لجريدة عمان:
2025-12-14@10:01:38 GMT

الأحرار لا يسقطون أبدا

تاريخ النشر: 18th, March 2025 GMT

الأحرار لا يسقطون أبدا

لم تفاجئ إسرائيل العالم بعودتها لجرائم الإبادة في قطاع غزة، فلا عهد لها ولا ذمة وهذا ثابت في يقين الجميع شرق هذا العالم وغربه، ومنذ سنين طويلة جدا، لكنّ الفلسطينيين وحدهم من يدفع ثمن لعبة الموت التي يلعبها نتنياهو المدعوم بالمطلق من الرئيس الأمريكي الجديد ترامب في إصرار واضح على هدم ما بقي من النظام العالمي المتداعي.

. فلا أحد مهتم في هذه اللعبة بالقوانين والمواثيق ولا بصوت المؤسسات الدولية، دع عنك المبادئ والقيم الإنسانية، أو حتى الحدود الدنيا من الأخلاق التي يحاول البعض أن يركن لها في هذه اللحظات العصيبة.

كانت غزة التي ظنت أنها يمكن أن تكون آمنة بعد ضمانات الوسطاء، وبينهم أمريكا مع الأسف الشديد، تحاول لملمة جراحها والبحث عن آلاف الجثث التي ما زالت تحت الركام لدفنهم ولو ببعض كرامة، حينما فاجأها الغدر الصهيوني ليستيقظ العالم، النائم عن مبادئه، على عودة المجازر ثانية وجريان الدماء من جديد.

في مستشفى المعمداني كما نقلت شاشات القنوات الفضائية، لا أسرّة لاستقبال المصابين، في بيت لاهيا، طفلة صغيرة تُمسك يد شقيقها المتوفى، ترفض أن تصدّق أنه لن يعود للعب معها مجددًا أو أنه لن يرافقها في رحلة البحث عن ماء أو فتات للإفطار.

وفي الزيتون، رامز العمارين يهرول بين الجثث، ينقل الأطفال الجرحى إلى مستشفى لم يبقَ منه إلا الاسم فقط، وإلا فإنه أقرب إلى مشرحة مفتوحة تتكدس فيها عشرات الجثث الممزقة.

كيف للعالم أن يبرر هذه الإبادة التي تحدث في لحظة هدنة ووقف إطلاق النار؟ بأي منطق يفسرون قصف المدنيين ودفنهم أحياء تحت الركام؟ أم أن وجدان العالم وصل إلى يقين ثابت مفاده أن الدم الفلسطيني لا ثمن له؟! أما إسرائيل فإنها ماضية إلى مزيد من الانتهاكات بعد أن زاد اطمئنانها أن أحدا في هذا العالم لن يستطيع أن يسألها عمّا تفعل.

والعالم الأقرب في صمته وربما عجزه إلى التواطؤ، يثبت للشعوب في كل مكان من كان داعما لإسرائيل أو متعاطفا مع الأبرياء من الفلسطينيين أنه ضعيف ولا إرادة له وأن أصواته التي أصمّت الآذان لعقود طويلة عن حقوق الإنسان وعن العدالة والقيم والمبادئ ما هي إلا طنين لا قيمة عملية له خاصة إذا كانت الضحية فلسطينية أو عربية مسلمة.

إن استمرار الكيان الصهيوني بهذه الوحشية يثبت للعالم أن إسرائيل ليست فقط «دولة» احتلال، بل «دولة» خارجة عن القانون، تمارس القتل بغطاء دولي، وتستند إلى سياسة الإفلات من العقاب، مستغلة ازدواجية المعايير التي تحكم العلاقات الدولية.. لكنها تثبت أيضا أن القوانين والأنظمة والمعاهدات التي أنجزها العالم بعد الحرب العالمية الثانية انتهت تماما، وأن العالم مقبل على تغيرات في حدوده الجيوسياسية انطلاقا مما يحدث الآن. فهذا ليس مجرد جريمة إبادة تقول بها إسرائيل، إن ما يحدث تحول في القوانين والأنظمة وفي مسارات الأحداث في العالم أجمع.

