أدرج الجهاز القومى للتنسيق الحضارى برئاسة المهندس محمد أبو سعدة، اسم أحمد ماهر، فى مشروع حكاية شارع، حيث تم وضع لافتة تحمل اسمه وكل المعلومات على أحد الشوارع محافظة بورسعيد.

ولد أحمد محمد ماهر في حي العباسية بمدينة القاهرة عام 1888، وكان والده "محمد ماهر باشا" من أعيان شراكسة مصر، وكان كيلًا لوزارة الحربية في عام 1894 في عهد الخديو “عباس حلمي الثاني”.

وهو الأخ الشقيق للسياسي “علي ماهر باشا”، بعد أن أتم أحمد ماهر تعليمه الأساسي التحق بمدرسة الحقوق، وتخرج فيها عام 1908. وبعد تخرجه عمل بالمحاماة لمدة عامين، ثم سافر إلى فرنسا عام 1910 ليدرس القانون والاقتصاد في جامعة مونبيلييه لمدة ثلاث سنوات ونال منها درجة الدكتوراه.

عقب عودة أحمد ماهر إلى مصر في عام 1913 قام بالتدريس لمدة ثمان سنوات في مدرسة التجارة العليا حيث ارتبط مع "النقراشي باشا" بصداقة وثيقة، فتزاملا وسارا معًا تحت راية “سعد زغلول”، كما التحقا بأجهزة “عبد الرحمن فهمي” السرية للنضال ضد الاحتلال الانجليزي، وألقى القبض عليهما في قضية اغتيال حسن عبدالرازق وإسماعيل زهدى، أمام مبنى جريدة "السياسة" عام ١٩٢٢، ثم أفرج عنهما لعدم ثبوت الاتهام.

انتخب عضوًا بمجلس النواب عام 1924. ثم اختاره سعد زغلول وزيرًا للمعارف في 25 أكتوبر عام 1924، ولم يكن يحمل في ذلك الوقت من الألقاب سوى لقبه العلمي، قبض عليه في مايو 1925 وحوكم في قضية الاغتيالات السياسية مع النقراشي، وشكل سعد زغلول هيئة للدفاع عنهما، كان على رأسها المحامي “مصطفى النحاس”، الذي حصل لهما على البراءة بعد أقل من عام.

اختير مرة ثانية عضوًا في مجلس النواب، وأصبح رئيساً للجنة الميزانية والمحاسبة في البرلمان. وفي أغسطس 1927 قام بتمثيل مصر في المؤتمر البرلماني الدولي في “ريو دي جانيرو”، ولكنه عاد على الفور عندما علم بوفاة سعد زغلول، أصبح مديرًا لجريدة البلاغ الوفدية، وأعيد انتخابه نائبًا في عام 1930، ورافق الوفد المصري في مفاوضات المعاهدة مع بريطانيا في ذلك العام كخبير مالي، تولى رئاسة تحرير جريدة كوكب الشرق الوفدية عام 1934. وانتخب نائبًا ثم رئيسًا لمجلس النواب في مايو 1936، وعضوًا في وفد مفاوضات المعاهدة وفي “مؤتمر مونتريه”.

بعدما توفي سعد زغلول رأى أحمد ماهر والنقراشي أنهما الأحق في شغل موقع سكرتيري الحزب أكثر من مكرم عبيد لأسبقيتهما في الارتباط بسعد زغلول ودورهما في الكفاح السري الذي كاد يعرضهما للموت أكثر من مرة. كانت المنافسة بين ماهر والنقراشي من جانب والنحاس ومكرم من جانب آخر أشبه بمقدمة للانشقاق، الذي حدث بين عامي 1937 و1938، بعد أن خرج أحمد ماهر ومحمود غالب والنقراشي مع مجموعة من شباب الوفد وشكلوا “الهيئة السعدية”.

اختير أحمد ماهر وزيرُا للمالية في وزارة “محمد محمود باشا” الرابعة من 24 يونية 1938 إلى 18 أغسطس 1939تولى أحمد ماهر باشا رئاسة وزراء مصر لفترتين؛ الأولى من 8 أكتوبر 1944 حتى 15 يناير 1945، والثانية من 15 يناير 1945 حتى 24 فبراير 1945. وقد تولى في تلك الوزارتين وزارة الداخلية بالإضافة إلى مهام رئاسة الوزارة.

في 24 فبراير 1945 عقد البرلمان المصري جلسته الشهيرة لتقرير إعلان الحرب على المحور والوقوف بجانب الحلفاء وانضمام مصر للأمم المتحدة، ومع ارتفاع حدة المعارضة بين مؤيد للمحور ومساند للحلفاء اضطر أحمد ماهر إلى عقد جلسة سرية مع مجلس النواب، شرح لهم فيها المكاسب التي ستحصل عليها مصر في حال الإعلان الرسمي للحرب ضد المحور ودعم الحلفاء، وأخيرًا اقتنع مجلس النواب بما أوضحه أحمد ماهر لهم من بيانات وحجج وأسانيد، واستطاع أن يحصل على تأييد شبه جماعي لإعلان الحرب على المحور.

