محللون: نتنياهو يقود مسار التصعيد وواشنطن ترتكب مغالطة
تاريخ النشر: 22nd, March 2025 GMT
يرى محللون سياسيون أن مسارين متصارعين يتسابقان الآن على مستوى قطاع غزة، الأول مسار المفاوضات الذي تتمسك به المقاومة الفلسطينية في غزة، ومسار تصعيدي يقوده رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الذي انقلب على اتفاق تبادل الأسرى ووقف إطلاق النار في غزة.
وواصل الجيش الإسرائيلي قصف المناطق السكنية بالطائرات والمدفعية بالتوازي مع توغل قواته في بعض المحاور وسط وجنوبي وشمالي القطاع الفلسطيني.
وحسب الكاتب والمحلل السياسي، أحمد الحيلة، فإن نتنياهو هو الذي انقلب على اتفاق تبادل الأسرى ووقف إطلاق النار، فهو من رفض الدخول في مفاوضات المرحلة الثانية من الاتفاق ولم يلتزم بالبروتوكول الإنساني ومنع دخول المساعدات إلى قطاع غزة منذ الأول من مارس/آذار الجاري، واستأنف الحرب على قطاع غزة، وقال إنه يريد التفاوض تحت النار والضغط.
وفي المقابل، فإن حركة حماس لاتزال تصر على التمسك بالاتفاق وتناقش الأفكار السياسية المطروحة ومنها مقترحات المبعوث الأميركي إلى الشرق الأوسط ستيفن ويتكوف، بهدف تجسير الخلافات والانتقال إلى المرحلة الثانية من الاتفاق.
إعلانوكانت حماس نفت ما أوردته صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية بشأن قطع الاتصالات أو وقف المحادثات المتعلقة بصفقة تبادل الأسرى، وقالت إنها لا تزال في قلب المفاوضات وتتابع بكل مسؤولية وجدية مع الوسطاء.
وحمّل الحيلة -في حديثه لبرنامج "مسار الأحداث"- الإدارة الأميركية باعتبارها وسيطا في المفاوضات بين حماس والاحتلال، المسؤولية المباشرة عن التصعيد الجاري في قطاع غزة، مشيرا إلى أنها قد انتقلت من فكرة الوساطة إلى فكرة الطرف، وتساءل: لماذا لم تلزم الإدارة الأميركية نتنياهو بما تم الاتفاق والتوقيع عليه؟
وأشار إلى أن "الإدارة الأميركية ترتكب مغالطة، وكما نجح رئيس الوزراء الإسرائيلي أن يجر إدارة الرئيس السابق جو بايدن إلى أتون المشكلة في قطاع غزة، يبدو أن الرئيس الحالي دونالد ترامب يسير على نفس الخُطا".
وأضاف الحيلة أن نتنياهو استطاع أن يقنع إدارة ترامب بأن المقاربة العسكرية يمكن أن تقضي على المقاومة وتهجّر الفلسطينيين، وهو هدف لايزال يتحدث عنه الاحتلال الإسرائيلي، حيث صرح وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس قبل يومين بأن "على الفلسطينيين أن يسلموا الأسرى ويخرجوا من قطاع غزة مهجرين".
الإدارة الأميركية تتماهى
وقال إن الإدارة الأميركية بدأت تتماهى مع هذا الهدف وتعطي الاحتلال الإسرائيلي الغطاء السياسي والعسكري، ورأى الحيلة أنه من الجنون استخدام ذات الأدوات والمنهجية وأن تكون هناك نتائج مختلفة عمّا جرى طوال 15 شهرا من الحرب الإسرائيلية على غزة.
كما أشار إلى أن الصراعات الداخلية في إسرائيل ستؤثر على أهداف نتنياهو، لكن الفلسطينيين لا يعولون على هذا الأمر، بل يعولون على نقاط قوتهم في مواجهة الاحتلال الإسرائيلي.
ويؤيد الكاتب المختص بالشأن الإسرائيلي، إيهاب جبارين ما ذهب إليه الحيلة من أن نتنياهو هو المسؤول عن عرقلة اتفاق تبادل الأسرى ووقف إطلاق النار في غزة، حيث قام بافتعال أزمات من أجل الانقضاض على هذا الاتفاق، وهو ما يقر به بعض الإسرائيليين بوضوح.
