جريدة الرؤية العمانية:
2025-06-27@11:24:23 GMT

المخادع

تاريخ النشر: 22nd, March 2025 GMT

المخادع

 

 

محمد بن رامس الرواس

منذ أن بدأت مفاوضات تبادل الأسرى وتنفيذ الصفقة التي تمت بين حركة المقاومة الإسلامية "حماس" ودولة الكيان الإسرائيلي، برعاية من الولايات المتحدة والوسطاء في مصر وقطر، ينتهج رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو سياسة المماطلة والخداع والمراوغة، وسياسة الخداع والمراوغة، ليس فقط من أجل إفشال الصفقة، ولكن تجاه المجتمع الإسرائيلي نفسه؛ فهذا المجرم يواصل مناوراته السياسية، مُحاولًا إيهام الجميع بأنه يسعى لتحقيق الأمن لإسرائيل بينما في الواقع، يعمل على تأمين بقائه السياسي على حساب المصالح الوطنية عبر التخلص من خصومه السياسيين واستبدالهم بأشخاص موالين له لأجل أن يحقق لنفسه البقاء على رأس السلطة لفترة أطول!

سياسة نتنياهو في المخادعة والمراوغة للجميع لم تكن وليدة الفترة الماضية؛ بل هي دَيْدَنهُ منذ أن ظهر في عالم السياسة، وعند المفاوضات والأزمات؛ حيث إن كل أزمة تقترب من الحل يخرج بتصريحات متضاربة، تارةً يدعي أن الاتفاق بات وشيكًا، وتارة أخرى يعرقل الشروط بحجج واهية، وهذه السياسة جعلت حتى الوسطاء الدوليين، مثل مصر وقطر، يفقدون الثقة في نواياه الحقيقية.

في الواقع يدرك نتنياهو أن أي اتفاق قد يؤدي إلى إنهاء الحرب يُعرّض مستقبله السياسي للزوال، خاصة في ظل الاحتجاجات الداخلية والانتقادات المتزايدة من عائلات الأسرى الإسرائيليين. لذلك، يواصل خداع الجميع بإيهامهم بأنه يعمل على استعادة الجنود الأسرى، بينما يفضل إبقاء الحرب مشتعلة لضمان استمراره في السلطة.

إن الخداع السياسي، الذي يمارسه رئيس الوزراء الإسرائيلي نتنياهو لا يخدع المجتمع الدولي فقط؛ بل يمارس من خلاله لعبة خطيرة ضد شعبه. ومنذ بداية الحرب، وَعَدَ الإسرائيليين بـ"نصر حاسم" ضد حماس، لكنه لم يحقق أيًّا من أهدافه المعلنة، وعلى الرغم من الفشل العسكري والاستخباراتي، يُواصل تسويق الانتصارات الوهمية لإخفاء عجزه وإبعاد أي تهديد سياسي قد يُطيح به.

وفي ظل الضغوط المتزايدة من المعارضة والمجتمع الإسرائيلي، لجأ إلى تأجيج المخاوف الأمنية وتقسيم المجتمع الإسرائيلي مدعيًا أن أي وقف لإطلاق النار يعني انتصارًا لحماس وخسارة لإسرائيل. هذه الاستراتيجية تهدف إلى إبقاء الإسرائيليين في حالة خوف دائم، مما يسمح له بتجنب المساءلة السياسية والاستمرار في الحكم.

وبناءً على كل ما سبق، يمكن القول إنَّ الوقت الذي تتزايد فيه المطالبات بوقف الحرب وإيجاد حل دبلوماسي، يواصل نتنياهو استخدام المراوغة والخداع كأدوات سياسية، بينما يدفع الفلسطينيون والإسرائيليون ثمن هذه اللعبة، ويبقى السؤال: إلى متى سيستمر هذا الخداع قبل أن يدرك الجميع أن مصلحة إسرائيل الحقيقية ليست في بقاء نتنياهو؛ بل في تغيير المسار نحو حل أكثر استدامة؟

رابط مختصر

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

حماس: الاتصالات مع الوسطاء تكثفت خلال الساعات الأخيرة

أكد القيادي في حماس طاهر النونو، اليوم الأربعاء 25 يونيو 2025، أن الاتصالات بين الوسطاء والحركة تكثفت بشأن التوصل إلى اتفاق لإنهاء الحرب في قطاع غزة وتبادل الأسرى، متّهما إسرائيل بـ"مواصلة التلكؤ".

وقال النونو في تصريح صحفي له، "اتصالاتنا مع الإخوة الوسطاء في مصر وقطر لم تتوقف وتكثفت في الساعات الأخيرة".

وشدّد على أن "حماس ترحّب بأي جهود صادقة لوقف الحرب والتوصل إلى اتفاق"، مشيرا إلى أن "الاحتلال ما زال يواصل التلكؤ".

