ماذا تريد “إسرائيل” من سوريا؟ عراق محاطٌ بالأعداء..!!
تاريخ النشر: 17th, March 2025 GMT
غيث العبيدي
بعد ساعات من سقوط سوريا بيد هيئة تحرير الشام، والتنظيمات الإجرامية الأُخرى المتحالفة معها، استباحت “إسرائيل” الأجواء السورية في أوضاع غير ممنوعة، وهجمات جوية واسعة، للقضاء على كامل القدرات العسكرية للدولة السورية، وتوغلوا حربًا في الجنوب السوري؛ بهَدفِ إنشاء منطقة عازلة ومنزوعة السلاح هناك، ولحماية «الأقلية الدرزية» في سوريا، حتى وصلوا جبل الشيخ ومدينة القصير، بعد ارتفاع الأحداث العسكرية، واستقروا فيها لحد هذه اللحظة، هذا ولم تحرّر الحكومة الجديدة نَصًّا داخليًّا، يمنع “إسرائيل” من القيام بذلك، ولم تجتمع كلمة الحكومة السورية الجديدة بقيادة الجولاني، على أن تشكو تل أبيب في المؤسّسات الأممية، بما أنها غير قادرة على مواجهتهم عسكريًّا، وجعلها استراتيجية نهائية حاسمة، لتدويل الاحتلال، وجعله تحت الإشراف الدولي، وكأن الجنوب السوري أرض ليست لسورية، ولا تعني لهم شيئًا إطلاقًا، ورفع العلم الإسرائيلي فوق الأراضي السورية، أمراً تراه الحكومة السورية الجديدة لا يضر، وقد يتكرّر في مناطق أُخرى من البلاد.
ورغم أن الإدارة الحكومية الجديدة في سوريا، قالت مرارًا وتكرارًا إنها لا ولن تشكل أي خطر أمني على الأمن القومي الإسرائيلي، إلَّا أن إدارة الكيان المحتلّ تصر على حماية الدروز من الإدارة السورية الجديدة، وكأنها تريد أن ترسل رسائل للعالم أجمع بأن التخلي عن الدروز في سورية ليس بالأمر السهل!!
فيا ترى ماذا تريد “إسرائيل” من دروز سوريا؟
وماذا تريد أن تصنع منهم؟
وما هي الخاصية الدرزية النافعة التي تراها “إسرائيل” فيهم؟
▪ الرؤية الإسرائيلية في سوريا:
???? خطة العمل.
الرؤية المستقبلية التي تضعها “إسرائيل” في سوريا بصورة أهداف استراتيجية مستقبلية، يمكن أن تصل إليها لاحقًا، ويمكن ربطها بأشخاص أَو جماعات أَو ميلشيات مرتبطة بـ”إسرائيل” بشكل أَو بآخر، ومن الممكن جِـدًّا أن تتبعها الإدارة الصهيونية لتصنع منها أجنحة مسلحة، لتصل بها إلى أبعد من سوريا، كالعراق مثلا أَو لبنان، ومن تلك الجماعات المرشحة للارتباط بـ”إسرائيل”، والتي لديها امتداد في العراق ولبنان هم الدروز، والشركس والأكراد، ومثلما تدخلت إيران لحماية الشيعة في سوريا، وتدخلت تركيا لحماية الأكراد، فمن المؤكّـد أن يقع الدروز على رأس تلك الجماعات التي ستعمل “إسرائيل” على وضع حماية لهم في عموم سوريا، وأول ما تفكر به هو صناعة أجنحة مسلحة منهم، وتستعد لهذا التحول لمراكمة نقاط قوتها في سوريا، ولتعمل على زعزعة استقرار العراق ولبنان، مستقبلًا، وخَاصَّة أن الحكومة الصهيونية صادقت على خطة عمل غير مسبوقة لمساعدة كُـلّ من الدروز والشركس، والسماح لهم بالعمل في الداخل الإسرائيلي.
▪ خاصية الطائفة الدرزية في سوريا:
من أهم خواص الطائفة الدرزية في سوريا، أن لها ارتباطًا جوهريًّا بدروز “إسرائيل”، ومن المعروف أن دروز “إسرائيل” شديدو الولاء للكيان الصهيوني، وعلى هذا الأَسَاس ستلعب “إسرائيل” بدروز سوريا بواسطة دروز “إسرائيل” كيفما تشاء، وسيستجيبون لتلك الاستراتيجية نسبيًّا، حتى يتمكّنوا منها لاحقاً، بعلم وموافقة وقبول الحكومة السورية الجديدة، لانسجام وتوافق المصلحة السورية والإسرائيلية، في زعزعة استقرار العراق ولبنان من الداخل، وبهذا يكون العراق كما هو لبنان، محاطاً بالأعداء من جميع الجهات إلَّا ما رحم ربي.
المصدر: يمانيون
كلمات دلالية: السوریة الجدیدة فی سوریا
إقرأ أيضاً:
فيدان: رصدنا تحركات انفصالية في سوريا ونساعد الحكومة على بناء جيشها
كشف وزير الخارجية التركي هاكان فيدان، أن بلاده رصدت تحركات في سوريا بعد الصراع الذي جرى بين عشائر البدو والدروز بمحافظة السويداء جنوب البلاد، ما دفعها إلى إطلاق تحذير للأطراف الانفصالية، مؤكدا أهمية سوريا بالنسبة للأمن القومي التركي.
وأشار فيدان، في لقاء تلفزيوني أمس الجمعة، لـ قناة "إن تي في" التركية المحلية، إلى أنّ تركيا حذرت من أنها ستتدخل لمنع تقسيم سوريا بعد رصدها استغلال مجموعات ما جرى في السويداء، قائلا: "وجب علينا إطلاق تحذير وفعلنا، لأننا نريد وحدة سوريا وسلامتها".
