صحيفة الخليج:
2025-12-09@22:24:09 GMT

الإماراتية نبض يسري في شرايين الوطن

تاريخ النشر: 19th, March 2025 GMT

إعداد: جيهان شعيب

كان الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، رائداً في دعم مواطنات الإمارات وإسعاد أطفالهن، وتجسد اهتمامه الكبير بهما على مدار حياته العامرة بإنسانية ورحمة عمت جميع جوانب أرضه الطيبة، وتجلى اهتمامه بالمرأة في أقواله المساندة المناصرة لها، الدافعة لتمكينها وعطاياه لها التي لم تكن تنقطع، ومن قوله الخالد في ذلك: «المرأة نصف المجتمع، ولا يمكن لأي مجتمع أن يحقق نهضته في مختلف المجالات إلا بمشاركة فعالة من المرأة»، وتكريساً لنهج الأب المؤسس، واصلت قيادة الدولة دعمها للمرأة، بتمكينها وتقويتها ببرامج ومبادرات تعزز مكانتها وتحمي حقوق الطفل.


غمرت عطايا الوالد المؤسس طيب الله ثراه، أبناءه وبناته على السواء، وكان دائم التفكير في إعلاء شأنهم والنهوض بمقدراتهم وإثبات كفاءتهم، ومنحهم الحقوق الكاملة والمتساوية، لذا حرص على الاهتمام بالمرأة الإماراتية، وقال: «لقد منحنا المرأة حقها في العمل والتعليم، لأن ذلك من أساسيات تقدم الأمة ورفاهية أبنائها».
وواصلت القيادة الرشيدة السير على نهج الشيخ زايد في دعم المرأة وتمكينها، إضافة إلى حماية حقوق الطفل، وتتعدد الأمثلة في ذلك، وأبرزها رؤية الإمارات 2071 التي تهدف إلى تحقيق أعلى معايير الرفاهية للأسرة والمجتمع.
أقوال حق
يتجلى على الدوام تقدير قادة الدولة للمرأة، واحترام مكانتها، عبر أقوال سامية متواصلة، ومكارم وعطايا لا تنقطع، ومن ذلك، قول صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، إن مساهمة المرأة الإماراتية ومثابرتها وطموحاتها في مسيرة الوطن ماثلة للعيان بإنجازاتها وأعمالها.
وفي تغريدة نشرها حساب سموه على موقع التواصل الاجتماعي «إكس» جاء قول سموه: «المرأة نبض يسري في شرايين الوطن، ورافد من روافد التقدم، معها نستطيع أن نكون في الريادة بما تختزله من إمكانات وقدرات على العطاء».
كما قال سموّه عبر «إكس» في اليوم الدولي للمرأة: «دور المرأة أساسي في نهضة المجتمعات وتغيير حياتها إلى الأفضل.. وفي اليوم الدولي للمرأة نفخر بدورها مساهماً رئيسياً وفاعلاً في مختلف جوانب الحياة المجتمعية في دولة الإمارات».
أما صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، فأكدت أقواله نهج الدولة المتواصل في الاهتمام بالمرأة وتشجيعها وإنصافها وترسيخ خطاها، ومنها قول سموه: «نثق في قدرة المرأة على الإسهام بصورة مؤثرة في الوصول بدولة الإمارات إلى المصاف الأولى في كل القطاعات الكبيرة.. نحن مستمرون في دعمها وتذليل كل ما قد يعترض طريقها من عراقيل وإمدادها بكل ما تحتاج لتكون دائماً على قدر المأمول منها من مستويات التميز.. المرأة الإماراتية اليوم تشغل نصف مقاعد المجلس الوطني الاتحادي».
كما قال سموه: «لدينا نماذج ملهمة كثيرة أثبتت فيها المرأة جدارتها بما نوفره لها من فرص.. والنجاحات التي حققتها المرأة في دولتنا تجعلنا حريصين على مشاركة خبراتنا وتجاربنا الناجحة في دعم المرأة مع كل دولة تتوسم في دورها قيمة مضافة حقيقية تساند طموحاتها لمستقبل أفضل».
الاتحاد النسائي
بالنظر ملياً في تمكين الشيخ زايد للمرأة، يتصدر دوره الذي لا ينسى في دعمه تأسيس الاتحاد النسائي العام في 27 أغسطس 1975، لخدمة قضايا وشؤون المرأة في مختلف المحافل المحلية والإقليمية والدولية، وفقاً لرؤيته في تعزيز دورها الريادي، وتحقيق مؤشرات عالمية في مختلف المجالات، علاوة على رسالته في تبني السياسات، ووضع الخطط والبرامج، وإطلاق المبادرات، وتقديم الدعم اللازم لضمان مشاركة المرأة الفاعلة في التنمية المستدامة
