محللون إسرائيليون: عودة بن غفير ضمان لبقاء الحكومة وإطالة الحرب
تاريخ النشر: 19th, March 2025 GMT
القدس المحتلة- سرع استئناف الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، عودة حزب "عظمة يهودية" ورئيسه إيتمار بن غفير إلى الحكومة، وذلك بعد أن انسحب من الائتلاف على خلفية اتفاق وقف إطلاق النار في غزة وصفقة التبادل، وتحمل هذه العودة في طياتها العديد من الرسائل والدلالات بكل ما يتعلق بالمشهد السياسي الإسرائيلي، وكذلك احتدام الصراع مع الشعب الفلسطيني.
وتساءل المحللون عن دوافع رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو لإعادة بن غفير للحكومة، وهل كان تجدد القتال في غزة وانتهاك اتفاق وقف إطلاق النار من جانب إسرائيل لأسباب أمنية عملياتية؟ أم لأسباب تتعلق بالبقاء السياسي لنتنياهو، عشية التصويت على الموازنة العامة، واحتواء أزمة تجنيد الحريديم؟
وفي الإجابة عن هذه التساؤلات، تجمع قراءات المحللين على أن عودة بن غفير إلى الحكومة، تعزز مكانة نتنياهو بالمشهد الحزبي بمعسكر اليمين، وذلك رغم الاستقطاب السياسي والانقسام والشرخ بالمجتمع الإسرائيلي، وتسهم كذلك في استقرار وتدعيم ائتلاف حكومة نتنياهو حتى نهاية ولايتها بشهر نوفمبر/تشرين الثاني 2026.
طوق نجاة لنتنياهوورجحت التقديرات أن عودة بن غفير بمثابة طوق نجاة لنتنياهو لمواجهة التحديات الداخلية، بكل ما يتعلق بالصراع مع رئيس "الشاباك" رونين بار، وعزل المستشار القضائي للحكومة غالي بهاراف ميارا، وأزمة الموازنة، وإعفاء الحريديم من الخدمة العسكرية.
إعلانوهي كذلك فرصة لليمين لإعادة طرح خطة تهجير الفلسطينيين وإعادة الاستيطان في قطاع غزة، والإبقاء على حالة الحرب والقتال والتوغلات في سوريا ولبنان.
ويرى محللون أن استئناف القتال حقق النتائج المرجوة بتحفيز بن غفير للعودة إلى الحكومة، لكنه قد يدفع حركة حماس إلى ترسيخ مواقفها وعدم تقديم أي تنازلات، وهو ما يورط إسرائيل بمستنقع الحرب في غزة، علما أن محاولة نتنياهو تمديد المرحلة الأولى من اتفاق غزة، في محاولة إعادة المزيد من الرهائن الإسرائيليين، دون الانتقال إلى المرحلة الثانية، فشلت فشلا ذريعا.
وبعد انتهاك الاتفاق وعودة بن غفير للحكومة، أشارت بعض القراءات للمحللين إلى أن إسرائيل اكتشفت أن التكتيكات التي استخدمها نتنياهو، بدعم من الرئيس الأميركي دونالد ترامب، لم تؤد إلى إطلاق سراح المزيد من الرهائن، ونتيجة لذلك، انهار الاتفاق في وقت مناسب لرئيس الوزراء، الذي يواجه قضايا داخلية حارقة، وهو ما دفعه لتصدير الأزمات الداخلية باستئناف الحرب.
تحت عنوان "الحملة لإعادة بن غفير"، كتب المحلل السياسي المتخصص في الشؤون العربية آفي يسسخاروف مقالا في صحيفة "يديعوت أحرونوت"، استعرض من خلاله دوافع نتنياهو من وراء استئناف الحرب على غزة، وتناول معاني ودلالات عودة بن غفير إلى الحكومة، سواء على الصعيد الداخلي الإسرائيلي، أو على صعيد الحرب مع الفلسطينيين في قطاع غزة والضفة الغربية.
ولكن على ضوء التحركات الساخرة والتكتيكات التي قام بها نتنياهو، بما في ذلك إقالة رئيس الشاباك، يقول المحلل السياسي إنه "من المستحيل ألا نتساءل عن دوافع نتنياهو لإنهاء وقف إطلاق النار؟"، مشيرا إلى أن العودة للقتال تأتي لتثبيت بقاء نتنياهو السياسي، بينما إعادة بن غفير للحكومة لضمان استقرارها واستمرارها حتى انتهاء ولايتها.
