غزة- منذ نزوحها قسرا قبل 10 شهور، لم تتمكن الفلسطينية هدية أبو عبيد من العودة لمدينتها رفح، حيث لا تزال إسرائيل تسيطر على محور صلاح الدين (فيلادلفيا) الممتد بين قطاع غزة ومصر.

ويفرض جيش الاحتلال بقوة النيران وعمليات التوغل المستمرة حدودا غير ثابتة لما توصف بـ"المناطق الحمراء" في رفح، صغرى مدن القطاع، ويستهدف كل من يحاول الاقتراب منها بعمق يصل لنحو كيلومترين اثنين.

وخلال المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار بين المقاومة الفلسطينية في غزة وإسرائيل، قتل الاحتلال نحو 50 فلسطينيا أثناء محاولتهم العودة لمنازلهم في رفح.

هدية تعيش حياة بائسة في خيمة النزوح بمدينة خان يونس (الجزيرة) أمل العودة

هذه المخاطر تمنع أبو عبيد (55 عاما)، والغالبية من حوالي 300 ألف نسمة من سكان رفح، من العودة إليها، ولا يزال أكثرهم يقيمون في خيام بمنطقة المواصي غرب مدينة خان يونس.

وتقول أبو عبيد، التي تقيم بخيمة مع أسرتها المكونة من 5 أفراد، للجزيرة نت "كل النازحين رجعوا إلى غزة والشمال ولكل المناطق، إلا نحن سكان رفح"، وتتساءل "فهمونا يا ناس، هل رفح خارج الاتفاق؟".

وتنتشر على حسابات سكان المدينة على منصات التواصل الاجتماعي تساؤلات كثيرة حول واقع رفح، وسط غضب كبير لعدم قدرتهم على العودة إليها.

إعلان

وتعلم هدية أن منزلها في "مخيم يبنا" للاجئين الملاصق للحدود مع مصر قد دُمر كليا، وتقول "الاحتلال مسح المنطقة عن الوجود، ولكني أريد العودة لبيتي والعيش فوق أنقاضه، ليس هناك أجمل من رفح ولا أطيب من أهلها".

واحتضنت رفح، بعد الحرب، أكثر من مليون نازح لجؤوا إليها من مدينة خان يونس ومناطق شمال القطاع، ونزحوا عنها جميعا مع أهلها عشية اجتياح المدينة في 6 مايو/أيار الماضي.

وردا على سؤال حول توقعها بالعودة لرفح؟ قالت أبو عبيد "لا عودة دون انسحاب الاحتلال من الحدود، من حاول العودة قتلوه".

كارثة وقتل

بموجب اتفاق وقف إطلاق النار، ينطلق الانسحاب التدريجي من محور "فيلادلفيا" بداية من اليوم الـ42 للمرحلة الأولى منه، وتستكمل إسرائيل انسحابها، على طول المحور الممتد 14 كيلومترا بين الحدود المصرية والفلسطينية، بحلول اليوم الـ50 من الاتفاق.

وكانت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) قد نددت بخرق الاحتلال للاتفاق، وبعدم التزامه بالجدول الزمني للانسحاب من المحور.

وقالت، في بيان لها الاثنين الماضي، "لم يلتزم الاحتلال بالخفض التدريجي لقواته خلال المرحلة الأولى، وبالانسحاب بالموعد المحدد، وكان المفترض اكتمال الانسحاب في اليوم الـ50 للاتفاق، الذي يصادف التاسع من مارس/آذار الجاري".

وتعاني رفح، حسب وصف المركز الفلسطيني لحقوق الإنسان، من "كارثة إنسانية متجددة، إذ حولت الحرب الإسرائيلية معظم أحيائها إلى ركام، ورغم وقف إطلاق النار لا يزال الاحتلال يواصل هجماته العسكرية، ويسيطر على نحو 60% من المدينة، سواء عبر تمركز الآليات أو السيطرة النارية، ويستهدف المدنيين العزل بالقصف وإطلاق النار، ما يوقع يوميا مزيدا من الشهداء والجرحى".

ومنذ سريان الاتفاق، قتلت إسرائيل -وفق توثيق هيئات محلية ودولية- 150 فلسطينيا، وجرحت زهاء 605 آخرين، على مستوى القطاع، بمعدل 3 شهداء يوميا، ثلثهم من سكان رفح.

فادي يقيم وزوجته الحامل بخيمة في خان يونس ويخشى العودة إلى رفح (الجزيرة)

من جانبه، يقول المواطن فادي داوود للجزيرة نت إن أقارب وأصدقاء له استشهدوا وأصيبوا أثناء محاولتهم الوصول لـ"حي البرازيل" المتاخم للحدود مع مصر جنوب شرقي رفح، لتفقد ما تبقى من منازلهم في الحي المدمر كليا.

إعلان

ورغم قساوة النزوح، يفضل داوود (31 عاما) المتزوج حديثا، والذي يقيم مع زوجته الحامل بخيمة في خان يونس، البقاء مع أسرته على "المغامرة بالعودة إلى رفح".

