رجل في الأخبار: زعيم الحوثيين يواجه أمريكا بالتحدي
تاريخ النشر: 17th, March 2025 GMT
17 مارس، 2025
بغداد/المسلة: يتزعم عبد الملك الحوثي المقاتلين الحوثيين في اليمن الذين أثارت هجماتهم على السفن في البحر الأحمر ضربات عسكرية أمريكية، وعرف بأنه أبرز حليف عربي لإيران وشوكة لا تزال باقية في خاصرة إسرائيل بعد مقتل الكثير من أعدائها العام الماضي.
و قاد الحوثي، وهو في العقد الخامس من العمر، الجماعة على مدار 10 سنوات في حرب ضد تحالف قوي بقيادة السعودية، كما خاض صراعا مع إسرائيل معلنا التضامن مع الفلسطينيين في غزة بعد هجوم حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) على جنوب إسرائيل في السابع من أكتوبر تشرين الأول 2023.
وبعد أسابيع من الهدوء النسبي في ممرات الشحن في البحر الأحمر بالتزامن مع دخول اتفاق وقف إطلاق النار حيز التنفيذ في قطاع غزة، حذر الحوثيون في 12 مارس آذار من أنهم سيستأنفون العمليات ضد إسرائيل إذا استمرت في منع دخول المساعدات والإمدادات لقطاع غزة.
وفي كلمة مصورة ظهر الحوثي وهو يضع خنجرا يمنيا تقليديا في حزامه ووصف حصار إسرائيل لغزة بأنه جريمة ضد الإنسانية لا يمكن تجاهلها، واتهم الدول العربية بالتقاعس.
وبقى الحوثي، الذي اشتهر بأنه شخصية غامضة تتمتع بقوة قيادية، صامدا على الرغم من الرد العسكري الأمريكي على هجمات الحوثيين على السفن والضربات الإسرائيلية لحلفاء الجماعة المتحالفة مع إيران.
وشملت هذه الضربات مقتل زعيم جماعة حزب الله اللبنانية حسن نصر الله العام الماضي وزعيم حماس إسماعيل هنية وكذلك يحيى السنوار أحد مدبري هجوم حماس في السابع من أكتوبر تشرين الأول 2023.
وقال مهند الحاج علي من مركز كارنيجي للشرق الأوسط “أصبحت جماعة الحوثي الآن العضو العربي الأبرز في المحور الذي تقوده إيران، بعد هزيمة حزب الله. إنهم يملأون مكان نصر الله في الدفاع عن غزة”.
وأضاف “دعم غزة هو عمل يحظى بشعبية داخل اليمن. لقد تعرضوا (الحوثيون) للقصف منذ أشهر من جانب الولايات المتحدة، وقبل ذلك لسنوات من جانب السعودية، لذا فهم يتمتعون بقدرة كبيرة على الصمود”.
وفي فبراير شباط هدد الحوثي بعمل عسكري إذا سعت الولايات المتحدة وإسرائيل إلى تهجير الفلسطينيين من غزة، ووصف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بالمجرم.
وشملت سلسلة من الضربات الأمريكية ضد أهداف حوثية في اليمن يوم السبت مدينة ضحيان في صعدة، حيث يلتقي الحوثي بزواره عادة. ومع ذلك، فإن من النادر أن يبقى زعيم الحوثيين طويلا في مكان واحد، كما أنه لا يعقد أي لقاءات إعلامية وهو معروف بالتردد الشديد في الظهور علنا.
ورفع الحوثي عدد مقاتلي الجبال الحوثيين ليصل إلى عشرات الآلاف، وبنى ترسانة أسلحة متطورة بشكل متزايد تشمل طائرات مسيرة وصواريخ باليستية.
واندلعت الحرب الأهلية في اليمن في أواخر عام 2014 عندما سيطر الحوثيون على العاصمة صنعاء. ونظرا للقلق من تنامي نفوذ إيران على حدودها، قادت السعودية تحالفا مدعوما من الغرب في مارس آذار 2015 لدعم الحكومة اليمنية.