وقال إن الحركة تريد اتفاقا "على قاعدة صفقة شاملة تحقّق وقفا دائما للحرب والانسحاب العسكري الإسرائيلي الكامل من قطاع غزة وإدخال المساعدات وصفقة تبادل أسرى".

وأكد أن الحركة "جادة في الوصول إلى اتفاق لإنهاء الحرب وتبادل الأسرى"، معتبرا أنها أبدت "مرونة كافية" لتحقيق ذلك، لكنها "لم تتلقَ أي مقترح جديد بشأن وقف النار حتى الآن".

وصدرت منذ الثلاثاء دعوات للدفع في اتجاه التوصل الى هدنة في الحرب المستمرة منذ 20 شهرا بين إسرائيل وحركة حماس، بعد إعلان الرئيس الأميركي دونالد ترامب اتفاقا لوقف إطلاق النار بين إسرائيل وإيران بعد حرب استمرت 12 يوما.

وتحدث ترامب الأربعاء عن اعتقاده بأن "تقدّما كبيرا" يتحقّق في ما يتعلق بإنهاء الحرب في القطاع المحاصر والمدمّر، والذي يواجه أزمة إنسانية حادة وخطر مجاعة، بحسب الأمم المتحدة.

وقال الرئيس الأمريكي على هامش قمة حلف شمال الأطلسي في لاهاي "أعتقد أن تقدما كبيرا يتحقّق في ما يتعلق بغزة وأعتقد أن السبب هو الهجوم الذي نفّذناه"، مشيرا إلى أن الضربات الأمريكية على إيران قد تنعكس إيجابا على الوضع في الشرق الأوسط.

وأكد رئيس وزراء قطر الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني الذي تتوسط بلاده في محادثات الهدنة الى جانب القاهرة وواشنطن، أن الدوحة تعمل على استئناف المفاوضات غير المباشرة بين حماس وإسرائيل.

وقال "نحاول البحث عن فرصة خلال اليومين القادمين لأن تكون هناك مفاوضات غير مباشرة بين الطرفين للوصول إلى الاتفاق"، مضيفا "نتمنى ألّا يستغل الجانب الإسرائيلي وقف إطلاق النار مع إيران لتفريغ ما يريد تفريغه في غزة ويستمر (في) قصفه".

ودعا زعيم المعارضة الإسرائيلية يائير لبيد الثلاثاء إلى إنهاء الحرب في غزة، ومثله فعل منتدى عائلات الأسرى المحتجزين في القطاع منذ هجوم حماس على إسرائيل في السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023.

في المقابل، أكد رئيس أركان جيش الاحتلال الإسرائيلي إيال زامير الثلاثاء أن التركيز العسكري سينصبّ مجددا على غزة بعد توقف الحرب مع إيران. وقال "الآن عاد التركيز على غزة، لإعادة الرهائن- الأسرى- إلى ديارهم وتفكيك نظام حماس".

المصدر : وكالة سوا - صحيفة القدس العربي اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد المزيد من آخر أخبار فلسطين الصحة تنشر أحدث حصيلة لعدد شهداء غزة التربية واليونيسف تبحثان دعم التعليم في غزة وتحضيرات "الثانوية العامة" "القسام" و"سرايا القدس" تعلنان استهداف آليات إسرائيلية في خان يونس الأكثر قراءة محدث: 7 شهداء بينهم طفل باستهداف إسرائيلي لمخيم البريج وسط قطاع غزة ترامب: لا أحد يعلم ما سأفعله تجاه إيران... والأسبوع المقبل حاسم مزاعم إسرائيلية: 5% فقط من الصواريخ الإيرانية أصابت أهدافا وزير الدفاع الأميركي: الجيش مستعد لتنفيذ أي قرارات لترمب عاجل

جميع الحقوق محفوظة لوكالة سوا الإخبارية @ 2025

مقالات مشابهة

  • لوقف حرب غزة .. اعتقال 4 محتجين في مظاهرة مناهضة لحكومة نتنياهو
  • أحد مهندسي صفقة شاليط: ترامب الوحيد القادر على وقف حرب غزة
  • متخصص في الشأن الإسرائيلي: نتنياهو لن يقبل بوقف الحرب دون استعادة الأسرى الإسرائيليين لدى حماس
  • مؤسسات الأسرى الفلسطينية: العدو الإسرائيلي حوّل سجونه ومعسكراته إلى ساحات للتعذيب
  • نتنياهو يعقد اليوم اجتماعا مُصغّرا بشأن غزة وقضية الأسرى
  • مهندس صفقة شاليط: نتنياهو يستغل الحرب على غزة للحفاظ على ائتلافه السياسي
  • مقتل 7 جنود إسرائيليين في غزة يزيد الضغط على نتنياهو
  • خسائر الاحتلال بغزة تزيد الضغوط على نتنياهو لوقف الحرب
  • حماس: الاتصالات مع الوسطاء تكثفت خلال الساعات الأخيرة
  • هيئة الأسرى الفلسطينيين تكشف إصدار العدو الإسرائيلي 600 أمر اعتقال إداري