مكالمة بوتين وترامب تشعل الجدل: هل تلوح فرصة للسلام أم استمرار للأزمة؟
تاريخ النشر: 20th, March 2025 GMT
في خطوة لافتة أثارت جدلاً واسعًا، كشفت المكالمة الهاتفية التي أجراها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مع نظيره الأمريكي دونالد ترامب بشأن النزاع المستمر في أوكرانيا عن تعقيدات مستمرة في الجهود الدبلوماسية لإنهاء الحرب.
وأكد الإعلامي الروسي يفغيني روژكوف، خلال تصريح له على قناة "روسيا 1" الحكومية، أن بلاده ملتزمة بإيجاد حل سلمي للصراع في أوكرانيا.
من جانبه، قال نيل جولد-ديفيز، الباحث في شؤون روسيا وأوراسيا في المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية ومقره لندن، إن رفض بوتين لوقف إطلاق النار كان متوقعًا تمامًا.
وشدد على أن بوتين لا يريد الموافقة على وقف إطلاق النار، وقد أوضح ذلك بتفصيل كبير خلال العام الماضي.
وأضاف جولد-ديفيز: "يفهم بوتين أنه سيكون من غير الحكيم أن يقول ذلك مباشرةً للرئيس ترامب، الذي يعتبر إنهاء الحرب أولوية قصوى للغاية." وتابع أن "ما لدينا الآن هو، في الواقع، تنافس أو منافسة بين كييف وموسكو لإقناع ترامب بأن الجانب الآخر هو المسؤول عن إعاقة تحقيق هدفه بإنهاء الحرب."
وقال جولد-ديفيز: "لا أستطيع تذكر أي فترة أخرى في حياتي شهدت مثل هذا الانقلاب الدبلوماسي السريع في زمن قصير كهذا. فقد استغرق الأمر من غورباتشوف أربع سنوات للتخلي عن الالتزامات السوفيتية طويلة الأمد في أوروبا الشرقية، بينما استغرق الأمر من الولايات المتحدة أربع أسابيع فقط لطرح تساؤلات حول التزاماتها الأساسية والتاريخية تجاه أوروبا."
Relatedبوتين: روسيا ستضمن حياة الجنود الأوكرانيين في كورسك ولكن بشرط الاستسلام وأخيرا.. المجر تتخلى عن استعمال حق النقض وتؤيد تمديد العقوبات الأوروبية على روسياإيران في مواجهة العقوبات: دعم الصين وروسيا يفتح الباب للحوار النوويواتفق ترامب وبوتين خلال مكالمة طويلة يوم الثلاثاء في الثامن عشر من مارس آذار على وقف فوري للهجمات ضد البنية التحتية للطاقة في أوكرانيا، لكن الزعيم الروسي لم يدعم دعوة الإدارة الأمريكية إلى وقف شامل لإطلاق النار لمدة 30 يومًا والتي تضغط أمريكا من أجلها.
ووصفت واشنطن هذه الخطوة بأنها "الخطوة الأولى نحو السلام"، معربة عن أملها في أن تتضمن وقفًا بحريًا لإطلاق النار في البحر الأسود، ومن ثم إنهاء كامل ودائم للقتال.
لكن لم يكن هناك أي مؤشر على أن بوتين قد تراجع عن شروطه الخاصة باتفاق سلام محتمل، والتي تعارضها كييف بشدة.
فيما أبدى سكان موسكو آراء مختلطة حول التفاعل بين ترامب وبوتين. وقال أناتولي أوتشكين، أحد السكان المحليين: "أعتقد أنه يجب أن نكون حذرين بعد كل ما حدث." وأضاف: "على الأقل حتى الآن، لم يفعل الرئيس الجديد للولايات المتحدة أي شيء يمكن أن يسبب أي نوع من فقدان الثقة الكبيرة."
أما سيرجي بانين، أحد السكان المحليين أيضاً، فقال: "إنه لا يعتقد أن وقف إطلاق النار سيعمل أو يدخل حيز التنفيذ قريبًا". وأضاف: "يبدو لي أن هذا مجرد استمرار للوضع بأكمله. أنا شخص دائمًا ما أضع نفسي في أسوأ الاحتمالات، ولكن إذا اتضح الوضع أفضل، فهذا أمر جيد."
Go to accessibility shortcutsشارك هذا المقالمحادثة مواضيع إضافية سرقة لا تصدق.. محكمة أكسفورد تدين لصوص المرحاض الذهبي "أمريكا" الذي سرق من مسقط رأس تشرشل الحد الأدنى للأجور: ما هي الدول الأوروبية التي شهدت أعلى الزيادات؟ لقاء بين رئيسي رواندا والكونغو الديمقراطية في قطر لبحث سبل تحقيق السلام روسياأوكرانياالولايات المتحدة الأمريكيةالمصدر: euronews
كلمات دلالية: إتفاقية سلام الاتحاد الأوروبي حركة حماس ضحايا إسرائيل أوروبا إتفاقية سلام الاتحاد الأوروبي حركة حماس ضحايا إسرائيل أوروبا روسيا أوكرانيا الولايات المتحدة الأمريكية إتفاقية سلام الاتحاد الأوروبي حركة حماس ضحايا إسرائيل أوروبا الصراع الإسرائيلي الفلسطيني غزة فولوديمير زيلينسكي قطاع غزة إسبانيا حقوق المرأة یعرض الآنNext
إقرأ أيضاً:
ترامب يتوعد للصين | سلوك مريب وخطط شريرة تشعل الحرب التجارية.. ماذا يحدث؟
في تصعيد لافت في نبرته تجاه بكين، خرج الرئيس الأميركي دونالد ترامب بتصريحات مثيرة، محذرا من تحركات "عدائية وغريبة" تقوم بها الصين على الساحة الاقتصادية العالمية.
