مصادر من حماس للجزيرة نت: هكذا أعدنا تشكيل الخلايا وتكتيك ردع الاحتلال بغزة
تاريخ النشر: 22nd, March 2025 GMT
غزة- رفع وزير الحرب الإسرائيلي، يسرائيل كاتس لغة التهديد ضد قطاع غزة، بعدما أطلق عبر -رسالة مصورة- ما وصفه بـ"التحذير الأخير بالدمار الشامل" حال عدم إطلاق حركة المقاومة الإسلامية (حماس) سراح الأسرى الإسرائيليين.
وتزامن تهديد كاتس مع إعلان جيش الاحتلال بدء تنفيذه عمليات برية شمال وجنوب القطاع، بعدما اخترق اتفاق وقف إطلاق النار وشنَّ هجوما جويا مفاجئا فجر 18 مارس/آذار الجاري، وقتل مئات الغزيين بينهم قيادات سياسية وحكومية، مما يثير تساؤلا حول كيف سيكون "شكل المقاومة" بعد إعادة الاحتلال لعملياته البرية الموسعة في غزة؟
كشفت مصادر خاصة من فصائل المقاومة الفلسطينية للجزيرة نت أنها أعادت رسم خططها الميدانية لمواجهة جيش الاحتلال، مستعينة بما استخلصته من تجربتها الطويلة من المواجهة المباشرة على مدار 470 يوما منذ الحرب على غزة في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023.
وحسب المصادر، فإن المقاومة ستتجه لتفعيل إستراتيجية دفاعية مرنة وفعالة، تجمع بين خبرات ميدانية متراكمة، وأساليب حرب العصابات، في ظل بيئة عملياتية أثبتت المقاومة قدرتها على تطويعها لصالحها.
إعلانوستعتمد المقاومة على خلاصات تشير إلى أن المجموعات المقاتلة تبدأ باستهداف الجنود بعد تمركزهم بأي أماكن يصلونها داخل غزة، وستمتص التقدم البري الذي يسبقه غارات مكثفة وأحزمة نارية مصحوبة بقوة تدميرية كبيرة تمكنها من الوصول إلى المناطق السكنية.
وتؤكد المصادر أن المواجهة المقبلة لن تكون "تقليدية"، وأن مجموعات مسلحة ستنقض على جنود الاحتلال من زوايا غير متوقعة، تعتمد على تكتيك الكمائن المتقدمة والمباغتة خلف خطوط التوغل، كما فاجأته سابقا في بلدة بيت حانون وشمال القطاع، وأوقعت خسائر جسيمة بصفوف الاحتلال، بعدما اعتقد أنه قضى على المقاومة بعد اقتحامه المنطقة وتدمير مبانيها أكثر من مرة خلال الحرب.
سلوك العودولم يغب عن أذهان فصائل المقاومة السلوك المتوقع لرئيس الأركان الإسرائيلي الجديد إيال زامير، بناء على خبرته السابقة في سلاح المدرعات، وإمكانية أن يزجَّ بفرق كبيرة من الجيش داخل غزة، إذا ما قرَّر توسيع الهجوم البري.
ومواجهة قوات الاحتلال -تقول المصادر- ستعتمد على تقسيم المقاتلين لمجموعات هجومية صغيرة في الميدان، تسمح بتنقل آمن لها، وعلى تكتيك الكمائن المفخخة الذي أثبت فعاليته بالمناطق التي توغَّل بها الاحتلال، وأوقعت الكمائن خسائر مباشرة بصفوف الضباط والجنود الإسرائيليين.
واستعانت فصائل المقاومة -في السابق- بإعادة استخدام قذائف الاحتلال غير المنفجرة لتجهيز العبوات الناسفة، مما يتناسب مع الأهداف المقبلة المتمثلة بتموضع المقاتلين في الميدان دون اشتباك مباشر مع الاحتلال، وانتظار المزيد من الوقت لاختيار أهدافهم بدقة، بما يضمن إيقاع أكبر الخسائر فيه.
وتؤكد المصادر أن جولات المواجهة السابقة مع قوات الاحتلال النظامية أو وحدات الاحتياط خضعت لقراءة وتحليل مُعمَّق، وسيتم التعامل معها وفق نقاط ضعفها المعروفة، خصوصا تلك المرتبطة بالروح القتالية والخبرة الميدانية داخل المدن والأنفاق.
إعلانوباتت المقاومة مقتنعة -من خلال دراسة سلوك العدو- بأن دافعية الجنود الإسرائيليين للقتال تراجعت بشكل ملحوظ، بسبب طول أمد الحرب دون تمكنهم من تحقيق أهدافهم المعلنة بالقضاء على قدرات المقاومة وإطلاق سراح الجنود الأسرى والوصول إليهم عبر الضغط العسكري، على خلاف العقيدة القتالية الصلبة التي يمتلكها المقاتل الفلسطيني.
كما أن المؤسسة العسكرية الإسرائيلية -التي ضاقت ذرعا من سلوك المستوى السياسي لحكومة بنيامين نتنياهو– لم تعتد تحتمل قتل مزيد من الجنود مجددا في معركة مفتوحة دون أفق سياسي.