وترأست الاتحاد سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك «أم الإمارات» الرئيسة الأعلى لمؤسسة التنمية الأسرية، رئيسة المجلس الأعلى للأمومة والطفولة، التي تؤكد كلماتها دوماً ثقة الشيخ زايد في المرأة، بقولها: «لقد كان زايد نعم الابن لخير أم»... وكانت بحزمها وحنانها الكبير وبشخصيتها، وحكمتها مثلاً أعلى في حياته، ولهذا فإن ثقته بالمرأة بلا حدود، وهو يراها نصف المجتمع، ويراها شريكة، ورفيقة جنباً إلى جنب مع الرجل، ولولا هذه القناعة ما تحقق للمرأة في بلادنا ما تحقق من إنجازات.
ومن قول سموها أيضاً: «إنه كان يحثّ المرأة على التعليم، ويشجعها على العمل في المواقع التي تتناسب مع طبيعتها، شجعني ودعمني بلا حدود للنهوض بالمرأة، وتحفيزها للتعليم، وتأسيس الهياكل والتنظيمات التي تعنى برفعتها وقضاياها وحقوقها، وظل يتطلع بثقة إلى اليوم الذي يرى فيه بين فتيات الإمارات الطبيبة والمهندسة، والسفيرة».
رؤية ورسالة
حرصت سمو الشيخة فاطمة، على أن يعمل الاتحاد على تحقيق رؤيته ورسالته بتنظيم مبادرات وأنشطة تتمحور في مجالات عمل رئيسية عديدة، منها الإسهام في رسم السياسات المتعلقة بالمرأة وبناء قدراتها، وتنمية مهاراتها لتمكينها من المشاركة الفاعلة في التنمية المستدامة، وإعداد البحوث والدراسات المتخصصة بقضاياها، ومراجعة واقتراح تعديل التشريعات التي تخصها، وإعداد الاستراتيجيات الوطنية لتمكينها، والإشراف على تنفيذها ومتابعتها وتقييمها، والمساهمة في بناء قدرات المؤسسات النسائية، ومؤسسات المجتمع المدني ذات الصلة بحقوق المرأة.
وقررت سموها في 30 نوفمبر 2014، أن يكون يوم 28 أغسطس يوماً للمرأة الإماراتية ومناسبة وطنية، لرصد إنجازات مسيرة الاتحاد النسائي العام منذ تأسيسه، كونه أول تجمع نسائي اتحادي يضمّ جميع التنظيمات النسائية في الدولة.
ولا يمكن بحال في صدد تمكين المرأة، ألا نتذكر الدور البارز الذي كان مشهوداً للمغفور له الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رحمه الله، ومن قوله: «لقد جعلنا تمكين المرأة أولوية وطنية مُلحّة، وبفضل هذا التخطيط السليم أصبح لدولتنا سجل متميز في حقوق المرأة، فهي تتمتع بكامل الحقوق وتمارس الأنشطة جميعها من دون تمييز، والأبواب جميعاً مفتوحة أمامها لتحقيق المزيد من التقدم والتطور».
عطايا متنوعة
من بعض العطايا غير المحدودة والتي لا يمكن حصرها، من الشيخ زايد في تنمية، ودعم وتمكين المرأة، يأتي تشجيعه لها على التعليم وإطلاق برامج تعليمية للنساء، مما ساعد على ارتفاع نسبة تعليمهن، وإتاحة الفرص لهن للعمل في مختلف القطاعات، وتعزيز حقوقهن المختلفة، في الحياة الاجتماعية والاقتصادية والسياسية، علاوة على منحهن حق المشاركة في الانتخابات، بالتصويت والترشح لها، حتى أصبحت المرأة الإماراتية عضواً في المجلس الوطني الاتحادي، مما عزز دورها في صنع القرار، حيث كان طيب الله ثراه، داعما لمشاركة المرأة في العمل السياسي، وتولي المناصب القيادية.
كما أصدر الشيخ زايد قوانين وتشريعات تضمن المساواة في الفرص الوظيفية بين المرأة والرجل، مع كفالة حقوقها وحمايتها، علاوة على تقديم الدعم للأمهات العاملات، من خلال منحهن إجازات للأمومة، وتوفير حضانات في أماكن العمل، وتشجيع المرأة على الانخراط في مجالات القضاء والدبلوماسية والقوات المسلحة، والقطاع الاقتصادي، سواء الأعمال الحكومية أو الخاصة، مع دعمه رائدات الأعمال.
دلائل مختلفة
