إشتعال جبهة التيغراي.. توترات لاتنتهي على البحر الأحمر
تاريخ النشر: 21st, March 2025 GMT
لا يزال التنافس الدولي على النفوذ في منطقة البحر الأحمر والقارة السمراء يحتل مساحة كبيرة من اهتمام الباحثين والمتخصصين في السياسة الدولية وكثير من دول العالم، حيث لا يكاد ينتهي حدث يصوب الأنظار إلى هذه المنطقة حتى يبدأ آخر يبقيها محط أنظار المراقبين والقوى المحلية والإقليمية والدولية.
إشتعال جبهة التيغراي مجددا
في سياق ذو صلة، وبدون مقدمات برزت بوادر أزمة جديدة بين إثيوبيا وإريتريا، بعد قرب العامين من العلاقات المتوترة والمكتومة، بعد توقيع أديس أبابا اتفاقية بريتوريا التي أنهت حربا استمرت عامين في إقليم تيغراي.
وفي سياق الأزمة المتصاعدة، نشر الرئيس الإثيوبي السابق مولاتو تيشومي مقالا على موقع الجزيرة الإنجليزية الشهر الماضي حذر من حرب قادمة بين بلده وإريتريا.
وأعرب الاتحاد الأفريقي، يوم الجمعة 14 من مارس الجاري، عن قلقه العميق إزاء تطورات الأوضاع في إقليم تيغراي الإثيوبي، حيث تهدد الخلافات السياسية بين الفصائل المتناحرة اتفاق السلام الهش الذي أنهى الحرب في المنطقة.
وسيطرت مليشيات "فانو" في إقليم الأمهرا الإثيوبي المحاذي لولاية القضارف على منطقة المتمة يوهانس الإثيوبية المحاذية لمدينة القلابات السودانية التابعة لمحلية باسندة بولاية القضارف.
من جانبه، صرح المحلل السياسي المهتم بالشأن الأفريقي، عثمان عبدالصمد، إن مايحدث على الحدود الإريترية الأثيوبية اليوم، هو إمتداد للتصادمات التي حدثت العام الماضي بين إثيوبيا من جهة وجبهة تحرير التيغراي وإريتريا والسودان من جهة أخرى، ففي أوائل سبتمبر من العام الماضي، إضطرت السلطات السودانية بولاية القضارف إغلاق المعابر بين السودان واثيوبيا، حذرا من التدخل الأثيوبي بالمنطقة.
ومن جانبها، أعلنت قوات الدعم السريع بالسودان، في شهر مايو العام الماضي، عن امتلاكها معلومات موثقة تفيد بوجود قوات من جبهة تحرير "تيغراي" الإثيوبية، تقاتل إلى جانب الجيش السوداني.
وأضافت أن القوات التابعة لجبهة تحرير تيغراي التي تقاتل مع الجيش السوداني، غير موقعة على اتفاق السلام في إثيوبيا ومتهمة بارتكاب فظائع وأعمال إجرامية في إثيوبيا، خلال الحرب التي قادتها قبل ثلاثة أعوام ضد الجيش الفيدرالي الإثيوبي.
وأكمل عبدالصمد، إن إعلان قوات الدعم السريع المعتمد كليا على المرتزقة الأجانب وقتها، ماكان إلى لينسج شرعية كاذبة لتشريع أي تدخل تقوم به إثيوبيا في السودان.
التعطش الأثيوبي لواجهة بحرية
ومن جانبه، صرح الكاتب شوقي بدري في مقال له لصحيفة "الراكوبة"، عن أن أثيوبيا دولة حبيسة وساتحاول فعل كل مايمكن فعله للحصول على إطلالة بحرية، حتى لو كان ذلك على حساب السلام مع دول الجوار، وأكمل بدري بسوء تعامل الحكومات السابقة مع الموارد في السودان، وخصوصا الإطلالة البحرية التي تمتلكها، فعندما يتمكن السودان من السيطرة على واجهته البحرية والقبض عليها، عندئذ لن تستطيع أثيوبيا الإقتراب من الجهة البحرية الخاصة بكل من السودان والدول المجاورة للسودان وبالتحديد "إريتريا".
