شيخ الأزهر يحذر من تصاعد الإسلاموفوبيا ويدعو إلى وضع قوانين لوقفها
تاريخ النشر: 16th, March 2025 GMT
حذر شيخ الأزهر أحمد الطيب، من تصاعد ظاهرة الإسلاموفوبيا، داعياً إلى وضع قوانين لوقفها. ودعا إلى إنشاء قواعد بيانات شاملة ومحدثة لتوثيق الجرائم والممارسات العرقية والعنصرية ضد المسلمين.
جاء ذلك في كلمة الطيب بالجمعية العامة للأمم المتحدة بمناسبة الاحتفال باليوم العالمي لمكافحة الإسلاموفوبيا، ألقاها نيابة عنه السفير، أسامة عبد الخالق، مندوب مصر الدائم لدى الأمم المتحدة، وفق بيان للأزهر اليوم الأحد.
وقال الطيب إن "الاحتفاء باليوم العالمي جاء تتويجا لجهود مشكورة تحملت عبئها مجموعة الدول الإسلامية لدى الأمم المتحدة لمواجهة هذه الظاهرة".
ووصف ظاهرة الإسلاموفوبيا بأنها "غير معقولة ولا منطقية، حيث تمثل تهديدًا حقيقيًّا للسِّلم العالمي".
وأشار إلى أن كلمة "الإسلام" مشتقة من نفس كلمة السلام بالعربية، وهي تعبير عن القيم التي جاءت بها رسالة هذا الدين الحنيف، بما فيها الرحمة والمحبة والتعايش والتسامح والتآخي بين الناس جميعا على اختلاف ألوانهم وعقائدهم ولغاتهم وأجناسهم.
وبين شيخ الأزهر أن "الإسلاموفوبيا أو ظاهرة الخوف المرضي من الإسلام، لم تكن إلا نتاجا لجهل بحقيقة هذا الدين العظيم وسماحته، ومحاولات متعمدة لتشويه مبادئه التي قوامها السلام والعيش المشترك".
إعلانوشدد على أن ظهور الإسلاموفوبيا "نتيجة طبيعية لحملات إعلامية وخطابات يمينية متطرفة، ظلت فترات طويلة تصور الإسلام على أنه دين عنف وتطرف، في كذبة هي الأكبر في التاريخ المعاصر، استنادًا لتفسيرات خاطئة واستغلال ماكر خبيث لعمليات عسكرية بشعة، اقترفتها جماعات بعيدة كل البعد عن الإسلام".
وفي معرض أسفه لتصاعد موجات هذه الظاهرة، قال شيخ الأزهر: "رغم كل هذه الجهود الكبيرة، ما زالت هذه الظاهرة تتسع – للأسف- وتغذيها خطابات شعبوية لليمين المتطرف تستغل أوجه الضعف الفردي والجماعي، فتذكرنا بأن المعركة طويلة النفس، وأن التحدي يحتم علينا أن نضاعف الجهود، ونبتكر آليات تواكب التعقيدات التي ترافق هذه الظاهرة".
ودعا شيخ الأزهر إلى وضع تعريف دولي لظاهرة الإسلاموفوبيا، يتضمن تحرير مجموعة من المصطلحات والممارسات المحددة دوريا، وتعبر عن التخويف أو الحض على الكراهية أو العنف ضد الإسلام والمسلمين بسبب انتمائهم الديني.
كما طالب بإنشاء قواعد بيانات شاملة ومحدثة لتوثيق الجرائم والممارسات العرقية والعنصرية ضد المسلمين بسبب دينهم، ورصد القوانين والسياسات التي تشكل تعميقًا للظاهرة، أو تمثل حلولًا تساعد على معالجتها.
وفي 2022، تبنى أعضاء الجمعية العامة للأمم المتحدة البالغ عددهم 193 عضوا بالإجماع قرارا يجعل 15 مارس/آذار من كل عام يوما لمحاربة الإسلاموفوبيا.
ويدعو النص غير الملزم إلى "تكثيف الجهود الدولية لتقوية الحوار العالمي بشأن تعزيز ثقافة التسامح والسلام على جميع المستويات، على أساس احترام حقوق الإنسان وتنوع الأديان والمعتقدات".
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات رمضان حريات هذه الظاهرة شیخ الأزهر
إقرأ أيضاً:
احداث اذربيجان بعيون عراقية .. مؤتمر الإسلاموفوبيا في باكو .. “فضح التحيز وتفكيك الصور النمطية”
بقلم : د. معتز محي عبد الحميد ..