بالدليل ومن واقع تميز المواطنات بفضل دعم زايد وقيادة الإمارات الحكيمة، تبوأت الدولة المرتبة الأولى عالمياً في مؤشر احترام المرأة الذي أصدره مجلس الأجندة الدولي التابع للمنتدى الاقتصادي العالمي لعام 2014، لحضورها البارز في الميادين المحلية والعالمية، كما استطاعت الدولة أن تقفز إلى المركز ال 18 عالمياً والأول عربياً، في مؤشر المساواة بين الجنسين الصادر عن برنامج الأمم المتحدة الإنمائي 2020، بما يمثل قفزة نوعية بمعدل 31 مركزاً عالمياً بهذا التقرير خلال خمس سنوات.
كما جاءت في المركز الأول في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا لعامين متتاليين بتقرير البنك الدولي «المرأة وأنشطة الأعمال والقانون 2021 و2022»، وحققت المركز الأول عربياً في تقرير الفجوة بين الجنسين 2021 الصادر عن المنتدى الاقتصادي العالمي، كما جاءت في المركز الأول عالمياً في أربعة مؤشرات فرعية ضمن التقرير، وهي التمثيل البرلماني للمرأة، ومعدل الإلمام بالقراءة والكتابة، ونسبة النوع الاجتماعي عند الولادة، ومعدل التحاق الفتيات بالتعليم الابتدائي، إلى جانب تصدر الإمارات دول العالم في مؤشر نسبة تمثيل الإناث في البرلمان لعامي 2020 و2021 ضمن التقرير العالمي للتنافسية، الصادر عن معهد التنمية الإدارية بسويسرا.
تفوق مشهود
في جانب تعليم الإناث، نجد أن الإمارات الأعلى نسبة عالمياً في ذلك، حيث تتجاوز نسبة الطالبات 70% من عدد طلاب الجامعات، في ضوء وجود 72 جامعة وكلية عالمية على أرض الدولة، ووفقاً لإحصاءات الأمم المتحدة، تعد الإمارات الأولى في الإقليم، حفاظاً على حقوق المرأة، فضلاً عن أن عدد النساء في السلم الوظيفي بالقطاعين العام والخاص تجاوز عشرة آلاف في المراكز القيادية للمؤسسات، ويشرفن على ميزانيات تتراوح بين 12 و15 مليار درهم.
وفي قطاع البنوك، تتخطى نسبة المرأة 37% من العاملين، و66% من الوظائف الحكومية تشغلها نساء، من بينها 30% من الوظائف القيادية العليا المرتبطة باتخاذ القرار، ونحو 15% من الوظائف الفنية وهى الطب، والتدريس، والصيدلة، والتمريض، إلى جانب انخراط المرأة في الصفوف النظامية بالقوات المسلحة والشرطة، وفي القوات الجوية والجمارك، والطيران المدني، إضافة إلى إدارة عدد كبير من المواطنات لأكثر من 20 ألف مشروع استثماري وشركة ومؤسسة، لاسيما بعد تأسيس مجالس سيدات الأعمال، فيما أكثر من 38% من النساء يعملن في القطاع المصرفي.
الاهتمام بالأطفال
اهتم الشيخ زايد بالأطفال وعمل جاهداً على إسعادهم، وتحقيق متطلباتهم من تعليم ومأكل ومشرب، وعلاج، وحماية قانونية من كافة أشكال العنف والخطورة، ومن قوله في ذلك: «إن الاهتمام بالإنسان في دولة الإمارات يأتي في المقام الأول، خاصةً الأجيال الصاعدة، لأنهم عماد المستقبل.. وإن رعاية الطفولة وتنمية مواهبها مسؤولية وطنية، لأن الأطفال هم الثروة الحقيقية للوطن».
وانعكاساً لتلك القناعة، وفر الشيخ زايد التعليم المجاني لجميع الأطفال، وعمل على إنشاء مدارس حديثة، ومستشفيات ومراكز متخصصة في رعاية الأطفال، علاوة على إطلاق حملات تطعيم للقضاء على الأمراض المعدية.
كما دعم الشيخ زايد إصدار القوانين التي تحظر تشغيل الأطفال في سن مبكرة، وحمايتهم من العنف، مع دعم المؤسسات والجمعيات التي تعنى برعاية الأيتام والأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة، فضلاً عن إنشاء مؤسسات لرعاية الأطفال أصحاب الهمم، مثل مراكز التأهيل المتخصصة، لضمان دمجهم في المجتمع عبر التعليم والعمل.
ليس ذلك فحسب، بل اهتم الشيخ زايد بدعم برامج الطفولة المبكرة، بإنشاء رياض الأطفال الحديثة، وإطلاق حملات توعية للأسر حول أساليب التربية السليمة، علاوة على الكثير غير ذلك، والذي يؤكد الاهتمام الكبير الذي كان يوليه طيب الله ثراه، للأطفال كونهم الجيل الصاعد، الذين سيواصلون بناء الدولة، والحفاظ على مقدراتها.