إعلانويعتقد أن نتنياهو نجح من خلال استئناف القتال والتخلي عن صفقة التبادل بإعادة إيقاظ الشعور بالانقسام والشقاق والشك المتبادل بين الجمهور الإسرائيلي، قائلا "لقد تم نسيان اليوم التالي للسابع من أكتوبر، وعدنا في كثير من النواحي إلى الأيام الصعبة والرهيبة للانقلاب القضائي، وتعزز الاعتقاد أن الفصائل المسلحة قادرة على الإطاحة بإسرائيل".
ضمان المستقبل السياسيبدت محررة الشؤون السياسية في صحيفة “هآرتس” ريفيت هيخت أكثر حدة وانتقادا لنتنياهو، حيث اتهمته باستغلال كافة موارد الدولة من أجل ضمان مستقبله السياسي، والبقاء على كرسي رئاسة الوزراء إلى ما لا نهاية، حتى وإن كان ذلك على حساب تعميق الشرخ والانقسام المجتمعي والاستقطاب السياسي وإشعال الصراعات وتغذية الخلافات بين الإسرائيليين.
وفي سياق توسع حدة الاستقطاب السياسي، تقول هيخت إن "انضمام بن غفير إلى الائتلاف حدث صادم بحد ذاته، وخاصة في وقت كان يتم فيه تقويض سيادة القانون على يد طاغية متهم بجرائم جنائية وقومية، والآن عاد بن غفير إلى الحكومة دون القدرة على التهديد بالانسحاب منها مرة أخرى كما في السابق، وهذا إنجاز لنتنياهو بتحجيم عظمة يهودية لتكون خاضعة له".
وأوضحت أن عودة بن غفير للحكومة تعتبر بمثابة "أمر لطيف" من منظور نتنياهو، وخطوة أخرى نحو توسيع هوامش الائتلاف، حيث كان هذا أيضا هو الدافع لرئيس الوزراء للدفع نحو اندماج حزب "اليمين الرسمي" برئاسة غدعون ساعر، إلى حزب الليكود، وهو ما يضمن احتواء أي منافسين محتملين وإظهار الولاء المستمر لنتنياهو.
وخلصت هيخت بالقول إنه "حتى لو كانت هناك أسباب عملية لتجديد القتال، إلى جانب الأسباب السياسية، فإن المخاطرة المجنونة التي اتخذتها الحكومة الإسرائيلية على حياة الرهائن المتبقين في قطاع غزة تشكل واحدة من أكثر الإجراءات الحكومية قسوة في تاريخ إسرائيل"، مع الكذبة المستهلكة التي تقول إن "الضغط العسكري سيؤدي إلى إطلاق سراح المحتجزين".
العودة للتهجير والاستيطانمن جانبه، يعتقد الكاتب الإسرائيلي، شالوم يروشالمي، أن قرار استئناف القتال في غزة يؤكد لنتنياهو أن الموازنة العامة سوف يصادق عليها في الأيام المقبلة، ويرحل -مؤقتا على الأقل- قضية قانون التجنيد للحريديم، ويبدو أن هذه الحكومة، ورغم الفشل والإخفاق في منع أحداث السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023، ستصمد حتى نهاية ولايتها.
إعلانوحتى لو كان هذا صحيحا، يقول يروشالمي إن "تجديد الحرب في غزة، وهي الخطوة المثيرة للجدل حتى داخل جيش الدفاع الإسرائيلي، لها عواقب سياسية واضحة، وتلعب في المقام الأول لصالح نتنياهو، فهذا يعيد بن غفير إلى الحكومة، وكذلك يطرح مجددا خطة الترانسفير والتهجير وإعادة الاستيطان في غزة وضم الضفة الغربية".
ويضيف الكاتب الإسرائيلي "هذا ائتلاف مصنوع من الصلب، وهو مرة أخرى تحت تصرف نتنياهو، وذلك قبل أسبوع ونصف من التصويت الحاسم على الموازنة، حيث إن إقرار الميزانية يضمن لنتنياهو عاما آخر في الحكم بدلا من إجراء انتخابات مبكرة في 30 يونيو/حزيران من هذا العام".
