احتجاجات شعبية ودعوات للتهدئة.. أردوغان يتجنب التعليق على احتجاز عمدة إسطنبول
تاريخ النشر: 20th, March 2025 GMT
تجنب الرئيس التركي رجب طيب أردوغان التعليق على احتجاز عمدة إسطنبول أكرم إمام أوغلو خلال كلمته التي ألقاها أمام مجموعة من المزارعين في مقر إقامته بالعاصمة أنقرة، في وقت تشهد فيه البلاد توترات سياسية واقتصادية متزايدة بسبب هذه القضية.
تفاصيل الاحتجاز وردود الفعل
وأعلنت النيابة العامة في إسطنبول يوم الأربعاء أن إمام أوغلو محتجز على خلفية قضية تتعلق بمنظمة متورطة في الفساد والرشوة والابتزاز، وهو ما أثار جدلًا واسعًا في الأوساط السياسية التركية.
وتزامنًا مع احتجازه، تم تعزيز الإجراءات الأمنية في إسطنبول، خصوصًا في الشوارع الرئيسية وأمام مبنى المديرية العامة للشرطة. كما لوحظت اضطرابات في عمل مواقع التواصل الاجتماعي، في خطوة قد تهدف إلى الحد من انتشار المعلومات حول الاحتجاجات المتزايدة.
على الصعيد الاقتصادي، تسبب نبأ احتجاز إمام أوغلو في انخفاض حاد لليرة التركية، حيث تجاوز سعر صرف الدولار لأول مرة حاجز 41 ليرة، مسجلًا ارتفاعًا بنسبة 10%. كما شهدت بورصة إسطنبول تراجعًا حادًا، حيث انخفض المؤشر الرئيسي BIST 100 بنسبة 6.87% عند الافتتاح، ما يعكس قلق المستثمرين من تداعيات الأزمة السياسية.
احتجاجات شعبية ودعوات للتهدئةفي المقابل، خرج أنصار إمام أوغلو في مظاهرات احتجاجية في منطقة سراج خانة. ومع ذلك، كانت حكومة المدينة قد أصدرت حظرًا على جميع التظاهرات حتى 23 مارس، في محاولة للسيطرة على الوضع.
وفي خضم هذه التطورات، دعا وزير العدل التركي يلماز تونش إلى عدم تنظيم مظاهرات، مؤكدًا أن احتجاز إمام أوغلو لا علاقة له بالرئيس أردوغان، وهو ما نفته المعارضة التي تعتبر أن العملية سياسية بالدرجة الأولى.
في الوقت الذي كانت إسطنبول تشهد هذه التوترات، كان أردوغان يلقي كلمة خلال برنامج إفطار مع المزارعين في أنقرة، حيث ركز حديثه على القطاع الزراعي، مؤكدًا أن تركيا أصبحت رائدة في أوروبا والثامنة عالميًا في حجم الإنتاج الزراعي، لكنه لم يعلق نهائيًا على قضية إمام أوغلو.
وتأتي هذه التطورات في وقت تُعتبر فيه إمام أوغلو المنافس الأبرز لأردوغان في الانتخابات الرئاسية المحتملة، وهو ما دفع زعيم حزب الشعب الجمهوري المعارض، أوزغور أوزيل، إلى وصفه بالمرشح الرئيسي للحزب في الانتخابات المقبلة.
كما انتقدت إدارة الرئاسة التركية ما وصفته بـ "التشهير غير المبرر" بأردوغان على خلفية الاحتجاز، مؤكدة أن القضية لا تحمل أي دوافع سياسية، وهو ما يشكك فيه كثيرون في ظل تصاعد الضغوط على المعارضة التركية.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: تركيا أردوغان الرئيس التركي عمدة إسطنبول إسطنبول إمام أوغلو المزيد إمام أوغلو وهو ما
إقرأ أيضاً:
هآرتس: ترشح أول مسلم لمنصب عمدة نيويورك يثير رعب المؤسسة المؤيدة لإسرائيل
يخضع زهران ممداني المرشح لمنصب عمدة مدينة نيويورك -وهو ديمقراطي تقدمي وأول مسلم يخوض هذا المعترك على الإطلاق- لتمحيص مكثف بسبب اتهامه بمعاداة السامية. لكن صحيفة هآرتس الإسرائيلية تصف تلك الاتهامات بأنها لا أساس لها من الصحة.
