الأسواق الشعبية.. تستحضر أجواء رمضان «لوّل»
تاريخ النشر: 17th, March 2025 GMT
لكبيرة التونسي (أبوظبي)
ضمن أجواء تحاكي ماضي الأجداد العريق، تشهد الأسواق القديمة في الإمارات، إقبالاً كبيراً بمناسبة الشهر الفضيل، حيث توفر خيارات متنوعة من المنتجات التراثية، منها التمور والعطور والبخور والأزياء الشعبية والبهارات والأكسسوارات، وغيرها من المواد التي يحتاج إليها الزوار خلال هذه الأيام المباركة.
محاكاة الماضي
تستقطب الأسواق القديمة جماهير عديدة للاستمتاع بأنشطتها المتنوعة، وخوض تجارب تفاعلية ممتعة للتعرف على ما تكتنزه من منتجات شعبية، وبعضاً من مكونات الحياة الإماراتية القديمة، حيث تعرض دكاكين السوق الشعبي المنتجات التقليدية التي تمت صناعتها يدوياً لتحاكي الماضي العريق، والتي كانت تعمل بها الجدات والأمهات اللاتي أبدعن في صناعة منتجات يدوية بشكل متقن، وأورثنها للأجيال، ومنها منتجات الخوص والتلي والعطور والبخور وغيرها.
تراث أصيل
تعبق الأسواق الشعبية برائحة البخور والعطور، حيث يجد الزائر نفسه أمام تجربة تسوق أصيلة، من الحلويات والبهارات المصنوعة يدوياً، والمطرزات والعسل ومواد التجميل والعطور، وأدوات كانت تستعمل في السابق كالراديو القديم والأكسسوارات والمنسوجات وكل ما يعود إلى زمن الأجداد، حيث يقبل الزوار على هذه المقتنيات التراثية لتزيين زوايا البيت، إذ تحرص الأسر على تصميم ركن تراثي لاستقبال الضيوف خلال رمضان، وخوض تجربة تستحضر روح الشهر الفضيل، وتحتفي بالعادات والتقاليد ضمن أجواء تراثية أصيلة.
تحف وديكورات
قالت فاطمة المحيربي، صاحبة علامة «المرزاب»، والتي تعرض مجموعة من الأدوات التراثية من ديكورات شعبية وسراريد ودلال وتحف تراثية قديمة، إن الأسواق التراثية توفر خيارات كبيرة من المنتجات الرمضانية، من مخللات وبهارات وقهوة وعطور وبخور وديكورات، حيث إن الكثير بات يحرص، خلال رمضان، على استحضار إرث الأجداد في ركن من زوايا بيته، استعداداً للمّات العائلية وتجمعات الأصدقاء، فهناك من يرغب في استئجار التحف التقليدية القديمة، مثل الكرخانة والراديو القديم، وغيرها من الأدوات لتزيين البيت خلال هذه الاحتفالية، إضافة إلى شراء المشغولات اليدوية، ودلال القهوة، والأواني، والدخون، والعطور، والملابس التراثية، والبهارات، والقهوة الإماراتية، والأكسسوارات، والشيلة، والعباءة، والمنتجات الطبيعية والتمور، وأطقم الضيافة المتنوعة، والمفارش، والحلوى وغيرها.
منصة تراثية
تشكل الأسواق القديمة في الإمارات بشكل عام وفي أبوظبي بشكل خاص، منصة لجميع المنتجات التراثية من سمن وبهارات ومشغولات يدوية تعزز عناصر التراث والماضي الأصيل، مثل البرقع الإماراتي، والمداخن الفواحة، والحقائب المزينة بالخرز والخيوط المزركشة، ودلال القهوة والشاي التي تمت صناعتها ونقشها يدوياً بشكل يعكس الطابع التراثي والذهب والثوب الإماراتي والكندورة والعباية والهدايا، وغيرها.
خيارات كثيرة
من هذه الأسواق التي تستقبل الزوار في الشهر الكريم وتوفر خيارات كثيرة تناسب أجواء رمضان «سوق الوثبة» ب«مهرجان الشيخ زايد» المتواصل حتى نهاية الشهر الفضيل، والذي يعبق بروائح الدخون والعطور والمخمرية، التي تعتبر واحدة من أهم المستحضرات التجميلية الآمنة والخالية من المواد الكيميائية، والذهب والشيلة المنقدة والبهارات والعسل والأزياء التراثية، إلى ذلك قالت خديجة الطنيجي صاحبة علامة «المرتعشة» والمشاركة في السوق، إنه يوفر جميع الأدوات التي يبحث عنها الزائر والتي تناسب شهر رمضان الفضيل، من بهارات وسمن وعطور وبخور وملابس تراثية، والتي تشهد إقبالاً كبيراً، وتتمتع بأجواء وطقوس وعادات وتقاليد أصيلة.
سوق الوثبة
أوضحت عائشة الكعبي، إحدى المشاركات بمنتجات من الذهب والثياب والملابس التراثية في سوق الوثبة بـ«مهرجان الشيخ زايد»، أن رمضان يشكل فرصة للاعتزاز بالتراث الشعبي، حيث يستحضر الجميع روح الماضي من أكلات شعبية وأزياء تراثية وغيرها من المستلزمات، حيث نوفر كل ما يطلبه الزوار في مكان واحد. وأضافت: نحاول أن نبرز جانباً من مظاهر حياة الأجداد، والحرص على ترسيخ العادات والتقاليد المتأصلة في المجتمع، مشيرة إلى أن سوق الوثبة يوفر جميع مستلزمات الشهر الفضيل والعديد من الأقمشة والملابس والشيلة والعباءة وأطقم الضيافة التراثية، وغيرها.
