صحيفة إيطالية: أمريكا تعاقب الشعب اليمني بأكمله
تاريخ النشر: 23rd, March 2025 GMT
وأوضحت صحيفة “Il Faro sul Mondo”، في تقرير جديد صادر عنها، أن “الولايات المتحدة الأمريكية تعاقب اليمن لمعارضته العدوان الإسرائيلي على غزة”، مضيفة: “وفي أحدث الفظائع، ارتكب ترامب وتشارلز مجزرة راح ضحيتها العشرات من المدنيين اليمنيين الأبرياء في منتصف شهر رمضان، وارتفعت حصيلة ضحايا العدوان الأمريكي الأخير على اليمن إلى 53 “شهيدًا” بينهم امرأتان وخمسة أطفال، وأُصيب أكثر من مِئة مدني”.
وفي الأيّام الأخيرة، شنت طائرات حربية أمريكية وبريطانية حملةَ قصف وحشية على اليمن، حَيثُ تم تدمير العشرات من منازل المدنيين وتدمير مجتمعات بأكملها، وكلّ هذا في الوقت الذي يظل فيه العالم صامتًا؛ إذ انهالت القنابل الأمريكية على المدن والقرى اليمنية، من صنعاء إلى صعدة، ومن مأرب إلى ذمار.
وَأَضَـافَ التقرير أن “الولايات المتحدة تعاقب شعبًا بأكمله؛ بسَببِ وقوفه في وجه العدوان الإسرائيلي، ورفضه الخضوع للهيمنة الغربية، وتضامنه مع المظلومين؛ ولإرسال الرسالة النهائية، حرصت أمريكا على تنفيذ هذه المذبحة خلال شهر رمضان المبارك، وهو شهر السلام والتأمل للمسلمين في جميع أنحاء العالم”.
وبيّن التقرير أن “الرسالة بالنسبة للولايات المتحدة، لا حرمة ولا قدسية ولا زمان ولا مكان مقدساً يهم، إذَا كان يعوق مصالحها الإمبريالية، هذه مُجَـرّد البداية بالنسبة لها، وقد أوضح المسؤولون الأمريكيون بالفعل أن هذه الهجمات ستستمر لأيام، وربما أسابيع، ولا أحد يحتاج إلى الحديث”.
وأشَارَ التقرير إلى أن “أمريكا تتعمد أعمال العقاب الجماعي ضد اليمنيين”، موضحًا أن الأمر لا يتعلق بـ”الدفاع” أَو “حرية الملاحة”، بل هو هجوم مدروس على أُمَّـة تجرأت على الوقوف إلى جانب فلسطين ولبنان، ولكن الأهم من ذلك، تجرأت على معارضة الإبادة الجماعية التي ترتكبها “إسرائيل” في غزة ولبنان.
المصدر: ٢٦ سبتمبر نت
إقرأ أيضاً:
(صحيفة): تصاعد النفوذ الصيني في اليمن يثير قلقاً دولياً
يمن مونيتو/ قسم الأخبار
كشفت مصادر دبلوماسية وعسكرية لـ”العربي الجديد” عن تنامي الدور الصيني في ساحة الصراع اليمنية، وسط مؤشرات متزايدة على انخراط بكين في دعم جماعة الحوثيين بشكل مباشر أو غير مباشر، في تطور يعكس انتقال الحرب بالوكالة بين الولايات المتحدة والصين إلى جنوب الجزيرة العربية.
وتفيد معلومات حصلت عليها “العربي الجديد” من مسؤولين غربيين ومصادر عسكرية يمنية، بأن الأسلحة المتطورة والتقنيات الجديدة التي يستخدمها الحوثيون في استهداف السفن الغربية والطائرات الأميركية المسيّرة، تحمل بصمة صينية واضحة، وهو ما يعد تحولاً نوعياً في خارطة التسليح للجماعة التي طالما اعتمدت على الدعم الإيراني والروسي.