جمهورية أذربيجان ، هي واحدة من دول العالم التي تكافح بنشاط أكبر ضد الاتجاهات السلبية مثل الإسلاموفوبيا ومعاداة السامية وغيرها ، ليس من قبيل المصادفة أنه بمناسبة الذكرى السنوية الأولى لإعلان الجمعية العامة للأمم المتحدة يوم 15 مارس يومًا عالميًا لمناهضة الإسلاموفوبيا، انطلقت في العاصمة الأذربيجانية باكو، في الاسبوع الماضي فعاليات المؤتمر العلمي الدولي في العاصمة الأذربيجانية باكو، بعنوان “الإسلاموفوبيا: فضح التحيز وتفكيك الصور النمطية”.
وتم تنظيم المؤتمر من قبل مركز باكو الدولي للتعددية الثقافية ومركز تحليل العلاقات الدولية ومجموعة مبادرة باكو، بمناسبة الذكرى السنوية الثالثة لليوم الدولي للنضال. وعقد المؤتمر هذا العام ، بشراكة كل من منتدى مجموعة العشرين للحوار بين الأديان، منظمة التعاون الإسلامي، منظمة الإيسيسكو، مركز الدوحة الدولي للحوار بين الأديان، اللجنة العليا للأخوة الإنسانية، مجلس حكماء المسلمين، المجلس المركزي للمسلمين في ألمانيا، جمعية قادة المسلمين الأوروبية والمنتدى الإسلامي العالمي.
وافتتحت فعاليات المؤتمر بكلمة ألقاها مساعد رئيس جمهورية أذربيجان رئيس دائرة شؤون السياسة الخارجية في إدارة الرئاسة، حكمت حاجييف، تضمنت رسالة الرئيس إلهام علييف إلى المشاركين في المؤتمروالتي اكد فيها ” أن أذربيجان إحدى البلدان التي واجهت الإسلاموفوبيا ولا تزال تعاني منها حتى اليوم.”
وأشار رئيس أذربيجان إلى أن فترة الاحتلال التي استمرت ثلاثين عامًا شهدت ارتكاب مجزرة خوجالي بحق شعبنا وتم تنفيذ سياسة التطهير العرقي مما أدى إلى تهجير أكثر من مليون من أبناء وطننا قسرًا كلاجئين ونازحين وقد زُرعت نحو مليون لغم في أراضينا وارتُكبت جرائم الأوربیسید والكولتورسید والإيكوسید فيما شدد على أنه “يؤسفنا أن بعض الأوساط في الغرب، بدافع التعصب الديني والمواقف المعادية للإسلام، قد تغاضت عن احتلال أراضينا من قبل أرمينيا، وحرّفت جوهر النزاع وسعت إلى تصويره على أنه صراع ديني. “
ولفت الرئيس علييف اإلى أن “فترة الاحتلال الأرميني شهدت تدمير وإهانة وتسوية العديد من المعالم التاريخية والثقافية ذات الأهمية الإنسانية التي تعود لقرون، بما في ذلك المعالم والأضرحة والمساجد والمقابر التابعة للدين الإسلامي. كما تم نهب عدد من مواقع التراث الثقافي وتغيير وظائفها وتزوير هويتها الأصلية.”.
اهداف المؤتمر
ومن اهداف عقد المؤتمر العلمي الدولي الحالي الذي كان تحت عنوان “الإسلاموفوبيا: فضح التحيز وتفكيك الصور النمطية” إلى إنشاء منصة أكاديمية لمناقشة النزعات المثيرة للقلق التي تستهدف المسلمين والبلدان ذات الأغلبية المسلمة على المستويين الدولي والوطني. و من خلال جلسات المؤتمر التي استمرت يومين ناقش المؤتمر الذي حضره أكثر من مئة ضيف عدداً من المواضيع كان من أبرزها:
الاتجاهات العالمية في الإسلاموفوبيا: التحديات والاستجابات”، “كراهية المسلمين في السياسة: الأطر القانونية، واستراتيجيات المناصرة” و”الإسلاموفوبيا في سياقات مختلفة: منظورات إقليمية”، و”الإسلاموفوبيا في وسائل الإعلام والمنصات الرقمية: كيف يمكن لأنظمة الذكاء الاصطناعي نشر وتعزيز التحيز ضد الإسلاموفوبيا”، و”المرأة والهوية والصور النمطية: استكشاف تقاطع التحيزات الدينية والثقافية” و”مأسسة التشريعات ضد المسلمين في أوروبا: الخطاب المعادي للمسلمين على خلفية تطرف الدعاية المعادية للإسلام” و”الحفاظ على التراث الثقافي الإسلامي في العالم المتغير” و”دعوة الشباب إلى الإدماج: مكافحة التحيز وسوء الفهم
اذربيجان شريكا فاعلا في المجتمع الدولي
وبفضل هذه الرؤية البعيدة والثاقبة لرسالة الرئيس إلهام علييف للمؤتمر والخبرات المتراكمة لديه، استطاعت أذربيجان خلال السنوات الماضية تحقيق إنجازات كبيرة في مختلف مجالات الحياة، ومكّنت من تعزيز نظامها السياسي وتطوير اقتصادها الوطني.