المصدر: صحيفة الاتحاد
كلمات دلالية: الأسواق الشعبية رمضان التراث التراث الإماراتي الإمارات الشهر الفضیل
إقرأ أيضاً:
المقاومة الشعبية السودانية إلى أين يجب أن تتجه
(1) بعد انتكاسة المسلمين في غزوة أحد بعد أن نزل الرماة من الجبل طلبا للغنيمة أراد بعض قادة قريش اقتحام المدينة والقضاء المبرم على العصبة الاسلامية ورغم رفض أبوسفيان للفكرة لتثبيت رمزية الانتصار ، إلا أن النبي القائد أصدر تعليماته للجيش الاسلامي المثخن بالجراح بالخروج لمنازلة جيش مكة وعسكر في حمراء الاسد ثلاثة أيام ثم عاد الجيش عزيزا إلى المدينة . كذلك بعد انفضاض جيش الاحزاب وفك الحصار عن المدينة عاد النبي صلى الله عليه وسلم الى داره وبدأ في خلع السلاح ولامة الحرب وجاءه جبريل وقال له إن الملائكة لم تضع أسلحتها ثم أشار اليه بقتال يهود بني قريظة الذين نقضوا عهد وثيقة المدينة وتآمروا مع الاحزاب ضد المسلمين ، ونادى المنادي من كان يؤمن بالله واليوم الاخر فلا يصلين العصر إلا في بني قريظة . عبرة هذه القصص تنم على ضرورة وحدة وتلاحم الجبهة الداخلية ، واستمرار حالة التعبئة العامة ورفع الجاهزية عند منازلة العدو في المعارك الوجودية حتى استئصال شافته وإزالة مخاطره.
(2)
إن فكرة المقاومة الشعبية أو المجتمع القائد بكل أبعادها الدعوية والسياسية والعسكرية والثقافية والاقتصادية هي الاصل في الرسالة المحمدية وهكذا كان دأب النبي صلى الله عليه وسلم في استنهاض طاقات المجتمع ، من يشتري الدار المجاورة للمسجد وله الجنة ، ومن يشتري بئر رومة وله الجنة، ومن يجهز جيش العسرة وله الجنة ، وأبوبكر وعبد الرحمن بن عوف كانا يبذلان الأموال والسلع الاستهلاكية لكل مجتمع المدينة عند الشدة ،فالمقاتل كان يجهز ذاته من خيله ورجله وسلاحه وزاده من ماله الخاص ويناجز الاعداء حتى يسقط شهيدا وربح البيع. هكذا كانت دولة الاسلام الأولى متماثلة القوة والعظمة في بنيتها المؤسسية والمجتمعية.
(3)
ثمة حالة من الاسترخاء والكمون اعترى المقاومة الشعبية مع استمرار تدفق دعم المجرم محمد بن زايد للمليشيا الارهابية بالمال والسلاح والمرتزقة، ومغازلة المرتزق حميدتي لمصر، ورسائله التخديرية لفت عضد وتلاحم الجبهة الداخلية المناصرة لمعركة الكرامة ، مع توالي الضغوط الإقليمية والدولية على القيادة السودانية بضرورة ابرام تسوية سياسية تعيد إنتاج وتدوير المليشيا المجرمة في المشهد السياسي .
إزاء هذه التطورات لابد من يقظة المقاومة الشعبية السودانية وتثبيت توجهاتها في معركة الكرامة وفي مرحلة ما بعد المعركة. ولعل أبرز هذه التوجهات هي ضرورة استمرار حالة التدريب والتسليح وسط كل قطاعات الشعب السوداني . وضرورة تكامل دور المقاومة الشعبية من تحرير الأرض من دنس المليشيا الارهابية الى إعادة الاعمار والخدمات .
إن التمويل المالي واللوجستي لمشاريع المقاومة الشعبية من تحرير الأرض إلى إعادة الاعمار يجب أن يكون من كل قطاعات المجتمع السوداني في الداخل والخارج. إن المقاومة الشعبية هي تجسيد وتمثيل لإرادة المجتمع السوداني بكل تنوعه الجغرافي والديني والاثني والفكري، والسياسي .
(4)
إن أدبيات المقاومة الشعبية في استثارة الحماسة والتعبئة واستنهاض طاقات المجتمع يجب أن تكون نابعة من التراث الثقافي والفني وقصص الملاحم والبطولات السودانية دون تحيزات ايديولوجية أحادية. إن الثابت الاستراتيجي للمقاومة الشعبية في معركة الكرامة هو القضاء الناجز على مليشيا آل دقلو الارهابية إما في الميدان أو التفاوض على الاستسلام ، وكذلك محاكمة كل قيادات القوى السياسية المدنية الداعمة للمليشيا وهذا الثابت خط أحمر غير قابل للاختراق بمساومات تعيد إنتاج المليشيا المجرمة وجناحها السياسي(تحالف صمود/ تأسيس)
(5)
إن المقاومة الشعبية يجب أن تكون نواة الاحتياط للجيش السوداني وتعمل تحت قيادة وإمرة الجيش . إن المقاومة الشعبية يجب أن تكون داعمة لقضايا البناء الوطني والوفاق والسلام والوحدة، والتحول الديمقراطي المستدام.
صفوة القول إن المقاومة الشعبية يجب أن تكون النواة الصلبة لترسيخ فكرة وثقافة المجتمع القائد لمشروع النهضة السودانية بكل أبعاده السياسية والاقتصادية والثقافية والاجتماعية.
عثمان جلال
السبت: 2025/6/28
إنضم لقناة النيلين على واتساب