سواليف:
2025-05-19@14:43:31 GMT

يسقط الأبيض والأسود

تاريخ النشر: 21st, March 2025 GMT

يسقط الأبيض والأسود
#فؤاد_البطاينة

فهمي أن مصطلح #الأبيض و #الأسود طورناه ليدل على التسمر عند موقف أو رأي أو #أيدولوجية ونبذ ما سواها. وأتكلم في هذا عن كل التيارات السياسية ومنها الإسلامية الشريحة الأوسع. دعونا نتكلم بخطورة هذا التمترس متعدد الجوانب بما فيها الاخلاقية، وذلك بمحاكاة بعض ما ندركه في الطبيعة المتوازنة ونتلمس منها سنة الخالق في كتابه الكريم لتتدبره العقول في كل الحقب والأزمان والأمكنة إلى يوم الدين.

فلم ينزل لحقبة واحدة ولا لجماعة بعينها وبعقلها، بل للبشرية بحقبها وبعقولها.
فالعقل البشري مصنوع، وقاصر عن إدراك كل شيء أو الغيب، وجاء قاصراً عن تفسير آيات القرآن الكريم في زمن واحد، وقادراً بما يخص الزمن المعاش بأهله. فمن العبث والتضليل ان يأتي واحد من البشر ويفسر الكتاب كله في زمن واحد. ومن الصحة والعقلانية ضمن هذا الطرح أن يكون الدين نقلا لا عقلا فيما لا يستوعبه عقلنا، وأضرب مثلا في القول الكريم، مرج البحرين يلتقيان بينهما برزخ لا يبغيان، فهذا كان مصمماً لعقل إنسان القرن العشرين وليس لعقل يسبق هذا الزمن.
علمياً نرى في سماء الأرض ألوان الطيف تفتقد للأبيض والأسود. وتحجب ما تحت الأحمر وفوق البنفسجي عن بصر الإنسان وتحجب لقاءهما. وأتكلم هنا بالعلم وبالدين إن شئتم لنصل لنتيجة. فالأرض التي نعيش عليها كجزء من الكون ما كان لها أن تستقر بما عليها من مخلوقات إلّا بميزان التوازن ووقوده الحركة. وأن اختلال التوازن يؤدي الى الفشل والهلاك. فالعقل النير والمنفتح يُدرك خطر التجمد عند أحد من خطين كاليسار واليمين، إذ لا وجود لهما في عالم التوازن والبقاء، وكلاهما تطرف وتعصب وفي هذا العماء. لا شيء ثابت في هذا الكون. ولكن في التقدم للأمام نجاة وفي السير للخلف ضلال وهلاك.
الآن، إذا افترضنا أنفسنا مثقفين، فعلينا أن نكون باحثين بعقولنا للوصول الى الحقيقة لا مقلدين لمن سبقنا بما كانوا عليه، ولا متسمرين عنده أو عند رأي ما وكأنه الكمال. ولا حابسين العقل والتفكير على ما نعتقده الحقيقة. ومن غير المعقول أو المجدي أن نكون عبيدأ مُسخرين لفكرة أو أيدولوجيا اقتنعنا أو ارتبطنا بها ونواظب على خدمتها بينما الأصل أن نستخدمها أو نستثمرها لتكون هي في خدمتنا وفي نفع الناس.

أقول إذا كان المراد هو الحقيقة والصالح العام، وكانت القضية عامة ومشتركة، والوسيلة هي الحوار، فشرط هذا أن لا نركب رأسنا ولا نتخندق في كهف رأينا أو هوى النفس ولا نُقحم خصوصياتنا بالحوار، ولا نخلط بين المفاهيم والمسلمات. وأن نكون مرحبين بالرأي الأخر ولا نعادي صاحبه، بل نحاوره بخطاب حسن وبعيداً عن دور المعلم أو المحاضر في النقاش. فلا نقاش ولا حوار سليم أو منتج مع رهينة لأسود أو أبيض، ولا بين أيدولوجيتي اليسار واليمين ولا بين ملتزم وحر.
الإسلام ثورة إصلاح، والثورة سيرورة لا تتوقف، ومحطاتها للعِبر والعبور لا للترجل. يعلم الكثيرون، ولو قٌيض لنا الوصول بلحظة لنجم نراه يشع نورا فلن نجده في مكانه، فقد سار وارتحل، فكان القسم بمواقع النجوم. فلا شيء اسمه الجمود في الطبيعة، والوجهة الطبيعية هي للأمام. ومصطلح أو شعار العودة للإسلام غير دقيق كونه ثورة متطورة ومسيرتها للأمام فكيف نعود لمرحلة انتهت، والأصل أن يكون الشعار هو التقدم واللحاق بالإسلام ونكون جزءا من ثورته. ولا يمكن أن نكون أسرى لماضي الزمن ولا لرجال أزمانهم، ولا الاسلام توقف عندهم . ولا بد من تمحيص لمنظومة شيوخ حقبة الدولة العباسية التي ارست قواعد دين جله مسيس نعيش الكثير منه اليوم.
أنادي بدولة الحكم الصالح بدون تفصيلات، فشكلها لا يهم. لأن العدل هو الأساس فيها، وفي إحقاق الحقوق ومحاربة الفساد السياسي أولاً. فالعدل بين الناس يحقق مفهوم الوطن والمواطنة، ويصنع الأمة والإنتماء للدولة ويؤهل لبناء قوتها وتنميتها المستدامة والقدرة على الصمود. هو سيد المصطلحات. ولا تأويل له ولا مساومة عليه ولا هوى فيه. وما دونه، وما يقترن به من مصطلحات سامية مطلوبة، لا تستوي على إطلاقها، بل تستوي علميا ومنطقياً بضابط العدل.

