قالت إيمان بنت راشد القلهاتية، أخصائية تغذية بالمديرية العامة للخدمات الصحية بمحافظة جنوب الشرقية: تتغير العادات الغذائية والروتين اليومي للملايين من المسلمين حول العالم في شهر رمضان، مما يثير تساؤلات حول تأثير الصيام على الوزن والصحة العامة. هل يساعد الصيام على فقدان الوزن، أم أنه يؤدي إلى نتائج عكسية؟ وكيف يمكن تحقيق التوازن بين الصيام والحفاظ على وزن طبيعي؟

أوضحت القلهاتية أن الصيام يمكن أن يكون فرصة لفقدان الوزن، حيث أظهرت الدراسات أن صيام رمضان قد يؤدي إلى انخفاض متوسط الوزن بمقدار 1 كجم أو أكثر لدى الأفراد الذين يعانون من السمنة وزيادة الوزن، بينما يوجد انخفاض طفيف في الوزن للأفراد ذوي الوزن الطبيعي، ومع ذلك، يمكن استعادة الوزن بعد الشهر الفضيل في حال عدم تبني عادات غذائية صحية.

إن تأثير الصيام على الوزن يختلف من شخص لآخر، وذلك بحسب اختلاف الأنماط الغذائية وكمية السعرات الحرارية المستهلكة بين وجبتي الإفطار والسحور، كما أن التغير في الوزن يعتمد بشكل أساسي على كمية السعرات الحرارية المستهلكة من الطعام، فإذا كانت أقل من حاجة الجسم، يحدث فقدان للوزن، بينما يؤدي استهلاك سعرات حرارية تفوق حاجة الجسم إلى زيادة الوزن.

وأشارت الدراسات إلى أن الأشخاص الذين يتبعون نظامًا غذائيًا صحيًا خلال رمضان، يتضمن كميات معتدلة من الكربوهيدرات والبروتينات والدهون الصحية، يحققون نتائج أفضل فيما يتعلق بفقدان الوزن وتحسين صحة الأيض.

وحول مصدر الطاقة أثناء الصيام، ذكرت القلهاتية أن الجسم يعتمد على مصادر مختلفة للطاقة وفقًا لمدة الصيام، ففي الساعات الأولى، يستخدم الجسم الجلوكوز المخزن في الكبد والعضلات على شكل جليكوجين، وهو مصدر سريع للطاقة، وبعد أن ينفد الجليكوجين، ينتقل الجسم إلى حرق الدهون المخزنة، مما يساعد في فقدان الوزن وإنتاج أجسام كيتونية تُستخدم كوقود بديل، أما في الحالات التي يطول فيها الصيام لفترات ممتدة دون تغذية كافية، فقد يلجأ الجسم إلى استخدام البروتين من العضلات كمصدر للطاقة.

وأكدت القلهاتية أهمية الرياضة في تعزيز صحة القلب وتحسين الحالة المزاجية، إلى جانب دورها الفعّال في إدارة الوزن وتقليل مستويات التوتر والقلق، ومن الضروري اختيار التمارين المناسبة وفقًا لتأثير الصيام على الجسم، حيث يُنصح بمراعاة توقيت ونوع النشاط البدني لضمان الحصول على الفوائد الصحية دون إرهاق، ويمكن ممارسة التمارين منخفضة أو متوسطة الشدة، مثل المشي وتمارين التمدد، قبل الإفطار بساعة لتجنب فقدان السوائل والطاقة.

أما بعد الإفطار بساعتين أو ثلاث ساعات، فتعد تمارين القوة ورفع الأثقال خيارًا مناسبًا، حيث يكون الجسم قد استعاد طاقته.

وشددت القلهاتية على أهمية شرب الماء بكميات كافية بين الإفطار والسحور، حيث لا تقتصر فوائده على الترطيب فحسب، بل له العديد من الفوائد الصحية التي تسهم في تحسين وظائف الجسم وتقليل الشعور بالجوع الزائف، كما يعزز عملية الأيض.