أحد أكبر نجاحات أذربيجان الذي حققته في السنوات الأخيرة هو انتصارها في الحرب الوطنية في معارك حرب قراباغ الثانية التي استمرت 44 يومًا في عام 2020، ويُعد هذا النصر صفحة مشرقة في النضال الوطني من أجل تحرير الأراضي المحتلة من المحتل الأرميني الغاشم.
ومنذ نهاية حرب قراباغ الثانية، اضطرت أذربيجان إلى اتخاذ التدابير اللازمة على أراضيها ذات السيادة، بإطلاق عملية محلية لمكافحة الإرهاب ردًا على الهجمات المسلحة والاستفزازات من قبل عناصر مسلحة أرمينية غير شرعية في منطقة قراباغ بأذربيجان ضد أفراد الجيش الأذربيجاني بتاريخ 19 ايلول عام 2023.
وبعد نجاح عملية مكافحة الإرهاب والتي استغرق لمدة أقل من يوم واحد (23 ساعة و43 دقيقة)، وبعد أن تكبد العدو خسائر فادحة، استسلم الغزاة، وتم وضع حد للانفصالية الأرمنية في قراباغ. وتم إكمال سيادة دولة أذربيجان ووحدة أراضيها
ونعتقد أن ضمان اتفاقية السلام الشاملة بين أذربيجان وأرمينيا، والتي تجري بدقة حتى الآن، وبطريقة موجهة نحو تحقيق النتائج هو السبيل الوحيد لإرساء السلام والأمن والرخاء والاستقرار الدائم في المنطقة.
وعلى صعيد السياسة الدولية، باتت أذربيجان شريكًا موثوقًا وفاعلاً في المجتمع الدولي، حيث تميزت بسياستها المتوازنة وجهودها في دعم السلام والاستقرار الإقليمي. ويأتي فوز باكو باستضافة الدورة التاسعة والعشرين لمؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ (COP29) تأكيدًا على مكانة أذربيجان الدولية ودورها المتنامي في القضايا العالمية، وخاصة في مجال العمل المناخي. واختتم مؤتمر المناخ باتفاق يدعو الدول المتقدمة إلى تقديم 300 مليار دولار سنويًا للدول النامية بحلول عام 2035 للحد بشكل كبير من انبعاثات الغازات المسببة للاحتباس الحراري وذلك لحماية الأرواح وسبل العيش من التأثيرات المتفاقمة لتغير المناخ.
اذربيجان والعالم العربي والاسلامي
كما لا ننسى أن أذربيجان باعتبارها تاريخيًا جزءًا من العالم الإسلامى، وشريكًا في التراث التقدمى والقيم الروحية للحضارة الإسلامية، لا تدخر جهدًا في سبيل تعزيز العمل المشترك لأعضاء دول منظمة التعاون الإسلامى لتدعيم الحوار العالمى والتعاون من أجل سيادة التسامح والسلم والتفاهم الأفضل بين البلدان والثقافات والحضارات، والقضاء على عناصر «الإسلام فوبيا».
وفي ضوء التغيرات الجارية فى المنطقة، فإن أواصر العلاقات التاريخية مع العالم العربي الإسلامي، والتي تتمتع بطبيعة الحال بالأولوية فى إطار السياسة الخارجية لأذربيجان، تفتح أمامنا فرصًا جديدة لتعزيز آليات الشراكة القوية مع بلدان المنطقة، ومع العراق على وجه الخصوص.
من الضروري لجميع الدول الإسلامية أن تدعم الموقف البناء لأذربيجان في هذه القضية، إن الانتشار السريع لظاهرة الإسلاموفوبيا وتحولها إلى اتجاه خطير يشكل تهديدًا لمن يؤمنون بالإسلام وللدين الإسلامي بشكل عام، لذلك ، فإن التعليم والتمثيل الإعلامي والمناقشات السياسية الشاملة ضرورية في الكفاح النشط ضد الإسلاموفوبيا.