ذكر تقرير نشرته صحيفة "إل مانيفستو" الإيطالية أن تصريحات رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وعدد من وزرائه بأنهم مستعدون لحماية الدروز، والحديث عن إمكانية منحهم تصاريح عمل في إسرائيل، وتوزيع مساعدات إنسانية في السويداء، كلها مساع تندرج ضمن إستراتيجية تقوم على تقسيم المنطقة طائفيا حتى تسهل السيطرة عليها.

وقال الكاتب لورينزو ترومبيتا إن وزير الخارجية الإسرائيلي غدعون ساعر عبّر بأوضح طريقة ممكنة عن رؤية حكومة نتنياهو لكيفية تحقيق الهدف الإستراتيجي لإسرائيل وضمان استمرار تفوقها في الشرق الأوسط؛ عندما قال تعليقا على خبر توزيع مساعدات إنسانية إسرائيلية على الدروز في جنوب سوريا "في منطقة سنكون فيها دائما أقلية، من الصواب والضروري دعم الأقليات الأخرى".

اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2ما جيش تحرير بلوشستان الذي خطف "القطار الدامي" بباكستان؟list 2 of 2واشنطن بوست: على الولايات المتحدة رفع العقوبات عن سورياend of list أسلوب فرنسي

وأوضح الكاتب أن فرنسا عملت خلال الحقبة الاستعمارية على تطبيق سياسة مماثلة لتلك التي تنتهجها إسرائيل حاليا، إذ سعت إلى تأجيج الانقسامات الطائفية في سوريا ولبنان لإبقاء هذين البلدين ضعيفين ومجزأين داخليا عبر خطوط صدع عرقية مستمرة حتى الآن.

لكن الاتفاق التاريخي الأخير بين دمشق وقوات سوريا الديمقراطية، وكذلك المفاوضات الجارية بين الحكومة المركزية ونخب الطائفة الدرزية في السويداء، كلها خطوات تقوض الجهود الإسرائيلية، وفقا للكاتب ترومبيتا.

إعلان

ويتابع أن الحكومة السورية الجديدة تعمل جاهدة على رأب الصدوع الداخلية التي خلفتها عقود من الاستبداد و14 عاما من الحرب الطاحنة، وعلى إرساء أسس دولة قادرة على ضمان حقوق جميع المواطنين، بغض النظر عن انتماءاتهم الطائفية.

حليف محتمل

ويمضي الكاتب موضحا أنه في ظل ما تعانيه الدول العربية منذ عقود من أزمات طائفية، قدمت عدة أطراف خارجية نفسها حامية لهذه الطائفة أو تلك، بهدف توسيع النفوذ واستغلال الموارد.

ففي هذا السياق، تصر الحكومة الإسرائيلية -حسب ترومبيتا- على تقديم نفسها حامية للدروز السوريين الذين يتركز وجودهم في منطقة السويداء جنوب غربي البلاد، وعلى بعد بضع عشرات من الكيلومترات من الجولان السوري الذي تحتله إسرائيل.

وكان الجيش الإسرائيلي قد استغل الفراغ الذي خلفه سقوط نظام بشار الأسد في ديسمبر/كانون الأول الماضي وسيطر على قمة جبل الشيخ الذي يطل على دمشق، ووسع وجوده وصولا إلى نهر اليرموك، أحد روافد بحيرة طبريا.

وأكد الكاتب أن إسرائيل تنظر إلى دروز السويداء على أنهم حليف محتمل قد يمكّنها من تعزيز نفوذها شرق الجولان، في مناطق كانت تشهد حضورا من إيران وحزب الله اللبناني حتى 3 أشهر مضت.

جهود إسرائيلية

وإذا كانت إسرائيل تتبع في أماكن مثل غزة سياسة الأرض المحروقة والتهجير القسري، فإنها تنتهج في مناطق أخرى مثل جنوب سوريا سياسة أقل عنفا وأكثر مرونة، حسب تعبير الكاتب.

ففي هذه المنطقة لا توجد هجمات جوية ومدفعية لتدمير البنية التحتية وطرد السكان، بل يتم احتلال بعض المناطق بعناية.

وذكر الكاتب أن العديد من شهود العيان السوريين أكدوا أن كبار الضباط الإسرائيليين يتواصلون مع نخب قرى القنيطرة ووادي اليرموك ويتحدثون العربية بطلاقة، إذ تختار إسرائيل ضباطا دروزا من الجليل وآخرين ينحدرون من دمشق وحلب للتفاوض في أجواء ودية مع السكان المحليين.

إعلان

وقال ترومبيتا إنه لا توجد حتى الآن إشارات على أي انفتاح تجاه إسرائيل في مدن القنيطرة وبلداتها.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات رمضان ترجمات

إقرأ أيضاً:

تحقيقات في أحداث السويداء والأردن يعزز العلاقات الدبلوماسية مع سوريا

أصدرت وزارة العدل السورية، قراراً بتشكيل لجنة للتحقيق في أحداث السويداء الأخيرة، وذلك بناءً على أحكام السلطة القضائية والقرار الرئاسي رقم 9 لعام 2025، ومقتضيات المصلحة الوطنية.