وبعد الحصول على الموافقة الرسمية للبرلمان قرر ماهر التوجه مباشرة إلى مجلس الشيوخ لطرح حجته عليهم، وأثناء مروره بالبهو الفرعوني قام شاب يدعى “محمود العيسوي” بإطلاق النار عليه مما أدى إلى وفاته على الفور.

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: أحمد ماهر حكاية شارع حي العباسية محمد محمود باشا المزيد مجلس النواب أحمد ماهر سعد زغلول

إقرأ أيضاً:

مؤتمر الترجمة الدولي يجسد التواصل الحضاري واستدامة الهوية والثقافة

عُقدت ضمن فعاليات المؤتمر الثامن للجمعية الدولية لدراسات الترجمة والدراسات الثقافية عدد من الندوات، جاءت الندوة الأولى بعنوان "تكنولوجيا الترجمة: رؤية للمستقبل" بقاعة المؤتمرات والمعارض، بإدارة يعقوب المفرجي من شركة تنمية نفط عمان وبمشاركة نخبة من الباحثين والخبراء الدوليين في مجال الترجمة وصناعة اللغة.

توقعات المستقبل

استهل يعقوب المفرجي الندوة بسؤال محوري حول أكبر تغيير يمكن توقعه في تكنولوجيا الترجمة خلال السنوات الخمس إلى العشر القادمة. وفي تعليقه على السؤال، قال الدكتور جوس موركنز أستاذ وباحث في تكنولوجيا الترجمة والذكاء الاصطناعي بجامعة مدينة دبلن بأيرلندا: إن تحديد تغيير واحد يعد صعبا، موضحا أن التغيرات التي تحدث اليوم ستؤثر في الأشهر المقبلة، لكن التنبؤ بما سيحدث خلال عقد من الزمن يظل تحديا نظرا لضخامة التطورات غير المتوقعة سابقا. وأوضح موركنز أن سوق الترجمة يشهد بالفعل تغيرا في المسارات المهنية لخريجي الترجمة، مشيرا إلى ملاحظته خلال عشرين عاما من العمل الأكاديمي أن نحو 70% من خريجي برامج الماجستير لا يصبحون مترجمين، بل ينتقلون إلى صناعة اللغة أو قطاع التكنولوجيا، وهو ما يعكس تغير هوية المترجم وظهور أدوار جديدة.

دعم اللغات

من جانبها، أكدت الدكتورة لين بوكر باحثة كندية في الترجمة والتكنولوجيا بجامعة لافال أن المستقبل القريب سيشهد تركيزا أكبر على دعم لغات العالم المختلفة وأوضحت: "الأدوات الحالية تخدم الإنجليزية، وخاصة الأمريكية، بشكل ممتاز، لكننا نأمل أن نرى أدوات عالية الجودة للغات أخرى، فالتنوع اللغوي ينبغي أن يكون محورا أساسيا للتطوير".

وأضافت بوكر: "الفترة القادمة ستشهد عودة لأهمية المصطلحات فبالرغم من أنها كانت دائما جزءا من تدريب المترجم، إلا أنها لم تكن في الصدارة ومع ظهور نماذج أكثر تخصصا، سيزداد الاعتماد على البيانات المهيكلة وهنا تبرز أهمية خبرة المتخصصين في المصطلحات بوصفها نوعا من هندسة المعرفة".

جودة المخرجات

كما أوضحت نورما صبيره من شركة ميموكيو لتكنولوجيا الترجمة في هنغاريا أن التطور في تكنولوجيا الترجمة لم يعد يركز فقط على سرعة المعالجة، بل أصبح يتجه نحو جودة المخرجات، موضحة: "هدفنا بدأ بزيادة السرعة ومعالجة النص والصوت والفيديو، لكن التوجه اليوم نحو الحساسية الثقافية وجودة الترجمة".

وأشارت صبيره إلى أن التعاون بين الإنسان والذكاء الاصطناعي يجب أن يبدأ منذ المراحل الأولى، قبل عملية الترجمة نفسها، من خلال تدريب النماذج وتحسين قدرتها على فهم المحتوى. وأكدت أن شركة ميموكيو تقدم حلولا مدعومة بالذكاء الاصطناعي، التي تمنح المستخدمين القدرة على ضبط سلوك النموذج وتزويده بذاكرات الترجمة والموارد الخاصة بهم لضمان إنتاج متسق يعكس خبراتهم. وقد شهدت الندوة نقاشا واسعا تناول التحولات المتوقعة في تكنولوجيا الترجمة.

