البلاد – جدة، وكالات
في خطوة ضمن مسيرة البحث عن حل سلمي للنزاع الذي دخل عامه الرابع الشهر الماضي، أعلن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، أمس (السبت)، عن تعيين فريق خاص لتمثيل كييف في أي محادثات سلام محتملة مع روسيا. يأتي هذا القرار في إطار جهود مستمرة لإيجاد منفذ لإنهاء الحرب الدامية التي خلفت وراءها خسائر بشرية ومادية جسيمة، وكذلك استجابة للمطالبات الأمريكية المتكررة بالتسوية السياسية بين أوكرانيا وروسيا.

وتضمن المرسوم الرئاسي تعيين زيلينسكي لمدير مكتبه أندريه يرماك رئيساً للوفد، إضافة إلى وزير الخارجية أندريه سيبيغا ووزير الدفاع رستم عمروف ونائب مدير المكتب الرئاسي بافلو باليسا بصفة أعضاء، ما يدلل على رغبة الرئيس الأوكراني في تعزيز حضور المقربين منه على طاولة المفاوضات المحتملة.
وكان ترامب قد أبدى تفاؤله تجاه الموقف الروسي، وقال في مقابلة تلفزيونية ضمن برنامج “فول ميزر” إنه يعتقد أن بوتين سيوافق على مقترح واشنطن، كما أضاف أنه “يعرف بوتين جيدًا وبما يكفي للقول إنه سيوافق على الهدنة”.
يأتي ذلك، بعدما التقى مبعوث ترامب، ستيف ويتكوف بوتين في موسكو، ومسؤولين روس آخرين لبحث مقترح الهدنة المؤقتة، بينما حمل الرئيس الروسي ضيفه ويتكوف رسالة إلى ترامب حول مفاوضات وقف الحرب.
يشار إلى أن الولايات المتحدة وأوكرانيا كانتا اتفقتا خلال محادثات في السعودية 11 مارس الجاري، على وقف إطلاق النار لمدة 30 يومًا، بانتظار الرد الروسي.
ويعد اقتراح هدنة الـ30 يومًا بين أوكرانيا وروسيا كخطوة مؤقتة لفتح باب الحوار وتخفيف حدة الاشتباكات، وبينما وافقت أوكرانيا على الاقتراح، معتبرةً إياه فرصة لإعادة تقييم الوضع وإيجاد آلية شاملة لتحقيق السلام تتضمن ضمانات أمنية، إلا أن الجانب الروسي مع قبوله المبدئي طالب بالدخول في مفاوضات حول تفاصيل الهدنة، مما يعكس مدى التعقيد في مسار التفاوض بين الأطراف.
يذكر أن هذا العرض للهدنة، وإن كان يحمل في طياته بعض النجاح من حيث تقبل الطرفين له، إلا أنه يظل عرضًا مؤقتًا يحتاج إلى المزيد من الخطوات التتابعية للوصول لوقف دائم لإطلاق النار وتسوية سياسية، إذ أن الاتفاق على وقف إطلاق النار لفترة محددة قد يفتح المجال لمداولات أكثر شمولًا، إلا أن تفاصيل المفاوضات ومعايير التنفيذ لا تزال تشكل تحديًا كبيرًا في ظل الانقسامات الكبيرة بين الأطراف (أوكرانيا وروسيا، وأمريكا، والدول الأوروبية الداعمة لكييف)، حول القضايا الرئيسية مثل السيادة والحدود والتحكم في المناطق المتنازع عليها
وفي سياق متصل، تأتي الإشادة الواسعة بالدور الريادي الذي قامت به المملكة العربية السعودية في دعم جهود الحوار السلمي، فقد استضافت السعودية مؤخرًا لقاءً دبلوماسيًا جمع بين ممثلي الولايات المتحدة الأمريكية وأوكرانيا، بهدف تبادل وجهات النظر حول سبل إنهاء الحرب في أوكرانيا. وقد حظي هذا الحوار بتقدير كبير على الصعيد الدولي، لما أسهم به من تعزيز الثقة بين الأطراف وإبراز دور السعودية كوسيط محايد يسعى لإيجاد حلول سلمية للنزاعات الدولية. ويعد هذا اللقاء دليلًا آخر على التزام المملكة بدعم الاستقرار الإقليمي والدولي، واستعدادها لتقديم كل ما يلزم من جهود دبلوماسية لحل الأزمات القائمة.
ورغم التحديات الكبيرة التي تقف أمام المفاوضات الأوكرانية الروسية، تمثل فكرة الهدنة المؤقتة إذا جرى تبنيها، خطوة إيجابية قد تفتح آفاقًا جديدة للحوار البناء، في ظل الدعم الدبلوماسي للجهات الفاعلة مثل الولايات المتحدة والسعودية، لتحقيق السلام.

المصدر: صحيفة البلاد

إقرأ أيضاً:

ترامب يشكر بوتين بعد تصريحه بأن جائزة نوبل فقدت مصداقيتها

وجه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الشكر للرئيس الروسي فلاديمير بوتين، بعد تصريحاته بأن جائزة نوبل للسلام فقدت مصداقيتها، لعدم منحها للرئيس الأمريكي لجهوده في وقف إطلاق النار واتفاق السلام بين حماس وإسرائيل.