من جانب آخر، يقلل الماء من احتباس السوائل في الجسم، وهي مشكلة شائعة تحدث نتيجة التغيرات في النظام الغذائي أو نقص النشاط البدني، وقد يسبب احتباس السوائل شعورًا بالانتفاخ وزيادة الوزن الوهمي، لكن شرب كميات كافية من الماء يساعد في التخلص من هذه السوائل الزائدة، مما يعزز الشعور بالراحة والخفة.

وأشارت القلهاتية إلى أن قلة النوم واضطراب مواعيده خلال رمضان قد يؤديان إلى زيادة الوزن بسبب عدة عوامل فسيولوجية، منها تأثيره على توازن هرمونات الجوع والشبع، مما يسهم في زيادة الشهية، كما أن قلة النوم تؤدي إلى انخفاض معدل الأيض بسبب نقص الراحة الجسدية، مما يقلل من قدرة الجسم على حرق السعرات الحرارية.

وأوصت أخصائية التغذية بتعديل العادات الغذائية وتحسين نمط الحياة، مثل استبدال المشروبات السكرية، كالعصائر المصنعة والمشروبات الغازية، بالماء أو الأعشاب الطبيعية غير المحلاة، وتجنب الأطعمة المقلية والعالية بالدهون المشبعة، واستبدالها بالأطعمة المشوية أو المسلوقة أو المخبوزة، والتخطيط المسبق للوجبات بإعداد قائمة وجبات صحية ومتوازنة قبل بداية رمضان لتجنب العشوائية في الأكل.

كما أكدت أهمية تحسين جودة النوم والتوازن الهرموني من خلال الحصول على 7-8 ساعات من النوم يوميًا للحفاظ على استقرار مستويات الهرمونات المسؤولة عن الجوع والشهية، وتجنب السهر لساعات متأخرة، حيث تؤثر قلة النوم على عملية الأيض وتزيد الرغبة في تناول الأطعمة غير الصحية.

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: فقدان الوزن الصیام على

إقرأ أيضاً:

ضجيج الطعام.. لماذا لا يمكنك التوقف عن التفكير في وجبتك القادمة؟

هل سبق لك أن تناولت وجبة طعامك وبدأت تفكر فورا فيما ستأكله بعد ذلك؟ وهل تجد نفسك عاجزا عن التركيز بسبب تفكيرك المستمر بالطعام؟

يعد الشعور بالجوع أمرا طبيعيا، وعادة ما ترسل الأمعاء إشارات إلى الدماغ عندما يحتاج جسمك إلى الطعام، وقد تؤثر كذلك عواطفنا وعاداتنا على علاقتنا بالطعام، فيأكل الناس أحيانا للتسلية أو المتعة أو كجزء من المناسبات الاجتماعية، وقد يأكلون بدافع الملل أو لتهدئة أنفسهم بعد يوم شاق.

اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2قاعدة 30 السحرية.. هل وجدنا طريقة سهلة لحرق الدهون؟list 2 of 2رحلة كيس الطحين.. أب يعود منتصرا من جبهة الجوعend of list

ولكن في أحيان أخرى، لا يمكن للشخص التوقف عن التفكير في الطعام وتصبح أفكاره حول ما يجب أن يأكله مفرطة ومُلحة، وهذه الظاهرة يشار إليها باسم "ضجيج الطعام".

ما ضجيج الطعام؟

ضجيج الطعام ليس مصطلحا تشخيصيا أو اضطرابا مستقلا، ولكنه مفهوم بدأ ينتشر منذ عام 2023 بين مستخدمي تطبيق تيك توك وصولا إلى مشاهير مثل الإعلامية أوبرا وينفري التي تحدثت عن تجربتها الخاصة لإسكات ضجيج طعامها والحفاظ على وزن أقل.

ويشير مصطلح "ضجيج الطعام" إلى الانشغال الذهني المستمر بالطعام وتناوله ويمكن أن يشار إليه أيضا باسم "الثرثرة الغذائية" التي تدور في العقل على شكل مونولوج أو حوار داخلي  يركز على التخطيط للوجبة التالية، وغالبا ما يستجيب الشخص لجوعه، ومع ذلك تظل الأصوات تتعالى في الجزء الخلفي من ذهنه، فيأكل مرة أخرى، وهكذا.

