناس فيما لا يوجد فيه مخالفة للأحكام.

وأشار الى أن المهم أن تتدبر قراءة القرآن وتلفت إليه أيضًا طالما تستطيع فعل ذلك أثناء رضاعة ابنها أو بنتها.

حكم وضع الكفين على الأرض في الجلوس بين السجدتين.. الأزهر يجيبعلي جمعة يكشف من هو المنافق الحقيقيهل يجوز توزيع حلوى المولد على الفقراء واحتسابها من زكاة المال ؟كيف تكون الطهارة لمن بُترَت بَعْضُ أطرافه وركّب أطرافا صناعية؟.. الإفتاء تجيب

ونوه أنه لا مانع من قراءة المرأة القرآن أو التسبيح أثناء رضاعة ولدها؛ فهذا مما يعطر البيت بذكر الله، كما يستفاد الطفل بسماع القرآن.

هل يجوز المرضع ان تجمع بين الصلوات؟

تلقت دار الإفتاء المصرية سؤالا مضمونه ما حكم الجمع بين الصلوات للمرضع؟ فهناك أمٌّ لطفلة رضيعة، وفي كثير من الأوقات يتنجس ثوبها من بول الصغيرة بسبب الإرضاع مما يشق عليها تطهير الثياب أو تغييره عند كل صلاة وتريد أن تجمع بين الصلوات؛ رفعًا للحرج والمشقة، فما حكم الشرع في ذلك؟

وأجابت دار الإفتاء عبر موقعها الرسمي عن السؤال قائلة:

إن الأصل أن تؤدى الصلوات المفروضة في أوقاتها المحددة لها شرعًا، فإذا كانت هناك أعذار تبيح تأخير الصلاة عن أول وقتها فلا مانع شرعًا من أداء الصلاة في أي وقت من وقتها المحدد لها شرعًا، وبخصوص المرأة التي تُرضع وتلحقها مشقة في تطهير ثيابها من تنجسها ببول الصغيرة التي ترضعها أو تغييرها عند كل صلاة فإنه يجوز لها أن تجمع بين الصلاتين -الظهر والعصر أو المغرب والعشاء- جمعًا صوريًّا، بأن تُصلِّيَ الأولى في آخر وقتها والثانية في أول وقتها، فإن شقَّ عليها وتعذر عليها ذلك تمامًا، فلها حينئذ أن تجمع بين الصلاتين بلا قصر، فتصلي الظهر والعصر والعشاء أربع ركعات دون نقصان.

هل تكفي تسبيحة واحدة في الركوع أو السجود؟.. بما علق العلماء؟

الركوع أحد أركان الصلاة الأساسية، ولا تصح الصلاة بدونه، ومن نسيه وجب عليه الإتيان بسجود السهو تعويضًا، كما أن إدراك الركوع مع الإمام يعني إدراك الركعة وصلاة الجماعة، أما من لم يدرك الإمام في ركوعه، فلا تحتسب له الركعة.

وفيما يتعلق بالحركة التي تلي الركوع، فإن الفقهاء اختلفوا في مسألة الإطالة بعد الاعتدال منه؛ فمنهم من رأى أن المصلي يجوز له أن يسجد فورًا بعد الرفع، ومنهم من أجاز البقاء قليلاً للدعاء، لكنهم اشترطوا أن يكون الدعاء مما ورد فيه فضل خاص، كما في الحديث الذي أثنى فيه النبي صلى الله عليه وسلم، على من قال دعاءً معينًا سمعه منه في الصلاة، وقال عنه إن الملائكة تسابقت لكتابته.

تسبيحة واحدة تكفي في الركوع والسجود

وفيما يخص عدد التسبيحات المطلوبة في الركوع أو السجود، أكد العلماء أن تسبيحة واحدة فقط تكفي، موضحين أن المهم هو أن يركع المصلي ويطمئن في ركوعه، ومتى تحقق الركن وأدّاه المصلي بخشوع، فإن صلاته تكون صحيحة.

وشدد العلماء على أن التسبيح في الركوع والسجود سنة عند جمهور أهل العلم، بينما يعده الحنابلة واجبًا وأقله تسبيحة واحدة.