لكن مهما اشتد العدوان، فإن غزة لن تُهزم.. هذه الأرض التي يراهن الاحتلال على كسرها منذ عقود، ما زالت تقف، ما زالت تُقاوم، ما زال أهلها يدفنون شهداءهم ثم يرفعون رؤوسهم نحو السماء، ينتظرون فجرا لا تقطعه غارات الطائرات، ويؤمنون أن العدالة وإن تأخرت، لا تموت.

وستبقى المجازر وصمة عار في جبين كل من صمت أو تواطأ، وسيبقى الدم الفلسطيني شاهدا على زمن سقطت فيه الإنسانية، لكنّ الأحرار لا يسقطون.

المصدر: لجريدة عمان

إقرأ أيضاً:

"الأحرار" تهنئ حماس بذكرى انطلاقتها

غزة - صفا تقدم أمين عام وقيادة حركة الأحرار الفلسطينية بأحر التهاني والتبريكات للإخوة في حركة المقاومة الإسلامية "حماس"، وكتائب الشهيد عز الدين القسام، وكل الأطر والمستويات القيادية والتنظيمية فيها، بمناسبة انطلاقتها الـ38. وقالت الحركة في بيان يوم الأحد، إن انطلاقة حركة حماس شكلت علامة فارقة في تاريخ القضية الفلسطينية، وامتدادًا لمسيرة النضال الفلسطيني، ورافعة لفصائل المقاومة والمشروع الوطني. وأضافت "لقد أثبتت حركة حماس أنها الوفية لقضايا شعبنا وهمومه، فقد خاضت منذ انطلاقتها حراكًا وطنيًا مقاومًا في شتى المجالات بمواجهة الاحتلال الصهيوني". وتابعت "منذ انتفاضة الحجارة حتى طوفان الأقصى قدمت الحركة قادتها وكوادرها وجندها شهداء وأسرى وجرحى في طريق فلسطين والقدس، وما أثنتها كل المحاولات والمكائد التي سعت للنيل منها ومن صمودها وإعدادها، ورفضها لكافة الخيارات العبثية العقيمة ورفضها للاحتلال والاعتراف به وبوجوده على أرض فلسطين". وأكدت أن الثبات الأسطوري لحركة حماس وجناحها العسكري كتائب القسام في معركة" طوفان الأقصى"، يؤكد سلامة البنيان وتماسك الروابط ووحدة الهدف والبوصلة. وأوضحت الحركة أن هذا الثبات يؤكد العقيدة الإسلامية الصحيحة في فهم الصراع مع هذا المحتل، والعمل الدؤوب على دحره وتحرير الأرض الفلسطينية من نهرها إلى بحرها. 

مقالات مشابهة

  • "الأحرار" تهنئ حماس بذكرى انطلاقتها
  • الفظائع التي تتكشّف في السودان “تترك ندبة في ضمير العالم”
  • الإذاعة الإسرائيلية : المرحلة الثانية من اتفاق غزة ما زالت بعيدة
  • «لن تسير وحدك أبداً يا ملك» .. الدوري الإنجليزي يوجّه رسالة دعم لـ محمد صلاح
  • أونروا: إسرائيل ما زالت تمنعنا من إيصال المساعدات مباشرة لغزة
  • باسيل في ذكرى جبران تويني وفرنسوا الحاج: أرواحهم ما زالت تقاتل فينا
  • فرق ملموس في إعادة الانتخابات.. و"الصمت الانتخابي" أبرز مكاسب تصريحات الرئيس
  • ما الدول التي يفضل «ترامب» استقبال المهاجرين منها؟
  • ترامب يكشف عن الدول التي يفضل استقبال المهاجرين منها
  • خالد حنفي: 500 مليار دولار حجم مشروعات إعادة الإعمار التي تستهدفها مبادرة عربية - يونانية جديدة