وسيطر الحوثيون على معظم شمال البلاد ومناطق سكنية كبيرة أخرى، بينما اتخذت الحكومة المعترف بها دوليا من مدينة عدن الساحلية مقرا.
وأسفرت الحرب عن مقتل عشرات الآلاف وتدمير اقتصاد اليمن ومعاناة الملايين من الجوع، لكنها هدأت منذ وقف إطلاق النار عام 2022.
وشهد الصراع في أشد مراحله هجمات للحوثيين على السعودية. وفي يناير كانون الثاني 2022، شنت الجماعة أيضا هجوما صاروخيا على الإمارات.
وفي كلمة عام 2022، قال الحوثي إن هدفه هو التمكن من ضرب أي هدف في السعودية أو الإمارات، وكلاهما من كبار منتجي النفط في منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) وتعتبران إيران والجماعات المتحالفة معها تهديدات أمنية رئيسية في الشرق الأوسط وخارجه.
وأوقف الحوثيون مثل هذه الهجمات منذ وقف إطلاق النار. لكن عملية السلام في اليمن تعثرت وسط حرب غزة وهجمات البحر الأحمر.
وقال مصدر مطلع إنه منذ بداية الحرب، التي يُنظر إليها على نطاق واسع على أنها صراع بالوكالة بين الرياض وطهران، لم يلتق المسؤولون الأجانب الذين تعاملوا مع الحركة بالحوثي شخصيا.
وطُلب من كثيرين رغبوا في مقابلته السفر إلى معقل الحوثيين في صنعاء، حيث تنقلهم قافلة أمنية إلى منازل آمنة ويخضعون لعمليات تفتيش قبل نقلهم إلى غرفة يظهر فيها الحوثي فقط عبر شاشة.
وتشكلت حركة الحوثي للقتال من أجل مصالح الشيعة الزيدية، وهي طائفة أقلية حكمت مملكة استمرت ألف عام في اليمن حتى عام 1962، لكنها شعرت بالتهديد بصورة تدريجية في حكم علي عبد الله صالح خلال الفترة من 1990 إلى 2012.
وينفي الحوثيون التبعية لطهران، ويقولون إنهم يحاربون نظاما فاسدا وعدوانا إقليميا. وتتهم السعودية وحلفاؤها إيران بتسليح الجماعة وتدريبها، وهو ما تنفيه طهران.
وفي أواخر 2017، اغتال الحوثيون الرئيس السابق صالح في كمين بعد أن غير موقفه في الحرب. وأسسوا دولة عسكرية لإحكام قبضتهم.
وفي خطب وكلمات مسجلة يؤكد الحوثي، الذي ينسب نفسه إلى النبي محمد، أن حركته تتعرض لحصار كامل بسبب دينها.
وقال في إحدى خطبه إنه ينبغي التركيز على الحفاظ على الانتماء والهوية الإسلامية، وندد بما أسماها “الحرب الناعمة” التي قال إنها “تهدف إلى السيطرة على الأمة في مختلف المجالات”.
المسلة – متابعة – وكالات
النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.
About Post Author AdminSee author's posts
المصدر: المسلة
كلمات دلالية: فی الیمن
إقرأ أيضاً:
مجلة أمريكية: إسرائيل لا تمتلك ورقة رابحة ضد الحوثيين سوى قصف ما تبقى من بنية تحتية في اليمن (ترجمة خاصة)
قالت مجلة "فوربس" الأمريكية إن إسرائيل لا تمتلك أي ورقة رابحة ضد الحوثيين تُضاهي في أهميتها عملية النداء ضد حزب الله في لبنان.
وأضافت المجلة أن تحليل لها ترجمه للعربية "الموقع بوست" إن إسرائيل لا يبدو أنها تملك أي وسيلة أخرى للرد على هجمات الحوثيين الصاروخية وهجمات الطائرات المسيرة سوى قصف أهداف ثابتة تُشكّل جزءًا من البنية التحتية اليمنية التي تسيطر عليها الجماعة.
في الوقت الحالي، رجحت المجلة أن تكتفي إسرائيل بإرسال طائراتها المقاتلة مئات الأميال كل بضعة أسابيع لضرب ما تبقى من البنية التحتية الاقتصادية في المناطق الفقيرة التي يسيطر عليها الحوثيون في اليمن.
