أثار الأكاديمي الإسرائيلي سبستيان ابن دانئيل، المحاضر في جامعة "بن غوريون" في بئر السبع، ضجة واسعة في الأوساط الإسرائيلية بعد تصريحات أدلى بها خلال حديث إذاعي، وصف فيها جنود جيش الاحتلال  الإسرائيلي بأنهم "قتلة أطفال"، مشيرًا إلى أنهم تربوا على ذلك ويستفيدون من دعم النيابة العامة والشرطة، وأن "محكمة العدل العليا" فقط هي التي يمكنها محاسبتهم.

 

وتعد تصريحات ابن دانئيل من الأصوات النادرة المناهضة للحرب داخل الاحتلال الإسرائيلي٬ والتي ترفض الإبادة الجماعية في غزة٬ وسفك دماء الفلسطينيين الأبرياء.

ولم تكن هذه المرة الأولى التي يُسجل فيها ابن دانئيل موقفًا معارضًا للتيار الإسرائيلي السائد. فقبل أسبوعين، تعرض لحملة تهويش واسعة في الأوساط السياسية والإعلامية بعدما كتب منشورًا على منصات التواصل الاجتماعي تحت اسم مستعار (جون براون)، قال فيه إن جنود الاحتلال يقتلون الأطفال الرضع ليس بسبب الأوامر، بل لأنهم تربوا على ذلك.

 وأشار في منشوره إلى تقرير نشرته صحيفة "هآرتس" عن قتل امرأة فلسطينية حامل رميًا بالرصاص، في أعقاب أوامر صادرة عن قائد المنطقة الوسطى في الجيش بتوسيع دائرة التعليمات الخاصة بإطلاق النار.

وعلى خلفية هذه التصريحات، أوقفت جامعة بن غوريون ابن دانئيل عن العمل لعدة أيام، بعد ضغوط من طلاب الجامعة وحركة "إم ترتسو" اليمينية، التي تُوصف بأنها تشكل "محاكم تفتيش" لملاحقة المحاضرين والطلاب الذين ينتقدون سياسة إسرائيل والاحتلال. 


إلا أن الجامعة تراجعت عن قرارها بعد توقيع 550 محاضرًا في الجامعات الإسرائيلية على عريضة دعمت ابن دانئيل، واعتبرت إيقافه عن العمل خطوة نحو "حضيض جديد"، مؤكدة على ضرورة أن تبقى المؤسسات الأكاديمية حصنًا للدفاع عن حرية التعبير.

يُذكر أن جامعة بن غوريون ليست المؤسسة الأكاديمية الوحيدة التي تواجه اتهامات بتقييد حرية التعبير. ففي وقت سابق، ضيقت الجامعة العبرية في القدس الخناق على البروفيسور نادرة شلهوب كفيوركيان، المحاضرة العربية، بعد مشاركتها في توقيع عريضة دولية دعت إلى وقف الحرب على غزة. ورغم إعادتها للعمل، اضطرت لاحقًا للتنازل عن منصبها في الجامعة.

وفي سياق متصل، أشار البروفيسور آسا كاشير (84 عامًا)، الفيلسوف والمؤدلج الأكبر للمنظومة القيمية والسلوكية للجيش الإسرائيلي، في حديث لملحق صحيفة "هآرتس"، إلى أن "إسرائيل تُدار اليوم من قِبل عصابة إجرامية". وأكد أن الممارسات التي يرتكبها جيش الاحتلال في الحرب على غزة "مروّعة ورهيبة"، وإن كانت لا ترتقي إلى درجة جرائم الحرب والإبادة الجماعية٬ حسب وصفه.

تجدر الإشارة إلى أن الاحتجاجات الحالية في الداخل المحتل تنطلق في الأساس من الخوف على مصير الأسرى الإسرائيليين في قطاع غزة، بالإضافة إلى معارضة استمرار رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو في إضعاف "حراس العتبة" وإقالتهم، آخرهم رئيس جهاز "الشاباك" رونين بار. إلا أن عددًا قليلاً من المحتجين يشيرون إلى جرائم الحرب التي يرتكبها جيش الاحتلال بحق المدنيين في غزة منذ 14 شهرًا.


وفي أيار/مايو 2024، نشرت صحيفة "هآرتس" عريضة وقع عليها أكثر من 1300 أكاديمي إسرائيلي، دعوا فيها الحكومة إلى إنهاء الحرب على غزة وإعادة المحتجزين لدى حركة المقاومة الإسلامية "حماس". 

وجاء في العريضة، التي حملت عنوان "دعوة الحكومة الإسرائيلية إلى إنهاء الحرب وضمان عودة الرهائن"، أن "إعادة الرهائن وإنهاء الحرب هي ضرورات أخلاقية وتتوافق مع المصالح الإسرائيلية".

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة سياسة عربية مقابلات حقوق وحريات سياسة دولية سياسة دولية الأكاديمي الاحتلال الاحتلال أكاديمي المزيد في سياسة سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة جیش الاحتلال

إقرأ أيضاً:

وزير إسرائيلي يشيد بثبات العلاقات مع الإمارات رغم الحرب في غزة (شاهد)

قال وزير الشؤون الاستراتيجية في حكومة الاحتلال الإسرائيلي، رون ديرمر، إن لدى إسرائيل "شركاء إقليميون يدركون أهمية محاربة التطرف"، ذاكرا دولة الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية بقيادة ابن سلمان، على حد تعبيره.