وأشار العديد من المرضى إلى أن هذا السيل من الأفكار المزعجة يُشبه تشغيل شريط صوتي متكرر في رؤوسهم على مدار الساعة حول ما يجب تناوله في الوجبة القادمة، ومتى، وأين، وكمية الطعام ورائحته وشكله ومذاقه، وكأن هناك شعورا بالجوع المستمر يسيطر على أدمغتهم ولا يهدأ حتى يتناولوا شيئا ما، وهذا بالطبع يعيقهم عن التواجد بشكل كامل في اللحظة الحالية أو الانخراط في الأنشطة الأخرى.

ووفق بحث نشرته دورية (نيوترنتس) عام 2023، فإن الأمر يتحول إلى حد الشعور وكأن حياة الشخص كلها تتمركز حول الطعام، وأوضح الباحثون أن ذلك قد يؤدي إلى أنماط غذائية غير صحية مثل الأكل العاطفي وتناول الطعام كآلية للتكيف مع التوتر والمشاعر الأخرى.

أي شخص قد يعاني من ضجيج الطعام ولكنه يؤثر بشكل أكبر على الأشخاص الذين يعانون من صعوبات في إنقاص الوزن (غيتي)من يتأثر بضوضاء الطعام؟

قد يعاني أي شخص من ضجيج الطعام، ولكنه يؤثر بشكل أكبر على الأشخاص الذين يعانون من صعوبات في إنقاص الوزن، ووجدت دراسة أجرتها مؤسسة (ويت وتشرز) عام 2024، أن 57% من الأشخاص الذين يعانون من زيادة الوزن تسيطر عليهم أفكار مستمرة ومزعجة حول الطعام، وأن 12% فقط على دراية بمصطلح "ضجيج الطعام".

إعلان

ومع ذلك، فإن الحميات الغذائية القاسية ليست حلا لتخفيف حدة هذا الضجيج، تقول اختصاصية التغذية، تانيا هارغريف كلاين، لموقع "إكويب هيلث"، إن الشعور بالجوع أو تقليل تناول الطعام قد يتسبب في إثارة ضوضاء الطعام بداخل أي شخص، إذ يرى جسمك أن تقليل السعرات الحرارية يمثل تهديدا له، فيزيد من الضجيج  ليشجعك على تناول ما يعتبره طبيعيا.

وتضيف هارغريف: "قد يؤدي ذلك إلى حلقة مفرغة من الشعور بالجوع، يليه تناول الطعام بشكل لا يمكن السيطرة عليه، ويتكرر هذا يوميا تاركا الفرد مع مشاعر متصاعدة من الذنب والخجل".

وأوضح الطبيب النفسي، ديفيد كريل، لموقع (ويبمد)، أن المشكلة تكمن في كيفية استجابتنا لضوضاء طعامنا، إذ قد تُشكل هذه الضوضاء مشكلة حقيقية إذا دفعتنا إلى تناول طعام غير صحي أو تناول كميات كبيرة من السعرات الحرارية مما يؤدي إلى السمنة أو تفاقمها وتطور المضاعفات المرتبطة بها.

وقد يصاحب ضجيج الطعام شعورا بالذنب ويؤثر سلبا على جودة الحياة اليومية ويشتت انتباه الفرد عن إنجاز مهامه الأساسية، على سبيل المثال، يُفترض بك التركيز في العمل أو متابعة محادثة باهتمام، لكن عقلك مشغول بالتخطيط لما ستتناوله على العشاء أو حساب السعرات الحرارية في الحلوى المعروضة على المائدة، كما أن هذه الثرثرة الداخلية المستمرة حول الطعام وصورة الجسم قد تكون مُرهقة عاطفيا ومسببة للاضطرابات النفسية مثل القلق والعزلة وتدني احترام الذات، وفق ما أشارت إليه الطبيبة النفسية، سوزان ألبرز في مقال لها على موقع (سيكولوجي توداي).