وذكرت الوزارة في بيان نشرته عبر “تلغرام” أن مهام اللجنة تشمل كشف الظروف والملابسات التي أدت إلى تلك الأحداث، والتحقيق في الاعتداءات والانتهاكات التي تعرض لها المواطنون، بالإضافة إلى إحالة من يثبت تورطه في هذه الاعتداءات إلى القضاء.

وأكد البيان أن اللجنة سترفع تقارير دورية بنتائج أعمالها، على أن يتم تقديم التقرير النهائي خلال فترة لا تتجاوز 3 أشهر من تاريخ تشكيلها.

ويأتي هذا القرار بعد اندلاع اشتباكات عنيفة في 13 يوليو الجاري بمدينة السويداء، استمرت عدة أيام بين مسلحين محليين وقبائل بدوية موالية للحكومة السورية الانتقالية، أسفرت عن مقتل مئات المدنيين والعسكريين. تبع ذلك حملة عسكرية شنتها قوات الحكومة السورية للسيطرة على المدينة.

وفي سياق ذي صلة، دعا وزير المالية الإسرائيلي، بتسلئيل سموتريتش، إلى إقامة “ممر إنساني” لإدخال الغذاء والدواء إلى دروز السويداء في جنوب سوريا، في محاولة لتخفيف الأوضاع الإنسانية الصعبة الناجمة عن الأحداث.

الأردن يعين سفيان القضاة سفيراً فوق العادة ومفوضاً لدى سوريا

أعلن الأردن، تعيين سفيان القضاة سفيراً فوق العادة ومفوضاً لدى الجمهورية العربية السورية، وذلك بموجب إرادة ملكية سامية صدرت بعد موافقة مجلس الوزراء على القرار، حسبما أفادت وكالة “عمون” الأردنية.

وعبر القضاة، في تغريدة عبر منصة “إكس”، عن فخره واعتزازه بالتعيين، مشيداً بالثقة الملكية قائلاً: “أتشرف بأن أرفع إلى مقام مولاي صاحب الجلالة الهاشمية الملك عبدالله الثاني ابن الحسين، أسمى آيات الشكر والولاء على صدور الإرادة الملكية السامية بتعييني سفيراً فوق العادة ومفوضاً لمملكتنا الحبيبة لدى الجمهورية العربية السورية الشقيقة. الله الموفق والمستعان.”

ويشغل القضاة حالياً منصب المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية الأردنية ومدير مديرية العمليات والشؤون القنصلية منذ أكتوبر 2023، وقد شغل سابقاً منصب سفير الأردن في رومانيا بين 2019 و2023، بالإضافة إلى كونه سفيراً غير مقيم في بلغاريا ومولدوفا، وله خبرة دبلوماسية واسعة في واشنطن، القاهرة، بيروت، وقطر.

ويحمل القضاة شهادة الدكتوراه في إدارة الأعمال (2023)، وعدداً من الدرجات والدورات العليا في مجالات الأمن والدبلوماسية من جامعات ومراكز دولية مرموقة. وهو من مواليد 1969، متزوج وله ثلاثة أبناء، وحصل على أوسمة شرف من الأردن ورومانيا.

هذا وفي سياق التعاون بين الأردن وسوريا، تم مؤخراً بحث تعزيز التعاون في مجال التحول الرقمي والأمن السيبراني، في خطوة تعكس تطور العلاقات الثنائية بين البلدين، كما قرر الأردن السماح لمواطنيه بالسفر برا إلى سوريا دون الحاجة لموافقة مسبقة، بعد استئناف العمل رسمياً في معبر نصيب-جابر الحدودي.

مقالات مشابهة

  • تصعيد جديد.. الجيش الإسرائيلي يتخذ مقرا له جنوبي سوريا
  • الحكومة: الحوثيون يجنون من قطع التبغ الذي سيطروا عليه نصف مليار دولار سنوياً
  • 3 أسباب تُشعل الطائفية في سوريا
  • كاتب إسرائيلي: ما تفعله إسرائيل في غزة إبادة جماعية
  • الكاتب الإسرائيلي ديفيد غروسمان: ما يحدث في غزة إبادة جماعية
  • سوريا.. سطو مسلح على رواتب الموظفين في السويداء
  • ورقة علمية: إسرائيل تستخدم التجويع والمساعدات كسلاح حرب في غزة بغطاء دولي
  • تحقيقات في أحداث السويداء والأردن يعزز العلاقات الدبلوماسية مع سوريا
  • ما الذي يخطط له الاحتلال في السويداء؟ ممر إنساني أم فخ عسكري؟
  • سوريا.. إجلاء رعايا 3 دول من السويداء