العالم عبارة عن مزيج من الثقافات الإنسانية
تاريخ النشر: 15th, March 2025 GMT
الكثير من المشاكل التي تشعل الحروب والفتن بالعالم تنشأ في الأساس نتيجة لغياب اللغة المشتركة. وحينما نقول اللغة المشتركة فإننا نعني الأساليب التي تناسب بها الأفكار بين الناس هي أساليب تختلف بدرجات متفاوتة نتيجة لاختلاف ثقافات البشر.
لقد شهدت تسعينات القرن الماضي زوال كتلة المعسكر الشرقي وعلى رأسها الإتحاد السوفيتي.
كانت أبرز ملامح العالم الجديد هو بزوغ المعسكر الغربي الرأسمالي على المستوي العسكري والسياسي أولاً ثم تبعت ذلك التجليات الثقافية والاجتماعية الرامية إلى نقض الأنماط الثقافية والاجتماعية الأخرى المخالفة لتوجهات ذلك المعسكر، والعمل على إشاعة نمط واحد وتصويره على أنه هو النموذج الأفضل للحياة الإنسانية.
ولا نستغرب كثيراً أن بعض المفكرين خصوصاً الذين ينطلقون من فرضية انتصار نمط بعينه التي أشاعها هذا الفهم والتي نجد أبرز أمثلته في الكتابات التي صدرت في تسعينيات القرن الماضي لعدد من المفكرين الغربيين وأبرز تلك الكتابات، أطروحة “نهاية التاريخ” والتي كتباها فرانسيس فوكوياما، وهو مفكر أمريكي وجد في نهاية الحرب الباردة وانتصار النموذج الغربي الليبرالي الأمريكي أنه الشكل الأخير للحياة الإنسانية على كوكب الأرض، ودافع عن فكرته من حيث هذا النمط والنموذج الثقافي، وهو خلاصة التطبيق الإنساني لفلسفة الحرية الفردية التي صارت حرية المجتمع.
ونظراً للحالة التي كان العالم يعيشها في ذاك الوقت، فقد وجدت هذه الأطروحة رواجاً كبيراً وتصدت لنشرها عدد من المنابر والصحف ودور النشر، واهتمت بها الدوائر الثقافية على مستوى العالم وعملت بها بحثاً ودراسة كل حسب زاوية نظره للأمور. لكن أبرز نقد وجه لهذه الأطروحة كان متمثلاً في أن الكاتب لم يستطع أن يبرر حالات الفقر المدقع والحروب المستمرة والنزاعات التي تنتشر وما إذا كانت هذه الصورة هي ما يبشر به النمط الثقافي الجديد المتمثل في ثقافة ذات بعد واحد.
غير بعيد عن هذا الأمر كانت مساهمة أخرى تمثلت في كتاب “صدام الحضارات” للمفكر صمويل هنتنغتون الذي قسم العالم إلى غرب وشرق وساق التباين الثقافي بين الاثنين بما خلص منه إلى حتمية أن يتم صدام شامل بين هاتين الحضارتين.
فالأساس الذي وضعه الكاتب هذه المرة لم يكن أساساً أو نظرية سياسية، وإنما انطلق من مفهوم مبنى عليه فكرة التباين الثقافي التي تقتضي أن ينقسم العالم في النهاية إلى جزئين كبيرين هما الشرق والغرب وأن الصدام بينهما هو نهاية الاستقطاب الثقافي الكبير بينهما.
أيضاً هذه الأطروحة تعاملت مع الشأن الثقافي ككل غير تاريخي وغير قابل للتحول والتنوع، فمفاهيم الثقافة مفاهيم جدلية وليست جامدة، وهي متغيرات في حالة تفاعل مستمر مع معطيات الواقع حولها. فليس هناك شرق محض أو غرب محض. العالم هو مزيج من الثقافات الإنسانية المتداخلة والمتعددة والمتنوعة.
وأختم حديثي عن قصة شهيرة عن النبي إبراهيم “علية السلام”: جاء رجل للنبي وطلب منه أنْ يبيت عنده، أو أنْ يضيفه، فسأله إبراهيم عليه السلام عن دينه فقال: إنه مجوسي، فردَّ الباب في وجهه، فعاتبه ربه في ذلك، وقال له: يا إبراهيم تريده أنْ يغير دينه لضيافة ليلة، وهو طول عمرة عايش تحت رحمتي؟؟ فقام النبي إبراهيم ولحق بالرجل: وقال الرجل فقد أتيت لك ورديتني …
فقال نبينا إبراهيم: لقد عاتبني ربي.
فرد الرجل المجوسي: نعم الرب، رباً يعاتب أحبابه في أعدائه، ثم دخل الإسلام وأمن بالله.
المصدر: صحيفة صدى
إقرأ أيضاً:
إبراهيم عبد الجواد عن أداء زيزو بالأهلي أمام بورتو : عمل كل حاجة
علق الاعلامي ابراهيم عبد الجواد علي أداء نجم الاهلي أحمد سيد زيزو بمواجهه بورتو في كأس العالم للأندية، وذلك عبر صفحته على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك.
وكتب ابراهيم عبد الجواد:
بيعمل كل حاجة في الملعب حتي لو مسجلش.
علي الجانب الاخر فرض الاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا" غرامة مالية جديدة على النادي الأهلي، بعد أقل من 24 ساعة على التعادل المثير الذي جمعه مع بورتو البرتغالي (4-4) في ختام دور المجموعات بكأس العالم للأندية 2025، والتي أقيمت على ملعب ميتلايف بمدينة نيوجيرسي الأمريكية.
ورغم وداع الأهلي للبطولة من الدور الأول بعد أن اكتفى بنقطتين فقط، إلا أن "فيفا" طبق لائحة العقوبات الانضباطية الخاصة بالبطولة في أعقاب مواجهة بورتو، حيث رصد حصول أربعة لاعبين من الفريق على بطاقات صفراء خلال اللقاء، وهم: محمد هاني، أحمد رمضان بيكهام، المغربي أشرف بن شرقي، والمغربي أشرف داري.
ووفقًا للوائح الانضباط، قرر الاتحاد الدولي توقيع غرامة مالية على الأهلي بقيمة 48 ألف دولار عن هذه المخالفات، بواقع 12 ألف دولار لكل بطاقة صفراء حصل عليها الرباعي في مباراة بورتو.
ولم تكن هذه المخالفة الوحيدة التي تم تسجيلها على الفريق الأحمر، إذ كان لاعبو الأهلي قد تلقوا 4 بطاقات صفراء أخرى في الجولتين السابقتين أمام إنتر ميامي وبالميراس، نالها كل من مروان عطية (بطاقتين)، وحمدي فتحي، ويحيى عطية الله.