ومنذ اندلاع الحرب، نزح داوود 5 مرات، ويقول "الحياة قاسية في الخيمة، خاصة وأن زوجتي حامل بابننا الأول، ونفتقد للخصوصية والاحتياجات الأساسية".

رئيس بلدية رفح أحمد الصوفي أعلن أنها مدينة منكوبة (الجزيرة) مدينة منكوبة

وأعلنت بلدية رفح، أمس الخميس، عن التوقف التام لخدمات فتح الشوارع وترحيل الركام، فيما أصبحت مولدات آبار المياه مهددة بالتوقف الكلي بسبب نفاد الوقود واستمرار إغلاق الاحتلال للمعابر منذ الثاني من مارس/آذار الجاري، وهو ما ينذر بكارثة إنسانية وشيكة تهدد حياة السكان.

وحذر أحمد الصوفي رئيس بلدية رفح من أن المدينة تعيش أوضاعا مأساوية غير مسبوقة، حيث يواجه عشرات الآلاف من السكان خطر العطش وانتشار الأوبئة مع تصاعد أزمة المياه، مع شلل تام للخدمات البلدية الأساسية وتدمير البنية التحتية.

وأكد أن البلدية بذلت كل الجهود الممكنة للحفاظ على الحد الأدنى من الخدمات رغم الدمار الكبير، إلا أن نفاد السولار يهدد بتوقف تشغيل آبار المياه بالكامل، مما يفاقم معاناة السكان المحاصرين الذين يعتمدون على هذه "المصادر المحدودة" في ظل الحصار الخانق.

وتحولت رفح لمدينة "منكوبة" حسب صافي، بسبب الحرب والتشريد، وتواجه الآن خطرا مضاعفا بحرمانها من أبسط مقومات الحياة، وأكد أن عدم إيجاد حلول عاجلة قد يؤدي إلى كارثة لا يمكن تداركها.

الاحتلال حوّل رفح إلى مدينة منكوبة مدمرة كليا (الجزيرة)

ويتمركز وجود أعداد محدودة من سكان المدينة حاليا بمناطق وأحياء تقع في الجهة الشمالية منها، بعيدة نسبيا عن الحدود الفلسطينية المصرية، غير أنهم يواجهون مخاطر ويكابدون معاناة يومية شديدة لتحصيل المياه وشؤون الحياة الأساسية.

إعلان

ويقول حذيفة عبد الله، الذي عاد مع أسرته قبل نحو شهر للإقامة بمنزله المدمر جزئيا في حي الجنينة شمال رفح، "للأسف يوميا يصلنا الرصاص، اليوم قذيفة مباشرة أصابت المنزل، ولا أحد يتحدث عن وضع رفح وما تتعرض له".

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات أبو عبید خان یونس

إقرأ أيضاً:

الأمير سلمان بن سلطان يتسلم شهادة اعتماد المدينة المنورة مدينة صحية للمرة الثانية

رفع صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن سلطان بن عبدالعزيز، أمير منطقة المدينة المنورة، أسمى آيات الشكر والعرفان لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، ولصاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود ولي العهد رئيس مجلس الوزراء -حفظهما الله-، بمناسبة اعتماد المدينة المنورة مدينة صحية من قِبل منظمة الصحة العالمية للمرة الثانية، بصفتها ثاني أكبر مدينة مليونية صحية في الشرق الأوسط، بعد استيفائها لـ80 معيارًا من معايير المنظمة.

 

جاء ذلك خلال تسلُّم سموه شهادة الاعتماد من معالي وزير الصحة الأستاذ فهد بن عبدالرحمن الجلاجل، بحضور معالي أمين منطقة المدينة المنورة الرئيس التنفيذي لهيئة تطوير المنطقة المهندس فهد البليهشي.
وأكد سمو الأمير سلمان بن سلطان بن عبدالعزيز، أن اعتماد المدينة المنورة مدينة صحية يُجسّد التزام القيادة الرشيدة -أيدها الله- بجعل الإنسان محور التنمية، وتحقيق جودة الحياة في مدن المملكة، ويعكس حجم التكامل والتناغم بين الجهات الحكومية والأهلية والمجتمعية في المنطقة.

 

وأشار سموه إلى أن المدينة المنورة ماضية في استكمال مسيرة التحول الحضري والصحي، بما يُسهم في بناء بيئة مستدامة وصحية، ويضعها في موقع متقدّم إقليميًا ودوليًا، بوصفها نموذجًا تنمويًا رائدًا ضمن مستهدفات رؤية المملكة 2030.
ووجّه سمو أمير منطقة المدينة المنورة شكره وتقديره لمعالي وزير الصحة وجميع منسوبي فرع الوزارة في المنطقة، نظير جهودهم في دعم وتطوير منظومة الرعاية الصحية.