في سياق ذو صلة، ونقلا عن صحيفة "باج نيوز"، أكد الباحث المختص بالشؤون السودانية سامح الشافعي بأنه على الصعيد الدولي، وجود القاعدة الروسية في البحر الأحمر في حال تمّ، وبحكم الوزن السياسي لروسيا في العالم إلى جانب واشنطن، وعلاقاتها مع إيران وتركيا وغيرهم، سوف يساعد بالحفاظ على أمن واستقرار المنطقة من بعض التحركات المشبوهة على البحر الأحمر، الغير متوقفة للحصول على واجهة بحرية لبلاده كونها دولة حبيسة، كتحركات أبي أحمد تجاه إريتريا مؤخرا، ودعم إنفصال أرض الصومال قبلها.
أما على الصعيد المحلّي السوداني، فقد أكد الشافعي بأن استضافة السودان لقاعدة عسكرية روسية يُسهم في تحسين علاقات السودان الدولية، وتعزيز قدرات الجيش السوداني حال حصوله على دعم فني ولوجستي مقابِل استضافة القواعد، فضلاً عن أن مثل هذه القواعد من شأنها تعزيز الأهمية الجيواستراتيجية للسودان. كما أن هذا الاتفاق سوف يساعد على تطوير قاعدة الموارد المعدنية للسودان، وهذا ما أكده وزير الخارجية الروسي، كما أنه سيخفف من التهديدات التي يمكن أن تتعرض لها الناقلات والسفن والشواطئ السودانية. ويلفت الخبير إلى أن مسودة الاتفاق نصت على أن القاعدة البحرية تلبي أهداف الحفاظ على السلام والاستقرار في المنطقة، لا سيما أنها دفاعية ولا تستهدف دولا أخرى.
وأضاف الشافعي، بأن الوزن السياسي الدولي لموسكو، يمكنها أن تلعب دور ضامن لاستقرار المرحلة الانتقالية في السودان إلى حين إجراء الانتخابات العامة، والحيلولة دون تصاعُد الخلافات بين المكونات السياسية في السودان، فضلاً عن منع موجات الفوضى في بعض مناطق البلاد، مثل إقليم شرق السودان، وتداعيات ذلك على أمن البحر الأحمر، وقد أثبتت روسيا قدرتها بذلك في مناطق أخرى من العالم. بالإضافة لاحتواء مخاطر الأنشطة الإرهابية المحتملة في السودان.
الكاتب ..عبدالرحيم التاجوري .. الكاتب والباحث في شؤون الشرق الأوسط والعلاقات الدولية
المصدر: سودانايل
كلمات دلالية: البحر الأحمر فی السودان
إقرأ أيضاً:
صندوق البحر الأحمر يعلن قائمة الفائزين في منح ما بعد الإنتاج ضمن أولى جولاته
كشف صندوق البحر الأحمر التابع لمؤسسة البحر الأحمر السينمائي، عن قائمة المشاريع السينمائية الفائزة في المنح التمويلية عن أولى جولاته لعام 2025، والمخصصة لدعم المشاريع في مرحلة ما بعد الإنتاج.
وتضمنت المشاريع الفائزة سرديات قصصية من العالم العربي وقارة آسيا، مما يؤكد التزام المؤسسة بدعم الأصوات السينمائية الصاعدة.
وتشمل هذه الدورة تسعة مشاريع سينمائية مختارة من عدة دول من العالم العربي وقارة آسيا، من بينها: المملكة العربية السعودية، إندونيسيا، ماليزيا، فرنسا، تركيا وتونس، مما يعكس ثراء وتنوع الأصوات السينمائية في المنطقة. وتأتي هذه المنح لتسهم في استكمال مراحل ما بعد الإنتاج للمشاريع الفائزة، بما يعزز فرص وصولها إلى منصات العرض الدولية، ويمنح صُنّاعها دفعة قوية نحو تقديم قصص أصيلة تُثري المشهد السينمائي العالمي والإقليمي.
قائمة المشاريع الفائزة بمنح صندوق البحر الأحمر في جولته الأولى لعام 2025م:
1. " سماء بلا أرض"
إخراج: إريج سهيري. إنتاج: ديدار دوميهري. الدولة: فرنسا، تونس، قطر.