فيما جاءت الندوة الثانية بعنوان "دور الترجمة في استدامة الهوية والتراث والثقافة". شارك فيها ممثلون عن ثلاث مؤسسات وطنية معنيّة بالتراث والثقافة.

ترجمة التاريخ العماني

تحدث سيف بن عبدالله الكلباني من هيئة الوثائق والمحفوظات الوطنية عن الدور المحوري للهيئة في نقل التاريخ العُماني إلى العالم من خلال الترجمة. وأوضح أن الهيئة تولي اهتماما كبيرا بالترجمة، وقد أصدرت وثائق وكتبا متعددة تعمل على ربط عمان بدول العالم. وأكد الكلباني على أهمية الدقة في عملية الترجمة، خاصة الوثائق والمستندات السياسية، مشيرا إلى أن الوثيقة تمر بعدة أقسام وخبراء لضمان دقتها قبل أن تحال إلى قسم الترجمة. كما أشار إلى تبني الهيئة للتحول الرقمي، حيث تعد الوثيقة الرقمية أسهل وأدق في التعامل والترجمة.

وأضاف الكلباني أن إصدارات الهيئة تجاوزت 40 إصدارا، وذلك بفضل التعاون مع مترجمين متخصصين من خارج المؤسسة، بالإضافة إلى استقبال متدربين من جامعة السلطان قابوس لتعزيز قدراتهم وتمكينهم في هذا المجال.

دعم الهوية العمانية

من جانبه تناول عبدالله العجمي من مركز السلطان قابوس العالي للثقافة والعلوم، جهود مركز السلطان قابوس العالي للثقافة والعلوم في دعم اللغة العربية والهوية الثقافية. حيث أوضح أن المركز أطلق العديد من المبادرات وأقام شراكات فعالة مع الجامعات، بهدف تعزيز الهوية العُمانية والحرص على الانفتاح الواعي على التنوع الثقافي العالمي.

وأكد أن من أبرز مبادرات المركز إطلاق معهد عُمان لغير الناطقين باللغة العربية، الذي تأسس عام 2012، ويستقبل طلابا من دول متعددة مؤكدا أن الهدف من المعهد يتجاوز تعليم اللغة ليشمل إثراء التجربة الثقافية للمنتسبين وتعريفهم بالثقافة العُمانية الأصيلة.

كما سلط الضوء على أهمية جائزة السلطان قابوس للثقافة والفنون والآداب ودورها في دعم وتشجيع المترجمين، مؤكدا أنها تعد أحد أهم أدوات الاستثمار الثقافي، مع الإشارة إلى وجود أساتذة مقيمين من جامعة السلطان قابوس لضمان جودة المخرجات.

أصالة وحداثة

من جهتها تحدثت موزة الوردية من متحف عُمان عبر الزمان، عن الآليات المتبعة في متحف عُمان عبر الزمان لدراسة الرموز والدلالات الثقافية. وأوضحت أن العمل يبدأ بتحليل دلالات ورموز المقتنيات كالصخور والمخطوطات ثم يتم عرضها على الزوار بطريقة مبسطة ومناسبة لجميع الفئات.

وأشارت الوردية إلى اعتماد المتحف على التقنيات الحديثة لتعزيز تجربة الزائر، بهدف نقله من المفهوم التقليدي إلى تجربة حديثة وتفاعلية. وفيما يخص الترجمة داخل المتحف، أكدت أن المتحف يعتمد على الترجمة البشرية بشكل أساسي للحفاظ على دقة الرسالة الثقافية وأصالتها، مع استخدام الذكاء الاصطناعي كأداة تعزيزية فقط.

وفي الختام، أكدت الندوة على أهمية استمرار هذه الجهود المشتركة لضمان استدامة الهوية العُمانية وتعزيز حضورها في المشهد العالمي. بالإضافة إلى ضرورة التوظيف الواعي للتكنولوجيا الحديثة، بما فيها الذكاء الاصطناعي، لتعزيز الحضور الثقافي العُماني دون المساس بأصالته.

وتحدثت الندوة الثالثة عن "دور الترجمة في تعزيز التواصل الحضاري". شارك فيها مختصون من مؤسسات وطنية معنية بالترجمة والتراث والثقافة، وذلك بالتعاون مع اللجنة الوطنية العُمانية للتربية والثقافة والعلوم، وأدار الجلسة رحمة بنت محمد الحبسية.