إعلانوعلى صعيد الموقف الأميركي، لم يتوقف تيم كونستنتاين، نائب رئيس تحرير "واشنطن تايمز" خلال مداخلته في برنامج "مسار الأحداث" عن القول إن حماس هي المسؤولة عن عرقلة اتفاق تبادل الأسرى ووقف إطلاق النار، زاعما أنها لم تقدم تنازلات وتصر على البقاء في السلطة.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات اتفاق تبادل الأسرى ووقف إطلاق النار الإدارة الأمیرکیة قطاع غزة
إقرأ أيضاً:
ذا ماركر: نتنياهو يقود حكومة من الفاسدين
كشفت صحيفة "ذا ماركر" الاقتصادية الإسرائيلية عن تفش غير مسبوق للفساد في حكومة بنيامين نتنياهو.
وقالت في تقرير موسع لها اليوم الاثنين إنها حكومة تمثل نموذجًا لحكم نخبة متهمة أو مشتبه بها، تُحكم فيه البلاد من خلال تقويض أجهزة إنفاذ القانون، وترهيب الشهود، وفرض الولاء الشخصي، مع الاستعانة بشبكة دولية من الحلفاء لتقويض التحقيقات وتحصين المتورطين.
نادٍ للنخب المتهمةوأضافت الصحيفة "نحن نعيش في ظل حكومة فاسدة"، فالحكومة الإسرائيلية لا تكتفي بعدم محاربة الفساد، بل تقمع أولئك الذين يسعون لمحاربته. ويشمل هذا القمع محققي الشرطة الشرفاء، والنظام القضائي، وشهود الدولة، وحتى وسائل الإعلام.
وتابعت "الفساد هنا ليس مجرد مسألة أخلاقية، بل هو فساد عام بكل ما تعنيه الكلمة: استخدام المنصب العام لخدمة المصالح الشخصية والقطاعية على حساب المصلحة العامة.
وأشارت "ذا ماركر" في تقريرها إلى أن الائتلاف الحاكم بقيادة نتنياهو تحوّل إلى ما يشبه "ناديا للنخبة المتهمة": سياسيون متورطون أو مشتبه بهم، وقادة إداريون تحت التحقيق، وحلقات محسوبية تتداخل فيها السياسة بالمال والمصالح الأمنية.
وسرد التقرير قائمة طويلة من القضايا التي تشمل تحقيقات مع وزراء وأعضاء كنيست ومسؤولين أمنيين بارزين:
ماي غولان، الوزيرة في حكومة نتنياهو، تخضع لتحقيق بعد موافقة النائب العام غالي بهاراف-ميارا، للاشتباه في تعيينات وهمية في جمعية مقربة منها وتحويل أموال عامة بشكل غير قانوني.
كوبي يعقوبي، مفوض مصلحة السجون، وجهت له النيابة العامة تهما بتسريب معلومات سرية وعرقلة تحقيق مع ضابط شرطة، وذلك عندما كان سكرتيرًا لوزير الأمن القومي إيتمار بن غفير، لكن الوزير سمح له بالبقاء في منصبه رغم لائحة الاتهام.
حانوخ ميلبيتسكي، عضو كنيست ورئيس اللجنة المالية، تم استجوابه للاشتباه بتورطه في قضية اغتصاب.
إعلانتالي غوتليب، عضو كنيست أخرى، تواجه لائحة اتهام بعد أن كشفت اسم مسؤول أمني كبير، ولم تحضر للتحقيق أو جلسة الاستماع.
ميري ريغيف، وزيرة بارزة، تخضع لتحقيق فيما يعرف بـ"قضية الألماس" بشأن تعيينات مشبوهة ومحسوبية سياسية، ورغم توصية الشرطة بإغلاق الملف، فإن الوقائع تكشف فسادًا سافرًا في استخدام الموارد العامة.
ديفيد بيتان، رئيس لجنة الاقتصاد، متهم بتلقي رشاوى منذ عام 2017، ومحاكمته لم تنتهِ بعد رغم تقديم لائحة الاتهام في 2021.