وأختم بشيء من مجمل ما سبق بالقول، دعونا لا نكره شيئا ولا يتزعزع إيماننا، فلعل ما يجري في فلسطين مما لا يتقبله عقل أو منطق فيه خير لنا، فالصراع بين الخير والشر طويل، وفي محطاته حِكم ربانية ولا نعلم، والله وحده يعلم، ويعلم في أي محطة نحن الآن. وليكن شعارنا الآن حي على الجهاد حي على العمل. وفي اليأس موت واستسلام للشيطان وشيء من الكفر.

مقالات ذات صلة خواطر رمضانية 2025/03/20

المصدر: سواليف

كلمات دلالية: الأبيض الأسود أيدولوجية أن نکون

إقرأ أيضاً:

تايمز: سباق مع الزمن لتأمين سوريا من ماضيها الكيميائي

سلط تقرير نشرته صحيفة تايمز البريطانية الضوء على ملف لم يغلق بعد في سوريا، حيث لا تزال العدالة غائبة، والمخزون القاتل من أسلحة الأسد الكيميائية يهدد أرواح الأبرياء في كل لحظة.

ويقول التقرير الذي أعدته من بلدة خان شيخون مراسلة الصحيفة راشيل هاغان إن سوريا لا تزال تعاني من آثار ترسانة قاتلة خلفها نظام بشار الأسد، رغم مرور خمسة أشهر على سقوطه.

اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2إسقاط باكستان طائرة رافال فرنسية رفع أسهم شركة صينية 40%list 2 of 2روسيا تنشر قوات قتالية وجواسيس على طول حدودها مع فنلنداend of list

وأضافت أن سباقا خفيا أكثر خطورة يدور في الوقت الذي تنشغل فيه العواصم العالمية بإعادة رسم علاقتها مع دمشق؛ هذا السباق هو تحديد مكان الأسلحة الكيميائية المفقودة التي استخدمت في مجازر أودت بحياة مئات المدنيين، بينهم عائلات كاملة.

خان شيخون

وأعادت هاغان إلى الأذهان حادثة قصف بلدة خان شيخون في محافظة إدلب بغاز السارين السام في أبريل/نيسان 2017، مما أسفر عن مقتل ما لا يقل عن 90 شخصا، بينهم 25 شخصا من عائلة واحدة وعدد كبير من الأطفال.

وأشارت إلى أن أحد الناجين، واسمه عبد الحميد اليوسف ينتمي إلى العائلة التي فقدت هذا العدد الكبير من أفرادها، وظهر في فيديو آنذاك وهو يحتضن جثتي طفليه باكيا. وكان اليوسف قد فقد زوجته وتوأمه الرضيعان وأشقاءه وأبناء عمومته.

وكان ذلك الفيديو، قد تسبب في تحريك مشاعر الرئيس الأميركي آنذاك، دونالد ترامب، في فترة رئاسته الأولى. وأمر ترامب، بعد ثلاثة أيام، بشن ضربات صاروخية على قاعدة الشعيرات الجوية السورية، في أول تدخل عسكري مباشر للولايات المتحدة ضد نظام الأسد منذ بدء الحرب.

إعلان ترامب يفتح الباب مجددا

وذكر التقرير أن رفع العقوبات الأميركية عن سوريا الذي أعلنه ترامب خلال جولته الخليجية، لاقت ترحيبا حذرا في الغرب. ففي حين خفّف كل من الاتحاد الأوروبي وبريطانيا بعض العقوبات، لا تزال الغالبية العظمى منها قائمة.

وقال منتقدون إن التسرع في رفع العقوبات قد يعرقل جهود نزع السلاح الكيميائي، خاصة في ظل غياب الشفافية الكافية من السلطات السورية الجديدة.

ترسانة هائلة لا أحد يعرف مكانها

وبعد أن سرد التقرير تاريخ إنتاج النظام السوري للسلاح الكيميائي، والذي قال إنه بدأ قبل خمسة عقود، أشار إلى أن مسؤولين سوريين سابقين أبلغوا مفتشي الأسلحة بأن كميات من المواد الكيميائية "فُقدت في حوادث مرور"، وهو ادعاء وصفه خبراء بأنه مراوغة متعمدة.