حفظ الذاكرة وتواصل الشعوب

استهل الجلسة المكرم الدكتور عبدالله بن سيف الغافري من جامعة نزوى -أستاذ كرسي اليونسكو لدراسات الأفلاج وعلم المياه الاجتماعي بطرح ورقته البحثية حول الدور المركزي للترجمة في التراث الثقافي، مؤكّدا على إسهامها في حفظ الذاكرة الجمعية ونقل التجارب الحضارية بين الأمم. وأشار إلى بعض التحديات التي قد يواجهها المترجم عند التعامل مع المفردات التراثية ذات الدلالات المعقّدة، كعدم فهم المصطلح بدقة أو اللجوء إلى النقل الصوتي دون مراعاة السياق الثقافي، مما قد يؤدي إلى فقدان الرسالة الأصلية.

حضور ثقافي وشراكات دولية

من جانبها، قدمت الدكتورة هدى بنت مبارك الدايرية من اللجنة الوطنية العُمانية للتربية والثقافة والعلوم، عرضا حول الدور الثقافي للجنة الوطنية العُمانية للتربية والثقافة والعلوم. واستهلت حديثها بالتعريف برسالة اللجنة ورؤيتها وأهدافها، مؤكدة على التعاون الوثيق مع منظمة اليونسكو باعتبارها الشريك الأهم في تنفيذ البرامج الثقافية. كما أبرزت تسجيل تسع شخصيات عمانية في المنظمة، بالإضافة إلى الإصدارات والإنجازات التي حققتها اللجنة في مجالات الثقافة والتراث، ودورها في دعم الجهود الوطنية المرتبطة بالترجمة والتعليم.

تحديات التقنية في نقل الثقافات

كما ناقشت الأستاذة عزّة بنت يوسف المعينية من المتحف الوطني أبرز تحديات الترجمة الرقمية، مبيّنة أن التطور التكنولوجي المتسارع يحمل فرصا كبيرة لكنه يفرض تحديات تتعلق بدقة نقل المفاهيم الثقافية عبر المنصات الرقمية. وأوضحت أن الاعتماد المتزايد على أدوات الذكاء الاصطناعي يستدعي وجود مراجعة بشرية واعية لضمان صحة المحتوى الثقافي ودقته.

استراتيجيات ترجمة تحافظ على الأصالة

وقدمت هند بنت سعيد الحراصية من متحف عمان عبر الزمان عرضها الذي تناولت فيه ترجمة المصطلحات الثقافية والأمثال الشعبية العمانية، مستعرضة ثلاث استراتيجيات يعتمدها المتحف الوطني كنماذج عملية، وهي: الترجمة الشارحة والترجمة الوظيفية والترجمة السياقية وأكدت أن أبرز الإشكاليات تتمثل في أن العديد من المصطلحات العمانية تحمل دلالات متشابكة ومتداخلة، ما يجعل ترجمتها إلى لغات أخرى عملية دقيقة تتطلب فهما عميقا للسياق الثقافي والاجتماعي.

وفي ختام الجلسة، أكد المشاركون على أهمية استمرار الجهود المشتركة بين المؤسسات الثقافية والأكاديمية بهدف تعزيز حضور الثقافة العمانية عالميا، وضمان نقل التراث والهوية بأسلوب يعكس أصالتهما. كما شددوا على ضرورة التوظيف الواعي للتقنيات الحديثة، بما في ذلك الذكاء الاصطناعي، بحيث تخدم العملية الترجمية دون التأثير على المعنى الثقافي أو القيمة التراثية للنصوص.

وتأتي هذه الندوات ضمن فعاليات المؤتمر الدولي الثامن للجمعية الذي يسلط الضوء على التطورات الراهنة في دراسات الترجمة وآفاقها المستقبلية ويجمع نخبة من الخبراء والباحثين لمناقشة أحدث الاتجاهات في هذا المجال.

مقالات مشابهة

  • أحمد حسن يوضح أسباب غياب إمام عاشور وناصر ماهر عن كأس العرب
  • كواليس غياب إمام عاشور وناصر ماهر عن منتخب مصر في كأس العرب
  • أحمد حسن يكشف أسباب غياب إمام عاشور وناصر ماهر عن كأس العرب
  • بين السياسة والدهاء.. أسرار علي ماهر باشا في إدارة مصر
  • أحمد زيور باشا.. الحاكم الذي جمع القوة والعقل والإنسانية
  • مؤتمر الترجمة الدولي يجسد التواصل الحضاري واستدامة الهوية والثقافة
  • الوطنية : التنسيق مع الأمن لإزالة نقاط حشد ناخبين بالطالبية والعمرانية
  • ورشة عمل دولية متقدمة في مناظير الجهاز الهضمي والذكاء الاصطناعي بمستشفى أحمد ماهر التعليمي
  • ورشة عمل دولية في مناظير الجهاز الهضمي والذكاء الاصطناعي بمستشفى أحمد ماهر التعليمي
  • الوزراء يدرج عددا من مواقف السيرفيس كمشروعات قومية