المصدر: صحيفة الخليج

كلمات دلالية: فيديوهات الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان الإمارات المرأة الإماراتیة طیب الله ثراه الشیخ زاید المرأة فی علاوة على فی مختلف ومن قول فی ذلک فی دعم

إقرأ أيضاً:

المرأة التي أيقظت العالم بطريقتها

"حينما ينام العالم"، هو عنوان لكتاب صدر قبل أسابيع، للمقررة الخاصة للأمم المتحدة حول الأراضي الفلسطينية المحتلة، فرانشيسكا ألبانيزي، وصدرت ترجمته إلى الفرنسية، بالتزامن مع صدوره بالإيطالية، وهو تشخيص لما أسمته الكاتبة بـ"إغفاءة العالم"، أو نوعٍ من اللامبالاة، والإخلال في التعاطف مع الفلسطينيين.

غزة ليست شأن الفلسطينيين وحدهم ولكنها امتحان للضمير الإنساني، واختبار للقانون الدولي، وللمؤسسات الدولية، وضرورة وضع حد لهيمنة الأحكام المسبقة، والمَعْبر لمستقبل البشرية، يعيد الأمل بعد اليأس.

العالم تكلس، وينبغي -وفق ألبانيزي- أن يستلهم من الفلسطينيين الدروس: الكرامة رغم المعاناة، والجمال رغم الخراب، والحقيقة رغم التسييج والحصار.

في مستهل الكتاب، تستشهد ألبانيزي بامرأة، كنسية أميركية، أليسا وايز، إذ تقول إن التضامن هو الشكل السياسي للمحبة. تعرف ألبانيزي قضايا الشرق الأوسط، وقضايا الفلسطينيين؛ لأنها كانت مقررة للأمم المتحدة عن الأراضي الفلسطينية المحتلة منذ 2022، واشتغلت قبلها مع وكالة الأونروا، وعرفت ما يتعرض له الفلسطينيون في الضفة من سلب ممتلكاتهم، وحرمانهم وإخضاعهم.

اصطدمت في مسرى مهامها، بسلاح الأحكام المسبقة، والتمثلات، والقراءات المغرضة، وبناء الآخر، ولذلك وظفت في كتابها إدوارد سعيد عن الاستشراق حول بناء الآخر والتمثلات، والسرديات الموجهة، واستنجدت بالمفكر الإيطالي الكبير "أنطونيو غرامشي"، وكيف أن الثقافة تدعم السلطة.