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات بن غفیر إلى الحکومة بن غفیر للحکومة قطاع غزة فی غزة
إقرأ أيضاً:
خروج بلا عودة.. إسرائيل تعلن فتح «معبر رفح» للمغادرة فقط!
أعلنت الحكومة الإسرائيلية، الأربعاء، عن فتح معبر رفح في الأيام المقبلة للمغادرة فقط من قطاع غزة إلى مصر، بعد الحصول على الموافقة الأمنية اللازمة.
وأكد منسق أعمال الحكومة أن الترتيب سيتم بالتنسيق مع السلطات المصرية وتحت إشراف بعثة الاتحاد الأوروبي، على غرار الآلية التي نُفذت في يناير 2025.
ويأتي هذا الإعلان بعد دعوات متكررة من الأمم المتحدة ومنظمات إغاثية لإعادة فتح المعبر، في ظل أزمة إنسانية حادة تواجهها غزة بعد عامين من الحرب.
ميدانيًا، شنت القوات الإسرائيلية ليل وفجر الأربعاء سلسلة غارات جوية ومدفعية مكثفة استهدفت حي التفاح ومنطقة السنافور شرقي مدينة غزة، في تصعيد جديد يواصل خرق اتفاق وقف إطلاق النار الساري منذ 10 أكتوبر الماضي.
وأفادت مصادر ميدانية أن القصف شمل إطلاق نار من مروحيات ودبابات إسرائيلية على المناطق الشرقية لمدينة خان يونس وجنوب شرقي مدينة غزة، مع تحليق مكثف للطائرات الحربية فوق جنوب القطاع.
كما فجرت القوات روبوتًا مفخخًا في محيط منطقة السنافور، ونفذت تفجيرات داخل ما يُعرف بـ”الخط الأصفر” في حي التفاح، بالتزامن مع غارات جوية مكثفة استهدفت مواقع متفرقة في الحي ومحيطه.
وأسفر القصف الليلي عن إصابة عدد من المواطنين قرب مفترق السنافور، بينما استمرت الطائرات الحربية في تنفيذ غارات متقطعة حتى ساعات الصباح الأولى. كما شملت الغارات مناطق شرقي خان يونس وشرقي رفح جنوبي القطاع.
ارتفاع قتلى الصحفيين الفلسطينيين في غزة إلى 257 بعد مقتل المصور محمود وادي
أفاد المكتب الإعلامي الحكومي بقطاع غزة، بمقتل المصور الصحفي محمود وادي، ليصل عدد الصحفيين الفلسطينيين الذين فقدوا حياتهم منذ بداية الحرب على القطاع إلى 257.
وأدان المكتب في بيان عبر حسابه على “تلغرام” استهداف الاحتلال الإسرائيلي للصحفيين بشكل ممنهج، داعيًا الاتحاد الدولي للصحفيين واتحاد الصحفيين العرب وجميع الأجسام الصحفية العالمية إلى إدانة هذه الجرائم.
وحمل البيان إسرائيل، والإدارة الأمريكية، والدول المشاركة في ما وصفه بـ “جريمة الإبادة”، مثل المملكة المتحدة وألمانيا وفرنسا، المسؤولية الكاملة عن هذه الأعمال الوحشية، مطالبًا المجتمع الدولي والمنظمات الدولية بالعمل على ردع الاحتلال وملاحقة مرتكبيه أمام المحاكم الدولية.
وأكد المكتب ضرورة ممارسة ضغط دولي عاجل وفاعل لوقف جريمة الإبادة وحماية الصحفيين والإعلاميين في غزة، وإنهاء عمليات قتلهم واغتيالهم.
وصول خمسة أسرى فلسطينيين محررين من غزة وإسرائيل تتسلم عينات رفات إضافية
وصل خمسة أسرى فلسطينيين محررين من قطاع غزة، مساء الثلاثاء، إلى مستشفى “شهداء الأقصى” في المنطقة الوسطى، بعد الإفراج عنهم من السجون الإسرائيلية.
وأوضحت مصادر محلية أن طواقم الصليب الأحمر الدولي تولت نقل الأسرى مباشرة إلى المستشفى لتقديم الرعاية الطبية وإجراء الفحوص اللازمة، وفقًا للمركز الفلسطيني للإعلام.