الحميات الغذائية القاسية ليست حلا لتخفيف حدة هذا الضجيج (شترستوك)خيارات لإسكات أو تهدئة ضوضاء الطعام

يمكنك التخلص من ضجيج الطعام أو على الأقل تقليله باتباع بعض الإستراتيجيات ومنها:

نظام غذائي صحي: ينبغي تقليل الأطعمة المصنعة والتركيز على الأطعمة الكاملة وتناول الخضراوات والفاصوليا والبقوليات والفواكه والحبوب الغنية بالألياف، بالإضافة إلى المكسرات والبذور والأسماك والدهون الصحية، لتعزيز الشعور بالشبع.

تناول الطعام بانتظام: تخطي وجبات الطعام أو تقييد السعرات الحرارية بشكل كبير يمكن أن يثير ضجيج الطعام، لذلك حاول تناول 3 إلى 4 وجبات يوميا، والحصول على ما يكفي من البروتين والألياف.

ممارسة الأكل الواعي: أظهر بحث منشور في دورية (مرض السكري) عام 2017 أن تناول الطعام ببطء وتقليل المشتتات يساعد على إشباع شهيتك، لذلك حاول مضغ الطعام جيدا والاستمتاع بكل قضمة وتوقف بمجرد أن تشعر بالشبع.

تنظيم ساعات النوم: تؤثر مدة نومك على كيفية استجابة دماغك لإشارات الطعام، وأظهرت دراسة منشورة في مجلة "أوبستي" عام 2023 أن ليلة واحدة فقط من قلة النوم تستطيع أن تقلل مستويات هرمون الليبتين، وهو الهرمون الذي يساعدك على الشعور بالشبع، وتزيد من مستويات هرمون الغريلين، مما يجعلك أكثر جوعا.

التحكم في التوتر: عندما تشعر بالقلق أو الانفعال أو عدم الراحة، قد تفكر في الطعام ولاسيما أنه يعزز الشعور بتحسن مؤقت، لذلك حاول البحث عن طرق إيجابية لإدارة التوتر والقلق مثل تمارين التنفس العميق، التأمل، التواصل مع الآخرين، ممارسة النشاط البدني أو الاستمتاع بالطبيعة والاستماع إلى الموسيقى.

إعلان

تعديل بيئة طعامك: يمكن للتغييرات البسيطة في بيئتك أن تساعد في تقليل عدد الإشارات الغذائية التي تواجهها يوميا، فمثلا: إذا كان الآيس كريم هو الطعام الذي ترغب في الحد من تناوله، فلا تضعه في مقدمة الثلاجة حيث تراه طول الوقت.

استشارة طبيب مختص: قد تحتاج للتواصل مع طبيب مختص أو اختصاصي تغذية وقد تكون بعض أدوية إنقاص الوزن مثل أوزيمبك ومونجارو خيارا مناسبا، ولكن ينبغي الحذر، إذ إن التوقف عن تناولها قد يعزز استعادة الوزن.

مقالات مشابهة

  • الديون الخطر الصامت الذي يهدد استقرار الأُسر.. ومختصون يؤكدون لـ"الرؤية" ضرورة تحقيق التوازن بين استرداد الحقوق وصون كرامة المدين
  • ماذا يحدث لعظامك لو تعرضت للمروحة أثناء النوم مباشرة؟
  • امرأة أمريكية تكتشف خيانة زوجها من خلال ميزان ذكي
  • أفضل وقت لشرب الماء لإنقاص الوزن وتحسين الهضم
  • منظم حفل محمد رمضان: جاهز تماما لأي تحقيق.. وهذا سبب الانفجار
  • برج السرطان | حظك اليوم الجمعة 1 أغسطس 2025.. فقدان التوازن
  • ضجيج الطعام.. لماذا لا يمكنك التوقف عن التفكير في وجبتك القادمة؟
  • خبير هضم من هارفارد وستانفورد يُوصي..7 أطعمة تعيد التوازن لأمعائك وتحسن الهضم والمزاج
  • ما هو أفضل وقت لشرب شاي الماتشا لدعم فقدان الوزن؟
  • للتخسيس وإنقاص الوزن.. إليكم أطعمة تُطيل الشعور بالشبع