ولذلك استشعرت الحاجة إلى إعادة النظر في السرديات، من أجل أن تكون الشاهد الحق، حسب تعبير لإدوارد سعيد. وكما تقول، مما أترجمه عن النص الفرنسي: " فالحياد لا يعني اللامبالاة، و(النزاهة) تفترض التنقيب بصرامة، ومواجهة الأحداث بالقانون، وقول الحقيقة للسلطة، ولو أزعجت، وفي فلسطين يتعين كشف عدم التوازن بين المحتل، ومن هو ضحية الاحتلال، بين المستعمِر والمستعمَر، وكيف أن عقودا من سلب الحقوق أضحت أمرا طبيعيا من قِبل منتظم دولي عاجز".

إعلان

الرهان أمس كما اليوم، ليس بروفة غائمة وغامضة حول إحلال السلام، بل في احترام القانون الدولي بإنهاء الاحتلال، والمستوطنات، وإيقاف الضم.

ترى ألبانيزي أن السلم ممكن، ولكن وفق شروط، من شأنها أن تجعل المنتظم الدولي يكتشف معنى التضامن، في إطار أسرة واحدة.

اختارت الكاتبة أن تتحدث، بعد هذه المقدمة، من خلال فصول عشرة، عبر أشخاص، التقتهم في مسرى حياتها، ويرتبطون بمأساة الفلسطينيين، وكل فصل يحيل إلى جانب منها.

أول فصل هو عن "مَلك معطر" الفتاة التي التقتها في القسم الثانوي 2010 وأحدث اهتمامها رسوما تعبق بحب الحياة أو شوق الحياة، لكن شوق الحياة لا ينفصل عن الحدث المؤسس الذي يسكن وجدان الفلسطيني ألا وهو النكبة، ولذلك أفردت في الكتاب مقطعا أوليا عن النكبة، قبل أن تقف عند مَلك، من تحمل مأساة الفلسطينيين، وتُعبر عنها برسوماتها، ومنها اختارت رسما لغلاف كتابها.

تختار ثلاثة أصوات فلسطينية من الداخل، منها الطفلة هند ذات الست سنوات، من وُجدت قتيلة في سيارة، عليها آثار 300 قذيفة أثناء الحرب على غزة، وقرب السيارة، سيارة إسعاف، مع مسعفين قتيلين، ومن خلال هند تستحضر وضع طفولة الفلسطينيين، وتذكر ما قالته لها وديعة الفتاة ذات الـ 14 سنة: "الخوف من الموت لا يمنعك من الموت، يمنعك من الحياة".

أبو حسن دليل مدينة القدس، التقته ألبانيزي، هي وزوجها ماكس، منذ أن حلت بالقدس سنة 2010، حيث يأخذهما إلى أوجه الحياة، وأوجه المعاناة، في مخيم بلاطة، وجنين، والمستوطنات، وأزقة القدس، ولكن أكثر ما علمته من الدليل أبو حسن هو الاعتقال، والمعاناة اليومية، والثقل البيروقراطي.

جورج، مهندس فلسطيني من القدس، قدِم من الولايات المتحدة سنة 2000 لكي يسهم في بناء الدولة الفلسطينية، ولكنه لا يستطيع أن يشتغل مع المنظمات غير الحكومية الغربية التي تشترط عليه عدم إثارة الاحتلال، والأبارتيد، ولا يمكنه العمل مع الإسرائيليين، مَن يُبدون مركب استعلاء حيال الفلسطينيين.

"الحياة في القدس، بالنسبة للفلسطينيين، تقول ألبانيزي، هي التعرض للدونية البنيوية التي تفرضها إسرائيل". تتحدد الهوية، في القدس، ليس بين فلسطيني وإسرائيلي، ولكن بين عربي ويهودي.