وبينت المصادر أن الأسرى المحررين هم: سعدي محمد سعيد حسنين (16 عامًا)، خضر عمر داود أبو مسلم (47 عامًا)، أحمد علي أحمد الأسطل (29 عامًا)، محمد عايد حسن الغولة (38 عامًا)، وزاهر عبد الحميد عبد الله أبو عودة (51 عامًا).
وأضافت أن الأسرى وصلوا بحالة صحية حرجة نتيجة التعذيب والإهانة وحرمانهم من الطعام خلال فترة الاحتجاز.
ويأتي الإفراج ضمن دفعات محدودة يجريها الجيش الإسرائيلي لعدد من معتقلي قطاع غزة بعد أشهر من الاحتجاز، وذلك ضمن اتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحركة حماس، الذي دخل حيز التنفيذ في 10 أكتوبر الماضي.
وفي إطار الاتفاق، أفرجت حماس عن 20 أسيرًا كانوا محتجزين منذ 7 أكتوبر 2023، فيما أفرجت إسرائيل عن نحو 2000 أسير فلسطيني، بينهم محكومون بالسجن المؤبد، كما يعيد الجانب الفلسطيني رفات الرهائن الذين قضوا في الأسر، وتم التعرف على هويات 24 منهم، بينما لا تزال أربع رفات محتجزة في غزة.
وأكد مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، اليوم الأربعاء، أن الرفات التي سلمتها حماس أمس لا تعود لأي من الرهينتين المتبقيتين في غزة، مشيرًا إلى أن الفحوصات أكدت ذلك دون تقديم مزيد من التفاصيل.
وأفاد الجيش الإسرائيلي بأنه تلقى عينات رفات من مسلحين فلسطينيين عبر الصليب الأحمر، وسيتم إرسالها إلى الطب الشرعي للفحص، في حين لا تزال هناك رفات لتايلاندي وإسرائيلي في غزة، وفق البيانات الرسمية.
إسرائيل تسلّم ألمانيا أول منظومة “حيتس 3” الدفاعية بعيد المدى وفق الجدول الزمني
تستعد شركة الصناعات الجوية الإسرائيلية ووزارة الدفاع، الأربعاء، لتسليم ألمانيا أول منظومة تشغيلية من نظام الدفاع الصاروخي بعيد المدى “حيتس 3″، وفق الجدول الزمني المتفق عليه قبل اندلاع الحرب، دون أي تأخير مرتبط بها.
ولم تُكشف بعد التفاصيل الكاملة للمنظومة التي تشمل راداراً وقاذفاً مختلفاً عن النسخة المستخدمة في إسرائيل، فيما يتواجد نحو 40 خبيراً ألمانيا في مقر الصناعات الجوية بالإنتاج الإسرائيلي لتلقي التدريب على تشغيل النظام وفهم خصائصه.
وتم توقيع الصفقة بين إسرائيل وألمانيا في سبتمبر 2023 بقيمة تزيد على 13 مليار شيكل (حوالي 3.6 مليار دولار)، ما يجعلها أكبر صفقة أمنية في تاريخ إسرائيل. وقال مصدر أمني كبير لصحيفة “إسرائيل اليوم” إن الصفقة قد تشمل مراحل إضافية مستقبلاً، مع وجود دول أخرى مهتمة بالحصول على النظام.
ورغم طلب تعزيز منظومات “حيتس” داخل إسرائيل خلال الحرب لمواجهة تهديدات الحوثيين وإيران، نجحت الصناعات الجوية في تلبية احتياجات الجيش الإسرائيلي والالتزام في الوقت ذاته بتسليم المنظومة لألمانيا.
وأكد المسؤولون أن الصفقة ساهمت في توسيع خطوط الإنتاج والبنية التحتية والمواد والقوى العاملة، ما عزز قدرات الدفاع الإسرائيلية خلال الحرب وسيسرّع إنتاج صواريخ الاعتراض مستقبلاً.
ويأتي التسليم بعد رفع الحظر الذي فرضه المستشار الألماني فريدريخ ميرتس في أغسطس الماضي على تزويد إسرائيل بأنظمة قد تُستخدم في الحرب، والذي أدى إلى تعليق توريد محركات دبابات “ميركافا” وتعطيل عدد كبير من الدبابات. وقال مصدر أمني كبير إن رفع الحظر يمثل خطوة إيجابية وينبغي ألا يتكرر مثل هذا التعطيل مستقبلاً.