وأشاد الوزير بما اعتبره "ثباتا لافتا" من قادتهما تجاه استمرار العلاقات مع تل أبيب رغم تصاعد المأساة الإنسانية في قطاع غزة.

وفي تصريحات عبر أحد برنامج البودكاست٬ أشار ديرمر إلى أن "كثيرين لا يُقدرون بما فيه الكفاية مواقف بعض القادة في المنطقة"، مضيفًا: "أكنّ تقديرًا كبيرًا لقيادة دولة الإمارات، لمحمد بن زايد، وعبدالله بن زايد، وغيرهم".

Inside Israel’s War Cabinet: Ron Dermer on the Battles That Changed Everything!@DavidM_Friedman sits down with @AmbDermer at the Prime Minister's Office and unpack it all.

Exclusively on the @onejewishstate podcast, available wherever you get your podcasts.

(00:00) Preview… pic.twitter.com/g09ef099Rf — One Jewish State (@onejewishstate) July 24, 2025
ورغم اعترافه بوجود "بعض التصريحات القاسية من وزارات الخارجية" في دول الخليج، إلا أن ديرمر اعتبر أن "الالتزام المستمر من قِبل هذه الدول تجاه الشراكة مع إسرائيل يبقى أمرًا مثيرًا للإعجاب"، بالنظر إلى ما وصفه بـ"حجم الصور الصادمة التي تُعرض على شاشات التلفزة"، في إشارة إلى مشاهد الدمار والمجاعة والمجازر في غزة.

وأضاف: "مع الأخذ في الاعتبار ما يحدث فعليًا على الأرض في غزة، فإن استمرار هؤلاء القادة في التزامهم يُظهر بوضوح مدى إدراكهم لخطورة التطرف وضرورة مواجهته".

وفي محاولة لتبرير الأرقام الصادمة للضحايا والشهداء في قطاع غزة، قال ديرمر إن الصراع الإسرائيلي-الفلسطيني خلال قرن من الزمن لم يشهد هذا العدد من القتلى.

وأوضح: "قبل السابع من تشرين الأول/أكتوبر، كان عدد القتلى في مجمل النزاع الإسرائيلي الفلسطيني على مدار نحو مئة عام يقارب 22 ألف شخص من الطرفين، دون الخوض في تحديد من كان محقًا ومن كان مخطئًا"، وتابع: "أما الصراع الإسرائيلي-العربي بشكل أوسع فقد أسفر عن نحو 125 ألف قتيل".

وحرص ديرمر على الإشارة إلى أن "الأرقام الحالية في غزة باتت توازي، وربما تتجاوز، أعداد القتلى في قرن من الصراع"، في ما بدا تلميحًا لتبرير حجم العدوان الإسرائيلي غير المسبوق على القطاع المحاصر.


تمجيد لـ"ضبط النفس الخليجي"
وتتزامن تصريحات ديرمر مع تفاقم الكارثة الإنسانية في قطاع غزة، حيث تشير تقارير الأمم المتحدة إلى مجاعة وشيكة تهدد أكثر من مئة ألف طفل، في ظل الحصار الإسرائيلي الكامل على دخول الغذاء والدواء، واستمرار القصف اليومي الذي أودى بحياة أكثر من 59 ألف فلسطيني، وفق أرقام وزارة الصحة في غزة.

وتثير الإشادة العلنية من جانب ديرمر بقادة الخليج، لا سيما الإمارات والسعودية، تساؤلات حول مدى استمرار التعاون غير المعلن في مجالات التنسيق الأمني والتطبيع السياسي، في وقت تتصاعد فيه الأصوات الشعبية والحقوقية المطالبة بوقف كافة أشكال العلاقة مع دولة الاحتلال.

مقالات مشابهة

  • كيف تقوّض فظائع غزة جيش الاحتلال الإسرائيلي وتُشعل تمردا صامتا بين صفوفه؟
  • مسئول إسرائيلي : نعيش أسوأ لحظات الحرب على القطاع
  • وزير إسرائيلي يشيد بثبات العلاقات مع الإمارات رغم الحرب في غزة (شاهد)
  • ترامب يقلص المهلة التي منحها لبوتين لوقف الحرب
  • ترامب: أنقذت العالم من 6 حروب.. وسأقلل مهلة الـ 50 يوما التي منحتها لبوتين
  • إحباط إسرائيلي: التجويع في غزة وضغوط العالم لوقف الحرب تدفعنا للزاوية
  • مسؤول إسرائيلي يعترف: إدخال المساعدات إجراء اضطراري لتهدئة الضغوط الدولية
  • ستارمر: صور أطفال غزة مروّعة.. وترامب يتحدث عن خطط مع نتنياهو
  • بسبب المجاعة.. آثار "مدمرة ودائمة" تنتظر أطفال غزة
  • بينهم ضابطان.. محاكمة قتلة عضو “المؤتمر السوداني” تختبر إرادة العدالة السودانية