"أسر جنود"ولا تستبعد فصائل المقاومة أيا من الأسلحة التي تنتجها محليا من المواجهة المباشرة مع جنود الاحتلال، حيث تمكنت خلال الحرب من إشغال العدو المتمركز داخل غزة باستخدام القذائف قصيرة المدى، بهدف إرباك خططه اللوجيستية ومناطق التموضع.
وتعتمد المقاومة على خبرتها ومرونتها على التحمل والتخفي، وهو ما يخشاه الاحتلال من أن يقع مجددا بفخ الاستنزاف الذي ظن أنه تجاوزه.
وكشفت المصادر الخاصة أن المقاومين لن يضيعوا أي فرصة "لأسر جنود جدد سواء أحياء أو جثامين" واستخدامهم كأداة للضغط العسكري والسياسي المعنوي، مما يضع الاحتلال أمام معادلة خسارة داخلية يصعب تحملها، ويعيد خلط أوراق التفاوض الميداني والسياسي.
وبدا ذلك واضحا عبر بث كتائب القسام مقطع فيديو يظهر فيه مقاتلون يسحبون جثة جندي داخل نفق، خلال توغل الجيش الإسرائيلي بمخيم جباليا في مايو/أيار 2024، متسائلة عن هويته.
وفي السياق، قال موقع "حدشوت بزمان" العبري إن "من يتحدث عبر القنوات الإخبارية أن حماس تم حلها فهو يعيش في فيلم، وقد استأنفت في الأشهر الأخيرة إنتاج الصواريخ، والأسوأ أنها استخدمت متفجرات قنابل سلاح التي لم تنفجر".
وأضاف الموقع أن "حماس تحتفظ بقدراتها ولا تزيد من مستوى الهجمات حتى الآن، وهي مستعدة لعملية الجيش الإسرائيلي بغزة، لذلك لا تصدقوا التقارير التي تقول إن حماس ردعت وضعفت".
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات فصائل المقاومة
إقرأ أيضاً:
غنائم الانسحاب.. وثائقي للجزيرة يكشف حجم الأسلحة الأميركية التي استولت عليها طالبان
كما تتبع الفيلم -الذي يحمل عنوان "غنائم الانسحاب"- مصير الجيش الأفغاني الذي أنفقت عليه واشنطن مليارات الدولارات، وجنوده الذين تلقوا تدريبا أميركيا ليصبح بعضهم مرتزقة لاحقا في حرب أخرى بين روسيا وأوكرانيا، وذلك من خلال مقابلات خاصة بمسؤولين عسكريين وسياسيين أفغان.
ففي 31 أغسطس/آب 2021، غادر آخر جندي أميركي الأراضي الأفغانية، وبعد ساعات قليلة اقتحمت وحدات النخبة من قوات "بدر 313" التابعة لحركة طالبان مطار العاصمة كابل متسلحة بعتاد أميركي. وجاء ذلك بعد أن سيطرت الحركة خلال شهر واحد على مراكز المدن الأفغانية.
ويظهر في الفيلم المتحدث السابق باسم وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) جون كيربي وهو ينفي أن تكون القوات الأميركية قد تركت معدات وأسلحة عسكرية في أفغانستان، إلّا أن تقرير المفتش العام الخاص بإعادة إعمار أفغانستان، أكد أن الوزارة سلمت الكونغرس تقريرا -لم ينشر في وسائل الإعلام- تذكر فيه أن حجم ما تركته الولايات المتحدة خلفها من معدات يقدر بـ 7 مليارات و100 مليون دولار.
ويوضح جيسون ديمبسي، المساعد الخاص السابق لرئيس هيئة الأركان المشتركة الأميركية في أفغانستان، أن المعدات التي تركها الأميركيون وراءهم هي نفسها التي قدموها للجيش الأفغاني، ويشير إلى أن طلبان لم يكن لديها طائرات هيلوكوبتر حتى وصلت إلى كابل، وأنها أخذت -وفق قوله- المروحيات التي تركت للجيش الأفغاني، كما استولت على كافة الأسلحة بعد انهياره.
ويعتبر ديمبسي أنه من العار أن الأميركيين تركوا أسلحتهم خلفهم وعجزوا عن تشكيل جيش أفغاني قادر على القتال.
ويقر بلال كريمي نائب المتحدث الرسمي للحكومة الأفغانية سابقا -في شهادته- بسيطرة طالبان على الأسلحة الأميركية، ويقول إن "الأسلحة والعتاد من الغزاة والقوات المساندة لهم قد وصلت إلى أيدي مجاهدي الإمارة الإسلامية وهي آمنة الآن"، مشيرا إلى أن أفغانستان تمتلك حاليا قوة مكونة من وزارة الدفاع والمخابرات ووزارة الداخلية التي تملك قوات أمنية.
وعن مصير المعدات الأميركية التي وقعت في أيديهم، قال قائد الأركان الأفغاني قاري فصيح الدين فطرت إن "قوات حلف شمال الأطلسي (ناتو) حاولت إعطاب ما تركته خلفها من أسلحة ومعدات، لكن بعضها بقي سليما وصار في قبضة الإمارة الإسلامية، أما المركبات والمعدات التي دمرت جزئيا فنحاول إعادة تأهيلها وإصلاحها لاستخدامها".
