السعودية تستحوذ على "البوكيمونات"… بحثاً عن "النفط الجديد"!
تاريخ النشر: 19th, March 2025 GMT
الاقتصاد نيوز - متابعة
في عالم الديجيتال حيث البيانات هي «النفط الجديد»، لا يبدو غريباً أن تستثمر السعودية، صاحبة أكبر احتياطات النفط في العالم، في هذا المورد الثمين. لكن هذه المرة، بدلاً من حقول النفط، نجدها تتجه نحو ساحات المعارك الرقمية، حيث تتجول ملايين الشخصيات الافتراضية بحثاً عن «البوكيمونات».
في صفقة تبلغ قيمتها 3.5 مليارات دولار، استحوذت شركة Scopely، التابعة لـ «صندوق الاستثمارات العامة السعودي»، على جزء من أعمال Niantic، الشركة المطورة للعبة «بوكيمون غو». وبينما تبدو الصفقة امتداداً منطقياً لإستراتيجية المملكة في تنويع اقتصادها بعيداً من النفط، إلا أنها دفعت بعضهم إلى التساؤل حول طبيعة الصفقة وما تجلبه من فرصة هائلة في عالم الاقتصاد الرقمي. السلاح السري للقرن الحادي والعشرين عندما أُطلقت «بوكيمون غو» في 2016، كانت أكثر من مجرد لعبة. كانت تجربة اجتماعية تكنولوجية غيّرت طريقة تفاعل المستخدمين مع ألعاب الفيديو. عبر تقنية الواقع المعزّز (AR)، دفعت اللعبة ملايين اللاعبين لمطاردة «البوكيمونات» في الشوارع، والحدائق، وحتى داخل المؤسسات. لكن وراء هذا السحر التكنولوجي، هناك كنز خفي: البيانات. يجمع التطبيق كميات هائلة من المعلومات، من المواقع الجغرافية إلى سلوكيات المستخدمين، ما يسمح بإنشاء خريطة تفصيلية لكيفية تحرك الناس في المدن، والأماكن التي يزورونها، وكيفية تفاعلهم مع محيطهم. هذه المعلومات مورد إستراتيجي يمكن استخدامه في مجالات عدة، من التسويق إلى بناء أنظمة الذكاء الاصطناعي وتدريبها، وربما حتى لأغراض أمنية. في الأغنية الشهيرة للعبة، يتردد مقطع يقول: «بوكيمون، سأجمعها الآن». لكن السؤال هو: من الذي يجمع ماذا بالضبط؟ هل يعني انتقال ملكية اللعبة بأنّ البيانات التي جُمعت على مدى سنوات ستصبح متاحةً بشكل أوسع للمستثمرين الجدد؟ وكيف سيجري التعامل مع سياسات الخصوصية في المستقبل؟ تساؤلات انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي من عشاق اللعبة، تطرح تحديات مهمة حول إدارة البيانات وحقوق المستخدمين في العصر الرقمي، بمعزل عن المالك الجديد. من منظور اقتصادي، يبدو أن السعودية تبني «أوبك البيانات» الخاصة بها. بين استثماراتها في الألعاب الرقمية، والذكاء الاصطناعي، والتقنيات المتقدمة، يبدو أنها تجهّز نفسها لعصر ما بعد النفط. فامتلاك لعبة بحجم «بوكيمون غو» التي وصل عدد مستخدميها إلى 100 مليون ذات يوم ليس تفصيلاً صغيراً، بل هو بالفعل خطوة ضمن إستراتيجية أوسع تهدف إلى السيطرة على مصادر البيانات الضخمة. حتى الآن، لم تعلن شركة Scopely أو الجانب السعودي عن أي تغييرات جوهرية في اللعبة أو سياساتها المتعلقة بالخصوصية وتجربة المستخدم. مع ذلك، يترقب بعضهم إعلانات جديدة حول كيفية تعزيز اللعبة مستقبلاً بما يتماشى مع الأهداف الاقتصادية والاجتماعية للسعودية. قد تكون هذه الصفقة خطوةً إستراتيجية جديدة ضمن سعي المملكة إلى تحقيق رؤيتها لعام 2030، التي تهدف إلى تنويع الاقتصاد وتقليل الاعتماد على النفط عبر الاستثمار في قطاعات مثل الترفيه والتكنولوجيا. كذلك، يمكن أن يكون للاستحواذ على لعبة شهيرة مثل «بوكيمون غو» ذا أبعاد متعددة. قد نشهد في المستقبل تطوير محتوى جديد داخل اللعبة مستوحى من الثقافة السعودية أو حتى إقامة فعاليات رقمية واقعية مرتبطة بالمواقع التاريخية والسياحية في المملكة. وكما تقول كلمات الأغنية: «لحلمنا الوحيد، نحو عالم جديد»، ربما يكون ما نعيشه الآن هو بداية تمظهر حقيقي لرؤية تسعى إلى الجمع بين التكنولوجيا الحديثة والإرث الثقافي الغني.
ليصلك المزيد من الأخبار اشترك بقناتنا على التيليكرام
المصدر: وكالة الإقتصاد نيوز
كلمات دلالية: كل الأخبار كل الأخبار آخر الأخـبـار
إقرأ أيضاً:
التطبيقات المبتكرة وتجربة المستخدم في قطاع الألعاب
في الماضي، كانت الألعاب تُمارس من خلال علبة تُفتح وتُنثر منها أوراق اللعب أو قطع بلاستيكية على الطاولة. أما اليوم، فبتشغيل تطبيق صغير على أحد جوانب الشاشة، يمكن جمع أشخاص من مختلف أنحاء العالم للعب معًا في اللحظة نفسها. لقد فقدت صناعة الألعاب حدودها بفضل الرقمنة، وأصبحت اللعبة تجربة حية، ولقاء اجتماعي، وأحيانًا تحديًا مثيرًا.