 وأضافوا: "لو أخطأ المصلي فذكر أذكار السجود في الركوع أو العكس، فصلاته صحيحة، ولا يترتب على ذلك سجود سهو، بحسب ما ذهب إليه جمهور الفقهاء".

وأشار العلماء إلى أن الأفضل للمسلم أن يسبح ثلاث مرات أو أكثر أثناء الركوع والسجود، لكن إذا اقتصر على تسبيحة واحدة فقط، فصلاته صحيحة بإجماع العلماء، إذ إن السنة يمكن أن تتحقق بأدنى فعل منها.

دعاء عظيم بعد الاعتدال من الركوع

وتناول الدكتور علي جمعة، مفتي الجمهورية السابق، موقفًا شريفًا يدل على فضل بعض الأدعية في هذا الموضع من الصلاة، حيث روى عن رفاعة بن رافع الزرقي رضي الله عنه أنه قال: كنا نصلي خلف النبي صلى الله عليه وسلم، فلما رفع رأسه من الركوع وقال: "سمع الله لمن حمده"، قال أحد الصحابة من خلفه: "ربنا ولك الحمد حمداً كثيراً طيباً مباركاً فيه".

فقال النبي صلى الله عليه وسلم بعد الصلاة: "من المتكلم آنفاً؟"، فقال الرجل: أنا، فقال عليه الصلاة والسلام: "رأيت بضعة وثلاثين ملكاً يبتدرونها أيهم يكتبها أول".

وأوضح الدكتور جمعة أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يكن هو من قال هذا الدعاء أولًا، لكنه أثنى عليه عندما سمعه، لما فيه من فضل عظيم، مشيرًا إلى أن بعض الأذكار والأدعية التي لم ترد عنه بشكل مباشر لها مع ذلك منزلة وفضل إذا أُدخلت في مواضعها المناسبة في الصلاة.

وأشار إلى حديث آخر عن ابن أبي أوفى، يذكر فيه أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقول بعد رفع ظهره من الركوع: "سمع الله لمن حمده، اللهم ربنا لك الحمد، ملء السماوات، وملء الأرض، وملء ما شئت من شيء بعد".

هذه الأقوال والأحاديث تدل على سعة رحمة الله، وعلى مرونة السنة النبوية في الأذكار، ما دامت لا تخرج عن مواضعها الشرعية، ولا تبتعد عن ما أقره النبي أو أثنى عليه.

طباعة شارك هل تنتقل أقساط الشقة المؤجلة إلى الورثة قراءة القرآن الرضاعة هل يجوز قراءة القرآن أثناء الرضاعة قراءة القرآن أثناء الرضاعة هل تكفي تسبيحة واحدة في الركوع أو السجود فتاوى وأحكام

مقالات مشابهة

  • فرصة ثمينة لهواة الفلك.. رصد 6 بقع شمسية في سماء المملكة
  • ياسر بدران من أوائل الثانوية الأزهرية للمكفوفين بـ الشرقية: تفوقت بفضل الله ثم دعم والدي
  • غوميز يلفت الأنظار باستماعه وتفاعله مع القرآن الكريم.. فيديو
  • «رقم واحد يا أنصاص».. محمد رمضان يكشف عن أحدث أعماله الغنائية
  • مسارات السماء.. الأزهر يكشف أسرار الإعجاز البلاغي والعلمي في آيات الطير
  • فتاوى وأحكام| هل تنتقل أقساط الشقة المؤجلة إلى الورثة بعد وفاة المشتري أم تسدد بالكامل؟ هل يجوز قراءة القرآن أثناء الرضاعة؟ هل تكفي تسبيحة واحدة في الركوع أو السجود؟
  • لماذا سميت سورة يس بقلب القرآن؟.. 10 أسباب لا يعرفها كثيرون
  • غدًا .. إذاعة القرآن الكريم من سلطنة عُمان تحتفي بالذكرى الـ19
  • وزارة الأوقاف تطلق برنامج "حكاية" لتعزيز الهوية الإسلامية لدى النشء
  • حلمي كلية الطب.. «محمد عطية» ابن الشرقية الثالث على الثانوية الأزهرية: القرآن الكريم سر تفوقي