وفي وقت سابق، قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إن قرار منح جائزة نوبل للسلام لشخص آخر غير الرئيس الأمريكي دونالد ترامب "ليس من شأنه"، مؤكدا أن لجنة نوبل أضرّت بهيبة الجائزة.

وجاءت تصريحات بوتين تعليقا على منح الجائزة لشخصية أخرى في ظل ما تم تداوله مؤخرا عن ضرورة منحها للرئيس الأمريكي لقاء جهوده في "إحلال السلام في العديد من مناطق العالم".

وانتقد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو اختيار لجنة نوبل ومنح جائزة نوبل للسلام لزعيمة المعارضة الفنزويلية ماريا كورينا ماتشادو، بدلاً من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.

وكتب نتنياهو على الحساب الرسمي له عبر  منصة إكس: "لجنة جائزة نوبل تتحدث عن السلام، والرئيس دونالد ترامب هو من يصنعه، الحقائق تتحدث عن نفسها الرئيس ترامب يستحقها".

وفي أول تعليق رسمي من البيت الأبيض على خسارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب جائزة نوبل للسلام لعام 2025، قال ستيفن تشيونغ، مدير الاتصالات في البيت الأبيض، إن الرئيس ترامب “سيواصل إبرام اتفاقيات السلام في جميع أنحاء العالم، وإنهاء الحروب، وإنقاذ الأرواح”.

وأضاف تشيونغ، في منشور على منصة إكس (تويتر سابقًا)، أن ترامب “يتمتع بقلب إنساني، ولن يكون هناك أبدًا شخص مثله يستطيع تحريك الجبال بقوة إرادته”، مضيفًا أن “لجنة نوبل أثبتت أنها تفضل السياسة على السلام”.

وجاء هذا التصريح عقب إعلان لجنة نوبل النرويجية منح الجائزة هذا العام إلى ماريا كورينا ماتشادو، زعيمة المعارضة الفنزويلية، تقديرًا لنضالها من أجل الديمقراطية وحقوق الإنسان في فنزويلا، وسعيها لتحقيق انتقال سلمي للسلطة من حكم الرئيس نيكولاس مادورو.

وكانت التوقعات تصاعدت خلال الأيام الأخيرة حول احتمال منح الجائزة للرئيس ترامب، خاصة بعد إعلانه عن التوصل لاتفاق لوقف إطلاق النار في قطاع غزة وتبادل الأسري والمعتقلين، ضمن المرحلة الأولى من مبادرته لإنهاء الحرب الإسرائيلية على القطاع.

لكن لجنة نوبل أكدت أن قرارها تم اتخاذه قبل الإعلان عن الاتفاق، مشيرة إلى أن ماتشادو “تمثل نموذجًا نادرًا للشجاعة المدنية في مواجهة الاستبداد”.

يذكر أن ترامب دأب في الأشهر الأخيرة على التلميح المتكرر إلى استحقاقه جائزة نوبل للسلام، مشيرًا إلى دوره في إنهاء الحرب في غزة وفي إبرام “صفقات سلام تاريخية” في الشرق الأوسط.

ومن المقرر أن يتم تسليم جائزة نوبل للسلام، التي تبلغ قيمتها 11 مليون كرونة سويدية (نحو 1.2 مليون دولار)، في العاصمة النرويجية أوسلو يوم العاشر من ديسمبر المقبل، في الذكرى السنوية لوفاة مؤسس الجوائز، ألفريد نوبل.

طباعة شارك الرئيس الأمريكي دونالد ترامب فلاديمير بوتين جائزة نوبل للسلام حماس إسرائيل

مقالات مشابهة

  • زيلينسكي يطلب من ماكرون إمداد أوكرانيا بمزيد من الدفاعات الجوية والصواريخ
  • واحة كونكت 2025 تفتح آفاق الابتكار في برج العرب
  • زيلينسكي يدعو ترامب للتفاوض بشأن أوكرانيا بعد اتفاق غزة
  • ترامب يختار القاهرة وجهة أولى لجولته في الشرق الأوسط عقب اتفاق الهدنة: دلالات سياسية هامة للزيارة
  • سياسي: زيارة ترامب لمصر تحمل دلالات مهمة والتوقيت يؤكد عمق الدور المصري في إحلال السلام
  • ميلانيا ترامب تكشف عن قناة اتصال مفتوحة مع بوتين بشأن أطفال أوكرانيا
  • ترامب يشكر بوتين بعد تصريحه بأن جائزة نوبل فقدت مصداقيتها
  • بوتين: ترامب صادق في التزامه بإنهاء أزمة أوكرانيا
  • بوتين: نجاح خطة ترامب بشأن غزة سيكون إنجازا تاريخيا
  • أوكرانيا تعرض دعم ترامب لجائزة نوبل إذا توسط في السلام مع روسيا