ونقل عن غريغوري كوبلنتز، مدير دراسات الدفاع البيولوجي في جامعة جورج ماسون، قوله إن الأسلحة الأكثر إثارة للقلق هي تلك التي اختفت.. "بعضها سام حتى قبل أن يُجهز للاستخدام العسكري"، مضيفا أن هناك خطر أن يعثر مدنيون على هذه المواد، أو أن تستخدمها جماعات مسلحة في أعمال "إرهابية".

جهود بطيئة في ظروف معقدة

وفي مارس/آذار الماضي، يستمر التقرير، تمكن مفتشو منظمة حظر الأسلحة الكيميائية من الوصول إلى خمسة مواقع حول دمشق، بينها موقعان لم يسبق الإعلان عنهما.

وعثر المفتشون على فواتير وملاحظات وخرائط تخضع حاليا لتحليل جنائي، لكن التقدم بطيء، ولا تزال 19 قضية "خطيرة" لم تُحل، بحسب المنظمة.

ووصف وزير الخارجية السوري الجديد أسعد الشيباني البرنامج الكيميائي بأنه "من أحلك الفصول في تاريخ العالم"، متعهدا بالتعاون الكامل.

ورغم ذلك، لم تقدم الحكومة السورية أي تقارير شهرية للمنظمة في أبريل/نيسان، وهو ما عده بعض الخبراء مؤشرا مقلقا.

ويؤكد كوبلنتز أن "الحكومة الانتقالية تقول الأشياء الصحيحة، لكنهم قد لا يعرفون حتى ما هو موجود لديهم. سوريا ليست دولة مستقرة تماما، ولا يمكن إدارة عمليات نزع السلاح وفق جداول زمنية عادية. ساعة الوقت تدق".

إعلان

حرب أخرى على الناجين

اليوسف، الناجي من خان شيخون، أدلى بشهادته أمام الأمم المتحدة، ومنظمة حظر الأسلحة الكيميائية، وهيومن رايتس ووتش، موثقاً تفاصيل المجزرة.

لكن الرواية الرسمية السورية في نظام الأسد أنكرت الهجوم، بل وصفت مقاطع الأطفال المختنقين بأنها "تلفيق بنسبة 100%". وشنت روسيا، الداعم الرئيسي للأسد، حملات تضليل ضد الناجين، وشن المتصيدون على وسائل التواصل الاجتماعي اسم حامد وهددوه بالقتل.

"لقد خاطر بحياته لقول الحقيقة"، يقول أحد المحققين الدوليين. تحقيقات المخابرات الغربية أكدت رواية اليوسف، وربطت غاز السارين المستخدم بالمخزونات السورية. كما أظهرت صور موقع القصف بقايا ذخائر من الحقبة السوفيتية.

وفي ديسمبر/كانون الأول الماضي، غادر الأسد إلى موسكو قبيل سقوط نظامه. ومع ذلك، لم يُقدم للمحاكمة. "لماذا لم يُحاكم الأسد؟" يتساءل اليوسف. "لا يمكن أن نعيش في عالم يُسمح فيه بارتكاب هذه الجرائم دون عقاب".

الحرب مستمرة في ذاكرة اليوسف

رغم مرور سنوات، لم تنته الحرب بالنسبة لليوسف الذي ظل يتردد يوميا على المقبرة، لا ينسى أبناءه وزوجته. ورغم زواجه من جديد وإنجابه طفلة، لا يزال يتذكر كل لحظة فقد فيها عائلته. "كان لديهم مستقبل مشرق. أفكر فيهم كل يوم".

مقالات مشابهة

  • تايمز: سباق مع الزمن لتأمين سوريا من ماضيها الكيميائي
  • جحود أب.. والد ضحى يغلق الهاتف في وجه عمرو الليثي على الهواء
  • برشلونة يسقط في «ليلة الفرح»!
  • أمين عام حزب الله: لنا الشرف أن نكون في جبهة الشرف في جبهة المقاومة
  • الاتحاد يسابق الزمن لتجهيز” رايكوفيتش” لنهائي كأس الملك
  • أخبار التوك شو| الرئيس السيسي: يجب أن نكون على قلب رجل واحد حفاظا على أمن أوطاننا.. الحرارة تتجاوز 47 درجة.. تحذيرات عاجلة من الأرصاد بشأن طقس اليوم
  • داعش يعاد تدويرها.. الشيباني: اجتماعنا في بغداد فرصة تاريخية ونرفض أن نكون في محور
  • الرئيس السيسي: يجب أن نكون على قلب رجل واحد حفاظا على أمن أوطاننا
  • فيرمين لاعب برشلونة كاد يسقط خلال احتفالات الفريق بلقب الليغا
  • النصر يسقط في فخ التعادل أمام التعاون بدوري روشن