 

وأعرب سموه عن شكره لمعالي أمين منطقة المدينة المنورة الرئيس التنفيذي لهيئة تطوير المنطقة، مثمنًا الجهود الملموسة التي يستشعرها الجميع في تنمية القطاعين الصحي والحضري، بما ينعكس إيجابًا على جودة الحياة في المنطقة.
من جانبه، أوضح وزير الصحة أن اعتماد المدينة المنورة مدينة صحية مليونية يُجسّد تكامل الجهود الوطنية لتعزيز جودة الحياة وتحقيق بيئات صحية مستدامة، ويُعد تأكيدًا للالتزام برؤية 2030 نحو مجتمع حيوي ووطن مزدهر، لتكون المدينة المنورة ثاني أكبر مدينة مليونية صحية في الشرق الأوسط بعد مدينة جدة.

 

وأعرب الجلاجل عن شكره وتقديره لسمو أمير منطقة المدينة المنورة على دعمه المتواصل وجهوده في تعزيز الجوانب الصحية، مشيدًا بتعاون مختلف الجهات الحكومية والخاصة وغير الربحية التي أسهمت في تحقيق هذا المنجز الوطني، الذي يضع صحة الإنسان في مقدمة الأولويات.
وقدّم فرع وزارة الصحة بمنطقة المدينة المنورة عرضًا عن الجهود التي بُذلت لتحقيق المعايير في المنطقة، ثم شاهد الحضور فيلمًا وثائقيًا عن حصول المدينة المنورة على شهادة الاعتماد للمرة الثانية من منظمة الصحة العالمية، واستُعرض خلاله دور برنامج المدن الصحية -أحد المسارات الوطنية المهمة نحو تحسين جودة الحياة- الذي يدمج مفاهيم الصحة العامة مع التخطيط الحضري، والسياسات المحلية، والمشاريع التنموية، بما يعكس التطلعات نحو مدن أكثر استدامة وصحة.
وفي ختام الحفل، كرّم سمو أمير منطقة المدينة المنورة الجهات المشاركة بمناسبة اعتماد المدينة المنورة مدينة صحية للمرة الثانية، وهو ما يُعد تتويجًا للجهود التكاملية في تعزيز الصحة المجتمعية وتحسين جودة الحياة في المنطقة.
وكانت منظمة الصحة العالمية قد حدّدت (80) معيارًا دوليًا موزعة على (9) محاور رئيسة لاعتماد المدن الصحية، تشمل: المشاركة المجتمعية، والتنمية المحلية، والشراكة بين القطاعات، وتوفّر المعلومات المجتمعية، وجودة المياه والصرف الصحي، وسلامة الغذاء، وتعزيز الرعاية الصحية، والوقاية والاستعداد والاستجابة للطوارئ، والتعليم، ومحو الأمية وتنمية المهارات، إلى جانب القروض الصغيرة والتنمية الاقتصادية. وتعكس هذه المعايير التزامًا شاملًا بتعزيز أنماط الحياة الصحية وخلق بيئات معيشية مستدامة.

اقرأ أيضاًالمملكةالمملكة تشارك في اجتماع وزراء التنمية لمجموعة الـ 20 تحت رئاسة جنوب أفريقيا

يُذكر أن المدينة المنورة قد اعتُمدت لأول مرة مدينة صحية في عام 2019، وأُعيد الاعتماد هذا العام 2025 لتكون مدينة صحية مليونية. ويأتي ذلك ضمن التوسع الملحوظ الذي تشهده المملكة في اعتماد المدن الصحية، حيث ارتفع العدد إلى (16) مدينة صحية معتمدة من منظمة الصحة العالمية حتى عام 2025، ما يعكس التزامًا مستمرًا بتعزيز الصحة الوقائية ورفع جودة الحياة في مختلف مناطق المملكة، ويُجسّد التكامل بين الجهات المعنية، لترسيخ مكانة المملكة الريادية في تطوير بيئات صحية ومستدامة.

مقالات مشابهة

  • شاهد: كمين نصبته المقاومة لأسر وقتل جنود إسرائيليين بخان يونس
  • شهداء وجرحى في قصف إسرائيلي على مدينتي غزة وخان يونس
  • الأمير سلمان بن سلطان يتسلم شهادة اعتماد المدينة المنورة مدينة صحية للمرة الثانية.. فيديو
  • قوات العدو الصهيوني تحتجز عدداً من أهالي مخيم جنين
  • الاحتلال يحتجز عدداً من أهالي مخيم جنين حاولوا الوصول إلى منازلهم
  • الاحتلال يحتجز عدد من أهالي مخيم جنين حاولوا الوصول إلى منازلهم
  • اعتماد المدينة المنورة كثاني أكبر مدينة صحية مليونية في الشرق الأوسط بعد جدة
  • الأمير سلمان بن سلطان يتسلم شهادة اعتماد المدينة المنورة مدينة صحية للمرة الثانية
  • محافظ حمص يبحث مع أهالي الحصن الواقع الخدمي في المدينة وسبل تحسينه
  • وزير الصحة: الاحتلال الاسرائيلي يمنع دخول المساعدات لأهل غزة