وتمكن الفريق الذي أعد الفيلم الوثائقي من الوصول إلى قاعدة مطار كابل العسكري وتوثيق عدد من الطائرات العسكرية التي تستخدم في نقل الجنود والمعدات العسكرية، فضلا عن طائرات هيلوكوبتر قتالية أظهرت حالة معظمها أنها جاهزة للعمل.
وحسب بلال كريمي، فقد عمل الأميركيون قبل مغادرتهم على تدمير الطائرات وإتلافها، لكن الإمارة الإسلامية أصلحتها منذ توليها السلطة، وبعضها أصبحت جاهزة، ويجري العمل على إصلاح البقية، وفق تعبيره.
ويقول العقيد عباس دهوك، وهو مستشار عسكري سابق للخارجية الأميركية، إن الأميركيين تخوفوا بعد انهيار الحكومة الأفغانية أن تقوم طالبان باستخدام المعدات لخدمة مصالحها الخاصة، أو بيعها في السوق السوداء أو بيعها لدول مثل إيران أو روسيا أو الصين.
ويكشف -في شهادته- أن الطائرات والمعدات الحساسة قام الأميركيون بتعطيلها إلى حد ما، لكنه لا يستبعد أن تكون المعدات التي قدمتها الولايات المتحدة للقوات الأفغانية من مروحيات أو عربات الهمفي أو أسلحة قد انتقلت إلى طالبان قصدا.
كما تمكن الفريق الذي أعد الفيلم الوثائقي من دخول قاعدة بغرام العسكرية، التي كانت تعد من أكبر القواعد الأميركية في شمال العاصمة كابل، لكن لم يسمح له بالتصوير.
وعن حجم المعدات التي سيطرت عليها طالبان، جاء في الفيلم الوثائقي الذي بثته الجزيرة أن تقارير المفتش العام الخاص بإعادة إعمار أفغانستان والتي استندت إلى تقارير وزارة الدفاع الأميركية، تؤكد أن طالبان سيطرت على أكثر من 900 مركبة قتالية مدرعة، و18 ألفا و414 مركبة ذات عجلات متعددة الأغراض عالية الحركة، و23 ألفا و825 مركبة تكتيكية خفيفة من نوع همفي.
كما استطاعت طالبان السيطرة على 131 طائرة من مختلف الأنواع منها 3 طائرات ضخمة تستخدم لنقل الجنود، وما يقرب من 33 طائرة هيلوكوبتر من نوع بلاك هوك، و56 ألف بندقية آلية و258 بندقية من طراز أم 4 وأم 16، إلى جانب 17 ألفا و400 جهاز رؤية ليلية، وأكثر من 150 ألف جهاز اتصال مختلف.
أين اختفى الجنود الأفغان؟
وعن مصير آلاف الجنود الأفغان الذين تركتهم الولايات المتحدة للمجهول، أظهرت المعلومات الواردة في تقارير المفتش العام الخاص بإعادة إعمار أفغانستان أن كثيرا من الجنود والضباط الأفغان فروا من أفغانستان إلى الدول المجاورة مثل طاجاكستان وباكستان وإيران.
ويضيف التقرير أن عددا غير معروف من عناصر القوات العسكرية والأمنية المنحلة الذين بقوا في أفغانستان قد انضموا، إما إلى صفوف قوات طالبان أو تحالفوا مع جماعات أخرى مناهضة لطالبان أو جماعات مسلحة إقليمية مثل تنظيم الدولة الإسلامية في خراسان.
والتقى الفريق الذي أعد الفيلم الوثائقي بشمس الدين أمرخي، وهو ضابط سابق في القوات الخاصة في الجيش الأفغاني المنحل والذي عاد إلى أفغانستان أخيرا بعد مغادرته جبهة القتال في روسيا. ويقول إنهم ذهبوا إلى إيران للعمل بعد سقوط الحكومة وهناك شجعهم بعضهم على الذهاب إلى روسيا للمشاركة في الحرب الأوكرانية، لأن هناك كثيرا من المال.
وكشف أمرخي أن نحو 300 أفغاني شاركوا في الحرب الأوكرانية.
غير أن بلال كريمي، نائب المتحدث الرسمي للحكومة الأفغانية سابقا، أكد أن "الإمارة الإسلامية أعلنت العفو العام عن جميع أفراد الحكومة السابقة عسكريين ومدنيين، وحتى الآن يعيش عشرات الآلاف من أبناء النظام السابق في أفغانستان، وهناك ما يقارب 500 ألف مسؤول يعملون في الإمارة أو في الهيئات الحكومية".
Published On 12/12/202512/12/2025|آخر تحديث: 22:35 (توقيت مكة)آخر تحديث: 22:35 (توقيت مكة)انقر هنا للمشاركة على وسائل التواصل الاجتماعيshare2شارِكْ
facebooktwitterwhatsappcopylinkحفظ