وفي مقال رأي بالصحيفة، يعتقد الباحث في الدراسات العبرية واليهودية والتاريخ في جامعة نيويورك، آبي سيلبرشتاين، أنه على الرغم من عدم وجود أدلة تستند إليها تلك الادعاءات، فإنها تنبع من مخاوف حقيقية من تراجع الدعم غير المشروط لإسرائيل داخل الحزب الديمقراطي.
اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2غارديان: لماذا يُعد البرنامج النووي جزءا أساسيا من هوية إيران؟list 2 of 2هل يمكن لكل من إيران وإسرائيل وأميركا أن تدعي النصر؟end of listومع وجود ما يقرب من مليون يهودي يعيشون في الأحياء الخمسة لمدينة نيويورك، ليس من المفاجئ أن تكون معاداة السامية قضية مهمة في الانتخابات التمهيدية الديمقراطية شديدة التنافسية.
لا غرابةبيد أن سيلبرشتاين يرى أنه لا غرابة أن المرشح الذي يتعرض لأشد أنواع التدقيق في هذه القضية هو زهران ممداني عضو المجلس التشريعي للولاية البالغ من العمر 33 عاما، الذي أسر أفئدة ومشاعر وقلق شباب نيويورك الذين يكافحون لإرساء جذورهم في المدينة.
ويرى الكاتب أن ممداني -الذي يضيق الخناق على المرشح الأوفر حظا أندرو كومو– كان صريحا وواضحا بشأن آرائه عن الصراع الإسرائيلي الفلسطيني، فهو يؤكد حق إسرائيل في الوجود لكنه يصر على المساواة في الحقوق للفلسطينيين.
ويضيف طالب الدكتوراه سيلبرشتاين في مقاله أن ممداني دعم في السابق حركة المقاطعة وسحب الاستثمارات وفرض العقوبات على إسرائيل، ووصف أفعال الاحتلال في غزة بأنها إبادة جماعية.
كما رعى مشروع قانون لإلغاء الصفة الخيرية للمنظمات التي تساعد المستوطنات الإسرائيلية. وعلى الرغم من هذه الآراء، فقد أدان هجمات حركة المقاومة الإسلامية (حماس) في السابع من أكتوبر/تشرين الأول، وفق الكاتب الذي أوضح أن ممداني ظل يؤكد باستمرار على التزامه بحماية جميع المجتمعات في نيويورك، بما في ذلك السكان اليهود.
إعلان حملة نشطةلكن كل ذلك، لم يشفع للرجل لدى معارضيه، الذين يشنون حملة نشطة ضده ويصورونه على أنه معادٍ للسامية، مستخدمين تكتيكات مثل تغيير صورته في الرسائل البريدية وتحريف تصريحاته، وفق مقال هآرتس.
ورغم هذه الاتهامات، فقد ظل ممداني يتعامل معها بلباقة، معربا عن ألمه إزاءها ومؤكدا في الوقت نفسه على تفانيه في العمل مع جميع سكان نيويورك.
على أن الخوف الحقيقي الذي ينتاب الشخصيات المؤيدة لإسرائيل، لا يتعلق بالضرر الذي قد يلحقه ممداني بالجالية اليهودية في نيويورك، بل من أن يرمز نجاحه في الانتخابات التي تجري اليوم إلى ضعف النفوذ المؤيد لإسرائيل داخل أروقة الحزب الديمقراطي والسياسة الأميركية، على حد تعبير المقال.
عدم مناصرته لإسرائيلوبحسب سيلبرشتاين، فإن المعارضين يخشون أن يولي ممداني في حالة فوزه بالمنصب، الاهتمام الأكبر لمخاوف جميع سكان نيويورك -بمن فيهم الفلسطينيون المتضررون من الأحداث الدولية- بدلا من مناصرة إسرائيل دون انتقاد.
وينبئ الفوز المحتمل لممداني في مدينة كبرى مثل نيويورك بتحول في المشاعر العامة على نطاق واسع، حيث تشير استطلاعات الرأي الأخيرة إلى أن التعاطف مع الإسرائيليين بلغ أدنى مستوى له على الإطلاق، في حين وصل التأييد للفلسطينيين إلى مستوى لا مثيل له في الارتفاع منذ عام 2001، طبقا لمقال الرأي في صحيفة هآرتس.