وفي منشور مطول نشره أمس، وجه ترامب اتهامات صريحة إلى الحكومة الصينية، معتبرا أن خطواتها الأخيرة تمثل تهديدا مباشرا للاستقرار التجاري العالمي ومحاولة لاحتكار موارد استراتيجية، وهذا التصعيد، بحسب ترامب، قد يغير مسار العلاقات بين القوتين العظميين، ويستدعي ردا أميركيا صارما.
ونشر الرئيس الأميركي دونالد ترامب، أمس، منشورا مطولا أثار فيه مخاوفه من تحركات الصين الأخيرة، واصفا ما يجري هناك بأنه "غريب للغاية"، ومشيرا إلى أن بكين أصبحت "عدائية بشكل متزايد" في تعاملها مع العالم.
وقال ترامب في مستهل منشوره: "أمور غريبة للغاية تحدث في الصين! إنهم يظهرون عداءا متزايدا، ويرسلون رسائل إلى دول العالم تطالب بفرض قيود صارمة على تصدير عناصر الإنتاج المرتبطة بالمعادن النادرة، وأي شيء آخر يمكنهم التفكير فيه حتى تلك التي لا تصنع داخل الصين أصلا!"
وتابع ترامب، مستنكرا هذه الخطوة: "لم نشهد شيئا مماثلا من قبل.. وما تقوم به الصين الآن من شأنه أن يؤدي إلى ازدحام الأسواق العالمية، ويعقد الأمور على معظم دول العالم، بما في ذلك الصين نفسها".
وأوضح أن حكومات عديدة تواصلت معه معبرة عن غضبها الشديد من هذا التصعيد المفاجئ في السياسة التجارية الصينية، قائلا:
"كانت علاقتنا مع الصين خلال الأشهر الستة الماضية جيدة جدا، ولهذا السبب، فإن ما يحدث الآن صادم وغير متوقع.. لطالما شعرت أنهم يخططون لشيء ما خلف الكواليس، ويبدو أنني كنت محقا، كالعادة! لا يمكن السماح للصين باحتكار العالم.. وهذه، على ما يبدو، كانت نيتهم طوال الوقت، بدءا من المغناطيسات إلى عناصر إنتاجية أخرى جمعوها بهدوء في ما يشبه خطوة احتكارية خطيرة".
ووصف ترامب هذه التحركات بأنها "شريرة وعدائية إلى حد كبير"، لكنه أكد في المقابل أن الولايات المتحدة تملك أدوات احتكارية أقوى من تلك التي لدى الصين، مضيفا: "لم أختر استخدام تلك الأدوات من قبل، لأنه لم تكن هناك حاجة لذلك — حتى الآن!"
وأشار إلى أن الرسالة الصينية التي تم إرسالها كانت مفصلة للغاية، وتوضح بدقة كل عنصر ترغب بكين في حجبه عن باقي الدول، مشددا على أن: "الأمور التي كانت تعتبر روتينية لم تعد كذلك. لم أتحدث إلى الرئيس الصيني شي جين بينغ، لأنه لم يكن هناك سبب يدفعني إلى ذلك. ما حدث كان مفاجأة حقيقية، ليس فقط لي، بل لمعظم قادة العالم الحر".
وكشف ترامب أنه كان من المفترض أن يلتقي بالرئيس الصيني بعد أسبوعين في منتدى التعاون الاقتصادي لدول آسيا والمحيط الهادئ في كوريا الجنوبية، إلا أن الظروف الحالية قد تدفعه لإلغاء هذا اللقاء.
وعلق ساخرا: "الرسائل الصينية جاءت في توقيت غريب للغاية، إذ تزامنت مع يوم تاريخي شهد السلام في الشرق الأوسط، بعد ثلاثة آلاف عام من الحروب والفوضى.. هل كان هذا التوقيت مجرد صدفة؟"
وأضاف بحزم: "بناءا على ما تضمنته رسالة الصين من نظام عدائي صريح، سأضطر، كرئيس للولايات المتحدة، إلى الرد ماليا على هذا التحرك".
وفي ختام منشوره، صعد ترامب من لهجته، مؤكدا أن الولايات المتحدة لن تقف مكتوفة الأيدي: "مقابل كل عنصر يحتكره الصينيون، لدينا عنصران.. ولم أتوقع أن تصل الأمور إلى هذه المرحلة، ولكن ربما كما هو الحال في كثير من الأحيان.. وحان الوقت لذلك.. وفي النهاية، رغم أن الأمر قد يكون مؤلما على المدى القصير، إلا أنه سيكون مفيدا جدا للولايات المتحدة".
وكشف عن أن إحدى السياسات التي تتم دراستها حاليا تتمثل في زيادة كبيرة في الرسوم الجمركية على المنتجات الصينية، إلى جانب عدة تدابير مضادة أخرى قيد البحث الجاد.