دعا بعض المشرعين البريطانيين والمنظمات غير الحكومية والباحثين الحكومة إلى معالجة ما وصفوه "بالفراغ التشريعي"، الذي يسمح للمتاحف ومؤسسات أخرى بحفظ وعرض رفات أفارقة أُخذ خلال الحقبة الاستعمارية.

وعلى مدى قرون، كان رفات لأفارقة، مثل جثث محنطة وجماجم وأجزاء أخرى من الجسم، يُجلَب إلى بريطانيا وغيرها من القوى الاستعمارية السابقة، غالبا "كغنائم" أو كسلع تُباع ويجري عرضها في المتاحف.

اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2"لغة استقلال الهند".. حرب اللغات في شبه القارة تستهدف الأردية المتأثرة بالفارسية والعربيةlist 2 of 2المقامات الدينية الدرزية تستعيد نفوذها في السويداء مع تصاعد الاهتمام بالروحانياتend of list

وتتزايد عالميا دعوات لإعادة هذا الرفات، وكذلك الأعمال الفنية المنهوبة، إلى مجتمعاتها أو بلدانها الأصلية.

تحرير الأرشيف من الاستعمار

ورغم بذل بعض الجهود لمواجهة هذه القضية التي طال أمدها، ما زال رفات أفارقة محفوظا في مؤسسات مختلفة بجميع أنحاء البلاد، مثل المتاحف والجامعات.

وقالت كوني بيل، من مشروع "تحرير الأرشيف من الاستعمار"، في فعالية نظمتها أمس الأربعاء مجموعة برلمانية متعددة الأحزاب معنية بالتعويضات، برئاسة النائبة عن حزب العمال بيل ريبيرو-آدي "لا يمكننا السماح بانتزاع إنسانية أسلافنا".

وفي نوفمبر/تشرين الثاني 2024، عرضت ريبيرو-آدي القضية على البرلمان، قائلة إن دور المزادات تدرج رفاتا يعود إلى الحقبة الاستعمارية للبيع على منصات التجارة الإلكترونية ووسائل التواصل الاجتماعي.

إعلان

وقبل شهر من تصريحات ريبيرو-آدي، تراجعت دار مزادات في تيتسوورث أوكسفوردشاير عن بيع رفات بشري، منه جماجم تعود لشعب إيكوي في غرب أفريقيا، وذلك بعد انتقادات وجهها سكان محليون ونشطاء.

وصرّحت نائبة رئيس الوزراء البريطاني أنجيلا راينر أنه من المروع سماع رواية ريبيرو-آدي، ووافقت على مواصلة مناقشة القضية، وقالت ريبيرو-آدي أمس إنه سيُعقد اجتماع مع وزير الثقافة قريبا.

وستقدم المجموعة متعددة الأحزاب إلى الحكومة 14 توصية سياسية، منها تجريم جميع عمليات بيع الرفات "على أساس أنه ليس سلعا تجارية بل بشر".

جثث بالمتحف

خلال ذروة الاستعمار الأوروبي في أفريقيا، تم جمع الرفات البشري بنشاط كجزء من الممارسات العلمية والأنثروبولوجية والاستعمارية، وغالبا ما كان هذا الجمع مدفوعا بالفضول الأوروبي والنظرة لأوروبا كمركز وبقية العالم كهامش، بالإضافة لأيديولجيا ومفاهيم التفوق العرقي، والرغبة في دراسة وتصنيف التنوع البشري من منظور توكيد فوقية الغرب، وتأكيد الاستعلاء وقهر الشعوب المحتلة.

وكان الاستيلاء على الرفات البشري سمة متكررة في الحروب الاستعمارية، مدفوعا بعلاقات القوة غير المتكافئة والأساليب الوحشية للحرب التي لا تضفي حرمة على الجسد الإنساني.

وفي القرنين الثامن عشر والتاسع عشر، زاد الطلب على جماجم البشر للدراسة مع ظهور التخصصات العلمية مثل تصنيف تقسيم القشرة الدماغية وعلم جمجمة الإنسان، وتم استخدام هذا الرفات لترسيخ الروايات العرقية التاريخية في العلوم الطبيعية، وغالبا ما كانت تعزز الأيديولوجيات العنصرية.

وأثناء استعمارها لربع أنحاء العالم أخذت بريطانيا الكنوز والمصنوعات اليدوية وقدمتها للجمهور البريطاني ليبدي إعجابه بها في المتاحف، لكن الآن لا يوجد مبرر للاحتفاظ بهذه المقتنيات المسروقة، كما تقول بلدان المستعمرات السابقة.

إعلان

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات رمضان اجتماعي

إقرأ أيضاً:

السيد القائد: الرسل والأنبياء ليسوا فقط مجرَّد موصلين للهدى.. بل وقدوة في الواقع البشري في التَّمَسُّك بالهدى

قال السيد عبدالملك بن بدر الدين الحوثي: يقول الله سبحانه وتعالى {وَلَقَدْ آتَيْنَا إِبْرَاهِيمَ رُشْدَهُ مِنْ قَبْلُ وَكُنَّا بِهِ عَالِمِينَ} الله سبحانه وتعالى في سياق أن يبيِّن لنا سُنَّته في هداية عباده، في إطار هذه السلسلة الطويلة من الهدى، الذين أتى الهدى إلى الناس من خلالهم، بيَّن ما منح نبيه إبراهيم عليه السلام من الرشد.
وأضاف السيد القائد خلال محاضرته استكمالا لمحاضرات القصص القرآني، مساء اليوم الأربعاء 1 ذو الحجة 1446هـ الموافق 28 مايو 2025م: الله سبحانه وتعالى حينما أرسل الرسل إلى عباده، وقدَّم إلى عباده الهدى من خلال أولئك الرسل أنفسهم، أكمل أولئك الرسل والأنبياء؛ ليكونوا بمستوى أداء هذه المهمة العظيمة والمقدَّسة، فكانوا هم في ما هم عليه من النور، والهدى، والبصيرة، والرشد، في مستوى أداء هذه المسؤولية، وفي مستوى أيضاً تقديم أرقى نموذجٍ لها، شاهداً على صدقها، على أثرها، على نتيجتها، وأهلاً لهذا الدور في واقع البشر.. الرسل والأنبياء ليسوا فقط مجرَّد موصلين للهدى، بل وقدوة في الواقع البشري في التَّمَسُّك بذلك الهدى، وفي تجسيد قيمه وأخلاقه.

مقالات مشابهة

  • أفارقة يحولون مقبرة بالدارالبيضاء إلى وكر مخدرات 
  • 4 ملفات نارية على طاولة ريبيرو في الأهلي قبل المونديال.. قرارات مصيرية خلال أيام
  • دعوات لإنهاء حرب غزة خلال حفل الخريجين في هارفارد
  • يحمله نحو نصف سكان العالم.. طفيلي يهدد مستقبل الإنجاب البشري
  • نغوغي وا ثيونغو.. أديب أفريقيا الذي خلع الحداثة الاستعمارية
  • رحيل صوت إفريقيا الحرّ .. نغوجي وا ثيونغو يطوي آخر صفحات النضال
  • تشابي ألونسو... مشروع زيدان جديد أم حقبة عابرة؟
  • مسؤول: تطبيق أدوات تحليل بيانات التدفق البشري لتنظيم حركة الحشود
  • السيد القائد: الرسل والأنبياء ليسوا فقط مجرَّد موصلين للهدى.. بل وقدوة في الواقع البشري في التَّمَسُّك بالهدى
  • دعوات أوروبية لوقف الحرب ومسؤول أممي: غزة تمحى أمام أعيننا