وتلحظ ألبانيزي الاستحواذ الثقافي، أو تبني الطبخ الفلسطيني، والمزج مع موروثات أوروبا الوسطى، وهو أمر مقبول، وطبيعي، لولا أنه يقترن بالأبارتيد. كيف تأخذ نتاج من ترفضه أصلا، أو تزري به؟

من الضفة الأخرى، أو الشهود الحق، تختار ألبانيزي ألون كونفيو، وهو إسرائيلي إيطالي يُدرّس في الولايات المتحدة، من يختص في تاريخ الإبادات عبر التاريخ. تقف عند إنغريد من تنتصب ضد الأبارتيد، وتعيش في بيت جالا، مع زوجها محمد جاردات.

تستشهد بغسان أبو ستة، وهو طبيب جراح، وُلد بالكويت من أسرة فلسطينية، وزاول الطب في غزة، إلى أن اضطر للمغادرة في 2023، إذ يرى أن الإبادة هي الجانب الظاهر من الجبل الثلجي، وأن هناك ما لا يظهر، من تواطؤ إعلام دولي.

هناك من الشهود الحق إيال ويزمان، وهو مهندس معماري إسرائيلي بريطاني، من يقف على أسلوب القضاء على الآخر، من خلال إخراجه من بيته. غابور ماتي، وهو طبيب نفسي، كندي من أصول هنغارية، يلح على ضرورة حفظ الذاكرة. يرى أن ديانته اليهودية تم توظيفها، باسم أيديولوجية تمييزية. يتولد عن واقع الاحتلال كدمة، ولتجاوزها يلزم الوعي، والتعاطف، ويبقى المهم هو حفظ الذاكرة.

إعلان

والفصل الأخير، عن ماكس، شريك حياة ألبانيزي من عاش معها المغامرة، في القدس، والضفة وغزة، حمل معها عبء أسرة، وشاطرها توجهها.

تُنهي ألبانيزي سردها بأشعار من الشاعر الفلسطيني، رفعت العرعير، من قُتل في غزة في 6 ديسمبر/كانون الأول 2023.

وحين ينام العالم، تقول ألبانيزي: إنه مع اللامبالاة أو سيادة الأحكام المسبقة، يتوجب أن توقظه الشعوب.

الآراء الواردة في المقال لا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لشبكة الجزيرة.

aj-logo

aj-logo

aj-logo إعلان من نحنمن نحناعرض المزيدمن نحنالأحكام والشروطسياسة الخصوصيةسياسة ملفات تعريف الارتباطتفضيلات ملفات تعريف الارتباطبيان إمكانية الوصولخريطة الموقعتواصل معناتواصل معنااعرض المزيدتواصل معنااحصل على المساعدةأعلن معناابق على اتصالالنشرات البريديةرابط بديلترددات البثبيانات صحفيةشبكتناشبكتنااعرض المزيدمركز الجزيرة للدراساتمعهد الجزيرة للإعلامتعلم العربيةمركز الجزيرة للحريات العامة وحقوق الإنسانقنواتناقنواتنااعرض المزيدالجزيرة الإخباريةالجزيرة الإنجليزيالجزيرة مباشرالجزيرة الوثائقيةالجزيرة البلقانعربي AJ+

تابع الجزيرة نت على:

facebooktwitteryoutubeinstagram-colored-outlinersswhatsapptelegramtiktok-colored-outlineجميع الحقوق محفوظة © 2025 شبكة الجزيرة الاعلامية

مقالات مشابهة

  • القومي للمرأة يختتم ورشة أمانة في إيدك
  • هزاع بن زايد يزور أبناء شهداء الوطن في مخيم أبناء الفخر الشتوي – رماح في منطقة العين
  • «الوثبة للعسل» في «مهرجان الشيخ زايد» يعزِّز تطوير القطاع في الدولة
  • من هي المرأة التي أيقظت العالم بموقفها ؟
  • المرأة التي أيقظت العالم بطريقتها
  • «مهرجان الشيخ زايد» يحطم 5 أرقام قياسية في «غينيس»
  • احمي نفسك.. مؤتمر لشئون المرأة بتعليم بني سويف
  • انعقاد المؤتمر الثالث للمرأة المسلمة في صنعاء
  • نورة السويدي: المرأة الإماراتية نموذج يحتذى في التمكين الرياضي بدعم ورعاية أم الإمارات
  • فعالية خطابية باليوم العالمي للمرأة المسلمة في ريف إب