إضافة إلى القضية 3000 المعروفة بملف الغواصات، والتي وُجهت فيها اتهامات لمسؤولين كبار في وزارة الدفاع، وتلقى نتنياهو فيها تحذيرًا رسميًا من لجنة تحقيق برئاسة القاضي آشر غرونيس، في إشارة إلى أن النتائج تشير إلى مسؤولية نتنياهو الشخصية. يُضاف إلى ذلك قضايا نتنياهو الأخرى.
فساد مؤسسيورأت "ذا ماركر" أن ما يجري لم يعد فسادًا فرديًا، بل تحول إلى فساد مؤسسي، تديره الحكومة نفسها من خلال تشريعات تعيق التحقيقات، وتمنح الحصانة للمسؤولين، وتفرض الولاء السياسي.
وأشارت الى مثال على ذلك بـ"انسحاب الأحزاب الأرثوذكسية المتشددة من الحكومة"، مضيفة أنه رغم استقالتهم الوزارية، أبقوا رؤساءهم التنفيذيين في مواقعهم لمواصلة توزيع الموارد على قطاعاتهم.
وأضافت "الوزارات لم تعد أدوات لخدمة الشعب، بل صارت أدوات لتحويل الأموال والتعيينات إلى المحسوبين، والرؤساء التنفيذيون تحولوا إلى أذرع تنفيذية للفساد".
ويعتبر التقرير أن أخطر ما أنجزته حكومة نتنياهو هو تفكيك نظام إنفاذ القانون، مما جعل محاسبة المسؤولين المنتخبين شبه مستحيلة. إذ يخنق وزير العدل ياريف ليفين الجهاز القضائي، ويمنع تعيين القضاة، ويقود لجانًا لترهيب النائب العام والشرطة.
في المقابل، تُعامل الشخصيات المتهمة معاملة تفضيلية، ومحاكماتهم تمتد لسنوات دون أن تُحسم، كما هو الحال في قضايا بيتان وريغيف وغوتليب.
وتطرق التقرير إلى ما سماها شبكة الدعم الدولي للفاسدين، وتحديدًا من زعماء مثل دونالد ترامب، الذي ظهر سفيره مايك هاكابي في محكمة نتنياهو، في محاولة للتأثير على القضاء.
وطرح تساؤلات لاذعة: "هل طالب ترامب بتحقيق في مجزرة 7 أكتوبر/تشرين الأول؟ هل طالب بوتين بالتحقيق في قضية الاغتصاب المتهم بها نائب كنيست ضد روسية مقيمة؟ بالطبع لا، فحلفاء نتنياهو الخارجيون لا يطالبون بشيء، بل يعززون الإفلات من العقاب".
حماية الفسادوفي وجه هذا الفساد، يُحصّن نتنياهو وأتباعه أنفسهم بمزيد من التشريعات التي تُعزز الحصانة البرلمانية، وتمنع حتى فتح تحقيق ضد عضو كنيست دون إذن مسبق من الكنيست نفسه، كما تقترح النائبة غوتليب.
أما الصحافة، فتمثل الخطر الأكبر على شبكة الفساد، ولهذا يقود وزير الاتصالات شلومو كرعي حملة لتفكيك هيئة البث العام ومنح الحكومة السيطرة على الإعلام التجاري، في محاولة واضحة لتكميم الصحافة المستقلة.
وذكّر التقرير أن معظم قضايا الفساد بدأت بفضل الصحافة، مثل قضية ريغيف (رُفعت بفضل الصحفي رفيف دروكر)، وقضية غولان (قناة حداسوت 12)، والتحقيق مع محققي الشرطة (هآرتس).
إعلانوحذرت "ذا ماركر" من أن "الفساد هو تعبير عن انهيار المساءلة"، معتبرة أن غياب المساءلة بات سياسة ممنهجة للحكومة، والهدف الوحيد لها منذ عامين هو تجنب أي مساءلة شعبية أو قانونية، عبر التحكم في القضاء، والشرطة، والإعلام، والتشريع، وحتى في الشهود.