وكانت الخارجية الأميركية قد اتهمت في وقت سابق من أبريل/نيسان الماضي شركة “تشانغ غوانغ” الصينية لتكنولوجيا الأقمار الاصطناعية، بدعم هجمات الحوثيين على المصالح الأميركية عبر تزويدهم بصور أقمار صناعية. واعتبرت المتحدثة باسم الخارجية، تامي بروس، أن استمرار الشركة في دعم الجماعة رغم التحذيرات المتكررة لبيكين، “يؤكد زيف ادعاءات الصين بشأن دعم السلام”.
في المقابل، نفت الخارجية الصينية علمها بالاتهامات، مؤكدة أنها تلتزم بدعم الاستقرار في المنطقة، بينما تتحدث تقارير استخباراتية ودبلوماسية عن تنسيق صيني حوثي غير معلن، تبلور عبر قنوات دبلوماسية في سلطنة عمان، وهدفه تأمين مرور آمن للسفن الصينية في البحر الأحمر وباب المندب، على عكس السفن الغربية التي كانت هدفاً مباشراً لهجمات الجماعة المسلحة.
الأسلحة والتقنيات: من إيران إلى الصين
وتؤكد مصادر عسكرية يمنية لـ”العربي الجديد” أن قوات الجيش اليمني والتحالف العربي صادرت خلال العامين الماضيين معدات وقطع غيار عسكرية متقدمة، بعضها صيني المنشأ، كانت في طريقها إلى الحوثيين. وتشير التحقيقات إلى أن مئات الطائرات المسيّرة التي أُسقطت خلال العمليات العسكرية الأخيرة، تحتوي على مكونات صُنعت في إيران وشرق آسيا، وعلى وجه الخصوص الصين.
ويدعم هذه المعطيات تقرير صادر عن منظمة Conflict Armament Research في مارس/آذار الماضي، كشف عن تهريب خلايا وقود هيدروجين تُستخدم في تصنيع طائرات مسيّرة قادرة على التحليق لمسافات طويلة، وتم التعرف على أجزاء من هذه التقنية كمصنّعة في الصين.
معاملة تفضيلية في الممرات البحرية
في سياق متصل، نقلت “العربي الجديد” عن تقرير لمركز أتلانتيك كاونسل صدر في مايو/أيار الماضي، أن السفن الصينية تبحر دون استهداف في مياه البحر الأحمر، في حين تواجه السفن الغربية تهديداً دائماً من هجمات الحوثيين. ويُرجّح أن ذلك يعود إلى تنسيق مباشر بين مسؤولين حوثيين ونظرائهم الصينيين، توصل إلى تفاهمات حول تجنب السفن التي تحمل العلم الصيني.
وأشار التقرير إلى أن عضو المجلس السياسي الأعلى للحوثيين، محمد علي الحوثي، كان طرفاً مباشراً في هذا التنسيق، الذي توّج باتفاقات “غير رسمية” لتوفير ممرات آمنة.
دبلوماسي يمني: لا بد من موقف حكومي من بكين
رغم تصاعد القلق الدولي، لم تصدر الحكومة اليمنية المعترف بها دولياً أي موقف رسمي حتى الآن تجاه بكين، في وقت تزداد فيه المؤشرات على عمق العلاقة بين الصين والحوثيين.
وفي تصريح خاص لـ”العربي الجديد”، قال دبلوماسي يمني في وزارة الخارجية إن الوقت حان لطلب توضيحات رسمية من الصين بشأن دورها في تسليح الحوثيين أو تسهيل أنشطتهم.
وأضاف أن “الوضع لم يعد يحتمل الحياد، فالصين باتت طرفاً فاعلاً في صراع إقليمي له أبعاد دولية، ويجب على الحكومة اليمنية أن تتحرك لوقف ما يبدو أنه انخراط صيني في حرب وكالة ضد الولايات المتحدة على الأرض اليمنية”.