2. "فوكسي: الفرح في أربعة فصول"
إخراج: جيونجيونج كيو. إنتاج: جين زهاو، نينجيوان دينج. الدولة: تايوان، اليابان، هونغ كونغ، فرنسا، السعودية.
3. "الأم بهومي"
إخراج: كيات أون تشونج. إنتاج: ستيفانو تشينتيني، كيو سون وونج. الدولة: ماليزيا.
4. "PANGKU (ON YOUR LAP)"
إخراج: رضا رحاديان. إنتاج: آريا إبراهيم، جيتا فارا. الدولة: إندونيسيا.
5. "مدرسة الأشباح"
إخراج وإنتاج: سيماب جول. الدولة: باكستان.
6. "الفائز يعرف من البداية"
إخراج: جاننات ألشانوڤا. إنتاج: جان-لوران سينيديس. الدولة: كازاخستان.
7. "البارونات"
إخراج: نبيل بن يدر، مختارية بداوي. إنتاج: بينوا رولان، نبيل بن يدر. الدولة: بلجيكا، فرنسا، لوكسمبورغ.
8. مشروع "الجولة 13"
إخراج: محمد علي نهدي. إنتاج: مليك كوشباتي. الدولة: تونس.
9. مشروع "VEHA"
إخراج: إليف سوزن. إنتاج: أوكان أوزي. الدولة: تركيا.
من جانبه، صرّح عماد إسكندر، مدير صندوق البحر الأحمر: "تجسد هذه المشاريع التسعة ثراء السرديات الآسرة من العالم العربي وقارة آسيا، ونحن فخورون بأن نكون جزءًا من مسيرتهم الإبداعية. لقد وسّعنا نطاق عملنا في العام الماضي ليشمل المشاريع الآسيوية، انطلاقًا من إيماننا العميق بالإمكانات الهائلة لصُنّاع الأفلام في تلك القارة. واليوم، نرى ثمار هذا التوجه من خلال هذه المجموعة المميزة من المشاريع ذات الرؤى السينمائية الفريدة."
حتى اليوم؛ قدم صندوق البحر الأحمر التابع لمؤسسة البحر الأحمر السينمائي دعمها لأكثر من 280 مشروعًا سينمائيًا، تتضمن أفلامًا مميزة شقت طريقها نحو أبرز المهرجانات ومختلف الجماهير، من بينها فيلم "هوبال" الذي عُرض ضمن فعاليات الدورة الرابعة من مهرجان البحر الأحمر السينمائي، وحقق إقبالًا واسعًا في صالات السينما السعودية، حيث تجاوزت مبيعاته 190 ألف تذكرة. بالإضافة إلى فيلم "ضي: سيرة أهل الضي"، الفيلم الافتتاحي للدورة ذاتها، الذي واصل رحلته ليُعرض ضمن برنامج مهرجان برلين السينمائي الدولي لعام 2024م.
حول مؤسسة البحر الأحمر السينمائي
تُعتبر المؤسسة منصة رئيسية لصُنّاع الأفلام الواعدين في الصناعة، حيث تُمكنهم من ترك بصمتهم في المشهد السينمائي العالمي مع الحفاظ على تراث السينما العربية الكلاسيكية.
تلعب مؤسسة البحر الأحمر السينمائي دوراً محورياً في رعاية الجيل الجديد من صُنّاع الأفلام، كما أنها تعمل على بناء صناعة أفلام مستدامة في المملكة العربية السعودية وإفريقيا وآسيا.
صندوق البحر الأحمر هو مبادرة رائدة تم إطلاقها بواسطة مؤسسة البحر الأحمر السينمائي، بهدف رعاية المواهب وتعزيز النمو في صناعة السينما العالمية مع التركيز على دعم صُنّاع الأفلام من المملكة العربية السعودية والعالم العربي وأفريقيا. يخصص الصندوق كلًا من الدعم المالي والإرشاد التوجيهي والموارد الضرورية لتمكين الروايات المتنوعة وتحفيز الأفكار المبتكرة.