وقالت المجلة "من المحتمل أنه إذا فشلت الضربات الانتقامية المتكررة لإسرائيل على اليمن في ردع الحوثيين، وهو أمر يبدو مرجحًا، فقد تميل إسرائيل أكثر إلى إصدار أوامر لسلاحها الجوي بالتحليق لمسافة مماثلة لمهاجمة إيران الداعم الرئيسي للجماعة".
وذكرت أن إسرائيل نفذت غاراتها الجوية الأخيرة على مطار صنعاء الدولي في اليمن يوم الأربعاء، وهي ثاني غارة بعيدة المدى تستهدف البنية التحتية التي يسيطر عليها الحوثيون منذ أن أنهت الولايات المتحدة حملتها الجوية التي استمرت شهرين ضد الجماعة في أوائل مايو.
وحسب المجلة الأمريكية فإن هذه الضربات تُذكّر بأن إسرائيل تواجه الحوثيين بمفردها مجددًا، ويبدو أنها لا تملك أي وسيلة أخرى للرد على الجماعة على هجماتها الصاروخية والطائرات المسيرة سوى قصف أهداف ثابتة تُشكل جزءًا من البنية التحتية اليمنية التي يسيطر عليها الحوثيون.
وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بعد غارة الأربعاء: "نعمل وفق مبدأ بسيط: من يؤذينا سنؤذيه. من لا يفهم هذا بالقوة سيفهمه بمزيد من القوة".
في أعقاب الغارات الجوية الإسرائيلية على الحديدة والصليف في 16 مايو/أيار، هدد وزير الدفاع الإسرائيلي كاتس بقتل زعيم الحوثيين عبد الملك الحوثي إذا استمرت جماعته في استهداف إسرائيل.
وقال خبراء، نقلاً عن صحيفة فاينانشيال تايمز، إنهم يعتقدون أنه محتجز في معقل الحوثيين في صعدة، في أقصى شمال اليمن الجبلي، حيث لا يستطيع الوصول إليه إلا السكان المحليون الموثوق بهم.
وذكر كاتس تحديدًا زعيم حزب الله الراحل، حسن نصر الله، عند تهديده لزعيم الحوثيين. اغتالت إسرائيل زعيم حزب الله المخضرم في مخبأه ببيروت في سبتمبر/أيلول 2024، عقب تفجيرها آلاف أجهزة النداء المفخخة التابعة لحزب الله، والتي أسفرت عن إصابة ومقتل عدد من أعضاء الجماعة، وشلّت قيادتها وسيطرتها. قبل تلك العملية السرية والحملة الجوية الإسرائيلية المدمرة المصاحبة لها، كان حزب الله يُشكّل التهديد الاستراتيجي الرئيسي لإسرائيل، نظرًا لترسانته الهائلة من الصواريخ والقذائف أرض-أرض، التي كانت على أعتابها مباشرة، والموجهة إلى مدنها الرئيسية وبنيتها التحتية.
تضيف "فوربس" إنه في حين استشهد كاتس بسلسلة هزائم حزب الله الاستراتيجية، إلا أنه من غير الواضح ما إذا كانت إسرائيل قادرة على تكرارها ضد الحوثيين. على سبيل المثال، وعلى عكس حزب الله، تمتلك إسرائيل معلومات استخباراتية أقل بكثير عن الحوثيين، وعليها محاربتهم على مسافات أبعد بكثير.
وختمت المجلة الأمريكية تحليلها بالقول إن "اليمن منطقة جغرافية مختلفة تمامًا عن منطقة حزب الله في شمال إسرائيل القريب. ونظرًا للمسافات الأكبر والتضاريس المختلفة، لا تستطيع إسرائيل نشر المدرعات والقوات كما تفعل في لبنان أو غزة. ولا يُعرف أنها شنت أي غارات كوماندوز في اليمن. ومن غير المعروف أيضًا ما إذا كانت إسرائيل قد نفذت أي عمليات سرية كبيرة في اليمن أم لا".