ولفت فيدان إلى أن تركيا ودول عدة أكدت مرات عدة على ضرورة احترام الحكومة السورية هوية كافة أطياف الشعب ومراعاة حقوقهم، مبينا أنه لا يجب لأي جهة أن تحمل السلاح خارج سلطة الدولة.
وأضاف أن تركيا بعثت الرسائل نفسها إلى إسرائيل عبر قنوات استخبارية ومحادثات مع محاورين آخرين، مشيرا الى أنه "لا يجوز لأحد المساس بسلامة أراضي سوريا ولا ينبغي أن تُشكل تهديدا لأي دولة في منطقتها، ولا ينبغي لأي دولة أن تُشكل تهديدا لها".
وعن الاشتباكات التي اندلعت في السويداء في 13 يوليو/تموز، قال فيدان "بصراحة، نرى أن إسرائيل تعرقل جهود الحكومة المركزية للتدخل بشكل محايد في الصراع بين البدو والدروز. وكان اعتراضنا الإستراتيجي على ذلك على وجه الخصوص".
وفي 13 يوليو/تموز الجاري، اندلعت اشتباكات مسلحة بين عشائر بدوية ومجموعات درزية بالسويداء، أعقبتها تحركات للقوات الحكومية نحو المنطقة لفرض الأمن، لكنها تعرضت لهجمات من مجموعات درزية مسلحة خارجة على القانون أسفرت عن مقتل عشرات الجنود.
وأوضح الوزير التركي، أن الرئيس السوري أحمد الشرع طبّق سياسة شاملة تجاوزت التوقعات، مؤكدا ضرورة عدم انحياز الحكومة المركزية لأي طرف في النزاعات المحتملة بين الجماعات، بل عليها التدخل، ومعاقبة المسؤولين عند ثبوت تورطهم.
إعلانوأشار إلى أنّ سوريا تشهد انطلاق عملية بدعم من تركيا ودول المنطقة والاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة، مضيفا "كنا نرى دائمًا أن هناك جهات يمكن أن تستفيد من تقسيم سوريا، ومن عدم استقرارها، ومن عدم تعافيها، وأنهم يرغبون في أن تظل سوريا تتخبط في حفرة اليأس والإحباط والسلبية".
ولفت فيدان، إلى أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، صرح أنه ليس لديه رأي إيجابي للغاية بشأن استقرار سوريا.
وفي إطار مساعيها لاحتواء الأزمة، أعلنت الحكومة السورية 4 اتفاقات لوقف إطلاق النار بالسويداء، كان آخرها في 19 يوليو/تموز الجاري.
ولم تصمد اتفاقات وقف إطلاق النار الثلاثة الأولى طويلا، إذ تجددت الاشتباكات يوم 18 يوليو/تموز، إثر قيام مجموعة تابعة لحكمت الهجري، وهو أحد مشايخ عقل الدروز في السويداء، بتهجير عدد من أبناء عشائر البدو وممارسة الانتهاكات عليهم.
واستغلت إسرائيل الاضطرابات في السويداء، وصعدت عدوانها على سوريا، حيث شنت غارات مكثفة على 4 محافظات، تضمنت مقر هيئة الأركان ومحيط القصر الرئاسي في دمشق.
الاتفاق مع الكردوعن توقيع الرئيس أحمد الشرع وقائد قوات سوريا الديمقراطية "قسد" مظلوم عبدي اتفاقا في 10 مارس/آذار الماضي أكد وزير الخارجية التركي أن بلاده تنتظر تنفيذ الاتفاق.
وقال "نريد أن يسير الأمر في أجواء إيجابية. نريد أن يخطو الأكراد خطوة نحو سوريا جديدة، يشعر فيها الجميع بالمساواة، دون سفك دماء أو معاناة، وتُصان فيها هويتهم وحقوقهم، وخاصة ممتلكاتهم ومواطنتهم وثقافتهم".
وفي 10 مارس/آذار الماضي، وقّع الرئيس الشرع، ومظلوم عبدي، اتفاقا لدمج المؤسسات المدنية والعسكرية في شمال شرقي سوريا ضمن إدارة الدولة، بما فيها المعابر الحدودية والمطار وحقول النفط والغاز، وتأكيد وحدة أراضي سوريا، ورفض التقسيم.
التعاون الدفاعيوعن التعاون المحتمل بين تركيا وسوريا في مجال الدفاع، أوضح فيدان أنه "لا يوجد شيء أكثر طبيعية من التعاون بين البلدين في مجال الدفاع، وخاصة في مكافحة الإرهاب"، وأكد أن سوريا تحتاج إلى دعم ومساعدة فنية جدية في إعادة هيكلة مؤسسات الدولة الأساسية، وخاصة القوات المسلحة.
وأشار فيدان إلى أنه من غير الممكن توفير الأمن والنظام والخدمات إذا لم يتم إعادة هيكلة مؤسسات الدولة في سوريا، وقال إن هناك مشكلات في الصحة، والتعليم والنقل والطاقة وأن أنقرة تسعى، بالتعاون مع دول المنطقة، إلى معالجتها شيئا فشيئا.
وأضاف الوزير التركي، على القوات المسلحة السورية الوصول إلى مستوى معين من القدرة في مرحلة ما لحماية حدودها، ومحاربة تنظيم الدولة الإسلامية، ومكافحة الإرهاب، ومنع التهديدات الأخرى في المنطقة؟
والأربعاء أعلنت وزارة الدفاع التركية، أن الحكومة السورية طلبت دعما رسميا من أنقرة لتعزيز قدراتها الدفاعية ومكافحة التنظيمات الإرهابية وعلى رأسها تنظيم الدولة.