في هذا السياق الجديد، برزت منصات مثل yyy games التي لم تكتفِ بتلبية توقعات اللاعبين فحسب، بل خلقت لديهم عادات جديدة أيضًا. وفرت هذه المنصات بيئة يمكن فيها لكل مستخدم اللعب بطريقته وبوتيرته الخاصة. أصبح الترفيه أكثر تخصيصًا وسهولة في الوصول، ما أبقى اهتمام اللاعبين حيًا باستمرار وفتح أمامهم آفاقًا جديدة من التجربة.
التطبيقات المبتكرة: تقنيات تتحدى الحدود
لم تعد التطبيقات المبتكرة في الألعاب تقتصر على الترفيه البسيط، بل أصبحت تعتمد على الذكاء الاصطناعي، والواقع المعزز، وخدمات الألعاب السحابية، وتجارب اللاعبين المتعددين في الزمن الحقيقي. كل تقنية جديدة تدفع حدود الألعاب إلى أبعد.
مقالات ذات صلةمثال على ذلك: لعبة على الهاتف المحمول تستخدم الذكاء الاصطناعي لتحليل تحركات اللاعب وتعديل مستوى الصعوبة لحظيًا. أو استخدام نظارات الواقع المعزز لخوض مغامرة صيد وحوش في العالم الواقعي، مما يحوّل اللعبة إلى تجربة مختلفة كليًا. يبحث المطورون دائمًا عن طرق لتجاوز توقعات المستخدمين.
تحول تجربة المستخدم
أصبح نجاح أي لعبة يقاس بتجربة المستخدم، وليس فقط بالجرافيكس أو الحبكة. التجارب المُخصصة والمُشوقة التي تُشعر المستخدم بتميّزه هي التي تبرز. تشمل هذه: الجوائز داخل اللعبة، القصص التفاعلية، والتفاعلات اللحظية. كل ثانية يقضيها اللاعب داخل اللعبة تُعد مصدرًا للبيانات، وتُستخدم لاحقًا لتحديث اللعبة أو تطوير محتوى جديد. أصبح اللاعب شريكًا في رحلة تطوير اللعبة، لا مجرد مستهلك.
الأمان وحماية البيانات: الوجه الخفي لعالم الألعاب
رغم الحديث المستمر عن التطبيقات والتجربة، تبقى قضايا الأمان والخصوصية جانبًا بالغ الأهمية. الألعاب الرقمية تضم بيانات ملايين المستخدمين، بما في ذلك معلومات الدفع. ومع كل تطبيق جديد، تظهر تهديدات أمنية جديدة.
اتخذ المطورون تدابير مثل التشفير، وخطوتي التحقق، وتحديثات الأمان. ولكن على المستخدمين أيضًا أن يكونوا واعين، ويحموا أنفسهم باستخدام كلمات سر قوية وتجنب الروابط المشبوهة.
حماية البيانات ليست مجرد مطلب قانوني، بل عنصر رئيسي في ثقة المستخدم واستدامة نمو القطاع.
أمثلة على التطبيقات المبتكرة في الألعاب
خدمات الألعاب السحابية تطبيقات الواقع المعزز والافتراضي شخصيات ذكية مدعومة بالذكاء الاصطناعي منصات متعددة اللاعبين في الوقت الفعلي خوارزميات لتخصيص تجربة اللعب اقتصاد داخل اللعبة وممتلكات قائمة على NFT ميزات قائمة على تحديد الموقع أنظمة تحكم بالصوت أو الحركة شبكات اجتماعية مدمجة داخل الألعاب روايات تفاعلية ونهايات متعددة حلول وصول مخصصة لذوي الإعاقة أحداث مباشرة داخل اللعبة وبطولات تحديثات تلقائية وتكامل المحتوى تحليل لحظي لسلوك اللاعبين تصميم ألعاب يراعي الاستدامةكل بند يعكس مدى سرعة ومرونة هذا القطاع في التكيّف مع الجديد.
توقعات اللاعبين واستجابة القطاع
لم يعد اللاعب يبحث عن رسوميات مبهرة فقط، بل عن قصة ذات مغزى، وشعور بالانتماء، وتحديات شخصية. القطاع يستجيب من خلال أنشطة مجتمعية، ومكافآت، وتجارب فردية. والنجاح الحقيقي يُقاس عندما يشعر اللاعب بأنه جزء من عالم اللعبة.
نظرة إلى المستقبل: آفاق جديدة في الألعاب
يتبنى قطاع الألعاب كل تقنية جديدة بسرعة. المستقبل ينبئ بالمزيد من التخصيص، ودور أوسع للذكاء الاصطناعي، وتجارب واقع افتراضي تصبح شائعة. يبحث اللاعبون عن ألعاب يمكنهم فيها كتابة قصصهم، وبناء عوالمهم. الألعاب لم تعد مجرد ترفيه، بل منصات ثقافية واجتماعية، تواصل توسيع حدودها.
خاتمة: تجربة تتحول، واحتمالات لا نهائية
يتغير قطاع الألعاب باستمرار، مدفوعًا بالتطبيقات المبتكرة وتجربة المستخدم. كل فكرة جديدة تفتح أبوابًا جديدة للاعبين، في عالم بلا حدود حيث الإبداع هو الملك.